الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
486- بَابُ مَنْ أَدْلَى رِجْلَيْهِ إِلَى الْبِئْرِ إِذَا جَلَسَ وَكَشَفَ عَنِ الساقين- 545
882/1151 (صحيح) عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا إِلَى حَائِطٍ مِنْ حَوَائِطِ الْمَدِينَةِ؛ لِحَاجَتِهِ، وَخَرَجْتُ فِي أَثَرِهِ، فَلَمَّا دَخَلَ الْحَائِطَ جَلَسْتُ عَلَى بَابِهِ، وَقُلْتُ: لَأَكُونَنَّ الْيَوْمَ بَوَّابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَلَمْ يَأْمُرْنِي (1) ،
فَذَهَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَضَى حَاجَتَهُ وَجَلَسَ عَلَى قُفِّ الْبِئْرِ، وَكَشَفَ عَنْ سَاقَيْهِ، وَدَلَّاهُمَا فِي الْبِئْرِ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه لِيَسْتَأْذِنَ عَلَيْهِ لِيَدْخُلَ، فَقُلْتُ: كَمَا أَنْتَ، حَتَّى أَسْتَأْذِنَ لك، فوقف، وجئت النبي
(1) قلت: هذا خلاف الرواية المتقدمة في التعليق على الحديث (746/965) بلفظ:
"وأمرني بحفظ باب الحائط".
وهي أصح من هذه التي هنا؛ لأن فيها "شريك بن عبد الله وهو ابن أبي نمر"، وهو وإن كان من رجال الشيخين، فقد تكلم فيه بعضهم لأخطاء وقعت له في حديث المعراج، ولذلك قال الحافظ في"التقريب":"صدوق يخطئ".
ومع ذلك حاول التوفيق بين روايته هذه النافية، وتلك الرواية الصحيحة المثبتة في "الفتح"(7/36-37) ، ولست أرى ذلك، بل إن روايته هذه ينبغي أن تضم إلى أخطائه المشار إليها آنفاً، ولعل مسلماً تعمد حذفها من روايته (7/118) ، أو أنها هكذا وقعت له، وسواء كان هذا أو ذاك، فذلك مما يوهنها، والله أعلم.
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَبُو بَكْرٍ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْكَ؟ فَقَالَ: "ائْذَنْ لَهُ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ". فَدَخَلَ، فَجَاءَ (1) عَنْ يَمِينِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَكَشَفَ عَنْ سَاقَيْهِ وَدَلَّاهُمَا فِي الْبِئْرِ، فَجَاءَ عُمَرُ فَقُلْتُ كَمَا أَنْتَ حَتَّى أَسْتَأْذِنَ لَكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"ائْذَنْ لَهُ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ"، فَجَاءَ عُمَرُ عَنْ يَسَارِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَكَشَفَ عَنْ سَاقَيْهِ وَدَلَّاهُمَا فِي الْبِئْرِ فامتلأ القف، فلم يكن في مَجْلِسٌ. ثُمَّ جَاءَ عُثْمَانُ، فَقُلْتُ: كَمَا أَنْتَ، حَتَّى أَسْتَأْذِنَ لَكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"ائْذَنْ لَهُ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ مَعَهَا بَلَاءٌ يُصِيبُهُ". فَدَخَلَ، فَلَمْ يَجِدْ مَعَهُمْ مَجْلِسًا، فَتَحَوَّلَ حَتَّى جَاءَ مُقَابِلَهُمْ، عَلَى شَفَةِ الْبِئْرِ، فَكَشَفَ عَنْ سَاقَيْهِ، ثُمَّ دَلَّاهُمَا فِي الْبِئْرِ. فَجَعَلْتُ أَتَمَنَّى أَنْ يَأْتِيَ أخٌ لِي، وَأَدْعُو اللَّهَ أَنْ يَأْتِيَ بِهِ، فَلَمْ يَأْتِ حَتَّى قَامُوا. قَالَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ: فَأَوَّلْتُ ذَلِكَ قُبُورَهُمْ؛ اجْتَمَعَتْ هَا هنا، وانفرد عثمان.
(1) كذا في الأصل: "فجاء" في الموضعين، وكذلك وقع في صحيح المؤلف (7097/ الفتن)، وفي رواية مسلم (7/118) :"فجلس وهو رواية للمؤلف في الموضع الذي أشار إليه المحقق من"الفضائل" (3674) .
883/1152 (صحيح) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي طَائِفَةِ [النَّهَارِ] لَا يُكَلِّمُنِي وَلَا أُكَلِّمُهُ، حَتَّى أَتَى سُوقَ بَنِي قَيْنُقَاعٍ، فَجَلَسَ بِفِنَاءِ بَيْتِ فَاطِمَةَ؛ فَقَالَ:"أَثَمَّ لُكَعٌ؟ أَثَمَّ لُكَعٌ؟ "(1) فَحَبَستْهُ شَيْئًا، فَظَنَنْتُ أَنَّهَا تُلْبِسُهُ سِخَابًا أَوْ تُغَسِّلُهُ، فَجَاءَ يَشْتَدُّ حَتَّى عَانَقَهُ وَقَبَّلَهُ، وَقَالَ: "اللَّهُمَّ أحبِبْه (2) ،
وأحبب من يحبه".
(1) زاد مسلم (7/130) : "يعني: حسيناً" ومعناها في رواية أخرى في "صحيح المؤلف"(5884) وهي في رواية أخرى في "أدبه" هذا من طريق أخرى عن أبي هريرة بسند حسن، ولفظ أتم، ويأتي برقم (906/1183) .
في "النهاية": "اللكع عند العرب: العبد، ثم استعمل في الحمق والذم
…
وقد يطلق على الصغير"، وهو المراد هنا، وانظر الفتح (4/342) .
(2)
كذا وقع هنا، وفي " الصحيح" بلفظ:
"أحبه، وأحبّ
…
" بالإدغام، ويأت هناك بفكه أيضاً.
(
تنبه) وقع إسناد الحديث في نسخة ابن عبد الباقي هكذا: حدثنا علي بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ هنا هو ابن عيينة.
وأما علي بن محمد: فقد ذكره المزي في الرواة عن ابن عيينة، وهو الطنافسي، ولكنه لم يذكره لا هو ولا الحافظ في شيوخ المؤلف، ولم يرمزوا له بذلك كما هي عادتهم، فتردد النظر بين أن يكون ذلك سهواً منهم، أو أن يكون ما في الأصل خطأ، حتى رأيته الشارح قال:
"في النسخ الخطية "علي" من غير كنية (كذا) ، وفي المطبعة "علي بن محمد" والأظهر أنه عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ المديني، كما في "الصحيح": علي بن عبد الله".
قلت: وما استظهره هو الصواب لما ذكرته عن الحافظين أولاً، ولما ذكره هو عن "الصحيح" آخراً، لكن قوله:"المطبوعة" إن كان يعني غير الهندية، فيمكن، وإلا فهو فيها "علي" غير منسوب كما في الخطبة.