المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل النون والفاء - عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ - جـ ٤

[السمين الحلبي]

فهرس الكتاب

- ‌باب اللام

- ‌فصل اللام والهمزة

- ‌فصل اللام والباء

- ‌فصل اللام والجيم

- ‌فصل اللام والحاء

- ‌فصل اللام والدال

- ‌فصل اللام والذال

- ‌فصل اللام والزاي

- ‌فصل اللام والطاء

- ‌فصل اللام والظاء

- ‌فصل اللام والعين

- ‌فصل اللام والغين

- ‌فصل اللام والفاء

- ‌فصل اللام والقاف

- ‌فصل اللام والميم

- ‌فصل اللام والهاء

- ‌فصل اللام والواو

- ‌فصل اللام والياء

- ‌باب الميم

- ‌فصل الميم والهمزة

- ‌فصل الميم والتاء

- ‌فصل الميم والثاء

- ‌فصل الميم والجيم

- ‌فصل الميم والحاء

- ‌فصل الميم والخاء

- ‌فصل الميم والدال

- ‌فصل الميم والراء

- ‌فصل الميم والزاي

- ‌فصل الميم والسين

- ‌فصل الميم والشين

- ‌فصل الميم والصاد

- ‌فصل الميم والضاد

- ‌فصل الميم والطاء

- ‌فصل الميم والعين

- ‌فصل الميم والقاف

- ‌فصل الميم والكاف

- ‌فصل الميم واللام

- ‌فصل الميم والنون

- ‌فصل الميم والهاء

- ‌فصل الميم والواو

- ‌فصل الميم والياء

- ‌باب النون

- ‌فصل النون والهمزة

- ‌فصل النون والباء

- ‌فصل النون والتاء

- ‌فصل النون والثاء

- ‌فصل النون والجيم

- ‌فصل النون والحاء

- ‌فصل النون والخاء

- ‌فصل النون والدال

- ‌فصل النون والذال

- ‌فصل النون والزاي

- ‌فصل النون والسين

- ‌فصل النون والشين

- ‌فصل النون والصاد

- ‌فصل النون والضاد

- ‌فصل النون والطاء

- ‌فصل النون والظاء

- ‌فصل النون والعين

- ‌فصل النون والغين

- ‌فصل النون والفاء

- ‌فصل النون والقاف

- ‌فصل النون والكاف

- ‌فصل النون والميم

- ‌فصل النون والهاء

- ‌فصل النون والواو

- ‌فصل النون والياء

- ‌باب الهاء

- ‌فصل الهاء والباء

- ‌فصل الهاء والجيم

- ‌فصل الهاء والدال

- ‌فصل الهاء والراء

- ‌فصل الهاء والزاي

- ‌فصل الهاء والشين

- ‌فصل الهاء والضاد

- ‌فصل الهاء والطاء

- ‌فصل الهاء واللام

- ‌فصل الهاء والميم

- ‌فصل الهاء والنون

- ‌فصل الهاء والواو

- ‌فصل الهاء والياء

- ‌باب الواو

- ‌فصل الواو والألف

- ‌فصل الواو والباء

- ‌فصل الواو والتاء

- ‌فصل الواو والثاء

- ‌فصل الواو والجيم

- ‌فصل الواو والحاء

- ‌فصل الواو والدال

- ‌فصل الواو والذال

- ‌فصل الواو والراء

- ‌فصل الواو والزاي

- ‌فصل الواو والسين

- ‌فصل الواو والشين

- ‌فصل الواو والصاد

- ‌فصل الواو والضاد

- ‌فصل الواو والطاء

- ‌فصل الواو والعين

- ‌فصل الواو والفاء

- ‌فصل الواو والقاف

- ‌فصل الواو والكاف

- ‌فصل الواو واللام

- ‌فصل الواو والنون

- ‌فصل الواو والهاء

- ‌فصل الواو والياء

- ‌باب الياء

- ‌فصل الياء والهمزة

- ‌فصل الياء والباء

- ‌فصل الياء والتاء

- ‌فصل الياء والدال

- ‌فصل الياء والسين

- ‌فصل الياء والقاف

- ‌فصل الياء والميم

- ‌فصل الياء والنون

- ‌فصل الياء والواو

الفصل: ‌فصل النون والفاء

والنعمة: المسرة، وتفسيرهم «نعمة الله» في قوله:{من يبدل نعمة الله} [البقرة: 211] بالدين والإسلام حسن، لأنهما أعظم النعم. قوله:{فما أنت بنعمة ربك بكاهنٍ} [الطور: 29] أي برأك الله من ذلك بنعمته، والباء سببية.

‌فصل النون والغين

ن غ ض:

قوله تعالى: {فسينغضون إليك رؤوسهم} [الإسراء: 51] أي يحركونها تحريك استهزاءٍ. وقيل: الإنغاض: تحريك الرأس نحو الغير كالمتعجبٍ منه. ويقال: نغض رأسه وأنغضها فنغضت. فنغض متعد ولازم، وفعل أفعل فيه بمعنى. وفي الحديث:«وإذا الخاتم في ناغض كتفه الأيمن» يعني خاتم النبوة. والناغض: غضروف الكتف. وقيل له نغض أيضًا. وكذا في روايةٍ سمي بذلك لتحركه. ومنه سمى الظليم نغضًا لتحريك رأسه عند العدو. وقال: شمر: الناغض من الإنسان أصل العنق، حيث يحرك رأسه. ونغض الكتف هو العظم الرقيق على طرفها، وقال غيره: الناغض: فرج الكتف. ووصف عليه رضي الله تعالى عنه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «كان نغاض البطن. فقال له عمر رضي الله تعالى عنه: ما نغاض البطن؟ قال: معكن البطن، وكانت عكنه أحسن من سبائك الذهب والفضة صلى الله عليه وسلم» . وقال عثمان رضي الله تعالى عنه: «سلس بولي ونغضت أسناني» أي قلقت عن منابتها وتحركت، يصف نفسه بالطعن في السن.

‌فصل النون والفاء

ن ف ث:

قوله تعالى: {ومن شر النفاثات في العقد} [الفلق: 4] هن الساحرات ينفثن في عقدٍ يعقدنها. قيل: هن بنات لبيد بن الأعصم. وأصل النفث قذف الريق القليل من

ص: 200

الفم. قيل: وهو أقل من التفل. وقال الهروي: هن السواحر تنفث، أي تتفل بلا ريق كما يعمل الرقاة. ثم نقل عن أبي عيبدة أن النفث بالفم شبه بالنفخ. وأما التفل فلا يكون إلا ومعه شيء من الريق وفي الحديث:«إن روح القدس نفث في روعي» أي ألقى، وهو مجاز عن النفخ. وقيل: معناه أوحى إلي ذلك. والروع، النفس.

وفي الحديث: «أعوذ بالله من نفخه ونفثه» قال أبو عبيدٍ: تفسيره في الحديث أنه الشعر سمي نفثًا لأنه شيء ينفث، أي يلقى من الفم. منه: الحية تنفث السم. وفي المثل: «لو سألته نفاثة سواكٍ» هو ما بقي بين الأسنان فينفثه. وفي المثل: «لابد للمصدرو أن ينفث» .

ودم نفيث: نفثه الجرح. وفي حديث النجاشي: «ما يزيد عيسى عليه السلام على ما يقول هذا» وفي الحديث: «أنه قرأ المعوذتين على نفسه ونفث» أي نفخ في يديه.

ن ف ح:

قوله تعالى: {ولئن مستهم نفحة} [الأنبياء: 46] النفحة: الفورة. ومنه الحديث: «أول نفحةٍ من دم الشهيد» أي فورة. وطعنة تفوح، أي فوارة. قيل: أصله في الخير. يقال نفح الريح ينفح نفحًا، وله نفحة طيبة، أي هبوب من الريح. ثم يستعار ذلك للشر، قاله الراغب. ونفحته الدابة: رمته برجلها، ومنه حديث شريحٍ «أنه أبطل النفح» أي كان لا يلزم صاحب الدابة شيئاً إذا نفحت شيئًا. ونفح الطيب أي ضاع

ص: 201

ونفحه بالسيف، كناية عن ضربه به.

وقوس نفوح: بعيدة الدفع للسهم. والنفوح من النوق: التي يخرج لبنها من غير حلبٍ. وأنفحة الدي معروفة، وشرطها ألا يشرب الجدي ولا السخلة لبنًا، فإن شربا كانت كرشًا.

ن ف خ:

قوله تعالى: {ونفخ في الصور} [الكهف: 99] النفخ: نفخ الريح في الشيء هذا أصله. ونفخ الملك في الصور عبارة عن نفخه بفيه في الصور الذي فيه أرواح العالم، فتخرج الأرواح بتلك النفخة فتلبس أجسدها. لقوله:{فإذا نقر في الناقور} [المدثر: 8] وقرئ: «في الصور» بفتح الواو جمع صورةٍ. وقيل ذلك في القراءة المشهورة، وإن الصور جمع صورةٍ، أي اسم جنس لها وقوله:{ونفخت فيه من روحي} [الحجر: 29] كناية عن الإحياء وجعله ذا روحٍ.

وانتفخ بطنه، افتعل منه، أي ارتفع من الريح، واستعير منه: انتفخ النهار. ورجل منفوخ: سمين.

ن ف د:

قوله تعالى: {لنفد البحر} [الكهف: 109] أي لفني. يقال: نفد ينفد. قوله تعالى: {إن هذا لرزقنا ماله من نفاذٍ} [ص: 54] أي من فراغٍ وفناءٍ. وأنفدوا: فني زادهم. وخصم منافذ: إذا خاصم لينفد حجة صاحبه. يقال: نافدته، أي غلبته.

ن ف ذ:

قوله تعالى: {فانفدوا} [الرحمن: 33] أي اخرقوا. يقال: نفذ السهم في الرمية أي خرقها نفوذًا ونفاذًا. ونفذ فلان في الأمر نفاذًا. ونفذت الأمر تنفيذًا، أي أمضيته وكذا نفذت الجيش، ومنه الحديث:«نفذوا جيش أسامة» والمنفذ: الممر النافذ، وفي الحديث: «أيما رجلٍ أشار على مسلم بما هو بريء منه كان حقًا على الله أن يعذبه أو

ص: 202

يأتي بنفذ ما قال» أي بالمخرج منه.

وفيه أيضًا: «ينفذكم البصرة» قال أبو عبيدٍ: ينفذهم بصر الرحمن حتى يأتي عليهم كلهم. الكسائي: نفذني بصره: تابعني وجاوزني. ابن عونٍ: أنفذت القوم: خرقتهم ومشيت في وسطهم، فإن جزتهم حتى تخلفت قلت: نفذتهم- دون ألفٍ- وقال غير أبي عبيدٍ: أراد بخرقهم لاستواء الصعيد. ويقال: «انفذ عنك» ، أي امض.

ن ف ر:

قوله تعالى: {انفروا خفافًا وثقالًا} [التوبة: 41] أي ارحلوا وسافروا. يقال: نفر الشيء عن الشيء ينفر نفورًا. ونفر إلى الحرب وغيره ينفر وينفر نفرًا. ومنه: يوم النفر. والاستنفار: الحث على النفر أو النفور. قول: {حمر مستنفرة} [المدثر: 50] قرئ بكسر الفاء بمعنى أنها طلبت أن تنفر. فمعناها نافرة، وبفتحها على معنى أن غيرها طلب نفورها.

قوله: {أكثير نفيرًا} [الإسراء: 6] أي جمعيصا وعددًا، وأصله أن النفير والنفرة جماعة يمكنهم النفر. وقال أبو عبيدٍ: النفير جمع نفرٍ نحو عبدٍ وعبيدٍ، وكلبٍ وكليبٍ. قوله:{وأعز نفرًا} [الكهف: 34] النفر والنفرة والنفير والنافرة: رهط الرجل الذي ينصرون ويذبون عنه. ونفر العضو: ورم. ومنه: «أن رجلًا تخلل بالقصب فنفر فوه» وذلك لتباعده وتجافيه والمنافرة: المحاكمة، ومنه قول زهيرٍ:[من الوافر]

1380 -

فإن الحق مقطعه ثلاث

يمنين، أو نفار، أو جلاء

ولما سمع عمر رضي الله تعلى عنه هذا البيت قال: «قاتله الله ما أعلمه بالحكم!» ويقال: نفر فلان، أي سمي باسمٍ غريبٍ شنيع. وقال أعرابي: قيل لأبي حين ولدت: نفر

ص: 203

عنه. فسمّاني قُنْفذًا وكنّاني أبا العِدا (1)؛ وذلك أنهم كانوا يزعمون أنهم إذا سموا بذلك نفرعنه الشطيان.

ن ف س:

قوله تعالى: {كل نفسٍ ذائقة الموت} [آل عمران: 185] النفس هنا ذات الشيء وجملته، فقيل: المراد بها الروح، والناس مختلفون فيها اختلافًا شديدًا. قال الراغب: النفس: الروح في قوله تعالى: {أخرجوا أنفسكم} [الأنعام: 93] وقال أهل اللغة: النفس في كلام العرب على وجهين: أحدهما قولك: خرجت نفس فلانٍ، أي روحه، وفي نفسه أن يفعل كذا، أي في روعه. والثاني أن معنى النفس حقيقة الشيء وجملته. يقال: قتل فلان نفسه. وقال الأزهري: النفس نفسان إحداهما تزول بزوال العقل، والأخرى ترزول بزوال الحياة، وعليه قوله تعالى:{الله يتوفى الأنفس حين موتها} [الزمر: 42] والنفس: الدم، وأنشد:[من الطويل]

1681 -

تسيل على حد الظبات نفوسنا

ليست على غير الظبات تسيل

قوله: {يوم تأتي كل نفسٍ تجادل عن نفسها} [النحل: 111] قيل: النفس الأولى المعنوية، والثانية الذات والجملة. وقيل: هما بمعنى، كأنه قيل: تجادل عنها، فأوقع الظاهر موقع المضمر. ويقال: فلان يؤامر نفسه: إذا تردد بين أمرين. قال الشاعر:

قوله تعالى: {ويحذركم الله نفسه} [آل عمران: 28] أي ذاته المقدّسة بمعنى عقابه وعذابه، كقولك: احذر السلطان، إنما تريد عقوبته وسلطنته. قال الراغب:

(1) Ms. وغصّته.

ص: 204

نفسه، أي ذاته. وهذا وإن كان قد حصل من حيث إنه مضاف ومضاف إليه، يقتضي المغيرة وإثبات شيئين من حيث العبارة، فلا شيء من حيث المعنى سواه، تعالى عن الأثنينية من كل وجهٍ. وقال آخرون: إن إضافة النفس إليه تعالى إضافة الملك، وعنى بنفسه نفوسنا، وأضاف إليه على [سبيل] الملك وهذا وإن صدر عن توقيفٍ من السلف فحسن، وإلا فالإقدام على القول به احتمالًا خطر عظيم.

قوله تعالى: {وفي ذلك فليتنافس المتنافسون} [المطففين: 26] أي ليتعال المتعالون. وأصل المنافسة مجاهدة النفس للشبيه بالأفاضل، من غير إدخال ضررٍ على غيره. وشيء نفيس بمعنى منفوسٍ به، أي مضنون، وتنفس الشيء: اتسع. ومنه قوله تعالى: {والصبح إذا تنفس} [التكوير: 18] ومنه حرف التنفيس عند النحاة، لأن فيه دلالةً على طول الزمان وتراخيه عن الحل. والنفس: الريح الداخل والخارج من البدن من دلالة على طول الزمان وتراخيه عن الحل. والنفس: الريح الداخل والخارج من الدن من المنخر والفم، وهو كالغذاء للنفس. وبانقطاع النفس انقطاع النفس وبطلانها. ويعبر عن الفرج بالنفس لأن فيه توسعة بعد الكرب. ومنع عند بعضهم:«إني لأجد نفس ربكم من قبل اليمن» أي فرجه.

وفي الحديث: «لا تسبوا الريح فإنها من نفس الرحمن» أي مما يفرج الكرب. ومنه في الدعاء: «ونفس عنا وعن المكروبين» . وتنفست الريح: هبت. قال الشاعر: [من الطويل]

1682 -

فإن الصبا ريحً إذا ما تنفست

على نفس محزونٍ تجلت همومها

والنفاس: ولادة المرأة، والمرأة نفساء، وجمعها نفاس نحو: عشراء وعشار. وصبيًّ منفوس، أي مولود مع دم النفاس. وتنفست المرأة: حاضت. وفي الحديث: «أنه قال لعائشة: أنفست؟» يروى مبينًا للمفعول، إلا أن أبا عبيدٍ الهروي قال: يقال: نفست

ص: 205

المرأة ونفست، أي ولدت. فإذا حاضت قيل: نفست- بفتح النون لا غير- ثم روى حديث أم سلمة: «كنت معه في الفراش فحضت، فقال: أنفست؟» . وفي الحديث: «ما من منفوسةٍ» أي مولودة. وفي حديث آخر: «لا يرث المنفوس حتى يستهل صارخًا» .

وفي الحديث: «نهى عن التنفس في الإناء» وفي آخر: «كان يتنفس في الإناء ثلاثًا» جمع الناس بينهما بأن الأول إذا تنفس فيه ولم يبنه عن فيه، لأنه ربما يخرج من أنفه وفيه شيء مستقذر، وأن الثاني كان يتنفس مع إبانته له عن فيه، وهو حسن. وقرئ:{لقد جاءكم رسول من أنفسكم} [التوبة: 128] بفتح الفاء، أي من أرفعكم وأكرمكم، وهي قراءة عائشة رضي الله تعالى عنها. والنفس أيضًا العين، يقال: أماتته النفس، أي عين. وفي حديث ابن سيرين:«نهى عن الرقى إلا في ثلاثٍ: النملة، والحمة، والمنفس» أي العين.

ن ف ش:

قوله تعالى: {إذا نفشت فيه غنم القوم [الأنبياء: 78] أي انتشرت وتفرقت، من نفشت الصوف، ومنه: {كالعهن المنفوش} [القارعة: 5] أي المنبث. وما أبلغ هذا التشبيه من حيث الصورة والمعنى؛ فإن الجبال جدد بيض وحمر وغرابيب سود، والجوف المصبوغ ألوانًا إذا تطاير ونفش كانت رليته غريبةً، فوقع التشبيه في أعلى طباقه.

وإبل نوافش، أي مترددة ليلًا في المرعى دون راعٍ، وقال بعضهم: النفش: الرعي

ص: 206

بالليل خاصةً. يقال: نفشت السائمة بالليل وهملت بالنهار، أي رعت بلا راعٍ، وأنفشها صاحبها، وإبل نفاش ونوافش. وفي الحديث:«وإن أتاك منتفش المنخرين» أي واسعهما متطامن المارن كأنوف الريح.

وفيه أيضًا: «مثل كرش البعير يبيت نافشًا» أي راعيًا.

ن ف ع:

قوله تعالى: {فما تنفعهم} [المدثر: 48] أي لم تغن عنهم ولم تجد عليهم. والنفع ضد الضر والضر. وقد قرئ: {إن أراد بكم ضرًا أو أراد بكم نفعًا} [الفتح: 11] و «ضرً» . وقد تقدم الكلام على الضر ومادته. وقال بعضهم: النفع ما يستعان به في الوصول إلى الخيرات، وما يتوصل به إلى الخير فهو خير. ويقال: نفع ينفع نفعًا فهو نافع، وانتفع ينتفع انتفاعًا فهو منتفع.

ن ف ق:

قوله تعالى: {أن تبتغي نفقًا في الأرض} [الأنعام: 35] أي سربًا تدخل فيه. والنفق: الطريق النافذ، والسرب في الأرض. ومنه: نافقاء اليربوع، لبعض حجرته. وقد نافق اليربوع ونفق، وذلك أنه يتخذ لحجره أبوابًا متعددةً، فإذا أمد الحارش يده ليأخذه خرج من بعض الأبواب.

ومنه: النفاق الشرعي، لأنه خروج من الإسلام بضربٍ من الحيل، وهو إبطان غير الظاهر، وهذا شأن المنافق يظهر الإسلام ويبطن الكفر. قال بعضهم: ومنه النفاق وهو الدخول في الشرع من بابٍ والخروج من بابٍ آخر. وعليه نبه بقوله: {إن المنافقين هم الفاسقون} [التوبة: 67] أي الخارجون من الشرع، والفسق: الخروج، وجعلهم شرًا من الكفرة حيث قال:{إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار} [النساء: 145].

وتنفقت اليربوع: استخرجته. وأنشد ثعلب: [من الوافر]

ص: 207

1683 -

إذا الشيطان نفق في قفاها

تنفقناه بالحبل التؤام

وقال ابن الأعرابي: وفي الاعتدال لتسمية المنافق منافقًا ثلاثة أوجهٍ:

أحدها أنه يسر كفره ويخفيه. فشبه بالذي يدخل النفق وهو السرب يستتر فيه. والثاني أنه نافقٌ كاليربوع، وذلك أن اليربوع له جحران: أحدهما يقال له النافقاء، والآخر القاصعاء. فإذا طلب من النافقاء خرج من القاصعاء.

والثالث أنه شبه به لمخادعته، وذلك أن اليربوع يحتفر الأرض من تحتها حتى يرقها جدًا، فإذا طلب من باب جحره عمد إلى ذلك الموضع الذي رقق ترابه بحفره ودفعه برأسه خارجًا. فظاهر جحره أرض، وباطنه حفرٌ، فكذلك المنافق ظاهره مؤمنٌ وباطنه كافرٌ.

قوله: {إذا لأمسكتم خشية الإنفاق} [الإسراء: 100] قال الراغب: أي الإقتار، يقال: أنفق فلانٌ: إذا نفق ماله فافتقر. فالإنفاق كالإملاق في قوله تعالى: {ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق} [الإسراء: 31]. وقال أبو عبيد: أي خشية الفناء والفساد. وقال قتادة: خشية الفاقة. وحكي: نفق الزاد ينفق: نفد. وأنفقه صاحبه: أنفده. وأنفق القوم: فني زادهم. والظاهر أن هذا من باب التعبير عن المسبب بسببه؛ فإن الإنفاق سبب الافتقار من الشيء المنفق. وقد قيل: إن كل ما فاؤه نونٌ وعينه فاءٌ كيفما كانت لامه دل على الخروج والذهاب، وهو أمرٌ مستقرى. ويقال: نفق الشيء: مضى ونفد، إما بالبيع نحو نفق البيع نفاقًا، ونفق القوم: إذا نفق سوقهم، عكس كسد. وإما بالموت نحو: نفقت الدابة نفوقًا، أي خرجت روحها فوقع الفرق بالمصدر.

قوله: {ولا ينفقون نفقةً} [التوبة: 121] النفقة: اسم للشيء المنفق من المال ثم النفقة الواردة في القرآن إما واجبةٌ أو مندوبةٌ، وقد تجري في الأحكام الخمسة. ومن كونها حرامًا قوله تعالى:{إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله} [الأنفال: 36]{ينفقون أموالهم رئاء الناس} [النساء: 38] وفي حديث ابن عباسٍ: «لا ينفق بعضكم لبعض» أي لا يروج سلعة صاحبه بالنجش.

ص: 208

ن ف ل:

قوله تعالى: {يسألونك عن الأنفال} [الأنفال: 1] هو جمع نفلٍ، وهو ما اتخذ من مال الكفار لا بإيجاف خيلٍ ولا ركابٍ، والغنيمة: ما أخذ بذلك. وقال الهروي: يعني عن الغنائم، والواحد نفلٌ، وكل شيءٍ زيادةٌ على الأصل فهو نفلٌ. وإنما قيل للغنائم نفلٌ لأنه مما زاده الله تعالى على هذه الأمة. وقال الراغب: قيل: هو الغنيمة بعينها، ولكن اختلفت العبارة عنه لاختلاف الاعتبار. فإذا اعتبر بكونه مظفورًا به يقال له غنيمةٌ، وإذا اعتبر بكونه منحةً من الله تعالى ابتداءً من غيرٍ وجوبٍ يقال له نفلٌ. قال: ومنهم من فرق بينهما من حيث العموم والخصوص فقال: الغنيمة: ما حصل مستغنمًا ببعثٍ أو بغير بعثٍ، باستحقاق كان أو بغير استحقاقٍ، قبل الظفر كان أو بعده. والنفل: ما يحصل للإنسان قبل الغنيمة من جملة الغنيمة. وقيل: هو مايحصل للمسلمين بغير قتالٍ، وهو الفيء. وقيل: هو ما يفضل من المتاع ونحوه بعدما تقسم الغنائم. وعلى ذلك حمل قوله تعالى: {يسألونك عن الأنفال} .

قوله: {ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلةً} [الأنبياء: 72]. نافلةً حالٌ من يعقوب، أي زيادةً لأن ولد الولد زيادةٌ على الولد. قوله:{نافلةً لك} [الإسراء: 79] أي زيادةً على ما فرض عليك. ومن جعل التهجد واجبًا قال: زيادةً على ما فرض على أمتك، فإنه لم يفرض عليهم. و «نافلةً» يجوز أن تكون مصدرًا جاء على فاعله كالكاذبة. ونوافل الصلاة: زيادةٌ عليها. ونفلته كذا: أعطيته ذلك زيادةٌ. ونفله السلطان: أعطاه سلب قتيله.

وعن علي رضي الله عنه: «لوددت لو أن بني أمية رضوا ونفلناهم خمسين رجلًا على البراءة» . يقال: انتفلت من كذا، أي تبرأت.

وفي الحديث: «أن فلانًا انتفل من ولده» أي تبرأ منه. والنفل أصله النفي.

ص: 209

يقال: نفلت كذا فانتفل، وسمي اليمين في القسامة نفلًا. لأنه ينفي بها القصاص. وقول كعب بن زهيرٍ يمدح النبي صلى الله عليه وسلم -في بانت سعاد:[من البسيط]

1684 -

مهلًا هداك الذي أعطاك نافلة الـ

قرآن فيها مواعيظٌ وتفصيل

حسنٌ جدًا لأن النبي صلى الله عليه وسلم -نفل على سائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بتخصيصه بالقرآن العظيم. وتنفل فلانٌ، أي فعل النوافل من العبادات. والنوفل: الرجل الكثير الإعطاء. ونوفلٌ: علمٌ مشهورٌ، وهو نوفل بن الحارث وغيره.

ن ف ي:

قوله تعالى: {أو ينفوا من الأرض} [المائدة: 33] النفي: الطرد بإهانةٍ. ونفي الدراهم: ترديدها للنقد لتعرف جودتها من رداءتها. قال الشاعر: [من البسيط]

1685 -

تنفي يداها الحصى في كل هاجرةٍ

نفي الدراهم تنقاد الصياريف

ونفى يكون لازمًا ومتعديًا وأنشد القطامي: [من الطويل]

1686 -

فأصبح جاراكم: قتيلًا ونافيا.

أي منتفيًا. والنفاية -بضم الفاء -ما نفيته لرداءته وهو النفي أيضًا. وأنشد: [من الرجز]

1687 -

كأن متنيه من النفي

مواقع الطير على الصفي

ص: 210