الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
واختلف في مبلغ سن علي رضي الله عنه يوم مات، فقيل: سبع وخمسون. وقيل: ثمان وخمسون وقيل: ثلاث وستون، قاله أبو نعيم وغيره، واختلفت الرواية في ذلك عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين، فروي عنه أن علياً قتل وهو ابن ثلاث وستين وروى عنه ابن خمس وستين وروي عنه ابن ثمان وخمسين وروى ابن جريج قال: أخبرني محمد ابن عمر بن علي أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قتل وهو ابن ثلاث أو أربع وستين سنة. وكانت خلافته أربع سنين وتسعة أشهر وستة أيام وقيل: ثلاثة أيام. وقيل: أربعة عشر يوماً
(1)
.
فعلى القول بأنَّ علي بن أبي طالب رضي الله عنه ولد قبل البعثة بسبع أو ثمان سنين وهو الذي رجحناه سابقاً، وأنه رضي الله عنه قُتل سنة 40 هـ
(2)
، فتكون سنه عند الوفاة ستين أو واحدى وستين سنة. والله أعلم.
وقُتل علي رضي الله عنه على يد عبد الرحمن بن ملجم
(3)
.
رابعا: أم هانئ. فاختة بنت أبي طالب رضي الله عنها
-:
السيدة، الفاضلة، أم هانئ بنت عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبي طالب عبد مناف بن
…
عبد المطلب بن هاشم الهاشمية، المكية
(4)
.
وقد كانت رضي الله عنها من الصحابيات الجليلات رضي الله عنهن
(5)
.
(1)
انظر: الاستيعاب لابن عبد البر (1/ 346).
(2)
انظر: الأعلام للزركلي (3/ 156).
(3)
انظر الاستيعاب لابن عبد البر (1/ 346).
(4)
سير أعلام النبلاء (2/ 313)، وانظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (8/ 153)، وانظر أسد الغابة (1/ 1456).
(5)
انظر: تقريب التهذيب (1/ 759).
واختلف في اسمها فقيل: هند وقيل: فاختة وهو الأكثر
(1)
.
«تكنى بابنها هانئ بن هبيرة» «وهي بكنيتها أشهر»
(2)
، «ولها ابن من هبيرة اسمه يوسف وثالث وهو الأكبر اسمه جعدة»
(3)
ورابع اسمه «عمرو بن هبيرة»
(4)
«قال الدغولي: كان ابنها جعدة بن هبيرة قد ولاه علي بن أبي طالب خراسان»
(5)
.
قال ابن حجر: «جعدة بن هبيرة أمه أم هانئ بنت أبي طالب له رؤية بلا نزاع فإن أباه قتل كافرا بعد الفتح واختلف في صحبته وصحة سماعه»
(6)
.
قال ابن حجر في تقريب التهذيب: «هارون من ولد أم هانئ مجهول من الثالثة»
(7)
وعليه هل هارون من ولد أم هانيء؟ الصحيح أنه ابن ابنها وليس ابنها المباشر.
قال المزي في تهذيب الكمال: «جعدة المخزومي
(8)
من ولد أم هانئ بنت أبي طالب أخو هارون وهو ابن ابنها»
(9)
، وسيأتي معنا فيمن حدّث عنها، حفيدها هارون.
(1)
الاستيعاب (1/ 611).
(2)
الإصابة (8/ 46).
(3)
الروض الأنف (1/ 383)، وانظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (8/ 151).
(4)
سير أعلام النبلاء (2/ 313).
(5)
سير أعلام النبلاء (2/ 314).
(6)
الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر (1/ 484).
(7)
تقريب التهذيب (1/ 569).
(8)
قال المزي «يحتمل أن يكون هو جعدة بن يحيى بن جعدة بن هبيرة» ، انظر تهذيب الكمال (4/ 567).
(9)
تهذيب الكمال للمزي (4/ 567).
وهي أخت علي وعقيل وجعفر وطالب «وجمانة»
(1)
وشقيقتهم. وأمهم فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف.
تأخر إسلام أم هانئ رضي الله عنها
(2)
، وقيل: كان إسلامها يوم الفتح
(3)
.
ودخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى منزلها يوم الفتح، فصلَّى عندها ثمان ركعات ضحى
(4)
.
وقد روت رضي الله عنها أحاديث، بلغ مسندها: ستة وأربعين حديثا، لها من ذلك حديث واحد، أخرجاه - أي البخاري ومسلم - وروت أم هانئ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحاديث في الكتب الستة وغيرها
(5)
. ولها في مسند الإمام أحمد أربعة وعشرون حديثاً
(6)
.
والحديث الوحيد الذي روته في الصحيحين
(7)
هو:
«عن أبي النضر أنَّ أبا مرة مولى أم هانئ بنت أبى طالب أخبره أنه سمع أم هانئ بنت أبى طالب تقول ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عام الفتح، فوجدته يغتسل، وفاطمة ابنته تستره قالت: فسلمت عليه فقال: (من
(1)
الاستيعاب (1/ 638)، وانظر أسد الغابة (1/ 1456).
(2)
انظر: سير أعلام النبلاء (2/ 313)، وانظر أسد الغابة (1/ 1456) ..
(3)
انظر: الاستيعاب (1/ 611).
(4)
أخرجه البخاري (4/ 470)، رقم (1176)، ومسلم (2/ 157، رقم 336)، والترمذي (474) وأبو داود (1291).
(5)
انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي (2/ 312 - 313)، وجوامع السيرة لابن حزم (1/ 280)، والإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر (8/ 317).
(6)
انظر: مسند أحمد (44/ 455).
(7)
أشار إلى ذلك ابن الجوزي في كشف المشكل (1/ 272).
هذه). فقلت: أنا أم هانئ بنت أبى طالب، فقال:(مرحبا بأم هانئ)، فلما فرغ من غسله، قام فصلى ثمانى ركعات، ملتحفا فى ثوب واحد، فلما انصرف قلت: يا رسول الله، زعم ابن أمي أنه قاتل رجلا قد أجرته، فلان بن هبيرة. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم «قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ». قالت أم هانئ: وذاك ضحىً»
(1)
.
حدّث عنها: حفيدها هارون، وابنها جعدة، وابنه يحيى بن جعدة، ومولاها؛
…
أبو صالح باذام، ومولاها أبو مرة وابن عمها عبدالله بن عباس، وكريب مولى ابن عباس، وعبد الله ابن الحارث بن نوفل الهاشمي وولده عبد الله، وعبد الرحمن بن
…
أبي ليلى، ومجاهد بن جبر، وعطاء بن أبي رباح، وعروة بن الزبير، والشعبي، وعبد الله بن عياش وابنه عبد الله، ومحمد ابن عقبة بن أبي مالك، وآخرون
(2)
.
فلما أسلمت أم هانئ وفتح الله على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مكة هرب هبيرة إلى نجران
(3)
.
قال ابن إسحاق: لما بلغ هبيرة إسلامها، قال أبياتا منها:
وعاذلة هبت بليل تلومني
…
وتعذلني بالليل ضل ضلالها
وتزعم أني إن أطعت عشيرتي
…
سأوذى، وهل يؤذيني إلا زوالها
فإن كنت قد تابعت دين محمد
…
وقطعت الأرحام منك حبالها
(1)
أخرجه البخارى (3/ 1157)، رقم (3000)، ومسلم (1/ 498)، رقم (336).
(2)
انظر الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر (8/ 317)، وتهذيب التهذيب لابن حجر (12/ 429)، وسير أعلام النبلاء للذهبي (2/ 313)، ومعرفة الصحابة لأبي نعيم (6/ 3419).
(3)
الاستيعاب (2/ 128).
فكوني على أعلى سحيق بهضبة
…
ململمة غبراء يبس بلالها
(1)
ولم يذكر أحد أن هبيرة أسلم
(2)
، بل الذي ذُكر أنه مات بعد ذلك كافراً
(3)
.
ولما بانت أم هانئ عن هبيرة بإسلامها، خطبها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت: إني امرأة مصبية
(4)
. فسكت عنها
(5)
.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه: «أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خطب أم هانئ، بنت أبي طالب، فقالت: يا رسول الله، إني قد كبرت، ولي عيال» ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش، أحناه على ولد فى صغره، وأرعاه على زوج فى ذات يده»
(6)
.
وعن أبي صالح، مولى أم هانئ، عن أم هانئ بنت أبي طالب، قالت: مرَّ بي
…
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم، فقلت: يا رسول الله، إني قد كبرت فمرني بعمل أعمله وأنا جالسة، قال: «سبحي الله مائة تسبيحة، فإنها تعدل مائة رقبة من ولد إسماعيل، واحمدي الله مائة تحميدة، فإنها تعدل مائة فرس مسرجة ملجمة تحملين عليها في سبيل الله، وكبري الله مائة تكبيرة،
(1)
سيرة ابن هشام (2/ 420)، و أسد الغابة (7/ 404 - 405)، والثالث والرابع في نسب قريش:(39)، سير أعلام النبلاء (2/ 313).
(2)
سير أعلام النبلاء (2/ 313).
(3)
الإصابة (6/ 522).
(4)
قال محقق السير: مصبية: ذات صبيان يحتاجون إلى رعاية تأخذ قسماً كبيراً من وقتها، فلا تستطيع الوفاء بحقوق الزوج.
(5)
سير أعلام النبلاء (2/ 313).
(6)
أخرجه البخارى (5/ 1955)، رقم (4794)، ومسلم (4/ 1958)، رقم (2527) واللفظ لمسلم، وليس عند البخاري قصة خطبة النبي صلى الله عليه وسلم لأم هانيء.