الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الله: مبتدأ. وجملة أنجاك: خبره. ومسلمت: مضاف إليه مجرور بالفتحة بدل الكسرة لأنه ممنوع من الصرف، وسكن لأجل الوقف .. قوله: من بعد ما .. وبعد ما .. ومت ..
«ما» مصدرية، دخلت على كانت في بداية البيت الثاني. والمصدر المؤول من (ما وكان) .. مضاف إليه .. والغلصمة: مضاف إليه.
والشاهد: في البيتين: «مسلمت» و «مت» و «الغلصمت» وأمت» أصلها: (مسلمة) و (ما) و (الغلصمة) و (أمة)، أما: مسلمت، وأمت، والغلصمت .. فقلبت هاء التأنيث تاء في الوقف. وقد نصّ ياقوت الحموي في معجم البلدان (ظفار) على أن الوقف على هاء التأنيث بالتاء، لغة حمير، وأما (مت) فأصله (ما) فقلبت الألف هاء ثم قلب هذه الهاء تاء تشبيها لها بهاء التأنيث .. وقد سمعت هذه اللهجة في ديار الجزيرة العربية في أيامنا.
فيقولون (سيارت) و «طيارت» للسيارة والطيارة ..
والمعروف في قاعدة الوقف على ما فيه تاء التأنيث، إذا كانت ساكنة لا تتغير نحو «قامت وقعدت» . وإن كانت متحركة، فإن كانت الكلمة جمعا نحو (مسلمات) وقف عليها بالتاء. وإن كانت مفردة، فالأفصح الوقف بإبدالها هاء. تقول:(هذه رحمه)(وهذه شجره). وبعضهم يقف بالتاء، وقد وقف بعض السبعة بالتاء في قوله تعالى إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ [الأعراف: 56] إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ [الدخان: 43] وسمع بعضهم يقول:
«يا أهل سورة البقرت» ، فقال بعض من سمعه «والله ما أحفظ منها آيت» . ومنه البيتان السابقان. [الخزانة/ 4/ 177، وشرح المفصل/ 5/ 89، وج 9/ 81، والهمع/ 2/ 209، والأشموني/ 4/ 214، واللسان «ما»].
11 - فلو أنّ الأطبّا كان حولي
…
وكان مع الأطبّاء الشّفاة
إذن ما أذهبوا ألما بقلبي
…
وإن قيل الشّفاة هم الأساة
الشفاة: جمع شاف. وتروى «السقاة» جمع ساق، وهو الذي يسقي الدواء للمريض.
والأساة: جمع آس، وهو الطبيب المعالج. والشاهد في البيت الأول «كان» بضم النون، فإنّ هذه الضمة، بدل واو الجماعة المحذوفة والأصل «كانوا حولي» . وجواب «لو» إذن ما أذهبوا.، في أول البيت الثاني. وهذا الشعر تناقله كثير من الرواة، بدون عزو. ونسبة الشعر إلى قائل، لا يدلّ دائما على صحته، فكم من شعر منحول. وكثير من الشواهد المفردة في كتب النحو واللغة، لم تعز لقائل، ولكنها مسموعة من أهل الفصاحة الذين
نقلت اللغة عنهم. حيث كان علماء اللغة يرحلون إلى أعماق البادية لسماع اللغة ..
وحذف واو الجماعة من (كان) التي نقلنا البيت الأول شاهدا لها، نقل الفرّاء في «معاني القرآن» أنها من لغة هوازن وعليا قيس. ونقل هذه اللغة، ثعلب في أماليه، وابن الأنباري في الإنصاف، وابن يعيش في شرح المفصل، وابن هشام في المغني. وعلى هذه اللغة يخرّج الرسم القرآني، وقراءته التي جاء فيها حذف الضمير من آخرها. فقد أورد الفرّاء البيت الشاهد عند قوله تعالى في سورة البقرة فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي، وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ [البقرة: 150]، قال: قوله: واخشوني: أثبت فيها الياء، ولم تثبت في غيرها.
وكلّ ذلك صواب، وإنما استجازوا حذف الياء، لأن كسرة النون تدل عليها، وليست العرب تهاب حذف الياء من آخر الكلام، إذا كان ما قبلها مكسورا. من ذلك «أكرمن» و «أهانن» في سورة الفجر.
وقوله أَتُمِدُّونَنِ بِمالٍ [النمل 36]. ومن غير النون «المناد» [ق 41] و «الداع» [القمر 6 - 8]. وهو كثير. يكتفى من الياء بكسرة ما قبلها. ومن الواو، بضمة ما قبلها، مثل قوله سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ [العلق 18]. ويَدْعُ الْإِنْسانُ [الإسراء 11] .. وما أشبهه.
وقد تسقط العرب الواو، وهي واو جمع، اكتفاء بالضمة مثلها، فقالوا: في «ضربوا» قد ضرب. وفي قالوا: قد قال. وأنشدني بعضهم:
إذا ما شاء ضرّوا من أرادوا
…
ولا يألو لهم أحد ضرارا
وأورد صاحب «الكشاف» البيت في سورة (المؤمنون) شاهدا لقراءة من قرأ «قد أفلح» بضم الحاء، اجتزاء بالضمة عن الواو والأصل: قد أفلحوا، على لغة «أكلوني البراغيث» .
ونقل ابن هشام في المغني، في الجهة الرابعة من الكتاب الخامس عن التبريزي في قراءة يحيى بن يعمر عَلَى الَّذِي
أَحْسَنَ
[الأنعام 154]. بالرفع، أن أصله «أحسنوا» فحذفت الواو اجتزاء عنها بالضمة. كما قال: إذا ما شاء ضروا .. البيت.
ثم قال: وحذفت الواو. وإطلاق «الذي» على الجماعة ليس بالسهل. والأولى قول الجماعة إنه بتقدير مبتدأ. أي: هو أحسن. وأما قول بعضهم في قراءة ابن محيصن لِمَنْ أَرادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ. [البقرة 233]. إنّ الأصل، أن يتموا بالجمع، فحسن، لأنّ الجمع على معنى (من) ولكن أظهر منه قول الجماعة: إنه جاء على إهمال أن الناصبة ..