الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والنفي: ما نفته الريح من التراب في أصول الشجر، والنفيان مثله. وأنشد [من الطويل]
1688 -
وحربٍ يضج القوم من نفيانها
…
ضجيج الجمال الجلة الدبرات
والنفي أيضًا: الوعيد: يقال: أتانا نفيكم، أي وعيدكم. وانتفى الشعر وورق الشجر، أي تساقط.
والنفية: السفرة يؤكل عليها. ومنه حديث زيد بن أسلم: «فصنع لنا نفيتين يشرشر عليهما الأقط» . قال أبو الهيثم: سفرتين من خوصٍ. وقال ابن الأعرابي: النفية والسهمة مدورٌ تسف من خوص النخل يسميها الناس البنية.
فصل النون والقاف
ن ق ب:
قوله تعالى: {فنقبوا في البلاد} [ق: 36] أي طوفوا وساروا في نقوبها. وهي طرقها. الواحد نقبٌ. ويقال لها المناقب أيضًا، وأنشد:[من الوافر]
1689 -
لقد نقبت في الآفاق حتى
…
رضيت من الغنيمة بالإياب
والتنقيب: البحث عن الشيء والتقصي لآثاره، ومنه النقيب لأنه ينقب عن أحوال قومه ويفتش عليها. قال تعالى:{وبعثنا منهم اثني عشر نقيبًا} [المائدة: 12] فهو فعيلٌ بمعنى فاعلٍ.
وقد نقب على قومه ينقب نقبًا ونقابةً. ويقال: نقب، والنقب: الطريق ببين جلبين، وجمعه نقابٌ، نحو فرخ وفراخ. ومنه الحديث:«أنهم فزعوا من الطاعون فقال عليه الصلاة والسلام: أرجو ألا يطلع علينا نقابها» أي لا يطلع الطاعون. نقاب المدينة،
أي طرقها.
والمنقبة: طرقٌ نافذةٌ في الجبل، ثم استعير للفعل الكريم. ومنه: مناقب الكرماء وأهل الصلاح، عكس المثالب. والنقاب: ما تجعله المرأة على وجهها. وجمعه في القلة أنقبةٌ، وفي الكثرة نقبٌ. والناقبة: قرحةٌ. والنقبة: ثوب كالإزار سمي بذلك لنقبةٍ تجعل فيها تكةً.
والمنقب: ما ينقب به الحائط، وسرة الدابة، ومنه: نقب البيطار سرة الدابة. وفي الحديث: «لا شفعة في فناءٍ ولا طريقٍ ولا منقبةٍ» المنقبة: الطريق بين الدارين، وأصلها في الجبلين كما تقدم. والنقبة: أول الجرب يبدو؛ وفي الحديث: «إن النقبة قد تكون بمشفر البعير» وجمعها نقبٌ. والنقبة أيضًا: اللون. والنقبة أيضًا: السراويل يجعل لها حجزةٌ من غير نيفقٍ ولا ساقين، فإن كان فيه نيفقٌ وساقان فسراويل، وقد تقدم إنه الإزار والتكة؛ ومنه الحديث:«ألبستنا أمنا نقبتها» . والنقاب بمعنى المنقب وذكر الحجاج ابن عباسٍ فقال: «ما كان إلا نقابًا» أي عالمًا بحاثًا عن الأشياء.
ن ق ذ:
قوله تعالى: {ولا هم ينقذون} [يس: 23] أي لا ينجون ولا يتخلصون. يقال: أنقذته من كذا، أي خلصته منه. وقال بعضهم: الإنقاذ: التخليص من ورطةٍ، ومنه قوله تعالى:{وكنتم على شفا حفرةٍ من النار فأنقذكم منها} [آل عمران: 103]. والنقذ كالنفض والقبض بمعنى المنفوض والمقبوض. وفرسٌ نقيذٌ: أخذ من قومٍ، لأنه خلص منهم، والجمع نقائذ.
ن ق ر:
قوله تعالى: {ولا يظلمون نقيرًا} [النساء: 124] النقير: الوقبة في ظهر النواة، ومنها تنبت النخلة، وهذا يضرب مثلًا في القلة، وفيه قولٌ أخر: نقل عن ابن عباسٍ أنه سئل
عن ذلك فوضع طرف إبهامه على باطن السبابة ثم نقرها وقال: «هذا النقير» . وأصل النقر قرع الشيء المفضي إلى النقب. والمنقار: ما ينقر به كمنقار الطائر، والحديدة التي ينقر بها.
ويعبر به عن البحث، فيقال: نقرت عن الأمر. وعن الاغتياب فقيل: نقرته. وقالت امرأةٌ لزوجها: مر بي على بني نظرى ولا تمر بي على بنات نقرى، أي مربي على الرجال الذين ينظرون إلي لا على النساء اللاتي يغتبنني. والنقير أيضًا: ما ينقر من خشب النخل وينبذ فيه. وفي الحديث: «نهى عن النقير والمزفت» .
وأنقر عن كذا: أقلع عنه، ومنه قول ابن عباس:«ما كان الله لينقر عن قاتل المؤمن» أي ليقلع ويترك. قوله: {فإذا نقر في الناقور} [المدثر: 8] أي نفخ في الصور، والناقور: الصور.
وأصل إطلاق النقر على النفخ، وتسمية الصور ناقورًا، أي منفوخًا فيه، والله أعلم، من قولهم: نقرت الرجل: إذا صوت له بلسانك، وذلك بأن تلصق بلسانك نقرة حنكك، فشبه النافخ بذلك.
ونقرت الرجل أيضًا: خصصته بالدعوة، كأنك نقرت له بلسانك مشيرًا إليه. وتلك الدعوة يقال لها النقرى، والدعوة العامة الجفلى. قال الشاعر:[من الرمل]
1690 -
نحن في المشتاة ندعو الجفلى
…
لا ترى الآداب فينا ينتقر
الآداب: صاحب المأدبة.
ن ق ص:
قوله تعالى: {وقد علمنا ما تنقص الأرض منهم} [ق: 4] النقص: ضد الزيادة.
وفي معنى الآية الكريمة وجهان: أحدهما ما ينقص من عددهم، والثاني ما تأكله من لحومها وتمصه من دمائهم. وأصل النقص في الأجرام، ويستعمل في المعاني أيضًا مجازًا، وبمعناه النقصان كالكفر والكفران والخسر والخسران. ويكون قاصرًا ومتعديًا لواحدٍ ولاثنين كزاد في ذلك كله. تقول: نقص المال، ونقصت زيدًا مالًا، ونقصت المال.
ن ق ض:
قوله تعالى: {ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها} [النحل: 92] النقض ضد الإبرام، وهو انثثار العقد من البناء والحبل والعهد. والنقض: ممنقوض، وذلك في الشعر أكثر. والنقض كذلك وذلك في البناء أكثر، والنقض: البعير المهزول، والجمع في الجميع أنقاضٌ.
والمناقضة في الكلام: التخالف، وأصله التخالف نفيًا وإثباتًا من النقيضين، فإن النقيضين كل قضيتين متى صدقت إحداهما كذبت الأخرى. والنقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان، كقولك: زيدٌ قائمٌ، زيدٌ ليس بقائم، مع اتحاد جهاتٍ مذكورةٍ في غير هذا.
قوله تعالى: {الذي أنقض ظهرك} [الشرح: 3] قال ابن عرفة: أي أثقله حتى جعله نقضًا. وهو الذي أتعبه السفر والعمل حتى ذهب لحمه. وقال الأزهري: أثقله حتى سمع نقيضه، أي صوته. قلت: الإنقاض: صوتٌ لزجر القعود، وأنشد:[من الرجز]
1691 -
أعلمتها الإنقاض بعد القرقرة
وأنقضت الدجاجة: صوتت عند البيض. فجعل ما يسمع من صوت المفاصل إنقاضًا. إلا أن الراغب قال: وحقيقة الإنقاض ليس الصوت، إنما هو انتقاضها في نفسها، يعني الدجاجة، لكي يكون فيها الصوت في ذلك الوقت. فعبر عن الصوت به.
ن ق ع:
قوله تعالى: {فأثرن به نقعًا} [العاديات: 4] أي فأثارت الخيل العاديات بالمكان
غبارًا بحوافرها. والنقع: الغبار أيضًا، وأنشد:[من الطويل]
1692 -
كأن مثار النقع فوق رؤوسنا
…
وأسيافنا ليلٌ تهاوى كواكبه.
والنقع أيضًا: رفع الصوت. ومنه قول عمر رضي الله تعالى عنه في نساءٍ يبكين على خالد بن الوليد: «ما عليهن أن يسفكن من دموعهن ما لم يكن نقعٌ ولا لقلقةٌ» . وأنشد للبيد بن ربيعة: [من الرمل]
1693 -
فمتى ينقع صراخٌ صادقٌ
…
يحلبوها ذات جرسٍ وزجل
وقيل: معناه: يدوم ويثبت. وقال شمرٌ: النقع هنا شق الجيوب. وأنشد للمرار: [من الوافر]
1694 -
نقعن جيبوهن على حيًا
…
وأعددن المراثي والعويلا
والنقع: أيضًا: الناقع، وهو المستنقع. قال الهروي: والجمع أنقعٌ. وفي المثل: «إن فلانًا لشرب ناقعٍ» ، يضرب مثلًا لمن جرب الأمور وخبر الطرق. وأصله في الدليل، لأنه متى مهر بمواضع الماء مهر بمعرفة الطريق؛ قال الحجاج:«إنكم يا أهل العراق لشرابون علي بأنقع» . وفي حديث المولد: «فاستقبلوه منتقعًا لونه» أي متغيرًا. يقال: انتقع لونه، وامتقع، واتقع، واستنقع، واهتقع، والتمع، وانتسف، وانتسر، والتهم، والتمئ: أي ذهب دمه.
والنقيع: موضعٌ بالمدينة حماه عمر لنعيم الفيء. وفي الحديث: «إذا استنقعت نفس المؤمن جاءه ملكٌ» قال شمرٌ: لا أعرفه. قال الأزهري: أي اجتمعت فيه حين تريد أن تخرج كما يستنقع الماء في قراره.