الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَهَذَا هُوَ الْفَتْح الْعَزِيز من فتوحاته سَاقه صَاحب اليميني بأفصح عبارَة وأحلاها فلينظره فِيهِ من أَرَادَهُ وَهُوَ الَّذِي عَاد مِنْهُ فِي سنة عشر وَأرْسل كِتَابه إِلَى الْقَادِر أَمِير الْمُؤمنِينَ وَقد ذكرنَا بعضه
ثمَّ كَانَ لَهُ فِي سنة أَربع عشرَة فتح أعظم من هَذَا أوغل فِيهِ فِي بِلَاد الْهِنْد حَتَّى جَاءَ إِلَى قلعة فِيهَا سِتّمائَة صنم وَقَالَ أتيت قلعة لَيْسَ لَهَا فِي الدُّنْيَا نَظِير وَمَا الظَّن بقلعة تسع خَمْسمِائَة فيل وَعشْرين ألف دَابَّة وَمن يقوم بعلف هَؤُلَاءِ وَمن يحملونه وأعان الله حَتَّى طلبُوا الْأمان فأمنت ملكهم وأقررته على ولَايَته بخراج ضرب عَلَيْهِ
538 - مَحْمُود بن الْقَاسِم بن القَاضِي أبي مَنْصُور مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن عبد الله بن مُحَمَّد الْأَزْدِيّ المهلبي القَاضِي أَبُو عَامر الْأَزْدِيّ الْهَرَوِيّ
أحد الْأَئِمَّة
كَانَ إِمَامًا زاهدا ورعا
ولد سنة أَرْبَعمِائَة
وَحدث بِجَامِع التِّرْمِذِيّ عَن عبد الْجَبَّار الجراحي وَسمع أَيْضا جده القَاضِي أَبَا مَنْصُور القَاضِي أَبَا عمر البسطامي وَبكر بن مُحَمَّد المروروذي وَجَمَاعَة
روى عَنهُ المؤتمن السَّاجِي وَمُحَمّد بن طَاهِر وَأَبُو نصر اليونارتي وَأَبُو الْعَلَاء صاعد بن سيار وزاهر الشحامي وَأَبُو عبد الله الفراوي وَخلق آخِرهم موتا أَبُو الْفَتْح نصر بن سيار
قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ هُوَ جليل الْقدر كَبِير الْمحل عَالم فَاضل
وَقَالَ أَبُو النَّصْر الفامي عديم النّظر زهدا وصلاحا وعفة وَلم يزل على ذَلِك من ابْتِدَاء عمره إِلَى انتهائه وَكَانَت الرحلة إِلَيْهِ من الأقطار وَالْقَصْد لأسانيده
وَقَالَ أَبُو جَعْفَر بن أبي عَليّ الهمذاني وَهُوَ من الروَاة عَنهُ كَانَ شَيخنَا أَبُو عَامر من أَرْكَان مَذْهَب الشَّافِعِي بهراة قَالَ وَكَانَ نظام الْملك يَقُول لَوْلَا هَذَا الإِمَام فِي هَذِه الْبَلدة لَكَانَ لي وَلَهُم شَأْن يهددهم بِهِ وَكَانَ يَعْتَقِدهُ لزهده وورعه وَحسن عقيدته وَكَانَت هراة بِأبي إِسْمَاعِيل الْأنْصَارِيّ قد غلب عَلَيْهَا التجسيم فنقم عَلَيْهِم نظام الْملك وَكَانَ أَبُو إِسْمَاعِيل يزور أَبَا عَامر ويتبرك بِهِ إِمَّا اعتقادا فِيهِ وَإِمَّا إِظْهَارًا لمحبة مَا النَّاس عَلَيْهِ من تَعْظِيم هَذَا الرجل فَإِنَّهُ كَانَ مُعظما عِنْد الْمُوَافق والمخالف