الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثانياً: اختلاف السياق
اختلافُ سياقِ الرواياتِ بابٌ واسعٌ، أكثرُه لا يندرجُ تحتَ ضابطٍ، وبعضُه يُمكنُ إدراجُه تحتَ ضابطٍ، ومثالُه:
[1]
السياقُ المركبُ مِن عدةِ رواياتٍ.
كأنْ يوجدَ في أحدِ الأجزاءِ حديثٌ فيه أكثرُ مِن فقرةٍ، ولا يوجدُ الحديثُ بتلكَ السياقةِ في الأصولِ، وإنَّما هو فيه مفرقاً بلفظِه أو معناهُ. وهذا كثيراً ما يأتي، والأمرُ فيه سهلٌ، فليسَ مِن شرطِ الزوائدِ.
* مثل ما في أمالي الشجري (2/ 213) عن عروةَ قالَ سألتُ عائشةَ: كيفَ كانتْ معيشتُكم على عهدِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ? فقالتْ: واللهِ ما شبعَ آلُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم شهراً قطُّ مِن خبزِ الشعيرِ، ولا شَبعوا ثلاثةَ أيامٍ تباعاً مِن خبزِ البرِّ، ولا رفعتْ مِن قدامِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كسرةُ خبزٍ فضلاً عن الشبعِ، ولا فضلَ عنهم التمرُ حتى فُتحت قريظةُ. فقراتُه الثلاثة الأولى في المسند الجامع (17324) وما بعده مِن طريقِ عروةَ وغيرِه. والفقرةُ الأخيرةُ هي بمعنى ما أخرجَه البخاري (4242) عن عائشةَ قالتْ: لما فُتحت خيبرُ قُلنا الآنَ نشبعُ مِن التمرِ.
* وما في جزء البطاقة (7) وغيرِه عن أبي هريرةَ مرفوعاً: «أكثِروا مِن شهادةِ أن لا إلهَ إلا اللهُ قبلَ أن يحالَ بينَكم وبينَها ولقِّنوها مَوتاكم» . هذا سياقٌ مركبٌ مِن روايتينِ، الأُولى عندَ أحمد (2/ 359) بلفظِ:«جدِّدوا إيمانَكم» قيلَ: يا رسولَ اللهِ وكيفَ نجددُ إيمانَنا قالَ: «أكثِروا مِن قولِ لا إلهَ إلا اللهُ» . والثانيةُ عندَ مسلمٍ (916) بلفظِ: «لقِّنوا مَوتاكم لا إلهَ إلا اللهُ» . أمَّا زيادةُ: «قبلَ أن يحالَ بينَكم وبينَها» ،
فهي زيادةُ قيدٍ، وهي ليستْ على شَرطي كما تقدمَ.
* وما في مسند الشاميين (649) عن ابنِ عمرَ قالَ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «يدخلُ فقراءُ أُمتي الجنةَ قبلَ أغنيائِهم بأربعينَ خريفاً» ، قالوا: مَن هم يا رسولَ اللهِ؟ صِفْهم لنا، قالَ:«هم الشَّعثةُ رؤوسُهم، الدَّنسةُ ثيابُهم، الذينَ لا يُؤذنُ لهم على السُّداتِ، ولا ينكحونَ المُتنعماتِ، تُوكلُ بهم مشارقُ الأرضِ ومغاربُها، يُعطُون كلَّ الذي عليهم ولا يُعطَون كلَّ الذي لهم» . شطرُه الأولُ في المسند الجامع (7324) مِن وجهٍ آخرَ عن ابنِ عمرَ بنحوه. وكذا شطرُه الثاني (8177).
ومثلُ هذا لا أذكرُه في الزوائدِ.
[2]
الاختلافُ في صيغةِ الأمرِ والنهيِ.
كأَن يكونَ الحديثُ في الأصولِ بلفظِ الأمرِ أو النهيِ، ويأتي في غيرِه باللفظِ الصريحِ.
* كحديثِ ابنِ عمرَ في المسند الجامع (7742) أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهى عن بيعِ الثمارِ حتى يَبدو صلاحُها. هو في حديثِ أبي الفضل الزهري (313) مرفوعاً بلفظِ: «لا تَبايعوا الثمرَ حتى يبدوَ صلاحُه» .
* وحديثُ سعدِ بنِ أبي وقاصٍ في المسند الجامع (4083): أَمرَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بقتلِ الوزغِ. أخرجه ابن طهمان في مشيخته (48) مرفوعاً بلفظِ: «اقتُلوا الوزغَ» .
أو عكس ذلك.
* كحديثِ ابنِ عمرَ مرفوعاً: «مَن جاءَ مِنكم الجمعةَ فليغتسلْ» ، أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (1782) بلفظِ: كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يأمرُ بالغسلِ يومَ الجمعةِ.
وأمثلةُ هذا كثير. ومثلُ هذا لا أَذكرُه في الزوائدِ.
* ويلتحقُ بذلكَ ما كانَ في مَعنى الأمرِ والنهيِ.
أَعني ما جاءَ بلفظٍ يفيدُ الأمرَ أو النهيَ ولم يأتِ باللفظِ الصريحِ في ذلكَ: افعَلوا أو لا تَفعلوا.
* كما في معجم ابن المقرئ (464) مِن حديثِ ابنِ أبي أَوفى مرفوعاً: «نبيذُ الجرِّ الأخضرِ حرامٌ» . هو في المسند الجامع (5675) بلفظِ: نَهى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن نبيذِ الجرِّ الأخضرِ.
* وما في الفوائد لابن مندة (8) عن جابرٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لا شغارَ في الإسلامِ» . هو في المسند الجامع (2489) بلفظِ: نَهى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن الشغارِ.
* وما في حديث ابن مقسم العطار (3) عن أبي هريرةَ مرفوعاً: «بئسَ الكسبُ أجرُ الزمارةِ وثمنُ الكلبِ» . هو في المسند الجامع عن أبي هريرةَ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نَهى عن ثمنِ الكلبِ وكسبِ الإماءِ. انظر (13647) وما بعده.
فهذا أيضاً لا أذكرهُ في الزوائدِ.
[3]
الاختلافُ في الجزاءِ.
* نحو ما في جزء فيه ما انتقى ابن مردويه على الطبراني (31) عن أنسٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«مَن كانتْ له ابنتانِ أو أختانِ فأحسَنَ إليهما كنَّ له حجاباً مِن النارِ» . هو في المسند الجامع (1015) مِن وجهٍ آخرَ عن أنسٍ بلفظِ: « .. كنتُ أنا وهو كهاتَين» ، وأشارَ بالسَّبابةِ والوسطى.
* وما في مسند الشاميين (1652) مِن حديثِ معاذٍ مرفوعاً: «مَن شهدَ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأنِّي رسولُ اللهِ يرجعُ ذاكم إلى قلبِ مؤمنٍ دخلَ الجنةَ» . هو في المسند الجامع (11489) مِن وجهٍ آخرَ عن معاذٍ بلفظِ: « .. غفرَ اللهُ له» .
* وفيه أيضاً (3572) عن أبي بكرٍ الصديقِ مرفوعاً: «مَن ولَّى ذا قرابةٍ محاباةً
وهو يجدُ خيراً مِنه لم يرحْ رائحةَ الجنةِ». هو في المسند الجامع (7144) بلفظِ: «مَن وليَ مِن أمرِ المسلمينَ شيئاً فأمَّر عليهم أحداً محاباةً فعليهِ لعنةُ اللهِ لا يقبلُ اللهُ مِنه صرفاً ولا عدلاً حتى يدخلَه جهنمَ» .
* وما في حديث أبي الفضل الزهري (421) عن أبي هريرةَ مرفوعاً: «مَن رأى أحداً به بلاءٌ فقالَ: الحمدُ للهِ الذي عَافاني مما ابتلاهُ به، وفضَّلني عليه وعلى كثيرٍ ممن خلقَ تفضيلاً، فقد أدَّى شكرَ تلكَ النعمةِ» . هو عندَ الترمذي (14394) بلفظِ: «لم يصبْه ذلكَ البلاءُ» . وروايةُ أبي الفضلِ الزهري ذكرَها الهيثميُّ في المجمع (10/ 138) وقالَ: رواه الترمذي باختصارٍ.
* وما مسند الشاميين (244) عن معاذٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن حرسَ مِن وراءِ المسلمينَ للهِ بُعثَ مع النبيينَ والصِّديقينَ والشهداءِ والصالحينَ» . هو في المسند الجامع (11472) بلفظِ: « .. لم يرَ النارَ بعَينيهِ إلا تحلَّةَ القسمِ» .
* وما في الأربعين في الجهاد لأبي الفرج المقرئ (ص 31) عن أنسِ بنِ مالكٍ قالَ: سألتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن أجرِ الرباطِ، فقالَ:«مَن رابطَ حارساً مِن وراءِ المسلمينَ كانَ له مثلُ أجرِ مَن خَلَّفه ممن صامَ وصلَّى» . هو في المسند الجامع (1240) مِن وجهٍ آخرَ عن أنسٍ مرفوعاً: «حرسُ ليلةٍ في سبيلٍ اللهِ أفضلُ مِن صيامِ رجلٍ وقيامِه في أهلِه ألفَ سنةٍ» .
وهذا الحديثُ ذكره الهيثمي في المجمع (5/ 289).
* وما في حديث عيسى بن سالم الشاشي للبغوي (2) عن خُريمِ بنِ فاتكٍ الأسديِّ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«مَن أَنفقَ نفقةً في سبيلِ اللهِ جُعلتْ في ميزانِه كلَّ غداةٍ» . هو في المسند الجامع (3614) بلفظِ: «مَن أَنفقَ نفقةً في سبيلِ اللهِ كُتبتْ له بسبعمئةِ ضعفٍ» .
* وما في مصنفات الأصم (36) عن أبي أمامةَ مرفوعاً: «إنَّه لا يلبسُ الحريرَ
في الدُّنيا إلا مَن لا خَلاقَ له في الآخرةِ». هو في المسند الجامع (5276) بلفظِ: «مَن لبسَ الحريرَ في الدُّنيا لم يلبسْه في الآخرةِ» .
ومثلُ هذا لا أَذكرُه في الزوائدِ.
[4]
الاختلافُ في التعيينِ والتقديرِ.
* كما في معجم ابن المقرئ (728) عن أنسٍ قالَ: تزوجَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حفصةَ وأولَمَ عليها خبزاً وسويقاً. هو في المسند الجامع (740) أنَّه أولَمَ على صفيةَ.
وقد عدَّ الهيثميُّ روايةً قريبةً مِن هذه زائدةً، فقالَ في المجمع (4/ 50): عن أنسٍ قالَ: أولَمَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم على أمِّ سلمةَ بتمرٍ وسمنٍ. قلتُ: له في الصحيحِ الوليمةُ على صفيةَ وهذا على أمِّ سلمةَ.
* وما في الغيلانيات (730) مِن حديثِ سبرةَ بنِ معبدٍ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نَهى عن نكاحِ المتعةِ زمانَ الحديبيةِ. هو في المسند الجامع (3985) بلفظِ: عام الفتحِ.
* وما في مسند الشاميين (2469) عن أمِّ هانئٍ، أنَّها أتت رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهو بمكةَ لبعضِ حاجتِها فوجدَته يُصلي صلاةَ الضُّحى ستَّ ركعاتٍ. هو في المسند الجامع مِن طرقٍ عنها: ثمان ركعاتٍ، وفي أحدِها: أربع ركعاتٍ. انظر (17361) وما بعده.
وروايةُ الطبراني ذكرَها الهيثميُّ في المجمع (3/ 238) وقالَ: رواه الطبراني في الكبيرِ والأوسطِ وإسنادُه حسنٌ، ولها حديثٌ في الصحيحِ أنَّه صلَّاها ثمانِ ركعاتٍ.
* وما في أحاديث ابن حيان (10) عن أبي موسى قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الساعةُ التي تُرجى فيها يوم الجمعةِ عندَ نزولِ الإمامِ» . هو في المسند الجامع (8806) بلفظِ: «هي ما بينَ أَن يجلسَ الإمامُ إلى أَن تُقضى الصلاةُ» .
* وما في أمالي الخلال (60) عن ابنِ عمرَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قالَ في الذي
يموتُ وعليهِ رمضانُ لم يقضِهِ: «فليُطعمْ عنه لكلِّ يومٍ نصفَ صاعٍ مِن بُرٍّ» . هو في المسند الجامع (7660) بلفظِ: « .. فليُطعم عنه مكانَ كلِّ يومٍ مسكيناً» .
* وما في مسند أبي حنيفة (ص 237) مِن حديثِ صفوانَ بنِ عسالٍ مرفوعاً: «يُفتحُ بابٌ في المشرقِ مسيرةُ سبعمئةِ خريفٍ للتوبةِ» . هو في المسند الجامع (5392) بلفظِ: «إنَّ اللهَ جعلَ في المغربِ باباً عرضُه مسيرةُ سبعينَ باباً للتوبةِ» .
* وما في المحامليات (272) عن أبي هريرةَ مرفوعاً: «فضلُ صلاةِ الجماعةِ على صلاةِ الفذِّ بسبعينَ درجةً» . هو في المسند الجامع (13009) وما بعده: «بسبعٍ وعشرينَ» ، وفي روايةٍ:«بخمسٍ وعشرينَ» .
* وما في مصنفات ابن البختري (134) عن أبي هريرةَ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إنَّ ضعفاءَ المسلمينَ يسبقونَ إلى الجنةِ بأربعينَ عاماً» . هو في المسند الجامع (15017) بلفظِ: « .. بنصفِ يومٍ خمسمئةِ عامٍ» .
ومثلُ هذا لا أَذكرُه في الزوائدِ.
وقد وقفت على بعضِ الأمثلةِ مِن هذا البابِ وافقَني فيها الهيثمي:
* المعجم الكبير للطبراني (12825) عن ابنِ عباسٍ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم جمعَ بينَ الصلاتينِ في غزوةِ بَني المصطلقِ. هو عندَ مسلم (705) في غزوةِ تبوكَ. وليس في المجمع.
* و (11604) عن ابنِ عباسٍ قالَ: كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وعائشةُ رضي الله عنها يَغتسلانِ مِن إناءٍ واحدٍ فيتنازعانِ الماءَ. و (12016) عن ابنِ عباسٍ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وعائشةُ اغتَسلا مِن إناءٍ واحدٍ مِن جنابةٍ وتَوضيا جميعاً للصلاةِ.
هو عندَ البخاري (253) بلفظِ: أنَّ النبىَّ صلى الله عليه وسلم وميمونة كانا يَغتسلان مِن إناءٍ واحدٍ. وليس في المجمع.
في حين أنَّ الهيثميَّ قد ذكرَ في الزوائدِ رواياتٍ مِن هذا البابِ:
* فقالَ في المجمع (4/ 193): وعن عبدِاللهِ - يعني ابنَ مسعودٍ - يرفعُه قالَ: «يُؤتى بالقاضي يومَ القيامةِ فيوقفُ على شفيرِ جهنمَ فإِن أُمرَ به ودفعَ فهَوى فيها سبعينَ خريفاً» . قلت: رواه ابنُ ماجه إلا أنَّه قالَ: «أربعينَ خريفاً» .
* وقالَ أيضاً (6/ 294) عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن قتلَ نفساً معاهدةً بغيرِ حقِّها لم يرحْ رائحةَ الجنةِ وإنَّ ريحَ الجنةِ يوجدُ مِن مسيرةِ مئةِ عامٍ» . قلتُ: رواه الترمذي وابنُ ماجه إلا أنَّه قالَ: «مِن مسيرةِ سبعينَ عاماً» .
* وقالَ أيضاً (2/ 13) وعن أنسِ بنِ مالكٍ قالَ: انصرفَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نحوَ بيتِ المقدسِ وهو يُصلي الظهرَ وانصرفَ بوجهِه إلى الكعبةِ فقالَ: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا} [البقرة: 142]، قلتُ: حديثُ أنسٍ في الصحيحِ إلا أنَّه جعلَ ذلكَ في صلاةِ الصبحِ وهنا الظهر.
[5]
الاختلافُ بينَ صيغَتي القولِ والفعلِ.
كالأحاديثِ التي تكونُ في الأصولِ مِن قولِه صلى الله عليه وسلم، وتُروى في غيرِها مِن فعلِه، أو تكونُ فيها مِن فعلِه وتُروى خارجَها مِن قولِه.
* مثل حديثِ أنسٍ في معجم ابن المقرئ (108) مرفوعاً: «إذا شَربتَ فتنفَّسْ ثلاثاً» . هو في المسند الجامع (897) بلفظِ: كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يتنفسُ في الإناءِ ثلاثاً.
* وحديث ابنِ عمرَ في معجم ابن جميع الصيداوي (214) أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يُخرجُ زكاةَ الفطرِ صاعاً مِن تمرٍ .. . هو في المسند الجامع (7488) بلفظِ: فرضَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم زكاةَ الفطرِ صاعاً .. .
* وحديث أبي هريرةَ عند ابن الأعرابي (446) أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم توضأَ مما غَيرت النارُ. هو في المسند الجامع (12782) مِن قولِه صلى الله عليه وسلم: «توضَّؤوا مما غيَّرت النارُ» .
* وما في المجالسة (2567) وغيره عن سمرةَ بنِ جندبٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «شعارُ المُهاجرينَ عبدُللهِ، وشعارُ الأَنصارِ عبدُالرحمنِ» . هو في المسند الجامع (5021) عن سمرةَ قالَ: كانَ شعارُ المُهاجرينَ عبدَاللهِ، وشعارُ الأَنصارِ عبدَالرحمنِ.
* وما في جزء فيه ما انتقى ابن مردويه على الطبراني (88) وغيرِه عن أنسٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ هذه الحشوشَ مُحتضرةٌ، فإذا دخلَها أحدُكم فليقُل: اللهمِّ إنِّي أعوذُ بكَ مِن الخبثِ والخبائثِ» ، هو في المسند الجامع (269) بلفظِ: كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا دخلَ الخلاءَ قالَ .. .
* وما في المجالسة (435)(2770) عن ابنِ عباسٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«كلماتُ الفرجِ: لا إلهَ إلا اللهُ الحليمُ الكريمُ، لا إلهَ إلا اللهُ العليُّ العظيمُ، لا إلهَ إلا اللهُ ربُّ السماواتِ السبعِ، وربُّ العرشِ الكريمِ» . هو في المسند الجامع (6781) بلفظِ: إنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يقولُ عندَ الكربِ .. .
* وما في أمالي عبدالرزاق (2) مِن حديثِ عائشةَ قالتْ: كانَ أبغضَ الرجالِ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الأَلدُّ الخصِمُ. هو في المسند الجامع (16987) مرفوعاً بلفظ: «أبغضُ الرجالِ إلى اللهِ الألدُّ الخصمُ» .
* وما في معجم ابن الأعرابي (1072) وغيرِه عن عائشةَ قالتْ: كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يحبُّ الرفقَ في الأمورِ كلِّها. هو في المسند الجامع (17043) بلفظِ: «إنَّ اللهَ يحبُّ الرفقَ في الأمرِ كلِّه» .
ومثلُ هذا كثيرٌ، وهذا لا أَذكرُه في الزوائدِ.
[6]
الاختلافُ بينَ صيغةِ الحديثِ القدسيِّ وقولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
* كما في الفوائد المنتقاة من حديث أبي عمرو السمرقندي (60) عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مثلُ الغازي في سبيلِ اللهِ مثلُ القانتِ القائمِ لا يفترُ مِن
صلاةٍ ولا صومٍ حتى يرجعَ، وقالَ ربُّكم: الغازي عليَّ مضمونٌ إن أقلبتُه أقلبتُه بأجرٍ وغنيمةٍ، وإن توفيتُه غفرتُ له». شطرُه الثاني في المسند الجامع مِن قولِه صلى الله عليه وسلم:«تضمَّن اللهُ لمن خرجَ في سَبيلي .. » . انظر (14568) وما بعده.
ومثلُ هذا لا أَذكرُه في الزوائدِ.
وهذا بخلافِ صنيعِ الهيثمي في المجمع (1/ 82) حيثُ قالَ: وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «قالَ اللهُ: عَبدي المؤمنُ أحبُّ إليَّ مِن بعضِ ملائكتي» . رواه الطبراني في الأوسطِ وفيه أبو المهزمِ وهو متروكٌ، وهو عندَ ابنِ ماجه مِن قولِه صلى الله عليه وسلم:«المؤمنُ أكرمُ على اللهِ مِن بعضِ ملائكتِه» .
* ويلتحقُ بهذا أَن يكونَ الحديثُ مِن قولِه صلى الله عليه وسلم ويُروى مِن كلامِ جبريلَ أو العكس.
* كما في مسند الشاميين (822) عن أبي أمامةَ مرفوعاً: «ما زالَ جبريلُ يُوصيني بالجارِ حتى ظننتُ أنَّه سيورثُه» . هو في المسند الجامع (5294) بلفظِ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُوصي بالجارِ حتى ظننتُ أنَّه سيورثُه.
وكذلكَ فعلَ الهيثميُّ فيما أخرجه الطبراني (13531) عن ابنِ عمرَ قالَ: أوصانا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بالجارِ حتى رأَينا أنَّه سيورثُه، فلم يوردْه في المجمعِ، فهو في المسند الجامع (8029) مِن قولِه صلى الله عليه وسلم.
* وكذلكَ حديث ابنِ عباسٍ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «أَتاني جبريلُ عليه السلام في ثلاثٍ بقينَ مِن ذي القعدةِ فقالَ: دخلَت العمرةُ في الحجِّ إلى يومِ القيامةِ» . أخرجه الطبراني (12961)، وهو عند مسلم (1241) وغيرِه مِن قولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم دونَ ذكرِ جبريلَ. ولم يذكرْه في المجمع.
مع أنَّه ذكرَ في المجمع بضعةَ أحاديثَ مِن هذا البابِ.
* فقالَ في المجمع (4/ 202) وعن جابرِ بنِ عبدِاللهِ الأنصاري قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أمرَني جبريلُ عليه السلام أَن أقضيَ باليمينِ مع الشاهدِ» . قلت: روى له ابنُ ماجه: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قَضى باليمينِ مع الشاهدِ.
* وقالَ في (5/ 91) عن أبي الحكمِ البجليِّ قالَ: دخلتُ على أبي هريرةَ وهو يحتجمُ فقالَ: يا أبا حكيمٍ أتحتجمُ؟ فقلتُ: ما احتجمتُ قطُّ، قالَ أبو هريرة: أنبأنا أبو القاسمِ صلى الله عليه وسلم أنَّ جبريلَ أخبرَه: أنَّ الحجامةَ أنفعُ ما تَداوى به الناسُ». قلت: رواه أبو داودَ وابنُ ماجه خلا ذكر جبريلَ عليه السلام.
[7]
الاختلافُ في النفيِ والإثباتِ.
* مثل ما أخرجَه الإسماعيلي في معجمه (372) عن ابنِ عباسٍ، أنَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رملَ في السبعِ الذي أفاضَ فيه. هو في المسند الجامع (6370) بلفظِ: لم يرملْ.
* وما أخرجَه ابن المظفر في غرائب مالك (10) عن عائشةَ قالتْ: صُلِّي على ابنِ بيضاءَ في المسجدِ. هو في المسند الجامع (16387) بلفظِ: لقد صلَّى .. .
* وما أخرجه الذهبي في معجمه الكبير (1/ 435 - 436) عن أنسٍ قالَ: كُنا إذا نزلْنا منزلاً سبَّحنا حتى نحطَّ الرحالَ. هو في المسند الجامع (524) بلفظِ: .. لا نُسبحُ حتى نحلَّ الرحالَ.
ومثلُ هذا أَذكرُه في الزوائدِ.
* هذا بخلافِ الروايةِ بالمعنى المقابلِ.
كما في الجعديات (3579) عن عائشةَ قالتْ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يا عائشةُ، مَن حُرمَ حظَّه مِن الرفقِ حُرمَ حظَّه مِن خيرِ الدُّنيا والآخرةِ» . هو في المسند الجامع (16969) بلفظِ: «مَن أُعطيَ حظَّه مِن الرفقِ .. » .
فمثلُ هذا لم أذكرْه في الزوائدِ، فالمعنيانِ متلازمانِ متقابلانِ. واللهُ أعلمُ.
* نتيجةُ ما سبقَ
هذا ما استطعتُ أَن أضبطَه مِن مظاهرِ اختلافِ السياقِ. وبقيَ الكثيرُ مِن ذلكَ مما لا يندرجُ تحتَ أحدِ الضوابطِ السابقةِ. إنَّما هو اختلافٌ في الألفاظِ وسياقِ الرواياتِ، مَع بقاءِ الحديثِ ضمنَ المعنى العامِّ في المدحِ أو الذمِّ والترغيبِ والترهيبِ وغيرِ ذلكَ.
وقد يكونُ الاختلافُ يسيراً وقد يكونُ كبيراً، وقد يظهرُ لي في بعضِ الأحاديثِ أنَّه اختلافٌ يسيرٌ لا يَستدعي ذكرَ الحديثِ في الزوائدِ، ويراهُ غَيري بخلافِ ذلكَ، فليستْ هنا ضوابطُ دقيقةٌ يتفقُ فيها النظرُ والاجتهادُ. وهنا مكمنُ الصعوبةِ والحيرةِ التي عانيتُ مِنها كثيراً، ولربَّما تغيرَ اجتِهادي في الحديثِ أكثرَ مِن مرةٍ، لكنَّني حاولتُ أن أَبقى ضمنَ القاعدةِ الكليةِ التي درجتُ عَليها:
إذا دارَ الأمرُ بينَ ذكرِ الروايةِ في الزوائدِ وبينَ ذكرِها في الذيلِ والتنبيهِ على الاختلافِ في اللفظِ فهو الأفضلُ، واللهُ أعلمُ.
* وأسوقُ فيما يَلي أمثلةً متفرقةً مِن الاختلافِ في السياقِ الذي لا يَستدعي في نَظري أن يُذكرَ الحديثُ في الزوائدِ، لعلَّه يوضحُ إلى حدٍّ ما النهجَ الذي سرتُ عليه:
* مسند الشاميين (2320) عن أنسِ بنِ مالكٍ مرفوعاً: «لا يَنبغي للمسلمِ أَن يهجرَ أخاهُ فوقَ ثلاثةِ أيامٍ، والسلامُ يقطعُ الهجرةَ» .
وجزء الأنصاري (1) وغيرُه عنه بلفظِ: «لا هجرةَ بينَ المسلمينَ فوقَ ثلاثٍ» .
هما في المسند الجامع (1005) بلفظِ: «لا يحلُّ لمسلمٍ أَن يهجرَ أخاهُ فوقَ ثلاثِ ليالٍ، يلتقيانِ فيصدُّ هذا ويصدُّ هذا، وخيرُهما الذي يبدأُ بالسلامِ» .
* الغيلانيات (1088) عن أنسٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أنا زعيمٌ ببيتٍ في عرفِ الجنةِ، وببيتٍ في فناءِ الجنةِ، وببيتٍ في وسطِ الجنةِ لمن تركَ الكذبَ وإنْ كانَ
مازحاً، ولمن تركَ المراءَ وإنْ كانَ محقاً، ولمن حسُنَ خلقُه». هو في المسند الجامع (1037) بلفظِ:«مَن تركَ الكذبَ وهو باطلٌ بُني له قصرٌ في ربضِ الجنةِ، ومَن تركَ المراءَ وهو محقٌّ بُني له في وسطِها، ومَن حسنَ خلقُه بُني له في أَعلاها» .
* مسند الشاميين (2443) عن بريدةَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أحلَّ نبيذَ الجرِّ بعدَ إذ حرَّمه. هو في المسند الجامع (1846) مرفوعاً بلفظِ:«نَهيتكم عن النبيذِ إلا في سقاءٍ فاشرَبوا في الأسقيةِ كلِّها .. » .
* معجم ابن الأعرابي (863) عن جابرٍ مرفوعاً: «أحسِنوا الظنَّ باللهِ» . هو في المسند الجامع (3035) بلفظِ: «لا يموتنَّ أحدُكم إلا وهو يحسنُ الظنَّ باللهِ» .
* حديث أبي بكر الأبهري (29) عن جابرٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«أَجلِسْ خادِمَك الذي يَقومُ عليكَ ويَصنعُ طعامَكَ مَعك، فإنْ لم تفعلْ فناوِلْه لُقمةً» . هو في المسند الجامع (2800) عن أبي الزبيرِ، أنَّه سألَ جابراً عن خادمِ الرجلِ إذا كفاهُ المشقةَ والحرَّ، فقالَ: أمرَنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن ندعوَه، فإنْ كرهَ أحدٌ أَن يطعمَ مَعه فليُطعمه أكلةً في يدِه.
* مصنفات الأصم (435) عن جابرٍ مرفوعاً: «لو أنَّ رجلاً تزوجَ امرأةً على ملءِ كفٍّ مِن طعامٍ لكانَ ذلكَ صداقاً» . هو في المسند الجامع (2501) بلفظِ: «مَن أَعطى في صداقِ امرأةٍ ملءَ كفَّيه سويقاً أو تمراً فقد استحلَّ» .
* أمالي ابن سمعون (105) عن جابرٍ قالَ: نَهى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَن تُتطلَّب عثراتُ النساءِ. هو عندَ مسلم (3/ 1528) عن جابر قالَ: نَهى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَن يطرقَ الرجلُ أهلَه ليلاً يتخوَّنهم أو يلتمسُ عثراتِهم.
* حديث ابن مخلد العطار عن ابن كرامة وغيره (67) عن جابرٍ قالَ: كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم لا يكادُ يَدعُ في بيتِه يومَ عيدٍ مِن أهلِهِ أحداً إلا أَخرجَهُ. هو في المسند الجامع (2315) بلفظِ: كانَ يَخرجُ في العيدِ ويُخرجُ أهلَه.
* فوائد تمام (1026) عن حمزةَ الأسلميِّ أنَّه سألَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن الصيامِ في السفرِ، فقالَ:«أي ذلكَ أيسرُ عليكَ فافعلْ» . هو في المسند الجامع (3471) بلفظِ: «إنْ شئتَ فصُم وإنْ شئتَ فأفطرْ» .
* فوائد تمام (1645) عن أبي سعيدٍ الخدري مرفوعاً: «لا يضرُّ أحدَكم أَن يصليَ في ثوبٍ واحدٍ مشتملاً، وليعقدْ طرفَه يتفرغْ لصلاتِه» . هو في المسند الجامع (4230) بلفظِ: «إذا صلَّى أحدُكم في ثوبٍ فليجعلْ طرفَه على عاتقَيه» .
* أمالي ابن بشران (441) عن أبي سعيدٍ الخدريِّ قالَ: سمعتُ النبيَّ سئلَ عن العزلِ فقالَ: «لا عَليكم أن تفعَلوا، إن يكنْ مما أخذَ اللهُ عز وجل مِنها الميثاقَ فكانتْ على صخرةٍ لنفخَ فيها الروحَ» .
هو بمَعنى ما في المسند الجامع عن أبي سعيدٍ بلفظِ: «ما عَليكم ألا تَفعلوا، ما مِن نسمةٍ كائنةٍ إلى يومِ القيامةِ إلا وهي كائنةٌ» . وفي روايةٍ: «فإنَّ اللهَ لم يقضِ لنفسٍ أن يخلقَها إلا هي كائنةٌ» . وفي أُخرى: «فإنَّه ليستْ نفسٌ مخلوقةٌ إلا الله خالقُها» . انظر (4391) وما بعده.
وهذا بخلافِ رواية الأصم (267) عن أبي سعيدٍ، عن النبيِّ أنَّه سئلَ عن العزلِ فقالَ:«لا يضرُّ أحدَكم أن يقضيَ حاجتَه، فواللهِ لئنْ قَضى اللهُ أن تحملَ لتحملنَّ وإنْ عزلَ عَنها» . فقد ذكرتُها في الزوائدِ (1802)، لأنَّني نظرتُ في سياقِها فوجدتُه يَستدعي ذلكَ، ويَبقى الأمرُ محلَّ نظرٍ واجتهادٍ، واللهُ أعلمُ.
* مسند أبي حنيفة (ص 36) عن طلحةَ بنِ عُبيدِاللهِ قالَ: تَذَاكرنا لحمَ الصيدِ يأكلُهُ المُحرمُ والنبيُّ صلى الله عليه وسلم نائمٌ وارتَفَعتْ أَصواتُنا، فاستيقَظَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ:«فيمَ تَتَنازعون؟» قُلنا: في لحمِ صيدٍ يأكلُهُ المحرمُ، فأَمَرَنا بأكلِهِ. هو في المسند الجامع (5451) عن عبدِالرحمنِ بنِ عثمانَ التيميِّ قالَ: كُنا مع طلحةَ بنِ عبيدِاللهِ ونحن حُرمٌ فأُهدي له طيرٌ وطلحةُ راقدٌ، فمِنا مَن أكلَ ومِنا مَن تورَّع، فلمَّا استيقظَ طلحةُ
وفَّق مَن أكلَه وقالَ: أكلناهُ مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
* مسند الشاميين (291)(2234) عن عُبادةَ بنِ الصامتِ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«مَنْ صلَّى خلفَ الإمامِ فليقرَأْ بفاتحةِ الكتابِ» .
ومعجم ابن الأعرابي (278) بلفظِ: «مَن صلَّى وراءَ الإمامِ فلا يقرأْ إلا بأمِّ القرآنِ، فإنَّه لا صلاةَ لمن لم يقرأْها» .
هو في المسند الجامع بلفظِ: «إنِّي أَراكم تقرؤونَ وراءَ إمامِكم .. فلا تَفعلوا إلا بأمِّ القرآنِ، فإنَّه لا صلاةَ لمن لم يقرأْ بها» . وفي روايةٍ: «هل تقرؤونَ إذا جهرتُ بالقراءةِ .. فلا تقرؤوا بشيءٍ مِن القرآنِ إذا جهرتُ إلا بأمِّ القرآنِ» . انظر (5543) وما بعده.
وهذا الحديثُ ذكرَه الهيثميُّ في المجمع (2/ 111) وقالَ: له حديث في الصحيحِ بغيرِ سياقِه.
قلتُ: وهذه الروايةُ التي ذكرَها الهيثمي فيها عمومٌ أكثرُ مِن رواياتِ المسند الجامع، فهي تعمُّ كلَّ صلاةٍ خلفَ الإمامِ، جهرَ بالقراءةِ أم لم يجهرْ، ففيها مَعنى زائدٌ، لكنَّني أفضلُ أَن أذكرَ مثلَ هذه الرواياتِ في الذيلِ كما أَسلفتُ مراراً.
* أمالي ابن بشران (1297) عن ابنِ عمرَ مرفوعاً: «كلُّ يمينٍ يُحلف بها دونَ اللهِ فهو شركٌ» . هو في المسند الجامع (7813) بلفظِ: «مَن حلفَ بغيرِ اللهِ فقَد أشركَ» .
* أمالي ابن بشران (533) عن ابنِ عمرَ قالَ: كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم لا يَتعار ساعةً مِن الليلِ إلا أَجرى السواكَ على فيه. هو عندَ أحمد (2/ 117) أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ لا ينامُ إلا والسواكُ عندَه، فإذا استيقظَ بدأَ بالسواكِ.
* مسند الشاميين (274) وغيره عن زيدِ بنِ أَسلمَ، عن ابنِ عمرَ أنَّ رجلاً أتاهُ فقالَ: بم أهلَّ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قالَ: أهلَّ بالحجِّ، فانصرفَ عنه ثم جاءَه مِن العامِ المقبلِ فقالَ: بم أَهلَّ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قالَ: ألم تأتِني عامَ أولَ؟ قالَ: بَلى، ولكن أنس
بن مالكٍ زعمَ أنَّه قرنَ، فقالَ ابنُ عمرَ: إنَّ أنساً كانَ يتولجُ على النساءِ مكشفاتِ الرؤوسِ، فإنِّي كنتُ تحتَ ناقةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمسني لعابُها أسمعُه يُلبي بالحجِّ.
هو بمعنى روايةِ بكرٍ المزنيِّ - عند مسلم (1232) وغيرِه - عن أنسٍ قالَ: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يُلبي بالحجِّ والعمرةِ جميعاً، قالَ بكرٌ: فحدثتُ بذلكَ ابنَ عمرَ فقالَ: لبَّي بالحجِّ وحدَه، فلقيتُ أنساً فحدثتُه بقولِ ابنِ عمرَ فقالَ أنسٌ: ما تَعدوننا إلا صبياناً، سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ:«لبيكَ عمرةً وحجاً» ، وانظر رواياتٍ أخرى في المسند الجامع (656).
* فوائد تمام (299) عن ابنِ عمرَ مرفوعاً: «لا تَقدموا بينَ يدَي رمضانَ بصومٍ، صُوموا لرؤيتِه وأفطِروا لرؤيتِه، فإنْ غمَّ عليكم فأكمِلوا العدةَ ثلاثينَ» . هو في المسند الجامع بلفظِ: «لا تَصوموا حتى تَروا الهلالَ، ولا تُفطروا حتى تَروه، فإنْ غمَّ عَليكم فاقدُروا له» . وفي روايةٍ: «إذا رأيتُم الهلالَ فصُوموا، وإذا رأيتُموه فأَفطروا، فإنْ غمَّ عَليكم فاقدُروا له» . انظر المسند الجامع (7635) وما بعدَه.
* حديث ابن شاهين رواية المحلي (30) وغيره عن ابنِ عمرَ مرفوعاً: «لا تَطرقوا النساءَ بعدَ صلاةِ العتمةِ» . هو عندَ أحمد (2/ 104) أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نزلَ العقيقَ، فنَهى عن طروقِ النساءِ فى الليلةِ التى يأتي فيها، فعصاهُ فتيانِ، فكِلاهما رَأى ما يكرهُ.
* فوائد تمام (1089) وغيره عن ابنِ عمرَ مرفوعاً: «إنَّ الإيمانَ ليأرزُ إلى المدينةِ كما تأرزُ الحيةُ إلى جحرِها» . هو في صحيح مسلم (146) بلفظِ: «إنَّ الإسلامَ بدأَ غريباً وسيعودُ غريباً كما بدأَ، وهو يأرزُ بينَ المسجدينِ كما تأرزُ الحيةُ فى جحرِها» .
* معجم ابن الأعرابي (39)(2177) وغيره عن ابنِ عمرَ مرفوعاً: «لا تتركْ دَيناً، فليسَ ثَم دينارٌ ولا درهمٌ، إنَّما هي الحسناتُ والسيئاتُ، جزاءٌ بجزاءٍ، وقصاصٌ بقصاصٌ» . هو عندَ ابنِ ماجه (2414) بلفظِ: «مَن ماتَ وعليه دينارٌ أو
درهمٌ قُضي مِن حسناتِه، ليسَ ثَم دينارٌ ولا درهمٌ». وعند أحمد (2/ 70) بلفظِ:«ومَن ماتَ وعليه دَينٌ فليسَ بالدينارِ ولا بالدرهمِ، ولكنَّها الحسناتُ والسيئاتُ» .
* المهروانيات (101) عن ابنِ عمرَ مرفوعاً: «أُحشرُ يومَ القيامةِ بينَ أبي بكرٍ وعمرَ حتى أقفَ بينَ الحَرمينِ المدينةِ ومكةَ» . هو عندَ الترمذي بلفظِ: «أنا أولُ مَن تنشقُّ عنه الأرضُ، ثم أبوبكرٍ ثم عمرُ، ثم آتي أهلَ البقيعِ فيُحشرونَ مَعي، ثم أنتظرُ أهلَ مكةَ حتى أحشرَ بينَ الحَرمينِ» . وبلفظِ: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خرجَ ذاتَ يومٍ ودخلَ المسجدَ وأبوبكرٍ وعمرُ أحدُهما عن يمينِه والآخرُ عن شمالِه وهو آخذٌ بأَيديهما وقالَ: «هَكذا نُبعثُ يومَ القيامةِ» . انظر المسند الجامع (8188)(8189).
* حديث ابن السماك والخلدي (23) عن عبدِاللهِ بنِ عمرَ قالَ: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «مَن مثلَ بذي حياةٍ فعليه لعنةُ اللهِ والملائكةِ والناسِ أجمعينَ» . هو في المسند الجامع (7965) بلفظِ: لعنَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَن يمثلُ بالحيوانِ.
* جزء أبي عروبة الحراني رواية أبي أحمد الحاكم (28) عن ابنِ عَمرو مرفوعاً: «لا طلاقَ إلا بعدَ نكاحٍ» . هو في المسند الجامع (8493) بلفظِ: «لا طلاقَ إلا فيما تملكُ» .
* المزكيات (68) عن ابنِ عَمرو، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ في خطبتهِ:«وأيُّما رجلٍ عاهرَ بأَمةِ قومٍ آخرينَ فجاءتْ بولدٍ فليسَ له، والولدُ للفراشِ وللعاهرِ الحجرُ» . والخطبةُ بتمامِها في المسند الجامع (8499) وفيها: فقالَ رجلٌ: يا رسولَ اللهِ إنَّ ابني فلاناً عاهرتُ بأُمه في الجاهليةِ، فقالَ:«لا دعوةَ في الإسلامِ، ذهبَ أمرُ الجاهليةِ، الولدُ للفراشِ، وللعاهرِ الأثلبُ» .
* عوالي حديث الضياء المقدسي (12) عن أبي موسى، أنَّ رجلاً مدحَ رجلاً عندَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقالَ:«لا تُسمعْهُ فتُهلكه، لو سمعكَ لم يُفلحْ» . هو في المسند الجامع (8867) بلفظِ: «لقد أَهلكتُم أو قطعتُم ظهرَ الرجلِ» .
* حديث ابن مخلد العطار عن ابن كرامة وغيره (53) عن ابنِ مسعودٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللهَ عز وجل لم يبعثْ نبياً إلا وله حَواريُّونَ، فيمكثُ بينَ أَظهرِهم ما شاءَ اللهُ يعمل فيهم بكتابِ اللهِ عز وجل وسُنةِ نبيِّه، فإذا انقَرضوا كانَ مِن بعدِهم أُمراءُ يَركبونَ رؤوسَ المنابرِ يَقولونَ ما تَعرِفونَ ويَعملونَ ما تُنكِرونَ، فإذا رأيتُم أولئكَ فحقٌّ على كلِّ مؤمنٍ يُجاهدُهم بيدِهِ، فإنْ لم يستطِعْ فبلسانِهِ، فإنْ لم يستطِعْ بلسانِهِ فبقلبِهِ، وليسَ وراءَ ذلكَ إسلامٌ» .
* أمالي الشجري (1/ 75) عن عبدِاللهِ بن مسعودٍ مرفوعاً: «تَعاهدوا القرآنَ فإنَّه وحشيٌّ، فلهو أسرعُ تفصياً مِن صدورِ الرجالِ مِن الإبلِ مِن عقلِها» .
و (1/ 91) بلفظِ: «تَعاهدوا القرآنَ، فلهو أشدُّ تفصياً مِن صدورِ الرجالِ مِن نوازعِ الإبلِ إلى أوطانِها» .
هو في المسند الجامع (9254) بلفظِ: «استَذكروا القرآنَ، فوَالذي نَفسي بيدِه لهو أشدُّ تفصياً مِن صدورِ الرجالِ مِن النعمِ مِن عقلِها» . فقولُه: «تَعاهدوا القرآنَ» هو بمعنى: «استَذكروا القرآنَ» ، وقولُه:«فإنَّه وحشيٌّ» ، هو زيادةُ تعليلٍ، وهي مِن الزياداتِ التي لا أذكرُها في الزوائدِ، ثم إنَّها بمعنى ما جاءَ بعدَها:«فلهو أشدُّ تفصياً مِن النعمِ مِن عقلِها» .
وهذا الحديثُ ذكرَه الهيثمي في الزوائد (7/ 169) وقالَ: هو في الصحيحِ بغيرِ هذا السياقِ.
* مصنفات ابن البختري (42) عن شقيقِ بنِ سلمةَ قالَ: قيلَ لعليِّ بنِ أبي طالبٍ: ألا تَستخلفُ علينا؟ قالَ: ما استخلَفَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فأستخلفُ، ولكنْ إِن أرادَ اللهُ عز وجل بالناسِ خيراً جمَعَهم على خيرِهم كما جمَعَهم بعدَ نبيِّهم صلى الله عليه وسلم على خيرِهم.
وفي جزء الألف دينار (108): قالَ قائلٌ لعليٍّ عليه السلام: أَلا تُوصي؟ قالَ: ما أَوصى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فأُوصي .. .
هو في مسندِ أحمد (1/ 156) مِن طريقِ عبدِاللهِ بنِ سبعٍ عن عليٍّ: ولكنْ أكِلُكم إلى ما وكَلَكم إليه صلى الله عليه وسلم. ومِن وجهٍ آخرَ عن عليٍّ (1/ 114): إنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لم يعهدْ إلينا.
* مصنفات ابن البختري (327) عن أبي الأحوصِ، عن أبيه مرفوعاً:«أنعِمْ على نفسِكَ كما أنعمَ اللهُ عليكَ» . هو في المسند الجامع (11330) بلفظِ: «إذا آتاكَ اللهُ مالاً فليُرَ عليكَ» .
* جزء لؤلؤ (9) عن معاويةَ مرفوعاً: «إنْ ملكتَ يا معاويةُ فأحسِنْ» . هو في المسند الجامع (11670) بلفظِ: «إنْ وليتَ أمراً فاتقِ اللهَ عز وجل واعدلْ» .
* أمالي ابن بشران (353) عن أبي هريرةَ مرفوعاً: «اللهمَّ لا تُدركني إمارةُ الصبيانِ» . هو في المسند الجامع (15171) بلفظِ: «تعوَّذوا باللهِ مِن إمارةِ الصبيانِ» .
* معجم ابن الأعرابي (490) عن أبي هريرةَ مرفوعاً: «لا يجتمعُ أَن يَكونوا لعَّانينَ وصِديقينَ» . هو في المسند الجامع (14115) بلفظِ: «لا يَنبغى لصِديقٍ أَن يكونَ لعَّاناً» .
* مشيخة قاضي المارستان (44) عن أبي هريرةَ مرفوعاً: «مثلُ الذي تعلَّمَ العلمَ ثم لا يحدِّثُ به كمثلِ رجلٍ رزقَه اللهُ مالاً فلم يُنفقْ مِنه» . هو عند أحمد (2/ 499) بلفظِ: «إنَّ مثلَ علمٍ لا ينفعُ كمثلِ كنزٍ لا يُنفقُ في سبيلِ اللهِ» .
* معجم ابن المقرئ (366) عن أبي هريرةَ مرفوعاً: «صيامُ الدهرِ وإفطارُه ثلاثةُ أيامٍ مِن كلِّ شهرٍ» . هو في المسند الجامع (13493) بلفظِ: «شهرُ الصبرِ وثلاثةُ أيامٍ مِن كلِّ شهرٍ صومُ الدهرِ» .
* غرائب مالك لابن المظفر (171) عن أبي هريرةَ مرفوعاً: «صاحبُ الدَّينِ محجوبٌ عنه حتى يقضيَ دَينَه» . هو في المسند الجامع (13686) بلفظِ: «نفسُ المؤمنِ معلقةٌ بدَينِه حتى يُقضى عنه» .
* معجم ابن الأعرابي (876)(886) عن أبي هريرةَ مرفوعاً: «الرَّهنُ مَحلوبٌ ومَركوبٌ» . هو في المسند الجامع (13692) بلفظِ: «الرَّهنُ يركبُ بنفقتِه إذا كانَ مرهوناً، ولبنُ الدرِّ يشربُ بنفقتِه إذا كانَ مرهوناً، وعلى الذى يركبُ ويشربُ النفقةُ» .
* معجم ابن الأعرابي (2452) وغيره عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّما أَنا رحمةٌ مُهداةٌ» . هو في المسند الجامع (14112) بلفظ: «إِنِّي لم أُبعثْ لعاناً وإنَّما بُعثتُ رحمةً» . وأوردَه الهيثميُّ في المجمع (8/ 257).
* معجم ابن المقرئ (337) عن أبي هريرةَ مرفوعاً: «تُفتتحُ دواوينُ أهلِ الأرضِ في دوواينِ أهلِ السماءِ، في كلِّ يومِ اثنينِ وخميسٍ، فيغفرُ لكلِّ مسلمٍ لا يشركُ باللهِ شيئاً إلا رجلٌ بينَه وبينَ أخيه شحناءُ» . هو عندَ أبي داود (4916) وغيرِه بلفظِ: «تفتحُ أبوابُ الجنةِ كلَّ يومِ اثنينِ وخميسٍ، فيغفرُ في ذلكَ اليومينِ لكلِّ عبدٍ لا يشركُ باللهِ شيئاً إلا مَن بينَه وبينَ أخيه شحناءُ، فيقالُ: أنظِروا هذين حتى يَصطلحا» . وفي روايةٍ: «إنَّ الأعمالَ تعرضُ كلَّ اثنينِ وخميسٍ أو كلَّ يومِ اثنينِ وخميسٍ .. » .
وروايةُ ابن المقرئ نسبَها في المجمع (8/ 66) للطبراني وقالَ: رواه أبوداودَ بغيرِ هذا السياقِ.
* مسند الشاميين (1252) عن عائشةَ، أنَّها كانت تضعُ لرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الخُمرةَ في المسجدِ وهي حائضٌ. هو في المسند الجامع (16090) أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ لها: «ناوِليني
الخمرةَ مِن المسجدِ»، فقلتُ: إنِّي حائضٌ، فقالَ:«إنَّ حيضتكِ ليستْ في يدكِ» .
* مصنفات ابن البختري (439) عن عائشةَ مرفوعاً: «الركعتانِ بعدَ السواكِ أحبُّ إليَّ مِن سبعينَ ركعةً قبلَ السواكِ» . هو عند أحمد (6/ 272) بلفظِ: «فضلُ الصلاةِ التي يستاكُ لها على الصلاةِ التي لا يستاكُ لها سبعينَ ضعفاً» .
* حديث مجاعة بن الزبير (5) عن عائشةَ قالتْ: ما أَتى على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثلاثةُ أيامٍ متتابعاتٍ ليسَ بينَهن جوعٌ. هو في المسند الجامع بألفاظٍ مِنها: ما شبعَ آلُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم منذُ قدمَ المدينةَ مِن طعامِ برٍّ ثلاثَ ليالٍ تباعاً حتى قُبضَ. انظر المسند الجامع (17324) وما بعده.
* وهذه أمثلةٌ على أحاديثَ في سياقِها اختلافٌ لم يذكرْها الهيثميُّ في الزوائدِ.
* المعجم الكبير للطبراني (10038) عن ابنِ مسعودٍ مرفوعاً: «لا تلَقوا الجلبَ» . هو في المسند الجامع (9132) بلفظِ: نهى عن تلَقي البيوعِ.
* و (10358) عن عبدِاللهِ بنِ مسعودٍ قالَ: كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يضعُ يدَه اليُمنى على اليُسرى في الصلاةِ. هو في المسند الجامع (9026) بلفظِ: رآني النبيُّ صلى الله عليه وسلم وقد وضعتُ شِمالي على يَميني في الصلاةِ، فأخذَ بيَميني فوضعَها على شِمالي.
* و (10537) عن عبدِاللهِ بنِ مسعودٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«مَن أخطأَ خطيئةً أو أذنبَ ذنباً ثم ندمَ فهو كفارةٌ له» . هو في المسند الجامع (9246) بلفظِ: «الندمُ توبةٌ» . وقد ذكرتُه في الزوائدِ (4042).
* و (11176) عن مجاهدٍ، أنَّ رجلاً كوفياً سألَ ابنَ عباسٍ عن نبيذِ الجرِّ، فوضعَ ابنُ عباسٍ إصبعَيه في أُذنيه وقالَ: صُمتا إِن كذبتُ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، سمعتُه يقولُ:«المدرُ كلُّه حرامٌ، أبيضُه وأحمرُه وأسودُه وأخضرُه» .
وقد ذكرتُه أنا في الزوائدِ (2779).
* و (11172) عن مجاهدٍ، عن ابنِ عباسٍ قالَ: جريتُ أنا والفضل أمامَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم مُرتدفينِ أتاناً وهو يُصلي يومَ عرفةَ ليسَ بينَنا وبينَه مَن يحولُ بينَنا وبينَه.
* و (11315)(12136) عن ابنِ عباسٍ قالَ: ربَّما رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يُصلي والحمرُ تعتركُ بينَ يدَيه. انظر معناه في المسند الجامع (6004) وما بعده.
* و (11609) عن ابنِ عباسٍ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ:«أمُّ الولدِ حرةٌ وإنْ كانَ سقطاً» . معناه عندَ ابنِ ماجه (2515) بلفظِ: «أيُّما رجلٍ ولدتْ أَمتُه مِنه فهي معتقةٌ عن دبرٍ مِنه» .
* و (11594) عن ابنِ عباسٍ قالَ: كانَ رجلٌ إذا قالَ للرجلِ مِن أصحابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: يا يهوديّ، جلدَه النبيُّ صلى الله عليه وسلم عشرينَ سوطاً. هو في المسند الجامع (6595) مرفوعاً بلفظِ:«إذا قالَ الرجلُ للرجلِ يا يهوديّ فاضرِبوهُ عشرينَ» .
* و (11650) عن ابنِ عباسٍ قالَ: إنَّما أُمرَ الرجلُ أن يصبرَ نفسَه العشرة لمئةٍ إذ المسلمونَ قليلٌ، فلمَّا كثرَ المسلمونَ أمرَ اللهُ عز وجل الرجلَ أَن يصبرَ للرجلينِ والعشرة للعشرينَ والمئة للمئتينِ. معناه عندَ البخاري (4653) وغيره بلفظِ: لمَّا نزلتْ: {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} شقَّ ذلكَ على المسلمينَ حينَ فرضَ عليهم أَن لا يفرَّ واحدٌ مِن عشرةٍ، فجاءَ التخفيفُ فقالَ:{الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} قالَ: فلمَّا خففَ اللهُ عنهم مِن العدةِ نقصَ مِن الصبرِ بقدرِ ما خففَ عنهم.
* و (12669) عن ابنِ عباسٍ قالَ: اعتمرَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثلاثَ عمرٍ في ذي القعدةِ. هذا سياقٌ مركبٌ مِن روايَتينِ: اعتمرَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أربعَ عمرَ: عمرةَ الحديبيةِ .. ، وفي روايةٍ أُخرى: لم يعتمرْ إلا في ذي القعدةِ. انظر المسند الجامع (6378)(6386).
* و (12826) عن ابنِ عباسٍ قالَ: مِن السُّنةِ الجمعُ بينَ الصلاتينِ في السفرِ.
وأحاديثُ الجمعِ في السفرِ في المسند الجامع (6074) وما بعده بغيرِ هذا السياقِ.
* وفي مقابلِ ذلكَ أمثلةٌ على اختلافِ سياقٍ يسيرٍ في نَظري عدَّه الهيثمي زائداً:
* ما أخرجه الطبراني في الكبير (13584) عن ابنِ عمر مرفوعاً: «ثلاثٌ على كثبانِ المسكِ يومَ القيامةِ لا يَهولهم الحزنُ ولا يَفزعونَ حينَ يفزعُ الناسُ: رجلٌ تعلمَ القرآنَ فأقامَ به يطلبُ به وجهَ اللهِ وما عندَه، ورجلٌ نَادى في كلِّ يومٍ وليلةٍ خمسَ صلواتٍ يطلبُ به وجهَ اللهِ وما عندَه، ومملوكٌ لم يمنعْه رقُّ الدُّنيا مِن طاعةِ ربِّه» . ذكره الهيثمي في المجمع (1/ 327) وقالَ: رواه الترمذي بغيرِ سياقِه.
هو عند الترمذي (1986)(2566) وأحمد (2/ 26) بلفظِ: «ثلاثةٌ على كثبانِ المسكِ - أراه قالَ: يومَ القيامةَ - يغبطُهم الأولونَ والآخرونَ: رجلٌ يُنادي بالصلواتِ الخمسِ فى كلِّ يومٍ وليلةٍ، ورجلٌ يؤمُّ قوماً وهم به راضونَ، وعبدٌ أدَّى حقَّ اللهِ وحقَّ مَواليه» .
وأخرجه ابن الأعرابي في معجمه (2352) بلفظٍ قريبٍ مِن لفظِ الطبراني ولم أذكرْه في الزوائدِ.
* المجمع (1/ 126) وعن أبي الدرداءِ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «العلماءُ خلفاءُ الأنبياءِ» . قلتُ: له في السننِ: «العلماءُ ورثةُ الأنبياءِ» .
* المجمع (1/ 143) وعن عليٍّ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن كذبَ عليَّ متعمداً فليتبوَّأْ مقعدَه مِن النارِ» . قلت: له في الصحيحِ: «لا تَكذبوا عليَّ فإنَّه مَن يكذبْ عليَّ يلج النارَ» .
* المجمع (2/ 78) وعن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ما يؤمنُ أَحدكم إذا رفعَ رأسَه قبلَ الإمامِ أَن يحولَ اللهُ رأسَه رأسَ كلبٍ» . قلتُ: هو في الصحيحِ خلا قوله: «رأس كلب» .
* المجمع (2/ 182) وعن سهلِ بنِ سعدٍ قالَ: كنتُ جالساً مع خالٍ لي، فقالَ له النبيُّ صلى الله عليه وسلم:«اخرجْ إلى الغابةِ وائْتني مِن خشبِها فاعملْ لي منبراً أكلمُ عليه الناسَ» فعملَ له منبراً له عَتبتانِ وجلسَ عَليهما. قلتُ: له حديثٌ في الصحيحِ في عملِ المنبرِ غيرُ هذا.
قلت: ولفظُه كما في المسند الجامع (5086): أرسلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلى فلانةٍ امرأةٍ مِن الأنصارِ قد سمَّاها سهلٌ: «مُري غلامكِ النجارَ أَن يعملَ لى أعواداً أجلسُ عليهنَّ إذا كلمتُ الناسَ» فأمرتْهُ فعملَها مِن طرفاءِ الغابةِ ثم جاءَ بها، فأرسلتْ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فأمرَ بها فوُضعتْ ها هُنا، ثم رأيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صلَّى عليها .. .
* المجمع (3/ 5) عن أنسٍ قالَ: كنتُ قاعداً مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم فمرتْ جنازةٌ فقالَ: «ما هذه الجنازةُ؟» فقالَ: جنازةُ فلانِ بنِ فلانٍ كانَ يحبُّ اللهَ ورسولَه، فقالَ:«وجبتْ» ثلاثاً. ثم مرَّت أُخرى فقالَ: «ما هذه؟» فَقالوا: جنازةُ فلانِ بنِ فلانٍ كانَ يبغضُ اللهَ ورسولَه، فقالَ:«وجبتْ» ثلاثاً. قلتُ: له حديثٌ في الصحيحِ بغير هذا السياقِ.
قلتُ: ولفظُه كما في المسند الجامع (590): مرُّوا بجنازةٍ فأُثني عليها خيراً، فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم:«وجبتْ» ، ومرَّ بجنازةٍ فأُثني عليها شراً، فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم:«وجبت» .
* المجمع (4/ 76) عن أبي أسيدٍ، أنَّ رجلاً جاءَ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: بأبي أنتَ وأُمي، إنِّي قد رأيتُ موضعاً للسوقِ أفلا تنظرُ إليه؟ قالَ:«بلى» ، فقامَ مَعه حتى جاءَ موضعَ السوقِ فلمَّا رآهُ أعجبَه وركضَه برجلِه وقالَ:«نِعمَ سوقُكم، فلا ينتقضُ ولا يضربنَّ عليه خراجٌ» . قلت: رواه ابنُ ماجه بغيرِ سياقِه.
ولفظه عندَ ابن ماجه (2233) أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذهبَ إلى سوقِ النبيطِ فنظرَ إليه فقالَ: «ليسَ هذا لكم بسوقٍ» ، ثم ذهبَ إلى سوقٍ فنظرَ إليه فقالَ:«ليسَ هذا لكم بسوقٍ» ثم رجعَ إلى هذا السوقِ فطافَ فيه ثم قالَ: «هذا سوقُكم، فلا ينتقصنَّ ولا يضربنَّ عليه خراجٌ» .
* المجمع (8/ 32) عن جابرٍ، أنَّ نبيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ:«لا تأذَنوا لمن لم يَبدأ بالسلامِ» . قلتُ: له حديثٌ عندَ الترمذي بغيرِ هذا السياقِ.
ولفظُ الترمذي (2699): «لا تَدْعوا أحداً إلى الطعامِ حتى يُسلِّمَ» .
* المجمع (9/ 69) عن ابنِ عمرَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ:«رأيتُ في النومِ أنِّي أُعطيتُ عساً مملوءاً لبناً فشربتُ حتى تملأتُ، حتى رأيتُه يَجري في عُروقي بينَ الجلدِ واللحمِ، ففضلتْ فضلةٌ فأعطيتُها عمرَ بنَ الخطابِ» . فأوَّلوها قَالوا: يا نبيَّ اللهِ هذا علمٌ أعطاكَه اللهُ فملأكَ مِنه ففضلتْ فضلةٌ فأعطيتُها عمرَ بنَ الخطابِ، فقالَ:«أصبتُم» . قلتُ: هو في الصحيحِ بغير سياقِه.
ولفظُه كما في المسند الجامع (8198): «بَينا أَنا نائمٌ أُتيتُ بقدحِ لبنٍ فشربتُ مِنه حتى إنِّي لأَرى الريَّ يخرجُ مِن أَطرافي، فأَعطيتُ فَضلي عمرَ بنَ الخطابِ» ، فقالَ مَن حولَه: فما أولتَ ذلكَ يا رسولَ اللهِ، قالَ:«العلمُ» .
* المجمع (9/ 344) وعن أنسٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«ثلاثةٌ تشتاقُ إليهم الحورُ العينُ: عليٌّ وعمارٌ وسلمانُ» . قلت: له عندَ الترمذي: «إنَّ الجنةَ تشتاقُ إلى ثلاثةٍ» .
* المجمع (9/ 362) عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ابسطْ ثوبكَ» . فبسطتُه فحدَّثني رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عامةَ النهارِ، ثم تفلَ في ثَوبي، ثم ضممتُ ثَوبي إلى بَطني فما نسيتُ شيئاً بعدُ. قلت: هو في الصحيحِ بغيرِ هذا السياقِ.
قلتُ: ولفظُه كما في المسند الجامع (14856) عن سعيدٍ المقبري، عن أبي هريرةَ قالَ: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي سمعتُ منكَ كثيراً فأنساهُ، قالَ:«ابسطْ رداءكَ» فبسطتُ فغرفَ بيدِه فيه ثم قالَ: «ضمَّه» فضممتُه فما نسيتُ حديثاً بعدُ.
* المطالب (393) عن جابرِ بنِ عبدِاللهِ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم صلَّى به وبجابرِ أو جبارِ بنِ صخرٍ فأقامَهما خلفَه. أصلُه في مسلم في حديثٍ طويلٍ مِن طريقِ الوليدِ بنِ
عبادةَ عن جابرٍ رضي الله عنه بغيرِ هذا السياقِ.
وذكرَه البُوصيري في الإتحاف (1201/ 1053).
قلتُ: ولفظُه عند مسلم (3010): .. ثم جئتُ حتى قمتُ عن يسارِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فأخذَ بيَدي فأدارَني حتى أقامَني عن يمينِه، ثم جاءَ جبارُ بنُ صخرٍ فتوضَّأَ ثم جاءَ فقامَ عن يسارِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فأخذَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بيدَينا جميعاً فدفعَنا حتى أقامَنا خلفَه .. .
* المطالب (1325) عن أبي أمامةَ بنِ سهلِ بنِ حنيفٍ، عن أبيه قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن توضَّأَ فأحسنَ وضوءَه ثم جاءَ مسجدَ قباءٍ فركعَ فيه أربعَ ركعاتٍ كانَ ذلكَ عدلَ عمرةٍ» . موسى ضعيفٌ، وقد رواه النسائي وابنُ ماجه مِن وجهٍ أحسنَ مِنه لكنَّه بغيرِ هذا السياقِ.
وقالَ البُوصيري في الإتحاف (3227/ 2707): ورواه أحمدُ بنُ حنبلٍ والنسائي وابنُ ماجه باختصارٍ.
قلتُ: ولفظُه كما في المسند الجامع (5053): «مَن تطهرَ في بيتِه ثم أَتى مسجدَ قباءٍ فصلَّى فيه صلاةً كانَ له كأجرِ عمرةٍ» .