الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الزبير بن بكار
(1)
.
وهكذا كانت فاطمة رضي الله عنها من الذين أسلموا وهاجروا وحسن إسلامهم بشهادة فعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم معها، مما جعلها تترك أثرًا بالغًا أيضًا فى نفوس أبنائها، ومنهم جعفر الطيَّار رضي الله عنه.
كنيته وألقابه:
كان لجعفر رضي الله عنه كنية من أجمل الكنى ومن أحبها إلى الله ورسوله، فقد كانت كنيته أبا عبد الله
(2)
.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إنَّ أحبَّ أسمائِكم إلى الله عبدُ الله وعبدُ الرحمن»
(3)
.
أمَّا ألقابه فقد كان يلقَّب رضي الله عنه بعدة ألقاب، بل هي مناقب وأوسمة شرف فاز
…
بها رضي الله عنه، والتي منها:
ذو الجناحين وطيار الجنة:
فعن الشعبي أن ابن عمر رضي الله عنهما كان إذا سلم على ابن جعفر قال: «السلام عليك يا ابن ذي الجناحين»
(4)
. وفي رواية أخرى ورد فيها التصريح بأنَّ ابن
(1)
انظر: أسد الغابة (1/ 1394).
(2)
انظر: المعجم الكبير للطبراني (2/ 104)، والحاكم (3/ 230)، والاستيعاب لابن عبد البر (1/ 72)، والإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني (1/ 485)، وذخائر العقبى (1/ 207).
(3)
أخرجه مسلم (3/ 1682)، رقم (2132).
(4)
أخرجه البخاري (7/ 62)، رقم (4264) وانظر رقم (3709)، وقال البيهقي في دلائل النبوة (4/ 486): رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن أبي بكر. وذلك يصحح ما روينا عن أهل المغازي في أمر الجناحين ويؤكده، وانظر معرفة الصحابة لأبي نعيم (4/ 358).
جعفر هو عبدالله بن جعفر:
وهي عن ابن عمر رضي الله عنهما: «أنه كان إذا سلَّم على عبد الله بن جعفر قال: السلام عليك يا ابن ذي الجناحين»
(1)
.
قال الحافظ ابن حجر في شرحه:
(كأنَّه يشير إلى حديث عبدالله بن جعفر، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (هنيئاً لك؛ أبوك يطير مع الملائكة في السماء)
(2)
أخرجه الطبراني بإسنادٍ حسن)
(3)
.
ثمَّ ذكر طرقاً أخرى عن أبي هريرة وعليّ وابن عباس، وقال في طريقٍ عن ابن عباس:
(إنَّ جعفراً يطير مع جبريل وميكائيل، له جناحان؛ عوَّضه اللهُ مِن يديه)
(4)
، وقال:
(5)
.
(1)
أخرجه الطبراني (2/ 109)، وابن عساكر (27/ 262). وأخرج الحاكم (3/ 44) عن عامر قال:«كان ابن عمر إذا حيَّا عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما: قال: السلام عليك يا ابن ذي الجناحين» وقال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي في التلخيص.
(2)
أخرجه الطبراني (13/ 77)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 373)، رواه الطبراني وإسناده حسن، لكنَّ الشيخ الألباني ضعف الحديث بثلاث علل ذكرها في السلسلة الضعيفة (6639) وضعَّفه أيضاً في ضعيف الترغيب والترهيب (848)، لكن المتن يشهد له عدة أحاديث منها الحديث التالي الذي ذكره ابن حجر عن ابن عباس وطرق أخرى ذكرها في فتح الباري (7/ 96).
(3)
فتح الباري (7/ 96).
(4)
أخرجه الطبراني في الأوسط (7/ 471) و (7/ 473 - 474)، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 272)«فيه سعدان بن الوليد ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات» ، وقد ثبت الحديث من عدة طرق راجع: فتح الباري (7/ 96)، والسلسلة الصحيحة (1226).
(5)
فتح الباري (7/ 96).
وقال ابن كثير معلِّلا تسميته بهذا اللقب: (لأن الله تعالى عوَّضه عن يديه بجناحين في الجنة)
(1)
.
وهنا نتنبه إلى مدى الحب الذي كان بين الصحابة رضوان الله عليهم، فعبدالله بن عمر بن الخطاب ابن ثاني الخلفاء الراشدين يسلِّم على عبدالله بن جعفر بن أبي طالب ويناديه بما يذكِّره باستشهاد أبيه، وهذا ممَّا يخفّف عن عبد الله بن جعفر الذي فَقَد أباه، بل يفرحه أن يذكِّره دائماً في تحيته له بأنَّ أباه في الجنة له جناحان يطير بهما. فكيف بالحب الذي بين الآباء من الصحابة، لولا أنَّ أبناء الصحابة تربوا على المحبة التي ألفوها بين آبائهم، لما نتج هذا التقارب والحب الذي بين أبناء الصحابة.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «رأيت جعفر بن أبى طالب ملكا يطير فى الجنة مع الملائكة بجناحين»
(2)
.
وعنه أيضاً رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مرَّ بي جعفر الليلة في ملأ من الملائكة وهو مخضَّب الجناحين بالدم أبيض الفؤاد»
(3)
.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً «دخلت الجنة البارحة فنظرت فيها فإذا جعفر
(1)
البداية والنهاية لابن كثير (3/ 256).
(2)
انظر تخريج الحديث تحت عنوان: الأحاديث الصحيحة في ذكر جعفر رضي الله عنه، حديث رقم (5).
(3)
أخرجه الحاكم (3/ 234) وقال: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي في التلخيص، وقال ابن حجر في الفتح (76/ 7): إسناده على شرط مسلم، ووافقهم الألباني في السلسلة الصحيحة (3/ 300).