المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ثانيا: ما ورد في جعفر في الحديث الشريف: - عبق الرياحين في سيرة ذي الجناحين

[نايف منير فارس]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه

- ‌اسمه ونسبه:

- ‌قال فيه الذهبي رحمه الله:

- ‌وقال النووي رحمه الله:

- ‌أبوه:

- ‌أمه:

- ‌كنيته وألقابه:

- ‌ذو الجناحين وطيار الجنة:

- ‌معنى الجناحين:

- ‌ خير الناس وأبو المساكين:

- ‌مولده رضي الله عنه

- ‌زوجته رضي الله عنه

- ‌أولاده رضي الله عنه

- ‌ذكر نُعْمى بنت جعفر بن أبي طالب:

- ‌عقب جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه

- ‌تسمية ولد جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه وولد النجاشي:

- ‌إخوته وأخواته:

- ‌أولاً: طالب بن أبي طالب:

- ‌ثانياً: عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه

- ‌ثالثاً: علي بن أبي طالب رضي الله عنه

- ‌رابعا: أم هانئ. فاختة بنت أبي طالب رضي الله عنها

- ‌خامساً: جُمانة بنت أبي طالب رضي الله عنها

- ‌سادساً: أم طالب ريطة بنت أبي طالب:

- ‌دعاء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لولد جعفر:

- ‌المؤاخاة:

- ‌الهجرة إلى الحبشة

- ‌فوائد من مواجهة جعفر لرسولَي قريش أمام النجاشي:

- ‌رسالة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في شأن جعفر وأصحابه للنجاشي:

- ‌جعفر رضي الله عنه صاحب السفينة والهجرتين:

- ‌بعض المواقف من حياته رضي الله عنه مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌موقعة مؤتة

- ‌تأملات تربوية من موقعة مؤتة:

- ‌جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه من آل البيت:

- ‌ذكر روايته ومن روى عنه:

- ‌من الأحاديث التي رواها جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه

- ‌أهم ملامح خَلْقه وخُلُقه:

- ‌ولنلق نظرة على ملامحه الخَلقيَّة أولاً:

- ‌وكان جعفر رضي الله عنه: كريماً جواداً، يُحبه المساكين:

- ‌ وكان رضي الله عنه شجاعاً مقداماً:

- ‌وكان فطناً داعياً إلى الحق صادقاً:

- ‌ وكان رضي الله عنه مضحِّيِا ومهاجراً في سبيل الله:

- ‌إرساله صلى الله عليه وآله وسلم لخطبة ميمونة رضي الله عنها

- ‌حب الصحابة لجعفر بن أبي طالب رضي الله عنه

- ‌موقفه من ابنة عمه مع أخيه علي وزيد بن حارثة:

- ‌دعوة جعفر رضي الله عنه للنجاشي وإسلامه:

- ‌دعوة النجاشي عمرو بن العاص رضي الله عنه للإسلام وإسلامه:

- ‌ثبات النجاشي على إسلامه:

- ‌وفاته رضي الله عنه

- ‌مراثي الصحابة في جعفر رضي الله عنهم أجمعين:

- ‌وقفات من سيرة جعفر رضي الله عنه

- ‌ أبناء جعفر رضي الله عنهم أجمعين:

- ‌أولاً: عبد الله بن جعفر

- ‌اسمه ونسبه وكنيته:

- ‌مولده:

- ‌أمه:

- ‌والده:

- ‌إخوته:

- ‌زوجته:

- ‌أولاده:

- ‌مولاه:

- ‌صحبته ومبايعته:

- ‌حديثه وروايته:

- ‌أحاديث عبد الله بن جعفر التي في الصحيحين:

- ‌كرمه وجوده:

- ‌فضائله:

- ‌صفة خَلقه:

- ‌إكرام معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وابنه يزيد له:

- ‌حرص علي بن أبي طالب رضي الله عنه عليه:

- ‌موقفه من مقتل الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين:

- ‌وفاته:

- ‌ذكر من رثاه:

- ‌ثانياً: محمد بن جعفر بن أبي طالب:

- ‌اسمه ونسبه وكنيته:

- ‌مولده:

- ‌زوجته:

- ‌أولاده:

- ‌صحبته:

- ‌حديثه وروايته:

- ‌فضائله وصفة خَلقه:

- ‌تفاخره بأبيه عند أمه أسماء بنت عميس:

- ‌وفاته:

- ‌ثالثاً: عون بن جعفر بن أبي طالب:

- ‌إسمه ونسبه وكنيته:

- ‌ولادته:

- ‌زوجته:

- ‌أولاده:

- ‌حديثه وروايته:

- ‌وفاته:

- ‌الخاتمة

- ‌الملاحق

- ‌ملحق 1: ماورد في جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه في الكتاب والسنة:

- ‌أولاً: ماورد في جعفر في القرآن الكريم:

- ‌ثانياً: ما ورد في جعفر في الحديث الشريف:

- ‌2. أحاديث ضعيفة عن آل جعفر رضي الله عنه

- ‌4. الأحاديث الصحيحة عن آل جعفر رضي الله عنهم أجمعين:

- ‌ثالثاً: ما ورد عنه من أقوال الصحابة رضي الله عنهم

- ‌ملحق 2: أحاديث رواها عبد الله بن جعفر رضي الله عنه

- ‌ تعليق:

- ‌ملحق 3: روايات ذُكر فيها محمد بن جعفر بن أبي طالب:

- ‌ملحق 4: الأحاديث التي جاءت في ذكر عون بن جعفر:

- ‌المراجع

الفصل: ‌ثانيا: ما ورد في جعفر في الحديث الشريف:

4.

قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا}

(1)

.

قيل: نزلت في المهاجرين إلى الحبشة مع جعفر بن أبي طالب ألقى الله لهم وداً في قلب النجاشي»

(2)

.

تنبيه: إن هذه الآيات الكريمات وإن كانت وردت في جعفر رضي الله عنه والمهاجرين معه إلى الحبشة، لكنها لا تختص بهم فقط، ففي علم أصول التفسير: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

‌ثانياً: ما ورد في جعفر في الحديث الشريف:

وردت عدة أحاديث حول جعفر رضي الله عنه، منها ما هو صحيح يُحتج به، ومنها ما هو ضعيف لا يُحتج به.

1.

روايات لا تصح ذُكر فيها جعفر رضي الله عنه:

هناك عدة روايات لا تصح حول جعفر رضي الله عنه، منها الضعيف والمنكر والموضوع والشاذ، ونحن نذكرها هنا على سبيل التحذير منها، والبعد عن روايتها ونشرها إلا على سبيل التحذير منها:

1 -

عن ابن أبى عمر حدثنا سفيان عن كثير النواء عن أبى إدريس عن المسيب بن نجبة قال قال علي بن أبى طالب قال النبى صلى الله عليه وآله وسلم:

(إن كل نبي أُعطي سبعة نجباء رفقاء، وأُعطيت أنا أربعة عشر: على والحسن والحسين وجعفر وحمزة وأبو بكر وعمر ومصعب بن عمير وبلال وسلمان وعمار وعبد الله بن مسعود والمقداد وحذيفة بن اليمان».

(1)

سورة مريم الآية «96» .

(2)

تفسير البحر المحيط (8/ 57).

ص: 179

أخرجه الترمذى (5/ 662)، رقم (3785)، وقال:«حسن غريب من هذا الوجه» ، وأحمد (1/ 88)، رقم (665)، والطبراني (6/ 215)، رقم (6047)، وتمام (2/ 231)، رقم (1597)، وأخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 128)، وابن عساكر (60/ 178). وأخرجه أيضا: ابن عدي (6/ 66)، ترجمة (1602) كثير النواء

أبو إسماعيل، واتهمه بالغلو. وابن الجوزى في العلل المتناهية من أربعة طرق (1/ 281)، رقم (453، 454، 455، 456) وقال: «لا يصح» . أما الطريق الأول ففيه الإبزاري كان كذابا صناعا للحديث، وأما الثاني والثالث والرابع فمدارها على كثير النواء قال النسائي:«كان ضعيفا» ، والحاكم (3/ 220)، رقم (4901) وقال:«صحيح الإسناد» . وقال الذهبى: «بل كثير واه، وابن بشار صاحب عجائب عن ابن عيينة» ، وقال في تلخيص العلل المتناهية (96)(فيه) كثير النواء ضعيف غال، وروي بسند آخر مسروق»، قال المزي في تهذيب الكمال (13/ 446)«له متابعة» وهي الطرق التي ذكرها ابن الجوزي وضعفها، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 159)«فيه كثير النواء وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور وبقية رجاله ثقات» .

قال الألباني في السلسلة الضعيفة (2659)«منكر» وقال: «كثير النواء» ضعيف باتفاق الجمهور»، وانظر تعليقه على الترمذي (3785)، وضعيف الجامع الصغير (1912) اهـ.

قلت: وأما قول الهيثمي بأن ابن حبان وثقه، فهو - أي ابن حبان - لم يصرح بذلك إنما ذكره في كتاب الثقات، ولا يكفي هذا في عده توثيقاً من ابن حبان له، كما هو معروف فيمن يذكرهم ابن حبان في ثقاته ولا يرفق ذلك بتوثيقه لهم.

ص: 180

2 -

عن وهب بن وهب عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «خلق الناس من أشجار شتى وخلقت أنا وجعفر من طينة واحدة» .

أخرجه ابن عساكر (33/ 211)، قال الذهبى فى الميزان (7/ 149)، ترجمة (9442) وهب بن وهب):«متهم في الحديث» ثم ذكر له الذهبى عدة أحاديث وقال: «وهذه أحاديث مكذوبة» ، وقال يحيى بن معين:«كان يكذب عدو الله» ، وقال عثمان بن أبى شيبة:«أرى أنه يبعث يوم القيامة دجالاً» ، وقال أحمد:«كان يضع الحديث وضعا فيما نرى» ، وقال البخارى:«سكتوا عنه» .

3 -

عن محمد بن إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن جعفر: حدثني عمي موسى بن جعفر عن صالح بن معاوية عن أخيه عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «علي أصلي وجعفر فرعي» .

أخرجه الطبراني كما فى مجمع الزوائد (9/ 231)، ومن طريقه أبو نعيم في أخبار أصبهان (6/ 38)، والضياء (3/ 448)، قال الهيثمي: رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه. قال الألباني في السلسلة الضعيفة (2873): وهذا إسناد ضعيف؛ وفيه علل:

الأولى: عبد الله بن معاوية، مجهول الحال في الرواية، وابن حزم يقول فيه:«كان رديء الدين معطلا يصحب الدهرية» .

الثانية: (وفي سنده) صالح بن معاوية؛ مجهول لم يترجموه!

ص: 181

الثالثة: (وفي سنده) محمد بن إسماعيل بن جعفر؛ مجهول أيضا. ولذلك قال الهيثمي بعد عزوه للطبراني: «فيه من لم أعرفهم» ، وانظر ضعيف الجامع (3798).

4 -

عن مكي بن عبد الله الرعيني، نا سفيان بن عيينة، عن أبى الزبير عن جابر قال:«لما قدم جعفر من أرض الحبشة تلقاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما نظر جعفر إلى رسول الله صحجل إعظاما منه لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين عينيه وقال له يا حبيبى أنت أشبه الناس بخلقى وخلقى وخلقت من الطينة التى خلقت منها يا حبيبى» .

أخرجه الطبراني في الأوسط (6/ 334 - 335)، والعقيلى فى الضعفاء (4/ 257)، رقم (1856) قال العقيلي:«غير محفوظ» ، وقال الذهبي فى ميزان الإعتدال (4/ 179):«مكي له مناكير» ، وانظر لسان الميزان لابن حجر (7/ 87)، قال ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 585)«هذا حديث لا يصح ولا يعرف إلا بمكي» ، قال الهيثمي في مجمع الزوائد

(1)

(5/ 211) و (9/ 275)«رواه الطبراني في الأوسط وفيه مكى بن عبدالله الرعينى وهذا من مناكيره» .

5 -

عن محمد بن صالح الكليبي قال: ثنا بكر بن عبد الوهاب قال: حدثني عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب

(1)

والعجيب أنَّ محمد علي المعلم في كتابه «جعفر بن أبي طالب رحيق النبوة وشذا الإمامة» ص (108) قد نقل هذا الحديث عن مجمع الزوائد ولم ينقل تضعيف صاحب مجمع الزوائد (الهيثمي) للحديث. فتأمل!

ص: 182

- رضي الله عنه عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «عرفت جعفراً في رفقة من الملائكة يبشرون أهل بيشة

(1)

بالمطر».

أخرجه ابن عدى في الكامل للضعفاء (5/ 243) وقال: «(فيه) عيسى بن عبد الله بن محمد عامة ما يرويه لا يتابع عليه» ، وضعف إسناده المناوي في التيسير بشرح الجامع الصغير (2/ 256)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع الصغير (3706).

6 -

عن محمد بن عمرقال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «رأيت جعفرا ملكا يطير في الجنة تدمى قادمتاه ورأيت زيدا دون ذلك فقلت: ما كنت أظن أن زيدا دون جعفر، وقال جبريل: إن زيدا ليس بدون جعفر ولكنا فضلنا جعفر لقرابته منك» .

أخرجه الواقدي في المغازي (1/ 762) عن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه به، وأخرجه من طريق الواقدي: ابن سعد في الطبقات الكبرى (4/ 38)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (19/ 369)، رقم (4494)، قال الألباني في السلسلة الضعيفة (6841) «موضوع بهذا التمام» ثم قال:«آفته محمد بن عمر، وهو الواقدي: متهم بالوضع» .

7 -

عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «سيد الشهداء جعفر بن أبي طالب مع الملائكة لم يُنحل

(2)

ذلك أحد ممن مضى من الأمم غيره شئ أكرم الله به محمدا صلى الله عليه وآله وسلم».

(1)

بيشة: واد بطريق اليمامة.

(2)

يُنحل: مصدر نحلة ينحله - بالفتح - نحلا، أي: أعطاه.

ص: 183

قال السيوطي في الجامع الصغير (2/ 168)«أخرجه أبو القاسم الحرفي في أماليه عن علي» ، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3320).

8 -

عن أبي بكر بن دريد قال: أخبرنا دماد عن أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه قال: كتب معاوية إلى علي: «يا أبا الحسن إنَّ لي فضائل كثيرة، وكان أبي سيدا في الجاهلية وصرت ملكا في الإسلام، وأنا صهر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وخال المؤمنين، وكاتب الوحي، فقال علي: أبالفضائل يفخر عليَّ ابن آكلة الأكباد، ثم قال: اكتب يا غلام.

محمد النبي أخي وصهري

وحمزة سيد الشهداء عمي

وجعفر الذي يمسي ويضحي

يطير مع الملائكة ابن أمي

وبنت محمد سكني

(1)

وعرسي

(2)

مسوط

(3)

لحمها بدمي ولحمي

وسبطا أحمد ولداي منها

فأيكم له سهم كسهمي؟

سبقتكم إلى الإسلام طراً

(4)

صغيرا ما بلغت أوان حلمي

فقال معاوية: أخفوا هذا الكتاب لا يقرأه أهل الشام فيميلون إلى علي بن

أبي طالب».

(1)

سكني: السكن - بفتح السين وسكون الكاف: أهل البيت، جمع ساكن كصاحب وصحب.

النهاية (2/ 381).

(2)

وعرسي: العرس - بالكسر - امرأة الرجل، والجمع أعراس. وربما سمي الذكر والانثى عرسين. المختار (334).

(3)

المسوط: المختلط.

(4)

طرا: طلوع الشارب.

ص: 184

أخرجه ابن عساكر (42/ 521)، قال ابن كثير في البداية والنهاية (8/ 9):«منقطع» .

9 -

عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إن إلهي اختارني في ثلاثة من أهل بيتي على جميع أمتى، أنا سيد الثلاثة، وسيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، اختارني، وعلي بن أبي طالب، وحمزة بن عبد المطلب، وجعفر بن أبي طالب، كنا رقوداً بالأبطح ليس منا إلا مسجى بثوبه، علي عن يميني، وجعفر عن يساري، وحمزة عند رجلي، فما نبهني من رقدتى غير خفيق أجنحة الملائكة، وبرد ذراع علي تحت خدى، فانتبهت من رقدتي وجبريل في ثلاثة أملاك، فقال له بعض الأملاك الثلاثة: يا جبريل إلى أي هؤلاء الأربعة أرسلت، فضربنى برجله وقال: إلى هذا، وهو سيد ولد آدم، فقال: من هذا يا جبريل؟ قال: محمد بن عبد الله، سيد النبيين، وهذا علي بن أبي طالب وهذا حمزة بن عبد المطلب، سيد الشهداء، وهذا جعفر، له جناحان يطير بهما في الجنة حيث يشاء» .

قال في كنز العمال (37629)«أخرجه يعقوب بن سنان والخطيب وابن عساكر وفيه عباية بن ربعى من الغلاة» .

10 -

عن الحسن بن بشر ثنا سعدان بن الوليد بياع السابري عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «بينما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جالس وأسماء بنت عميس قريبة منه إذ رد السلام، ثم قال: يا أسماء هذا جعفر بن أبي طالب مع جبريل وميكائيل وإسرافيل، سلموا علينا، فردي عليهم السلام، وقد أخبرني

ص: 185

أنه لقي المشركين يوم كذا وكذا قبل ممره على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بثلاث أو أربع، فقال: لقيت المشركين فأصبت في جسدي من مقاديمي ثلاثاً وسبعين بين رمية وطعنة وضربة، ثم أخذت اللواء بيدي اليمنى، فقطعت، ثم أخذت بيدي اليسرى، فقطعت، فعوضني الله من يدي جناحين أطير بهما مع جبريل وميكائيل، أنزل من الجنة حيث شئت، وآكل من ثمارها ما شئت. فقالت أسماء: هنيئا لجعفر ما رزقه الله من الخير، ولكن أخاف أن لا يصدق الناس، فاصعد المنبر فأخبر به. فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أيها الناس إنّ جعفراً مع جبريل وميكائيل، له جناحان عوضه الله من يديه، سلم علي، ثم أخبرهم كيف كان أمره حيث لقي المشركين، فاستبان للناس بعد اليوم الذي أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّ جعفراً لقيهم، فلذلك سمي الطيار في الجنة».

أخرجه الطبرانى فى الأوسط (7/ 87)، رقم (6936)، والحاكم (3/ 232)، رقم (4937) وحذفه الذهبي من التلخيص لضعفه، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 443)«رواه الطبراني في الأوسط وفيه سعدان بن الوليد ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات» .

11 -

عن محمد بن حسان السمتي قال انا سيف بن محمد بن أخت سفيان

عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن حبة عن علي بن أبي طالب قال:» بينا أنا مع

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حيز لأبي طالب يصلي إذ أشرف علينا أبو طالب فبصر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: «يا عم ألا تنزل فتصلي معنا» فقال: «يا ابن أخي إني لأعلم أنك على الحق ولكني أكره أن أسجد فتعلوني أستي

(1)

ولكن انزل يا جعفر فصل جناح ابن عمك»، فنزل جعفر فصلى عن يسار النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلما قضى النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلاته التفت إلى جعفر، فقال: أما إن الله قد

(1)

الاست: العجز والمؤخرة ويطلق على حلقة الدبر.

ص: 186

وصلك بجناحين تطير بهما في الجنة كما وصلت جناح ابن عمك».

أخرجه الخطيب (2/ 274) وقال: «تفرد برواية هذا الحديث عن سفيان سيف ولا نعلم رواه عنه إلا السمتي» ، وابن الجوزى فى العلل المتناهية (1/ 271)، رقم (435) وقال:«أما سيف فقال أحمد يضع الحديث وقال يحيى: كان كذاباً خبيثاً وقال الدارقطني متروك وأما السمتي فضعفه الرازي والدارقطني» ، وانظر: أسد الغابة (1/ 181)، قال ابن عدي في الكامل للضعفاء (4/ 505)«باطل عن الثوري بهذا الإسناد وليس يرويه غير سيف» ، وفي تلخيص العلل المتناهية للذهبي (92)«فيه سيف بن محمد كذاب» ، وانظر ميزان الاعتدال للذهبي (2/ 257).

12 -

عن ابن عباس قال: «أصابت قريشاً أزمة شديدة حتى أكلوا الرمة ولم يكن من قريش أحد أيسر من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والعباس بن عبد المطلب، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للعباس: يا عم إن أخاك أبا طالب قد علمت كثرة عياله وقد أصاب قريشاً ما ترى، فاذهب بنا إليه حتى نحمل عنه بعض عياله.

فانطلقا إليه فقالا: يا أبا طالب إن حال قومك ما قد ترى، ونحن نعلم أنك رجل منهم، وقد جئنا لنحمل عنك بعض عيالك. فقال أبو طالب: دعا لي عقيلا وافعلا ما أحببتما. فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علياً، وأخذ العباس جعفرا، فلم يزالا معهما حتى استغنيا.

قال سليمان بن داود: ولم يزل جعفر مع العباس حتى خرج إلى أرض الحبشة مهاجراً».

ص: 187

أخرجه الحاكم (3/ 666، رقم 6463)، والبيهقي في دلائل النبوة (2/ 30)، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 153)«رواه البزار وفيه من لم أعرفهم» .

13.

عن رجل من أهل المدينة عن عبد الله بن أبي بكر عن أمه أسماء بنت عميس قالت: «لما أصيب جعفر جاءني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال: يا أسماء، لا تقولي هُجراً

(1)

ولا تضربي صدراً قالت: وأقبلت فاطمة وهو يقول: يا ابن عماه! فقال النبي على مثل جعفر فلتبك الباكية، قالت: ثم عاج

(2)

النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى أهله فقال: اصنعوا لآل جعفر طعاما فقد شغلوا اليوم».

أخرجه عبد الرزاق (3/ 550) بإسناد فيه راوٍ مجهول، وقد سمي هذا الراوي عند ابن سعد (8/ 282) وهو أبو الرجال، لكنه من طريق الواقدي وهو كذاب. انظر: سلسلة الأحاديث الضعيفة (8/ 282) وأما القسم الأخير منه وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «اصنعوا لآل جعفر طعاماً

» فقد صح، وهو تحت قسم الأحاديث الصحيحة.

14 -

عن محمد بن المثنى قال: حَدَّثَنَا معاذ بن معاذ قال: حَدَّثَنَا بن عون قال: حَدَّثَنَا عمير بن إسحاق قال: «قال جعفر بن أبي طالب: يا رسول الله ائذن لي أن آتي أرضا أعبد الله فيها، لا أخاف أحدا حتى أموت، قال: فأذن له، فأتى النجاشي.

(1)

هُجراً: فُحشاً، وفي هامش تحقيق مصنف عبد الرزاق: هُجراً: الباطل من الكلام.

(2)

عاج: رجع (هامش تحقيق مصنف عبد الرزاق).

ص: 188

فقال معاذ عن ابن عون: فحدثني عمير بن إسحاق قال: حدثني عمرو بن العاص قال: لما رأيت جعفرا وأصحابه آمنين بأرض الحبشة قلت: لأفعلن بهذا وأصحابه، فأتيت النجاشي، فقلت: ائذن لعمرو بن العاص، فأذن لي، فدخلت فقلت: إن بأرضنا ابن عم لهذا يزعم أنه ليس للناس إلا إله واحد، وإنا والله إن لم ترحنا منه وأصحابه لا أقطع إليك هذه النطفة أبداً ولا أحد من أصحابي، فقال: أين هو؟ فقال: إنه يجيء مع رسوله: إنه لا يجيء معي، فأرسل معي رسولاً فوجدناه قاعدا بين أصحابه فدعاه فجاء، فلما أتيت الباب ناديت: ائذن لعمرو بن العاص، ونادى خلفي: ائذن لحزب الله عز وجل، فسمع صوته، فأذن له، فدخل ودخلت، فإذا النجاشي على السرير، وجعلته خلف ظهري، وأقعدت بين كل رجلين من أصحابه رجلا من أصحابي، قال: فسكت وسكتنا، وسكت وسكتنا، حتى قلت في نفسي: لعن هذا العبد الحبشي ألا يتكلم؟ ثم تكلم فقال: نخروا، قال عمرو: أي تكلموا، فقلت: إن ابن عم هذا يزعم أنه ليس للناس إلا إله واحد، وإنك والله إن لم تقتله لا أقطع إليك هذه النطفة أبدا، أنا ولا واحد من أصحابي، فقال: يا أصحاب عمرو.

ما تقولون؟ قالوا: نحن على ما قال عمرو، قال: يا حزب الله نخر، قال: فتشهد جعفر، فقال عمرو: والله إنه لأول يوم سمعت فيه التشهد ليومئذ، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، قال: فأنت ما تقول؟ قال: أنا على دينه - قال: فرفع يده فوضعها على جبينه فيما وصف ابن عون - ثم قال: أناموس كناموس موسى؟ ما يقول في عيسى؟ قال: يقول: روح الله وكلمته، قال: فأخذ شيئا من الأرض فقال: ما أخطأ فيه مثل هذه، وقال: لولا ملكي لاتبعتكم، اذهب أنت يا عمرو فوالله ما أبالي أن لا

ص: 189

تأتيني أنت ولا أحد من أصحابك أبدا، واذهب أنت يا حزب الله فأنت آمن، من قتلك قتلته، ومن سلبك عزرته، وقال لآذنه: انظر هذا فلا تحجبه عني إلا أن أكون مع أهلي، فإن كنت مع أهلي فأخبره، فإن أبى إلا أن تأذن له، فأذن له.

قال: فلما كان ذات عشية لقيته في السكة، فنظرت خلفه، فلم أر خلفه أحداً، فأخذت بيده، فقلت: تعلم أني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، قال: فغمزني وقال: أنت على هذا؛ وتفرقنا، فما هو إلا أن أتيت أصحابي، فكأنما شهدوني وإياه، فما سألوني عن شيء حتى أخذوني فصرعوني، فجعلوا على وجهي قطيفة، وجعلوا يغموني بها، وجعلت أخرج رأسي أحيانا حتى انفلت عريانا ما علي قشرة، ولم يدعوا لي شيئا إلا ذهبوا به، فأخذت قناع امرأة عن رأسها فوضعته على فرجي، فقالت لي: كذا، وقلت: كذا، كأنها تعجب مني، قال: وأتيت جعفرا فدخلت عليه بيته، فلما رآني قال: ما شأنك؟ قلت: ما هو إلا أن أتيت أصحابي كأنما شهدوني وإياك، فما سألوني عن شيء حتى طرحوا على وجهي قطيفة غموني بها - أو غمزوني بها، وذهبوا بكل شيء من الدنيا هو لي، وما ترى علي إلا قناع حبشية أخذته من رأسها، فقال: انطلق، فلما انتهينا إلى باب النجاشي نادى: ائذن لحزب الله، وجاء آذنه فقال: إنه مع أهله، فقلت: استئذن لي عليه، فاستأذن له عليه، فأذن له، فلما دخل قال: إن عمرا قد ترك دينه واتبع ديني، قال: كلا، قال: بلى، فدعا آذنه فقال: اذهب إلى عمرو، فقل: إن هذا يزعم أنك تركت دينك واتبعت دينه فقلت: نعم، فجاء إلى أصحابي حتى قمنا على باب البيت، وكتبت كل شيء حتى كتبت المنديل، فلم أدع شيئا ذهب إلا أخذته، ولو أشاء أن آخذ من أموالهم لأخذت، قال: ثم كنت بعد من الذين أقبلوا في

ص: 190

السفن مسلمين».

أخرجه البزار (1/ 231)، رقم (1235)، وابن خزيمة في التوحيد (1/ 342) وأشار في المقدمة أنه صح وثبت بالإسناد الثابت الصحيح، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 30)«(فيه) عمير بن إسحاق وثقه ابن حبان وغيره وفيه كلام لا يضر، وبقية رجاله رجال الصحيح» ، قال ابن حجر في مختصر البزار (2/ 5):«شاذ أو منكر» ، وبين في المطالب العالية (4/ 375) سبب كونه شاذاً فقال:«إسناده حسن، إلا أنه مخالف للمشهور أن إسلام عمرو رضي الله عنه كان على يد النجاشي نفسه. (وقد) تفرد به عمير بن إسحاق»

(1)

.

15 -

عن محمد بن عمر قال حدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة قال وحدثني عبد الجبار بن عمارة عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم زاد أحدهما على صاحبه قال: «لما أخذ جعفر بن أبي طالب الراية جاءه الشيطان

فمناه الحياة الدنيا وكره له الموت فقال: الآن حين استحكم الإيمان في قلوب المؤمنين تمنيني الدنيا، ثم مضى قدما حتى استشهد فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ودعا له، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«استغفروا لأخيكم جعفر فإنه شهيد وقد دخل الجنة وهو يطير فيها بجناحين من ياقوت حيث شاء من الجنة» .

أخرجه ابن سعد (4/ 37) عن عبد الله بن أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وعاصم ابن عمر بن قتادة مرسلاً، قال الألباني في ضعيف الجامع الصغير (822):«موضوع» وقال في السلسلة الضعيفة والموضوعة (5/

(1)

صحة إسناد الحديث لا يعني أنَّ الحديث صحيح، فقد يكون راوي متنه مخالفاً لمن هو أوثق منه أو لعدد من الثقات فيكون الحديث عندها شاذاً.

ص: 191

386): «موضوع» ثم قال: «وهذان إسنادان موضوعان، آفتهما محمد بن عمر - وهو الواقدي - وهو متهم بالكذب» .

وشيخه الآخر مجهول كما في «الجرح والتعديل» (3/ 1/32)، ومع تلك الآفة فالإسنادان- مع ضعفهما الشديد- مرسلان!!

لكن قد صح مرفوعا طيران جعفر رضي الله عنه في الجنة مع الملائكة بجناحين. جاء ذلك من طرق عن جمع من الصحابة بعضها صحيح؛ كما تقدم بيان ذلك في الصحيحة (1226) اهـ كلام الألباني رحمه الله».

قلت: وقد صح أيضا ذكر استشهاد جعفر رضي الله عنه في حديث حسَّن إسناده الشيخ الألباني رحمه الله في أحكام الجنائز (46)

(1)

.

16 -

عن الحسن البصري: «أفضل شهداء أمتي رجل قام إلى إمام جائر فأمره بالمعروف ونهاه عن المنكر فقتله على ذلك، فذلك الشهيد منزلته في الجنة بين حمزة وجعفر» .

أخرجه الحاكم (3/ 215)، رقم (4884) من رواية جابر رضي الله عنه، دون زيادة «فذلك الشهيد منزلته في الجنة بين حمزة وجعفر) وإنما وردت الزيادة في إحياء علوم الدين وعقَّب العراقي عليها في تخريج الإحياء (2/ 382) فقال:«مرسل ولم أره من حديث الحسن» .

17 -

عن الحسين بن محمد بن علي، ثنا علي بن محمد بن جعفر بن عنبسة، وراق، عبدان، ثنا عبد الله بن الحسن بن إبراهيم الأنباري، ثنا

(1)

انظر تخريج الحديث تحت عنوان: «الأحاديث الصحيحة في ذكر جعفر رضي الله عنه» ، حديث رقم (3).

ص: 192

عبد الملك بن قريب - يعني الأصمعي، سمعت كدام بن مسعر بن كدام، يحدث، عن أبيه، عن قتادة، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «نحن سبعة، بنو عبد المطلب سادات أهل الجنة، أنا، وعلي أخي، وعمي حمزة، وجعفر، والحسن، والحسين، والمهدي» .

أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 65) وفي أخبار أصبهان (2/ 323) وفي معرفة الصحابة (2/ 677)، رقم (1825)، والديلمي (4/ 284)، رقم (6840)، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (9/ 440)، رقم (5050) وقال:«منكر جداً، وغير ثابت وفي إسناده مجاهيل» ، قال الذهبي في ميزان الاعتدال (4/ 81):«عبدالله بن الحسن بن إبراهيم بن الأنباري، عن الاصمعي بخبر باطل في المهدي» ، ونقل قول الخطيب على الحديث ابن حجر وأقرَّ قول الذهبي في لسان الميزان (3/ 270)، قال الألباني في السلسلة الضعيفة (10/ 222):(وكدام بن مسعر؛ قال ابن أبي حاتم (3/ 2/174): «روى عنه يحيى بن سعيد القطان وعبد الله بن داود الخريبي» . ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، فكأنه من أولئك المجهولين عند الخطيب)، وأخرجه أيضاً ابن ماجه (2/ (1368)، رقم (4087)، والحاكم (3/ 233)، رقم (4940) عن سعد ابن عبدالحميد بن جعفر عن علي (وقال الحاكم: عبدالله) بن زياد اليمامي عن عكرمة بن عمار عن إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك مرفوعاً وقال: «صحيح على شرط مسلم» ورده الذهبي بقوله: «ذا موضوع» ، قال الذهبي في تلخيص العلل المتناهية (76):«إسناده مظلم وضع على مسعر» ، وقال ابن كثير في النهاية في الفتن والملاحم (1/ 44)«منكر» ،

ص: 193

قال الألباني في ضعيف ابن ماجة (819)«موضوع» ، وقال في السلسلة الضعيفة (4688) «موضوع» ثم قال: (وآفته علي، والصواب: عبد الله كما في رواية الحاكم، كما جزم به في «التهذيب» ، وهو مع أنه ليس من رجال مسلم؛ فقد قال فيه البخاري:«منكر الحديث، ليس بشيء» .

وسعد بن عبدالحميد؛ لم يرو له مسلم أيضاً، وهو صدوق له أغاليط». اهـ كلام الألباني رحمه الله.

18 -

عن الحسين بن العباس، ثنا سهل بن عثمان، ثنا أبو خالد الأحمر، عن حجاج، عن الحسن بن سعد، عن عبد الله بن شداد، عن أم سلمة:«أن أسماء بكت على حمزة وجعفر ثلاثا فأمرها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن ترقأ وتكتحل» .

أخرجه الطبراني في معجمه الكبير (23/ 287، رقم 631)، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 20):«فيه الحجاج بن أرطاة وفيه كلام وبقية رجاله رجال الصحيح» ، قال الدارقطني في «العلل» (5/ 171):«ووهم في إسناده ومتنه، - يعني أبا خالد الأحمر» . ثم قال: «والمحفوظ عن شعبة عن الحكم عن عبد الله بن شداد مرسل» .

19 -

عن عاصم بن سليمان عن جويبر بن سعيد عن الضحاك عن ابن عباس قال: (الأعراف موضع عال في الصراط عليه العباس وحمزة وعلي وجعفر ذو الجناحين يَعرفون محبيهم بياض الوجوه ومبغضيهم سواد الوجوه).

أخرجه الثعلبي في تفسيره (1/ 879)، قال العراقي في تخريج الإحياء

ص: 194

(4/ 38): «كذب موضوع وفيه جماعة من الكذابين» ، وفي لفظ: «عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: {وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ}

(1)

قال: تل على الصراط عليه العباس وحمزة وعلي، يعرفون محبيهم ببياض الوجوه، ومبغضيهم بسواد الوجوه»، قال الذهبي في ميزان الاعتدال (4/ 6) «ومن بلايا عاصم بن سليمان عن جويبر عن الضحاك عن

ابن عباس» ثمَّ ذكر الحديث، وقال ابن حجر في لسان الميزان (4/ 370): أنَّ سليمان ابن عاصم، «قال أبو داود الطيالسي (عنه): كذاب، وقال الساجي: متروك يضع الحديث، وقال ابن عدى: عامة أحاديثه مناكير متناً وإسناداً والضعف على رواياته بيّن، وقال العقيلي: غلب على حديثه الوهم، وقال الدارقطني في العلل كان ضعيفاً آية من الآيات في ذلك، وقال الأزدي: ضعيف مجهول روى عنه عباد بن كثير».

20 -

عن حسين بن حسن الأشقر حدثنا قيس بن الربيع عن الأعمش عن عباية يعني بن ربعي عن أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لفاطمة: «نبينا خير الأنبياء وهو أبوك وشهيدنا خير الشهداء وهو عم أبيك حمزة ومنا من له جناحان يطير بهما في الجنة حيث شاء وهو ابن عم أبيك جعفر ومنا سبطا هذه الأمة الحسن والحسين وهما ابناك ومنا المهدي» .

أخرجه الطبراني في معجمه الصغير (1/ 75)، رقم (94) وقال:«لم يروه عن الأعمش إلا قيس تفرد به حسين الأشقر» ، اهـ. وحسين الأشقر: قال فيه البخاري: فيه نظر، وقال أبو زرعة: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: ليس بقوي، وقال الجوزجاني: غال شتام للخيرة، وكذبه أبو معمر الهذلي. انظر ميزان الاعتدال (1/ 531)، وقد أعلَّه الهيثمي بقيس بن الربيع فقال في مجمع

(1)

سورة الأعراف الآية «46» .

ص: 195

الزوائد (9/ 169): «فيه قيس بن الربيع وهو ضعيف وقد وثق وبقية رجاله ثقات» . قد صح مرفوعا طيران جعفر رضي الله عنه في الجنة مع الملائكة بجناحين، كما ذكرنا هذه الأحاديث تحت عنوان «ذو الجناحين» سابقاً.

21 -

عن الهيثم بن حبيب، حدثنا سفيان بن عيينة، عن علي بن علي المكي الهلالي، عن أبيه، قال: «دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في شكاته التي قبض فيها فإذا فاطمة ل عند رأسه قال: فبكت حتى ارتفع صوتها فرفع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طرفه إليها فقال: حبيبتي فاطمة ما الذي يبكيك؟ فقالت: أخشى الضيعة بعدك، فقال: يا حبيبتي أما علمت أن الله عز وجل اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختار منها أباك فبعثه برسالته، ثم اطلع اطلاعة إلى الأرض فاختار منها بعلك وأوحى إلي أن أنكحك إياه يا فاطمة، ونحن أهل بيت قد أعطانا الله سبع خصال لم تعط لأحدٍ قبلنا ولا تعطى أحداً بعدنا، أنا خاتم النبيين، وأكرم النبيين على الله، وأحب المخلوقين إلى الله عز وجل، وأنا أبوك، ووصيي خير الأوصياء، وأحبهم إلى الله، وهو بعلك، وشهيدنا خير الشهداء، وأحبهم إلى الله وهو عمك، حمزة بن عبد المطلب، وعم بعلك، ومنا من له جناحان أخضران يطير مع الملائكة في الجنة حيث شاء، وهو ابن عم أبيك وأخو بعلك، ومنا سبطا هذه الأمة وهما ابناك الحسن والحسين، وهما سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما والذي بعثني بالحق خير منهما يا فاطمة، والذي بعثني بالحق إن منهما مهدي هذه الأمة، إذا صارت الدنيا هرجاً ومرجاً وتظاهرت الفتن، وتقطعت السبل، وأغار بعضهم على بعض، فلا كبير يرحم صغيرا، ولا صغير يوقر كبيراً، فيبعث الله عز وجل عند ذلك

ص: 196

منهما من يفتح حصون الضلالة، وقلوباً غلفاً، يقوم بالدين آخر الزمان، كما قمت به في أول الزمان، ويملأ الدنيا عدلاً كما ملئت جوراً، يا فاطمة لا تحزني ولا تبكي، فإن الله عز وجل أرحم بك وأرأف عليك مني، وذلك لمكانك من قلبي وزوَّجك الله زوجاً وهو أشرف أهل بيتك حسباً، وأكرمهم منصباً، وأرحمهم بالرعية، وأعدلهم بالسوية، وأبصرهم بالقضية، وقد سألت ربي عز وجل أن تكوني أول من يلحقني من أهل بيتي، قال علي رضي الله عنه: فلما قبض النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم تبق فاطمة ل بعده إلا خمسة وسبعين يوما حتى ألحقها الله عز وجل به

صلى الله عليه وآله وسلم».

أخرجه الطبراني في معجمه الكبير (3/ 58)، رقم (2675)، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 168):«فيه الهيثم بن حبيب، قال أبو حاتم: منكر الحديث وهو متهم بهذا الحديث» ، وقال الذهبي في ميزان الاعتدال (4/ 320) في ترجمة الهيثم بن حبيب: عن سفيان بن عيينة بخبر باطل في المهدي هو المتهم به.

22.

محمد بن أحمد الورامينى قال حدثنا يحيى بن المغيرة الرازي قال: حدثنا زافر عن رجل عن الحارث بن محمد عن أبى الطفيل عامر بن واثله الكناني قال أبو الطفيل: «كنت على الباب يوم الشورى، فارتفعت الأصوات بينهم، فسمعت عليا يقول: بايع الناس لأبي بكر، وأنا والله أولى بالأمر منه وأحق منه، فسمعت وأطعت مخافة أن يرجع الناس كفارا يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف، ثم بايع الناس عمر، وأنا والله أولى بالأمر منه، وأحق منه، فسمعت و أطعت مخافة أن يرجع الناس كفارا يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف، ثم أنتم تريدون «أن» تبايعوا عثمان إذن أسمع

ص: 197

وأطيع، إن عمر جعلني في خمسة نفر أنا سادسهم لا يعرف لي فضل عليهم بالصلاح، ولا يعرفونه لي، كلنا فيه شرع سواء، وايم الله لو أشاء أن أتكلم ثم لا يستطيع عربيهم وعجميهم ولا المعاهد منهم ولا المشرك رد خصلة منها لفعلت، ثم قال نشدتكم بالله أيها النفر جميعا، أفيكم أحد آخى رسول الله غيري؟ قالوا: لا، ثم قال: نشدتكم بالله أيها النفر جميعاً، أفيكم أحد له عم مثل عمي حمزة، أسد الله وأسد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسيد الشهداء؟ قالوا: اللهم لا، فقال: أفيكم أحد له أخ مثل أخي جعفر ذي الجناحين الموشى بالجوهر، يطير بهما في الجنة حيث شاء؟ قالوا: اللهم لا، قال: أفيكم أحد له مثل سبطي: الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة؟ قالوا: اللهم لا، قال: أفيكم أحد له مثل زوجتي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قالوا: اللهم لا، قال: أفيكم أحد كان أقتل لمشركي قريش عند كل شديدة تنزل برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مني؟ قالوا: اللهم لا، قال: أفيكم أحد كان أعظم عناء عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين اضطجعت على فراشه ووقيته بنفسي، وبذلت له مهجة دمي؟ قالوا: اللهم لا، قال: أفيكم أحد كان يأخذ الخمس غيري وغير فاطمة؟ قالوا: اللهم لا، قال: أفيكم أحد كان له سهم في الحاضر وسهم في الغائب؟ قالوا: اللهم لا، فقال: أكان أحد غيري حين سد أبواب المهاجرين وفتح بابي، فقام إليه عماه حمزة

والعباس، فقالا:«يا» رسول الله سددت أبوابنا وفتحت باب علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما أنا فتحت بابه، ولا سددت أبوابكم، بل الله فتح بابه وسد أبوابكم، فقالوا: اللهم لا قال: أفيكم أحد تمم الله نوره من السماء غيري حين قال: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ}

(1)

قالوا: اللهم لا، قال: أفيكم أحد ناجاه

(1)

سورة الإسراء الآية «26» .

ص: 198

رسول الله ثنتي عشرة مرة غيري حين قال الله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً}

(1)

قالوا: «اللهم لا، قال: أفيكم أحد تولى غمض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: أفيكم أحد آخر عهده برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى وضعه في حفرته غيري؟ قالوا: اللهم لا» .

أخرجه العقيلى في الضعفاء (1/ 211). وقال: «لا أصل له عن علي، وفيه رجلان مجهولان، رجل لم يسمه زافر، والحارث بن محمد، حدثنى آدم بن موسى قال: سمعت البخاري قال الحارث ابن محمد عن أبى الفضل كنت على الباب يوم الشورى لم يتابع زافر عليه» ونقل عنه ذلك ابن عساكر في تاريخ دمشق (42/ 434)، وأورده ابن الجوزى في الموضوعات (2/ 154) وقال:«زافر مطعون فيه ورواه عن مبهم» ، وقال ابن تيمية في منهاج السنة (5/ 50):«كذب باتفاق أهل المعرفة بالحديث» وقال الذهبي في ميزان الاعتدال (1/ 441): «هذا خبر منكر غير صحيح وحاشا أمير المؤمنين من قول هذا» ، وقال ابن حجر في لسان الميزان (2/ 525):«لعل الآفة في هذا الحديث من زافر»

23 -

عن محمد بن مصفى ثنا محمد بن عبيد القرشى حدثنا إبراهيم بن زكريا،

عن مالك، عن عبدالله بن دينار، عن ابن عمر «أن جعفر بن أبي طالب أهدى إلى

النبي صلى الله عليه وآله وسلم سفرجلا فأعطى معاوية منها ثلاثة وقال تلقاني بهن في الجنة».

أخرجه الخلال في السنة (2/ 239)، رقم (708)، وابن حبان في المجروحين (1/ 115) وقال:«موضوع لا أصل له» ، وأورده ابن

(1)

سورة المجادلة الآية «12» .

ص: 199

الجوزي في الموضوعات (2/ 260، 261): وقال: «قال ابن عدى: (إبراهيم بن زكريا) حدث عن الثقات بالبواطيل» ، وكلام ابن عدي المنقول في الكامل (1/ 256)، قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (3/ 130):«من الأباطيل المختلقة» وانظر ميزان الإعتدال (1/ 32) و (4/ 219)، قال ابن القيسراني في تذكرة الحفاظ (146):«إبراهيم بن زكريا الواسطي متروك الحديث» ، قال ابن عراق الكناني في تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة (2/ 6):«باطل» ، قال الشوكاني في الفوائد المجموعة (1/ 406)، رقم (153):«وقال الخطيب: الحديث غير ثابت، وجعفر قتل في مؤتة، ومعاوية: إنما أسلم عام الفتح. فلعن الله الكذابين» ، وانظر اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للسيوطي (1/ 386)، ونقل ابن حجر في لسان الميزان (1/ 58) حكم ابن حبان على الحديث.

24 -

عن علي بن عبد الله بن مبشر ثنا جابر بن كردي ثنا حسين بن علوان الكلبي ثنا جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران عن بن عباس قال: «لما بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جعفر بن أبي طالب إلى الحبشة قال يا رسول الله كيف أصلي في السفينة قال صل فيها قائما إلا أن تخاف الغرق» .

أخرجه الدارقطني (1/ 394)، رقم (3) وقال:«حسين بن علوان متروك» ، ونقل الضياء المقدسي قول الدارقطني هذا في السنن والأحكام (1/ 352)، وخرجه أيضاً ابن الجوزي فى العلل المتناهية (1/ 413)، رقم (699)، قال الذهبي في تنقيح التحقيق (1/ 130)«فيه حسين بن علوان، كذاب» ، وانظر: تلخيص العلل المتناهية للذهبي (141).

لكن صحَّ الحديث من طريق ابن عمر رضي الله عنه «سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الصلاة

ص: 200

في السفينة: فقال: كيف أصلي في السفينة؟ قال: صلِّ فيها قائماً إلا أن تخاف الغرق» دون ذكر سؤال جعفر بن أبي طالب عن الصلاة في السفينة، انظر سنن البيهقي الكبرى (3/ 155)، والبغوي في شرح السنة (2/ 544)، وصحيح الجامع (3777).

25 -

ما رواه ابن سعد في الطبقات (8/ 97) فقال: أخبرنا محمد بن عمر، حدثنا عبد الله بن عمرو بن زهير، عن إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص، قال: قالت أم حبيبة: رأيت في النوم عبيد الله بن جحش زوجي بأسوأ صورة وأشوهه، ففزعت فقلت: تغيرت والله حاله فإذا هو يقول حيث أصبح: يا أم حبيبة إني نظرت في الدين فلم أر دينا خيرا من النصرانية وكنت قد دنت بها ثم دخلت في دين محمد ثم قد رجعت إلى النصرانية، فقلت: والله ما خير لك وأخبرته بالرؤيا التي رأيت له فلم يحفل بها وأكب على الخمر حتى مات، فأرى في النوم كأن آتيا يقول: يا أم المؤمنين، ففزعت فأولتها أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتزوجني، قالت: فما هو إلا أن انقضت عدتي، فما شعرت إلا برسول النجاشي على بابي يستأذن، فإذا جارية له يقال لها أبرهة كانت تقوم على ثيابه ودهنه، فدخلت علي فقالت: إن الملك يقول لك إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كتب إلي أن أزوجكه، فقالت: بشرك الله بخير، قالت: يقول لك الملك وكلي من يزوجك، فأرسلت إلى خالد بن سعيد بن العاص، فوكلته وأعطت أبرهة سوارين من فضة وخدمتين كانتا في رجليها وخواتيم فضة كانت في أصابع رجليها سرورا بما بشرتها، فلما كان العشي أمر النجاشي جعفر بن أبي طالب ومن هناك من المسلمين فحضروا فخطب النجاشي، فقال:

ص: 201

الحمد لله الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأنه الذي بشر به عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم، أما بعد، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كتب إلي أن أزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان فأجبت إلى ما دعا إليه رسول الله وقد أصدقتها أربعمائة دينار

ثم سكب الدنانير بين يدي القوم، فتكلم خالد بن سعيد، فقال: الحمد لله أحمده وأستعينه وأستنصره، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، أما بعد فقد أجبت إلى ما دعا إليه رسول الله، وزوجته أم حبيبة بنت أبي سفيان، فبارك الله رسول الله، ودفع الدنانير إلى خالد بن سعيد بن العاص فقبضها ثم أرادوا أن يقوموا، فقال: اجلسوا فإن سنة الأنبياء إذا تزوجوا أن يؤكل طعام على التزويج، فدعا بطعام فأكلوا ثم تفرقوا، قالت أم حبيبة: فلما وصل إلي المال أرسلت إلى أبرهة التي بشرتني، فقلت لها: إني كنت أعطيتك ما أعطيتك يومئذ ولا مال بيدي، فهذه خمسون مثقالا فخذيها فاستعيني بها، فأبت فأخرجت حقا فيه كل ما كنت أعطيتها، فردته علي، وقالت عزم علي الملك أن لا أرزأك شيئا، وأنا التي أقوم على ثيابه ودهنه، وقد اتبعت دين محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأسلمت لله، وقد أمر الملك نساءه أن يبعثن إليك بكل ما عندهن من العطر، قالت: فلما كان الغد جاءتني بعود وورس وعنبر وزباد كثير، فقدمت بذلك كله على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكان يراه علي وعندي فلا ينكره، ثم قالت أبرهة: فحاجتي إليك أن تقرئي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مني السلام وتعلميه أني قد اتبعت دينه، قالت: ثم لطفت بي وكانت التي جهزتني، فكانت كلما دخلت علي تقول: لا تنسي حاجتي إليك، قالت: فلما قدمت على رسول الله

ص: 202

أخبرته كيف كانت الخطبة وما فعلت بي أبرهة، فتبسم رسول الله وأقرأته منها السلام، فقال:«وعليها السلام ورحمة الله وبركاته» .

قلت: وهذا حديث لا يصح لأنه من رواية الواقدي، وقد كذبه علماء الجرح والتعديل.

26 -

عن معن بن عيسى، عن هشام بن سعد، عن جعفر بن عبد الله بن جعفر:«أن جعفر بن أبي طالب تختم في يمينه» .

أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (4/ 36)، وابن أبي شيبة (5/ 196)، رقم (25172)، والطبراني في المعجم الكبير (2/ 105)، رقم (1458)، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 156)«فيه من لم أعرفه» .

27 -

عن إبراهيم بن محمد ثنا بشر بن عبد الملك الكوفي ثنا عبد الله بن عبد الرحمن المسمعي ثنا أبو العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه: «أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جعفر بن أبي طالب إلى الحبشة شيعه وزوده هؤلاء الكلمات: اللهم الطف بي في تيسير كل عسير، فإن تيسير كل عسير عليك يسير، وأسألك اليسر والمعافاة في الدنيا والآخرة» .

أخرجه العقيلي في الضعفاء (2/ 273 - 274)، والطبرانى فى الأوسط (2/ 61)، رقم (1250)، قال البيهقي في الدعوات الكبير (1/ 357)«عبد الرحمن بن إبراهيم في حديثه ضعف» ، قال الهيثمى في مجمع الزوائد (10/ 182):«فيه من لم أعرفهم» ، وبيَّن ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان (4/ 515) أنَّ «عبد الله بن عبد الرحمن المسمعي، قال فيه العقيلي: مجهول بالنقل، لا يتابع على حديثه» ، قال الألباني في السلسلة الضعيفة (7048)

ص: 203

«منكر» ، وانظر: ضعيف الجامع الصغير (1181).

28 -

عن إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر بن محمد عن أبيه عن أبي عبد الله عن أبيه عن عباية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «دخلت الجنة، فإذا جارية أدماء

(1)

، لعساء

(2)

، فقلت: ما هذه يا جبريل؟ فقال: إن الله تعالى عرف شهوة جعفر بن أبي طالب للأدم اللعس، فخلق له هذه».

أخرجه الرافعي في تاريخ قزوين (2/ 35)، قال الألباني في السلسلة الضعيفة (3272):«موضوع» ثم قال: «هذا إسناد مظلم، من دون إسحاق بن جعفر لم أعرفهم، والقزويني لم يذكر الرافعي في ترجمته سوى هذا الحديث، مما يدل على جهالته، فإن سلم ممن فوقه فهو آفته، ثم هو إلى ذلك مرسل» ، وانظر: ضعيف الجامع الصغير (2960).

29 -

أبو سعيد الأشج حدثنا إسمعيل بن إبراهيم أبو يحيى التيمي حدثنا إبراهيم أبو إسحق المخزومي عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: (إن كنت لأسأل الرجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الآيات من القرآن أنا أعلم بها منه، ما أسأله إلا ليطعمني شيئا، وكنت إذا سألت جعفر بن أبي طالب لم يجبني حتى يذهب بي إلى منزله فيقول لامرأته: يا أسماء! أطعمينا فإذا أطعمتنا أجابني، وكان جعفر يحب المساكين، ويجلس إليهم، ويحدثهم ويحدثونه، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكنيه بأبي المساكين».

(1)

أدماء: أى شديدة السمرة.

(2)

لعساء: بشفتها سواد مستحسن.

ص: 204

أخرجه الترمِذي (5/ 655)، رقم (3766) وقال:«غريب (فيه) أبو إسحاق المخزومي تكلم فيه بعض أهل الحديث من قبل حفظه وله غرائب» ، وابن ماجة (2/ 1381)، رقم (4125) باختصار «كان جعفر يحب المساكين يجلس إليهم يحدثهم ويحدثونه وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يسميه أبا المساكين» ، وكذا الطبرانى (2/ 109)، رقم (1477)، وأبو نعيم (1/ 117) أيضاً، قال المناوي في تخريج أحاديث المصابيح (5/ 313)«(فيه إبراهيم بن الفضل المديني) وقال الذهبي ضعفوه» ، قال ابن حجر في فتح الباري (9/ 469):«إبراهيم المخزومي ضعيف» ، وحكم الشيخ الألباني على الحديث بالضعف الشديد، قائلاً بعد أن نقل قول الترمذي السابق: لقد سهل الترمذي فيه القول فالرجل مما اتفق أئمة الحديث على تضعيفه، بل قال فيه الدارقطني: متروك وهذا معنى قول البخاري فيه: منكر الحديث وكذا قال أبو حاتم. انظر: سلسلة الأحاديث الضعيفة (10/ 494).

قلت: فلم يصح تسمية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لجعفر رضي الله عنه بأبي المساكين، ولكن صحَّ عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال:"وكان أخير الناس للمسكين"

(1)

. وكذلك لم يصح أنَّ أبا هريرة رضي الله عنه كان يسأل جعفرا رضي الله عنه.

30 -

عن موسى بن إسمعيل حدثنا حماد عن علي بن زيد عن أنس بن مالك:

«أن ملك الروم أهدى إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم مستقة من سندس فلبسها فكأني أنظر إلى يديه تذبذبان ثم بعث بها إلى جعفر فلبسها ثم جاءه فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم إني لم أعطكها لتلبسها قال: فما أصنع بها؟ قال: أرسل بها إلى أخيك النجاشي» .

(1)

انظر تخريج الحديث تحت عنوان: «الأحاديث والآثار الصحيحة التي فيها ذكر جعفر رضي الله عنه، رقم (8).

ص: 205

أخرجه أبو داود (4/ 47)، رقم (4047) وسكت عنه «وقد قال في رسالته لأهل مكة ص 28: ما لم أذكر فيه شيئاً فهو صالح، وبعضها أصح من بعض كل ما سكت عنه فهو صالح)، وأحمد (3/ 111)، رقم (12117) وفي (3/ 229)، رقم (13433) وفي (3/ 251)، رقم (13661)، والحُمَيْدِي (1203) مختصراً، والطيالسي (1/ 274)، رقم (2057)، وأبو يعلى (7/ 61)، رقم (3980)، قال ابن عدي في الكامل للضعفاء (6/ 338):«علي بن زيد بن جدعان كان يغالي، ومع ضعفه يكتب حديثه» ، قال ابن القيسراني في ذخيرة الحفاظ (2/ 966)«علي بن زيد ليس بشيء» ، قال الضياء المقدسي (4/ 570):«علي بن زيد بن عبد الله بن جدعان تكلم فيه غير واحد من الأئمة» ، قال الذهبي في ميزان الإعتدال (3/ 128):«علي بن زيد بن جدعان اختلفوا فيه» ، وبيَّن الشوكاني في نيل الأوطار (2/ 74) أنه «غير صالح للاحتجاج» ، وضعَّف إسناده الألباني في التعليق على أبي داود (4047)، وقال في السلسلة الصحيحة (7/ 1048):«ابن جدعان ضعيف والجملة الأخيرة منه منكرة» .

31 -

عن محمد بن عبد الله بن عرس ثنا أحمد بن محمد اليمامي ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن مجاهد عن ابن عباس: «صلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صلاة العصر فلما كان في الرابعة أقبل الحسن والحسين حتى ركبا على ظهر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما سلم وضعهما بين يديه وأقبل الحسن فحمل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحسن على عاتقه الأيمن والحسين على عاتقه الأيسر ثم قال أيها الناس ألا أخبركم بخير الناس جدا وجدة ألا أخبركم بخير الناس عما وعمة ألا أخبركم بخير الناس خالا وخالة ألا أخبركم بخير الناس أبا وأما الحسن والحسين جدهما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجدتهما خديجة بنت خويلد وأمهما فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبوهما علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعمهما جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه وعمتهما أم هانئ بنت أبي طالب وخالهما القاسم بن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخالاتهما زينب ورقية وأم كلثوم بنات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جدهما في الجنة وأبوهما

ص: 206

في الجنة وأمهما في الجنة وعمهما

(1)

(في الجنة وعمتهما في الجنة وخالاتهما في الجنة وهما في الجنة ومن أحبهما في الجنة).

أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 66)، رقم (2682) وأخرجه الطبراني أيضًا في الأوسط (6/ 298)، رقم (6462)، وابن عساكر (13/ 229). قال الهيثمي (9/ 184):«رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وفيهما أحمد بن محمد بن عمر بن يونس اليمامى وهو متروك» .

32.

عن أبي أحمد الزبيري عن عمرو بن ثابت، عن أبيه:«سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن جعفر، فقال رجل: رأيته حين طعنه رجل، فمشى إليه في الرمح، فضربه، فماتا جميعاً» .

تهذيب الكمال للمزي (5/ 59)، وسير أعلام النبلاء (1/ 211) وقال محقّقه:«رجاله ثقات لكنه منقطع» .

35 -

عن أحمد بن عبد الرحمن بن عقال ثنا أبو جعفر النفيلي ثنا محمد بن سلمة عن محمد ابن إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن محمد بن أسامة بن زيد عن أبيه: «أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لجعفر: «خلقك كخلقي وأنت مني وأنت يا علي فمني وأبو ولدي» .

أخرجه الطبراني (1/ 160)، قال الهيثمي في مجمع الزوائد

(2)

(9/ 442 - 443) «(فيه)

(1)

المقصود: جعفر بن أبي طالب.

(2)

والعجيب أنَّ محمد علي المعلم في كتابه «جعفر بن أبي طالب رحيق النبوة وشذا الإمامة» ص (108) قد نقل هذا الحديث عن مجمع الزوائد ولم ينقل تضعيف صاحب مجمع الزوائد (الهيثمي) للحديث.

ص: 207

أحمد ابن عبد الرحمن بن عقال وهو ضعيف».

36 -

عن أحمد بن حازم بن أبي غرزة ثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ عن علي رضي الله عنه قال: «أتينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنا وجعفر وزيد فقال لزيد أنت أخونا ومولانا فحجل وقال لجعفر: أشبهت خلقي وخلقي فحجل وراء حجل زيد ثم قال لي: أنت مني وأنا منك فحجلت وراء حجل جعفر» .

أخرجه أحمد (2/ 213)، وابن أبى شيبة (6/ 381)، رقم (32201)، والبيهقي (10/ 226)، رقم (20816) وقال:«هانئ بن هانئ ليس بالمعروف جدا» ، قال شعيب الأرنؤوط في مسند أحمد (857):«إسناده ضعيف هانئ بن هانئ مستور لم يرو عنه إلا أبو إسحاق، ومثله لا يحتمل التفرد ولفظ الحجل في الحديث منكر غريب» ، قلت: قال الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب (11/ 22): «قال ابن المديني مجهول، وقال حرملة عن الشافعي: هانئ ابن هانئ: لا يعرف» . وتوجد علة أخرى في الحديث وهي عنعنة أبي إسحاق السبيعي، فقد أورده الحافظ ابن حجر في طبقات المدلسين في المرتبة الثالثة برقم (25) وقال:«الثالثة: من أكثر من التدليس فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع» والله أعلم.

37 -

عن محمد بن حميد حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن محمد بن جعفر عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه: «أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم استكتب عبد الله بن أرقم، وكان يجيب عنه الملوك، فبلغ من أمانته أن يكتب إلى بعض الملوك

ص: 208

فيكتب، ثم يأمره أن يكتب ويختم ولا يقرأه لأمانته عنده، ثم استكتب أيضاً زيد بن ثابت فكان يكتب الوحي ويكتب إلى الملوك أيضاً، وكان إذا غاب عبد الله بن أرقم وزيد بن ثابت واحتاج أن يكتب إلى بعض أمراء الأجناد والملوك أو يكتب لإنسان كتاباً يقطعه، أمر جعفراً أن يكتب، وقد كتب له عمر وعثمان، وكان زيد والمغيرة، ومعاوية وخالد بن سعيد بن العاص وغيرهم ممن قد سمي من العرب.

أخرجه البيهقي (10/ 126)، رقم (20192)، قال الألباني في إرواء الغليل (8/ 253):«هذا سند ضعيف من أجل عنعنة ابن إسحاق فإنه مدلس، و محمد بن حميد هو الرازى وهو ضعيف، لكن الظاهر أنه لم يتفرد به» ، فقد قال الحافظ في ترجمة الأرقم من الإصابة: وأخرج البغوي من طريق محمد بن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير فذكره

، والظن به أنه لو كان فيه محمد بن حميد عند البغوي أيضاً لما سكت عنه والله أعلم. اهـ كلام الشيخ الألباني رحمه الله.

أقول: ولما كان الشيخ الألباني رحمه الله لم يطلع على معجم الصحابة للبغوي لكونه طبع متأخراً قال ما قال، لكنه عند الرجوع لمعجم الصحابة للبغوي وجدنا الإسناد هو نفسه، فهو من طريق محمد بن حميد الرازي به، وعلى هذا فيبقى الحديث ضعيفاً لا يحتج به، مع التنبيه إلى أن الحافظ ابن حجر رحمه الله قد حسنه في فتح الباري (13/ 184) ولم يذكر حجته في التحسين والله أعلم.

ص: 209