الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كثيراً بقدومه، وحزن - والله - لوفاته)
(1)
.
وقال النووي رحمه الله:
(2)
.
أبوه:
أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي القرشي الهاشمي عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شقيق أبيه، أمهما فاطمة بنت عمرو بن عائذ المخزومية، اشتهر بكنيته، واسمه عبد مناف على المشهور، وقيل عمران، وقال الحاكم: أكثر المتقدمين على أن اسمه كنيته، ولد قبل النبي صلى الله عليه وسلم بخمس وثلاثين سنة
(3)
.
كان من أبطال بني هاشم ورؤسائهم، ومن الخطباء العقلاء الأباة، وله تجارة كسائر قريش
(4)
.
(1)
سير أعلام النبلاء للذهبي (1/ 206).
(2)
تهذيب الأسماء واللغات للنووي (ص 197).
(3)
الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر (7/ 235).
(4)
الأعلام للزركلي (4/ 166).
ولما مات عبد المطلب أوصى بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى أبي طالب فكفله وأحسن تربيته وسافر به صحبته إلى الشام وهو شاب.
ولما بُعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قام في نصرته وذبَّ عنه من عاداه ومدحه عدة مدائح، منها قوله لما استسقى أهل مكة فسقوا:
وأبيض يستسقى الغام بوجهه
…
ثمال اليتامى عصمة للأرامل
ومنها قوله من قصيدة:
وشق له من اسمه ليجله
…
فذو العرش محمود وهذا محمد
(1)
(2)
.
وزعم البعض أنه مات مسلماً، واستدلَّوا بأحاديث أسانيدها ضعيفة وواهية
(3)
.
(1)
انظر: الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر (7/ 235).
(2)
أخرجه أبو يعلى (12/ 176، رقم 6804)، وابن عساكر (41/ 4)، والطبراني (17/ 192، رقم 511)، قال ابن حجر في المطالب العالية (4/ 372): إسناده حسن، وقال الألباني في السلسلة الصحيحة (92) إسناده حسن.
(3)
انظر: الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر (7/ 238).
قال ابن عساكر في صدر ترجمته: قيل إنه أسلم ولا يصح إسلامه
(1)
.
وقال ابن كثير - بعد أن تكلم على أنَّ أبا طالب مات على غير الإسلام-: ولولا ما نهانا الله عنه من الاستغفار للمشركين، لاستغفرنا لأبي طالب وترحمنا عليه
(2)
.
وفي الصحيحين من طريق الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال: (لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أشهد لك بها عند الله، فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب، فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعرضها عليه ويعيد له تلك المقالة، حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم: هو على ملة عبد المطلب، وأبى أن يقول: لا إله إلا الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أما والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك فأنزل الله عز وجل: {مَا كَانَ
…
لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ
…
كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ
…
مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}
(3)
، وأنزل الله تعالى في أبي طالب فقال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ
…
اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}»
(4)
(5)
.
قال ابن حجر: فهذا هو الصحيح، إذ لو كان قال كلمة التوحيد، ما نهى الله تعالى نبيه عن الاستغفار له
(6)
.
(1)
تاريخ دمشق لابن عساكر (66/ 307).
(2)
السيرة لابن كثير (2/ 132).
(3)
سورة التوبة الآية (113).
(4)
سورة القصص الآية (56).
(5)
أخرجه البخاري (1/ 457، رقم 1294)، ومسلم (1/ 54، رقم 24) واللفظ له.
(6)
انظر: الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر (7/ 238)، وانظر: كلام ابن حجر التفصيلي هناك ففيه الجواب الشافي.
وورد في الصحيحين أيضاً عن العباس بن عبد المطلب أنه قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: «ما أغنيت عن عمك أبي طالب فإنه كان يحوطك
(1)
ويغضب لك، فقال: هو في ضحضاح
(2)
من النار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل»
(3)
.
قال ابن حجر: فهذا شأن من مات على الكفر فلو كان مات على التوحيد لنجا من النار أصلا، والأحاديث الصحيحة والأخبار المتكاثرة طافحة بذلك
(4)
.
قال ابن حجر: قال المرزباني: مات أبو طالب في السنة العاشرة من المبعث
(5)
وكان له يوم مات بضع وثمانون سنة، وذكر ابن سعد عن الواقدي أنه مات في نصف شوال منها
(6)
. وكان مولده ووفاته بمكة
(7)
.
وهكذا توفي أبو طالب نتيجة المرض والمعاناة في شعب أبي طالب بعد أن كان مدافعا وصاداًّ لقريش عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فحزن الرسول لفقده حزنا شديدا، وحزن أكثر لموته على غير الإسلام.
(1)
يحوطك: يصونك ويدافع عنك.
(2)
ضحضاح: هو الموضع القريب القعر والمعنى أنه خفف عنه شيء من العذاب.
(3)
أخرجه البخاري (3/ 1409 رقم 3670)، ومسلم (1/ 195 رقم 209)، وفي رواية «ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منه أم دماغه» أخرجه البخاري (5/ 2400، رقم 6196)، ومسلم (1/ 195، رقم 210).
(4)
الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر (7/ 241).
(5)
مات أبو طالب قبل أن يهاجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بثلاث سنين و أربعة أشهر، انظر السيرة لابن حبان (1/ 39).
(6)
الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر (7/ 242).
(7)
السيرة لابن حبان (ص 39).