الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فضد الجثل. ويعبر باللطف واللطافة عن الحركة الخفية وعن تعاطي الأمور الدقيقة. وقد يعبر باللطيف عما لا تدركه الحاسة. ويصح أن يكون وصف الله تعالى به على هذا الوجه، وأن يكون لعلمه بدقائق الأمور، وأن يكون لرفقه بالعباد في هدايتهم، وفي غير ذلك فقوله:} إن ربي لطيف لما يشاء {أي حسن الاستخراج تنبيهًا على ما أوصل إليه يوسف حيث ألقاه إخوته في الجب. وقد يعبر عن التحف المتوصل بها إلى استجلاب المودة باللطف. فيقال: ألطف لأخيك كذا، وألطف بكذا أي اهد له هديًة، ومنه في المعنى قوله عليه الصلاة والسلام "تهادوا تحابوا".
فصل اللام والظاء
ل ظ ي:
قوله تعالى:} كلا إنها لظى {[المعارج: 15] لظى: اسم من أسماء جهنم أو من أسماء طباقها، وعلى التقديرين ففيها العلمية والتأنيث فمنعت من الصرف.
وأصل اللظى اللهب الخالص، وقد لظيت النار تلظى، وتلظت تتلظى أي التهبت. قوله تعالى:} فأنذرتكم نارًا تلظى {[الليل: 14] أي تتلظى، فحذفت إحدى التاءين نحو} تنزل الملائكة {[القدر: 4] وللنحاة في المحذوفة قولان.
فصل اللام والعين
ل ع ب:
قوله تعالى:} وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب {[العنكبوت: 64] اللعب فعل ما لا فائدة فيه. وقيل: ما فعل من غير قصدٍ صحيحٍ، وهو بمعنى الهزل، فهو ضد الجد، وقيل: اللعب: كل عملٍ لا يجري على فاعله نفعًا، ويقال من هذا: لعب - بالكسر - يلعب - بالفتح - لعبًا وأما لعب - بالفتح - يلعب فمعناه سال لعابه.
واللعبة: المرة من اللعب. وبالكسر: الحالة، وبالضم اسم ما يلعب به كالغرفة واللقمة. ورجل تلعابة كثير اللعب. والملعب - بالفتح -: موضع اللعب، وجمعه ملاعب
قال الشاعر: [من الطويل]
1443 -
وأسقيه حتى كاد مما أبثه
…
تكلمني أحجاره وملاعبه
ولعاب النحل: العسل، تصويرًا له بصورة اللعاب، وكذا لعاب الشمس لما يتراءى كنسج العنكبوت متصلاً بأشعتها.
ل ع ل:
قوله تعالى:} لعله يتذكر أو يخشى {[طه: 44] لعل: في الأصل حرف ترجٍ وإشفاق كـ "عسى". وذلك في حق الباري محال، فإذا ورد لفظ يوهم ذلك صرف إلى المخاطب، فقوله للنبيين الكريمين:} فقولا له قولاً لينًا لعله يتذكر {اذهبا في طمعكما في ذلك ورجائكما له طامعين. ومن ثم قال سيبويه: إن لعل من الله واجبة إن لم يرد بها حقيقتها بالنسبة إلى الباري تعالى، وما قدمناه من التأويل هو قول الحذاق. قوله:} لعلنا نتبع السحرة {[الشعراء: 40] فهذا طمع صريح منهم.
وقد زعم بعضهم أنها ترد تعليلاً كقوله تعالى:} وافعلوا الخير لعلكم تفلحون {[الحج: 77] ونظائره، فإن المعنى كي تفلحوا، وليس كما زعم بل معناه افعلوا ذلك راجين الفلاح وطامعين فيه لا قاطعين به، فإن القبول لله تعالى، وهذا كقوله:} ويرجون رحمته ويخافون عذابه {[الإسراء: 57]. وزعم آخرون أنها ترد استفهامًا، وجعل منه قوله صلى الله عليه وسلم لبعض صحابته وقد دعي له: "لعلنا أعجلناك؟ ". وقوله تعالى:} وما يدريك لعله يزكى {[عبس: 3] أي وهل. ولذلك علق به فعل العلم، وفيه بحوث ليس هذا موضعها.
وقد تجربها بعض العرب بالله اللام الأولى كقول الشاعر: [من الوافر]
1444 -
لعل الله فضلكم علينا
…
بشيءٍ إن أمكم شريم
أو محذوفها كقول الآخر: [من الرجز]
1445 -
عل صروف الدهر أو دولاتها
تديلن اللمة من لماتها
فتستريح النفس من زفراتها
وقد تكسر في ذلك لامها الأخيرة. وقد أنشد قوله: "لعل الله" بالوجهين، وفيها لغات كثيرة: لعل، عل لعن، رعن، لأن، أن، ومنه قوله تعالى:} وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون {وقال امرؤ القيس: [من الكامل]
1446 -
عوجا على الظلل المحيل لأننا
…
نبكي الديار كما بكى ابن خذام
أي لعلنا. ويقال: لعلت - بالتاء - وهي أعز بها. وتعمل عمل إن في نصب الاسم ورفع الخبر، وقد تقدم أنها تجر ومعناها جارة كمعناها ناصبًة رافعًة، فمرفوع على اللغتين، وإذا جرت فلا معلق لها كالزائد، ولا عند سيبويه.
ل ع ن:
قوله تعالى:} ألا لعنة الله {[هود: 18] اللعن: الطرد والإبعاد على سبيل السخط، وهو من الله تعالى؛ في الأخرة عقوبة وفي الدنيا انقطاع من قبول فيضه وتوفيقه. وأما من الناس فهو الدعاء بذلك.
قوله:} أولئك الذين لعنهم الله {[النساء: 52] أي أبعدهم من رحمته، وكان الرجل إذا تمرد أبعدته العرب خوف أن تلحقهم جريرته فيقولون: هو لعين بني فلانٍ أي ملعونهم.
قوله:} والشجرة الملعونة في القرآن {[الإسراء: 60] قيل: عنى بها شجرة الزقوم، وجعلت ملعونة، والمراد آكلوها فاتسع في الكلام، وقد سميت بذلك لأن كل طعامٍ كريه