الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عبد الله ين جعفر ابن حبه أمامه، ويدعو له ولبقية أولاد جعفر قائلاً:«اللهم اخلف جعفرا في ولده» .
حرص علي بن أبي طالب رضي الله عنه عليه:
نُقل عن علي رضي الله عنه في صفين بعد التحكيم أنَّه قال: ولقد هممت بالإقدام على القوم، فنظرت إلى هذين قد ابتدراني- يعني الحسن والحسين- ونظرت إلى هذين قد استقدماني- يعني عبد الله بن جعفر ومحمد بن علي- فعلمت أن هذين إن هلكا انقطع نسل محمد صلى الله عليه وآله وسلم من هذه الأمة، فكرهت ذلك، وأشفقت على هذين أن يهلكا، وقد علمت أن لولا مكاني لم يستقدما- يعني محمد بن علي وعبد الله بن جعفر- وايم الله لئن لقيتهم بعد يومي هذا لألقينهم وليسوا معي في عسكر ولا دار
(1)
.
موقفه من مقتل الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين:
قال أبو مخنف
(2)
: حدثني الحارث بن كعب الوالبي، عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب قال: لما خرجنا من مكة كتب عبد الله بن جعفر بن أبي طالب إلى الحسين بن علي مع ابنيه: عون ومحمد:
أما بعد، فإني أسألك بالله لما انصرفت حين تنظر في كتابي، فإني مشفقٌ عليك من الوجه الذي توجه له أن يكون فيه هلاكك واستئصال أهل بيتك، إن هلكت اليوم طفئ نور الأرض، فإنك علم المهتدين؛ ورجاء المؤمنين؛ فلا تعجل بالسير فإني في أثر الكتاب والسلام.
(1)
انظر: تاريخ الأمم والملوك للطبري (3/ 107)، والكامل في التاريخ لابن الأثير (3/ 157).
(2)
قال الطبري: قال أبو مخنف.
قال: وقام عبد الله بن جعفر إلى عمرو بن سعيد بن العاص فكلمه. وقال: اكتب إلى الحسين كتاباً تجعل له فيه الأمان، وتمنيه فيه البر والصلة، وتوثق له في كتابك، وتسأله الرجوع لعله يطمئن إلى ذلك فيرجع؛ فقال عمرو بن سعيد: اكتب ما شئت وأتني به حتى أختمه، فكتب عبد الله بن جعفر الكتاب، ثم أتى به عمرو بن سعيد فقال له: اختمه، وابعث به مع أخيك يحيى بن سعيد، فإنه أحرى أن تطمئن نفسه إليه، ويعلم أنه الجد منك، ففعل؛ وكان عمرو بن سعيد عامل يزيد بن معاوية على مكة؛ قال: فلحقه يحيى وعبد الله بن جعفر، ثم انصرفا بعد أن أقرأه يحيى الكتاب، فقالا: اقرأناه الكتاب، وجهدناه، وكان مما اعتذر به إلينا أن قال: إني رأيت رؤيا فيها
…
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأمرت فيها بأمر أنا ماضٍ له، عليَّ كان أو لي؛ فقالا له: فما تلك الرؤيا؟ قال: ما حدثت أحداً بها، وما أنا محدث بها حتى ألقى ربي.
قال: وكان كتاب عمرو بن سعيد إلى الحسين بن علي: بسم الله الرحمن الرحيم، من عمرو بن سعيد إلى الحسين بن علي، أما بعد، فإني أسأل الله أن يصرفك عما يوبقك، وأن يهديك لما يرشدك؛ بلغني أنك قد توجهت إلى العراق، وإني أعيذك بالله من الشقاق، فإني أخاف عليك فيه هلاك، وقد بعثت إليك عبد الله بن جعفر ويحيى بن سعيد، فأقبل إليَّ معهما، فإن لك عندي الأمان والصلة والبر وحسن الجوار لك، الله عليمٌ بذلك شهيدٌ وكفيلٌ، ومراعٍ ووكيلٌ؛ والسلام عليك.
قال: وكتب إليه الحسين: أما بعد؛ فإنه لم يشاقق الله ورسوله من دعا إلى الله عز وجل وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين؛ وقد دعوت إلى الأمان