الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي هذا الحديث إشارة إلى أمر مهم، فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم لا ينطق عن الهوى، ففرحه صلى الله عليه وآله وسلم وحزنه لله، ففي الحديث إشارة إلى أنّ قدوم جعفر رضي الله عنه، يعادل في الأهميّة فتح خيبر، أعظم حصون اليهود، وهذا إن يدل فإنما يدل على أهمية جعفر رضي الله عنه وأنّ جعفراً من رجالات الإسلام الذين يُعتمد عليهم في المهمّات الصعبة، بدليل تسليم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الراية لجعفر في معركة مؤتة.
ففتح خيبر معناه هدم وهزيمة أكبر قلاع اليهود أعداء الإسلام.
وفتح خيبر فرحة وأي فرحة، وكذا قدوم جعفر فرحة ما بعدها فرحة.
بعض المواقف من حياته رضي الله عنه مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
-:
ما أجمل أن تكون هناك مواقف مع الأحبّة، فحتماً سوف تكون مواقف ذات طابع مميّز لن تُنسى، فكيف إذا كانت هذه المواقف بين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وشبيه خَلق وخُلق رسول الله جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه.
فعن عروة بن رويم: حدثني الأنصاري: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لجعفر: «ألا أعطيك، ألا أمنحك، ألا أحبوك، ألا أفعل بك عشر خصال، إذا أنت فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك أوله وآخره، قديمه وحديثه، خطأه وعمده، صغيره وكبيره، سره وعلانيته، عشر خصال: أن تصلي أربع ركعات تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة وأنت قائم، قلت: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، خمس عشرة مرة، ثم تركع فتقولها وأنت راكع عشراً، ثم ترفع رأسك
من الركوع فتقولها عشراً، ثم تهوي ساجدا فتقولها وأنت ساجد عشراً، ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشراً، ثم تسجد فتقولها عشراً «قال: ثم ترفع رأسك يعني من السجدة الثانية فاستو جالساً، ولا تقم حتى تسبح عشراً، وتحمد عشراً، وتكبر عشراً، وتهلل عشراً» فذلك خمس وسبعون في كل ركعة، تفعل ذلك في أربع ركعات، إن استطعت أن تصليها في كل يوم مرة فافعل، فإن لم تفعل ففي كل جمعة مرة، فإن لم تفعل ففي كل شهر مرة، فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة، فإن لم تفعل ففي عمرك مرة»
(1)
.
وقد مرَّ معنا قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لجعفر: «ما أدري بأيهما أنا أفرح بفتح خيبر أم بقدوم جعفر»
(2)
.
وهذه الرواية تكشف عن مزيج من المحبة والإجلال والتقدير من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لجعفر رضي الله عنه، وهذا الفرح هو فرح إجلالٍ وحبٍ، ودليل شوقٍ من رسول صلى الله عليه وآله وسلم لجعفر، فهجرته رضي الله عنه إلى الحبشة نأت به بعيداً عن رسول الله لسنوات، وكان الشوق المتبادل بين رسول الله وجعفر بلغ ذروته إلى أن جاءت لحظة لقاء الأحبة يوم فتح خيبر.
وبعد قدوم جعفر رضي الله عنه، سأله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سؤالاً يجسِّم لنا مدى اهتمام
(1)
أخرجه أبو داود (2/ 31)، رقم (1299) وسكت عنه (وقد قال في رسالته لأهل مكة ص 28: ما لم أذكر فيه شيئاً فهو صالح، وبعضها أصح من بعض)، وصححه الألباني في أبي داود (1299)، قال عبد القادر الأرناؤوط في الأذكار للنووي (1/ 158): «للحديث طرق
وشواهد تدل على أنَّ له أصلا و هو حديث حسن أو صحيح»، وقد ذكر أبوداود الحديث بطوله مُوَجَّها للعباس ثمّ لعبد الله بن عمرو، ثم ذكر حديث جعفر بنحو حديث العباس ولم يذكر متنه.
(2)
قد تم تخريجه سابقاً.