الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الناس هذه المعاملة؛ فهذا هو تمام النصيحة.
فقبل أن تعامل صاحبك بنوع من المعاملة فكر؛ هل ترضى أن يعاملك شخص بها؟ فإن كنت لا ترضى؛ فلا تعامله!!
* * *
* قوله: "ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "
المؤمن للمؤمن كالبنيان
المرصوص، يشد بعضه بعضًا"، وشبك بين أصابعه (1) ".
* شبه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم المؤمن لأخيه المؤمن بالبنيان الَّذي يشد بعضه بعضًا، حتَّى يكون بناء محكمًا متماسكًا يشد بعضه بعضًا، ويقوى به، ثم قرب هذا وأكده، فشبك بين أصابعه.
فالأصابع المتفرقة فيها ضعف؛ فإذا اشتبكت؛ قوَّى بعضها بعضًا؛ فالمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا؛ فالبنيان يمسك بعضه بعضًا، كذلك المؤمن مع أخيه إذا صار في أخيه نقص؛ فإن هذا يكمله؛ فهو مرآة أخيه إذا وجد فيه النقص؛ كمله إذا احتاج أخوه؛ ساعده، إذا مرض أخوه؛ عاده
…
وهكذا في كل الأحوال.
* فأهل السنة والجماعة يعتقدون هذا المعنى ويطبقونه عملًا.
(1) البخاري (6026)، ومسلم (2585)؛ عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.
* قوله: "وقوله صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم؛ كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو؛ تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر" (1) ".
* "قوله" هنا معطوف على "قوله" في الحديث السابق.
* "مثل المؤمنين في توادهم"؛ أي: مودة بعضهم بعضًا.
* "وتراحمهم": رحمة بعضهم بعضًا.
* "وتعاطفهم": عطف بعضهم على بعض.
* "كالجسد الواحد"؛ أي: أنهم يشتركون في الآمال والآلام، فيرحم بعضهم بعضًا، فإذا احتاج؛ أزال حاجته، ويعطف بعضهم على بعض باللين والرفق وغير ذلك
…
ويود بعضهم بعضًا، حتَّى إن الواحد منهم إذا رأى في قلبه بغضاء لأحد من إخوانه المسلمين؛ حاول أن يزيله وأن يذكر من محاسنه ما يوجب زوال هذه البغضاء.
فالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو، ولو من أصغر الأعضاء؛ تداعى له سائر الجسد؛ فإذا أوجعك أصبعك الخنصر الَّذي هو من أصغر الأعضاء؛ فإن الجسد كله يتألم
…
إذا أوجعتك الأذن؛ تألم الجسد كله
…
وإذا أوجعتك العين؛ تألم الجسد كله
…
وغير ذلك؛
(1) البخاري (6011)، ومسلم (2586)؛ عن النعمان بن بشير رضي الله عنه.