الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثالثاً: الاختصار
* قد يكونُ الإختصارُ في كلامِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
* كحديثِ أنسٍ في المسند الجامع (236) سُئلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن الكبائرِ قالَ: «الإشراكُ باللهِ وعقوقُ الوالدينِ وقتلُ النفسِ وشهادةُ الزورِ» . هو في مصنفات الأصم (500) مِن وجهٍ آخرَ عن أنسٍ مرفوعاً مختصراً: «شهادةُ الزورِ مِن الكبائرِ» .
* وحديثِ أنسٍ في مسند الشاميين (2613) مرفوعاً: «آدمُ في السماءِ الدُّنيا، وعيسى ويحيى في الثانيةِ، ويوسفُ في الثالثةِ، وإدريسُ في الرابعةِ، وهارونُ في الخامسةِ، وموسى في السادسةِ، وإبراهيمُ في السابعةِ» . هو اختصارٌ لحديثِه المطولِ في الإسراءِ والمعراجِ وفيه: «ثم صعدَ بي إلى السماءِ الدُّنيا فإذا فيها آدمُ .. » ، انظر المسند الجامع (1403).
* وحديثِ أبي بكرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:«أَتاني جبريلُ وميكائيلُ عليهما السلام، فقالَ جبريلُ: اقرإ القرآنَ على حرفٍ واحدٍ، فقالَ ميكائيلُ: استزدْه، قالَ: اقرأْه على سبعةِ أحرفٍ كلها شافٍ كافٍ، ما لم تختمْ آيةَ رحمةٍ بعذابٍ، أو آيةَ عذابٍ برحمةٍ» ، انظر المسند الجامع (11959). أخرجه ابن المقير في فوائده (71) مختصراً بلفظِ:«أُنزلَ القرآنُ على سبعةِ أحرفٍ» .
فمثلُ هذا لا أَذكره في الزوائدِ إلا إذا حملَ مَعنى جديداً.
* وقد يكونُ الاختصارُ مِن قِبلِ الرواةِ.
* كما جاءَ في مسند أبي حنيفة (ص 147) عن بريدةَ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نَهى عن المثلةِ، قالَ أبو نعيمٍ: هذا هو الحديثُ الذي قبلَه إلا أنَّه اختصرَه.
قلتُ: يعني حديثَه أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ إذا أمَّر أميراً على جيشٍ أو سريةٍ أوصاهُ في خاصَّتِه بتَقوى اللهِ ومَن مَعه مِن المسلمينَ خيراً، ثم قالَ:«اغزُوا باسمِ اللهِ في سبيلِ اللهِ، قاتِلوا مَن كفرَ باللهِ، اغزُوا ولا تَغلوا ولا تَغدروا ولا تُمثلوا .. » ، انظر المسند الجامع (1902).
وهذا كسابقِه، لا أذكرُه في الزوائدِ ما لم يحملْ معنى جديداً.
* وأكثرُ ما يكونُ الاختصارُ مِن قبلِ الرواةِ في الأحاديثِ الفعليةِ.
* فتارةً يكونُ الحديثُ قصةً أو حادثةً فيها عدةُ أفعالٍ للرسولِ صلى الله عليه وسلم، يقتصرُ بعضُ الرواةِ على بعضِها أو أحدِها، ومثلُ هذا الأمرُ فيه سهلٌ ولا يَنبغي أن يُعدَّ زائداً.
وزيادةً في البيانِ أقولُ: لا أذكرُه في الزوائدِ وإنْ جاءَ هذا الفعلُ المختصرُ مفرداً بصيغةِ: كانَ.
* كما في المعجم الكبير للذهبي (1/ 204) عن أنسٍ: كانَ يشربُ وهو قائمٌ. هو اختصارٌ لما في المسند الجامع (894) مِن وجهٍ آخرَ عن أنسٍ قالَ: إنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم دخلَ على أمِّ سليمٍ وفي البيتِ قربةٌ معلقةٌ فشربَ مِن فيها وهو قائمٌ، قالَ: فقطعتْ أمُّ سليمٍ فمَ القربةِ فهو عندَنا.
* وما في فوائد تمام (666) عن عائشةَ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ إذا اهتمَّ قبضَ على لحيتِه. هو طرفٌ مِن حديثِ عائشةَ الطويلِ في يومِ الخندقِ ووفاةِ سعدِ بنِ معاذٍ، وقولها في آخرِه: كانتْ عينُه لا تدمعُ على أحدٍ، ولكنَّه كانَ إذا وجدَ فإنَّما هو آخذٌ بلحيتِه، أخرجه أحمد (6/ 141).
* وقد يكونُ الإختصارُ مِن الراوي للقصةِ أو الحادثةِ كلِّها بلفظٍ مختصرٍ وسياقٍ جديدٍ، وكأنَّه حكمٌ مستفادٌ مِن الحديثِ. فمثلُ هذا أيضاً لا أذكرُه في الزوائدِ ما لم
يحملْ معنى جديداً.
* كما في مصنفات ابن البختري (294) عن أبي هريرةَ قالَ: أسلمَ رجلٌ فأمرَه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنَّ يغتسلَ. هو اختصارٌ لحديثِه الطويلِ في قصةِ إسلامِ ثمامةَ بنِ أثالٍ، انظر المسند الجامع (14642).
* وكذلك ما جاء فيه (460) عن ابنِ عباسٍ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لاعنَ بينَهما على حملٍ. هو اختصارٌ لحديثِه المطولِ في التلاعنِ. انظر المسند الجامع (6507).
* وما في جزء ابن عمشليق (28) وغيرِه عن جابرٍ قالَ: اشتَرى منِّي النبيُّ صلى الله عليه وسلم بعيراً وشرطَ لي ظهرَه إلى المدينةِ. هو اختصارٌ لحديثِه المطولِ المشهورِ في قصةِ بعيرِه، انظر المسند الجامع (2350) وما بعده.
* وما في معجمِ ابن جميع الصيداوي (279) عن ابنِ عباسٍ قالَ: كانَ الكاتبُ يومَ الحديبيةِ عليَّ بنَ أبي طالبٍ. هو اختصارٌ لحديثِه عندَ أحمد (1/ 342) أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يومَ الحديبيةِ صالحَ المشركينَ فقالَ لعليٍّ: اكتبْ يا علي .. .