الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يطير مع الملائكة وإذا حمزة متكئ على سرير»
(1)
.
نبأٌ عظيم فيه إشارات إلى أشياء عظيمة، إنها إشارات متلألئات بالنور.
إنّ جعفراً رضي الله عنه، بمجرد استشهاده نُقل فوراً إلى الجنة، وهذا مقام كريم، يغبطه عليه من الأوليين والآخرين، لقد أُدخل جعفرٌ الجنة بغير حساب، وقبل أن تجف دماؤه، ومُنح حرية مطلقة ينتقل بها كيف يشاء في جنان الخلد.
فأيّ فوز هو أعظم من ذلك الفوز، وأيّ عطاء هو أعلى من هذا العطاء.
معنى الجناحين:
يذكر السهيلي في الروض الأنف معنى الجناحين فيقول:
(ومما ينبغي الوقوف عليه في معنى الجناحين أنهما ليسا كما يسبق إلى الوهم على مثل جناحي الطائر وريشه لأن الصورة الآدمية أشرف الصور وأكملها، وفي قوله عليه السلام:«إن الله خلق آدم على صورته»
(2)
تشريف له عظيم وحاشا لله من التشبيه والتمثيل ولكنها عبارة عن صفة ملكية وقوة روحانية أعطيها جعفر كما أعطيتها الملائكة وقد قال الله تعالى لموسى: {وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى
…
جَنَاحِكَ}
(3)
فعبر عن العضد بالجناح توسعا، وليس ثم طيران فكيف بمن أعطي القوة على الطيران مع
(1)
أخرجه ابن عدى (3/ 230، ترجمة 724 زمعة بن صالح) وقال: (فيه) سلمة بن وهرام أرجو أنه لا بأس برواياته هذه، والطبرانى (2/ 107)، رقم (1466)، والحاكم (3/ 217)، رقم (4890) وقال: صحيح الإسناد، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3363).
(2)
أخرجه البخاري (2/ 902، رقم 2420)، ومسلم (4/ 2017، رقم 2612)، قال ابن تيمية في تلبيس الجهمية (6/ 355)«متواتر» .
(3)
سورة طه الآية «22» .
الملائكة أخلق به إذا: أن يوصف بالجناح مع كمال الصورة الآدمية وتمام الجوارح البشرية وقد قال أهل العلم في أجنحة الملائكة: ليست كما يتوهم من أجنحة الطير ولكنها صفات ملكية لا تفهم إلا بالمعاينة واحتجوا بقوله تعالى: {أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ}
(1)
فكيف تكون كأجنحة الطير على هذا، ولم ير طائر له ثلاثة أجنحة ولا أربعة فكيف بستمائة جناح كما جاء في صفة جبريل عليه السلام
(2)
، فدل على أنها صفات لا تنضبط كيفيتها للفكر ولا ورد أيضا في بيانها خبر فيجب علينا الإيمان بها، ولا يفيدنا علما إعمال الفكر في كيفيتها، وكل امرئ قريب من معاينة ذلك. فإما أن يكون من الذين: {تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ
…
الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ}
(3)
وإما أن يكون من الذين تقول لهم الملائكة وهم باسطو أيديهم:
…
{أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ}
(4)
(5)
.
وقد عقَّب الحافظ ابن حجر على السهيلي- بعد أن نقل كلامه السابق- فقال:
(6)
.
(1)
سورة فاطر الآية «1» .
(2)
أخرجه البخاري (3/ 1181)، رقم (3060)، ومسلم (1/ 158)، رقم (174).
(3)
سورة فصلت الآية «30» ..
(4)
سورة الأنعام الآية «93» .
(5)
الروض الأنف (4/ 127 - 128).
(6)
فتح الباري لابن حجر (7/ 516).