الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مَوْلِدُهُ: فِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَلَاثِيْنَ وَثَلَاثِ مائَةٍ.
قَالَ الخَطِيْبُ (1) :كَتَبْنَا عَنْهُ، وَكَانَ صَدُوْقاً، غَيْرَ أَنّ سَمَاعَهُ فِي بَعْضِ مَا رَوَاهُ عَنِ النَّجَّاد كَانَ مُضْطرباً، وَمَاتَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
271 - عَطِيَّةُ بنُ سَعِيْدِ بنِ عَبْدِ اللهِ أَبُو مُحَمَّدٍ الأَنْدَلُسِيُّ
الإِمَامُ، الحَافِظُ، القُدْوَةُ الكَبِيْرُ، شَيْخُ الوَقْت، أَبُو مُحَمَّدٍ الأَنْدَلُسِيُّ، القَفْصِيُّ، الصُّوْفِيُّ.
سَمِعَ مِنْ: عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ البَاجِي، وَطَائِفَةٍ بِالأَنْدَلُسِ، وَقَاضِي أَذَنَة عَلِيّ بن الحُسَيْنِ بِمِصْرَ، وَزَاهِر بن أَحْمَدَ بِسَرخس، وَابْن فِرَاس بِمَكَّةَ، وَإِسْمَاعِيْل بن حَاجِب الكُشَانِي (2) بِمَا وَرَاء النَّهر.
وَتلَا بِالأَنْدَلُسِ عَلَى ابْنِ بشرٍ الأَنْطَاكِيّ، وَبِمِصْرَ عَلَى أَبِي أَحْمَدَ السَّامَرِّيّ، وَكَتَبَ الكَثِيْر بِالشَّامِ وَالعِرَاق وَخُرَاسَان وَبُخَارَى.
ثُمَّ اسْتوطن نَيْسَابُوْر مُدَّةً عَلَى قَدِمَ التَّوَكُّل، وَرُزق القَبُولَ، وَكثُر
(1) في " تاريخ بغداد " 10 / 303، 304.
(*) تاريخ بغداد 12 / 322، 323، جذوة المقتبس 319 - 322، الصلة 2 / 447 - 449، بغية الملتمس 433 - 435، تذكرة الحفاظ 3 / 1088، 1089، طبقات الحفاظ 321، 422.
(2)
هذه النسبة إلى الكشانية، وهي بلدة من بلاد السند بنواحي سمرقند على اثني عشر فرسخا منها.
انظر " الأنساب " 10 / 431 وفيه ترجمة إسماعيل هذا، وهو أبو علي إسماعيل بن محمد بن أحمد بن حاجب الحاجبي، آخر من روى " صحيح " البخاري عن الفربري، مات سنة إحدى وتسعين وثلاث مئة، وقد تصحفت نسبة " الحاجبي " في " الجذوة " 320 إلى " الحاجني " وتحرفت في " البغية " 434 إلى " الحاجي ".
أَتْبَاعُهُ وَانْضَمَّ إِلَيْهِ أَصْحَابُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيّ (1) .
قَالَ الخَطِيْبُ: حَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو الفَضْلِ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ المَهْدِيّ قَالَ: وَكَانَ زَاهِداً لَا يَضَعُ جَنْبَهُ إِلَى الأَرْضِ، إِنَّمَا يَنَامُ مُحْتَبِياً.
حَدَّثَ بـ (صَحِيْح البُخَارِيِّ (2)) بِمَكَّةَ، وَكَانَ عَارِفاً بِأَسْمَاءِ الرِّجَال، وَكَانَ يَحْضُرُ السَّمَاع.
وَذَكَرَهُ الدَّانِي فِي طَبَقَات المُقْرِئين، وَقَالَ: كَانَ ثِقَةً، كتب مَعَنَا بِمَكَّةَ، عَنْ أَحْمَدَ بنِ مَتّ البُخَارِيِّ، وَغَيْره.
قَالَ: وَبِمَكَّةَ تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
وَقَالَ غَيْرُهُ (3) :لَمَّا نزح عطيَّةُ إِلَى مَكَّةَ مِنْ بَغْدَادَ كَانَ قَدْ جمع كتباً حَمَلَهَا عَلَى بَخَاتِي (4) كَثِيْرَةٍ، وَلَيْسَ لَهُ إِلَاّ ركوَةٌ وَوِطَاءٌ، وَكَذَلِكَ سَارَ إِلَى الحَجِّ، وَكَانَ كُلّ يَوْم يَعْزِمُ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الْوَفْد، قَالَ منْ رَافقه (5) :مَا رَأَيْتُهُ يَحْمِلُ زَاداً.
قَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ بُنْدَار الشِّيْرَازِيُّ: لَقِيْتُهُ بِبَغْدَادَ وَصَحِبْتُهُ، وَكَانَ مِنَ الإِيثَار وَالسَّخَاء عَلَى أَمرٍ عَظِيْمٍ، وَيَقْتَصِرُ عَلَى فوطَةٍ وَمُرَقَّعَةٍ، وَلَهُ كتبٌ تُحْمَلُ عَلَى جمَال، رَافقتُهُ وَخرجنَا جَمِيْعاً إِلَى اليَاسريَّة عَلَى التَّجْرِيد، فَعَجِبْتُ مِنْ
(1) انظر " جذوة المقتبس " 319 وفيه: حتى ضاق صدر أبي عبد الرحمن به، ثم عاد إلى بغداد.
(2)
بروايته عن إسماعيل بن حاجب الكشاني بما وراء النهر.
انظر " جذوة المقتبس " 320، و" بغية الملتمس " 434، و" تذكرة الحفاظ " 3 / 1088.
(3)
وهو الحميدي في " جذوة المقتبس "320.
(4)
البخاتي جمع، واحده بختي، وهي جمال طوال الاعناق. انظر " لسان العرب ".
(5)
وهو أبو القاسم عبد العزيز بن بندار الشيرازي، كما في " الجذوة "، وسينقل المؤلف كلامه.
حَاله، فَلَمَّا بلغنَا المنزلَة، ذَهَبْنَا نَتَخَلَّلُ الرِّفَاقَ، فَإِذَا شَيْخٌ خُرَاسَانِي حَوْلَهُ حَشَم، فَقَالَ لَنَا انزلُوا: فَجَلَسْنَا، فَأَتَى بِسُفْرَة، فَأَكَلْنَا وَقُمْنَا، فَلَمْ نزل هَكَذَا، يتَّفقُ لَنَا كُلَّ يَوْم مَنْ يُطْعِمُنَا وَيَسْقِيْنَا إِلَى مَكَّةَ، وَمَا حَمَلْنَا مِنَ الزَّاد شَيْئاً، وَحَدَّثَ بِمَكَّةَ (بِالصَّحِيْح) ، فَكَانَ يَتَكَلَّمُ عَلَى الرِّجَال وَأَحْوَالهم، فَيَتَعَجَّبُ مِنْ حَضَرَ، وَتُوُفِّيَ بِمَكَّةَ سَنَة ثَمَان أَوْ تِسْع وَأَرْبَع مائَة (1) .
قَالَ الحُمَيْدِيُّ (2) :لَهُ كِتَابٌ فِي تَجْوِيْزِ السَّمَاعِ، فَكَانَ كَثِيْرٌ مِنَ المَغَاربَة يتحَامَوْنه لِذَلِكَ، وَجَمَعَ طُرُقَ حَدِيْث المِغْفر فِي أَجزَاء عِدَّةٍ.
ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غَالِبٍ بنُ بِشْرَان النَّحْوِيُّ، حَدَّثَنَا عَطِيَّةُ بنُ سَعِيْد، حَدَّثَنَا القَاسِمُ بنُ عَلْقَمَة، حَدَّثَنَا بَهْز (3) .
فَذَكَرَ حَدِيْثاً.
(1) انظر " جذوة المقتبس " 320، 321، و" بغية الملتمس " 433، 434.
(2)
في " جذوة المقتبس " 321 وتمام الخبر: ومن رواه عن مالك بن أنس في أجزاء كثيرة إلا أنه عول في بعضه على لاحق بن حسين.
وحديث المغفر هو في " الموطأ " 1 / 423 في الحج: باب جامع الحج عن الزهري، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة عام الفتح، وعلى رأسه المغفر، فلما نزعه، جاءه رجل فقال: يا رسول الله ابن خطل متعلق بأستار الكعبة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" اقتلوه " وأخرجه البخاري (1846) و (3044) و (4286) و (5808) ومسلم (1357) وأبو داود (2685) والترمذي (1693) والنسائي 5 / 201، والدارمي 2 / 73 و221، وابن ماجة (2805) وأحمد 3 / 109 و164 و180 و186 و224 و231، 232، و240.
(3)
في " الجذوة ": 321: حدثنا محمد بن صالح الطبري بدل " بهز "، قال: حدثنا مرار بن حمويه الهمذاني، حدثنا أبو غسان الكناني، حدثنا مالك، عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: لما ودع أهل خيبر عبد الله بن عمر، قام عمر خطيبا، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عامل يهود خيبر على أموالهم، وقال: نقركم ما أقركم الله وان عبد الله بن عمر خرج إلى ماله بخيبر، فعدي عليه من الليل [ففدعت يداه ورجلاه] وليس لنا هناك عدو غيرهم، وهم عدونا وتهمتنا، وقد رأيت إجلاءهم، فقام إليه ابن أبي الحقيق، فقال: أتخرجنا وقد أقرنا محمد وعاملنا على الاموال؟، فقال له عمر: أتراك نسيت قول رسول الله صلى الله عليه =