الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديثِ إذا كانَ ينطبقُ على إسنادِ حديثِ الكتابِ. مكتفياً بنقلِ عبارةِ أحدِهم إذا كانتْ عباراتُهم تصبُّ في مصبٍّ واحدٍ.
وإذا كانَ لمحققِ الكتابِ الذي استَخرجتُ الحديثَ مِنه كلامٌ على إسنادِ الحديثِ نقلتُه في الحاشيةِ مختصراً بينَ معقوفَتينِ [].
فكلُّ ما كانَ في الحاشيةِ بينَ معقوفَتينِ [] فهو مِن كلامِ المحققِ، فليُعلمْ ذلكَ فإنَّه مهمٌ.
ونقلتُ ما تيسَّرَ لي مِن كلامِ الأئمةِ في الحكمِ على الحديثِ، واعتَنيتُ خاصةً بكتبِ الألباني رحمه الله، فقَد كانَ كثيرَ العنايةِ بنقلِ كلامِ الأئمةِ على الأحاديثِ، فالإحالةُ على كتبِه إحالةٌ على كثيرٍ مِن الكتبِ المتقدمةِ.
وتكلمتُ في مواضعَ قليلةٍ على إسنادِ الحديثِ إِن لم أجدْ كلاماً لأحدٍ ممن سبقَ، ولم ألتزمْ ذلكَ في كلِّ الأحاديثِ التي هذا شأنُها، لأنَّني لستُ مِن فرسانِ هذا الميدانِ، ثم لأنَّ الحكمَ على الحديثِ فرعٌ عن تخريجِه وطلبِ طرقِهِ وشواهدِهِ،
وعَملي هنا مقتصرٌ على جمعِ الزوائدِ وترتيبِها وتخريجِها مِن كتبِ الزوائدِ.
*
التحريفُ والتصحيفُ في الكتبِ المطبوعةِ
.
وهي مِن المشاكلِ التي واجهَتني، فبابُ التحريفِ والسقطِ بابٌ واسعٌ، ومِنه ما يكونُ في المطبوعِ، ومِنه ما يكونُ في الأصلِ الخطيِّ (1)،
(1) وأصعب ما يكون التحريف إذا كان يؤدي إلى اعتبار الحديث زائداً وهو ليس كذلك. ومن أمثلة ذلك:
* ما في أمالي الشجري (2/ 112) وبه قال: أخبرنا ابن ريذة قال: أخبرنا الطبراني قال: حدثنا المقدم بن داود قال: حدثنا أسد بن موسى قال: حدثنا ابن لهيعة قال: حدثنا إزمان بن فايد بن سهم بن حماد عن الحسين عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن رجلاً سأله فقال: وأي الصائمين أعظم أجراً؟ قال: «أكثرهم لله ذكراً .. » ، الصواب كما عند الطبراني 20/ (407): حدثنا زبان بن فائد، عن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه.
* وما في معجم ابن الأعرابي (2414) حدثنا يحيى: حدثنا يزيد بن أبي حكيم العدني: حدثنا زمعة بن صالح، عن ابن طاوس عن أبيه، عن أبي هارون قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أبردوا بالظهر فإن شدة الحر من فيح جهنم» . الصواب والله أعلم: عن أبي هريرة، وكذلك جاء في طبعة دار الكتب العلمية.
* وقد يكون التحريف في المتن، كما في معجم ابن عساكر (1150) من طريق البغوي: حدثنا علي بن الجعد: أخبرنا شعبة، عن الحكم قال: سمعت ابن أبي ليلى، عن بلال، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمسح على الجبائر والخف. الصواب: على الخمار والخف، وجاء على الصواب في الجعديات (145)، فقد رواه ابن عساكر من طريقه.
وأَنا هنا مجردُ ناقلٍ لما في المطبوعِ، وقَد يُوفقُني اللهُ بفضلِه ومنِّه للوقوفِ على بعضِ تلكَ التحريفاتِ وتداركِ ما يمكنُ تداركُه، ويَبقى الكثيرُ مما لم أتنبَّه له أو لم أستَطع الجزمَ فيه بشيءٍ، والعهدةُ فيه على المنقولِ مِنه.
وفيما يلي الكلامُ على المسندِ الجامعِ وترتيبِه والذيلِ عليه، وترتيبِ الأبوابِ المعتمدِ في هذا الكتابِ.
ثم فصلٌ عن كتبِ الزوائدِ.
ثم فهرس للأجزاءِ والكتبِ التي استَخرجتُ الزوائدَ مِنها.
ثم فصلٌ خاصٌّ مطولٌ عن الضوابطِ التي اعتمدتُها في اعتبارِ الحديثِ مِن الزوائدِ.
وبعدُ، فهذا نتاجُ عشرِ سنينَ مِن العملِ، أَرجو أَن أكونَ قد أضفتُ فيه جديداً ومفيداً لمكتبةِ الحديثِ، بذلتُ فيه ما استطعتُ مِن جهدٍ للتشبِّه بالأئمةِ الأعلامِ في سعيِهم لتيسيرِ السُّنةِ لطالِبيها
فتَشبَّهوا إِن لم تكونُوا مِثلَهم
…
إنَّ التَّشبهَ بالكرامِ فلاحُ
واللهَ أسألُ أَن يجعلَ عَملي هذا خالصاً لوَجهِه الكريمِ، وكما منَّ عليَّ بإتمامِ هذا العملِ أن يمنَّ عليَّ بإتمامِ المرحلةِ الثانيةِ واستخراجِ زوائدِ الأجزاءِ الحديثيةِ الموضوعيةِ، وأَن يوفِّقني لخدمةِ سُنةِ نبيِّه صلى الله عليه وسلم وتيسيرِها لطالِبيها.
{وما تَوفيقي إلا باللهِ عَليه تَوكلتُ وإليهِ أُنيبُ}
وللهِ الحمدُ أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً
وصلواتُه وسلامُه على سيدِ المرسلينَ وآلِه وصحبِه أجمعينَ
وكتب
نبيل سعد الدين جرَّار
مستهل شعبان سنة 1427 هـ
الأردن - عمَّان