الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قاله النضر. وفي الحديث: "والحمولة المائرة لهم لاغية" المائرة: التي تحمل الميرة، ومعنى لاغية أي لا يعتد بها عليهم في الصدقة؛ ففاعلة هنا بمعنى النسب أي ذات لغوٍ كقوله:} عيشةٍ راضيةٍ {[الحاقة: 21] وهو أحسن من قول من قال: إن فاعلة هنا بمعنى مفعولة أي ملغاة ومرضية.
فصل اللام والفاء
ل ف ت:
قوله تعالى:} أجئتنا لتلفتنا {[يونس: 78] أي لتصرفنا وتحرفنا، يقال: لفته يلفته لفتًا فالتفت، أي صرفه عن وجهه ومراده، وأنشد:[من الطويل]
1451 -
تلفت نحو الحي حتى وجدتني
…
وجعت من الإصغاء ليتا وأخدعا
وامرأة لفوت: تكثر الإلتفات عن زوجها لولدها من غيره، وهي أيضًا الناقة التي تلتفت لحالبها لتعضه فينهزها فتدر. ومنه الحديث "وأنهز اللفوت وأضم العنود".
واللفيتة: ما غلظ من العصيدة، ومنه الحديث:"وأن أمة اتخذت لهم لفيتًة من الهبيد" وقيل: هو نوع من الطبيخ. وفي الحديث: "كان إذا التفت التفت جميعًا" يعني لا يلوي عنقه يمينًا ولا يسارًا لأن ذلك فعل الشيطان، بل يلتفت ببدنه كله ليقبل على الأمر الذي يقصده. وقيل: هو كناية عن سارقة النظر أي كان لا يسارق النظر، ويؤيده أنه كان يحرم عليه} خائنة الأعين {[غافر: 19]، أي لا يغمز بعينيه مشيرًا لقتل أحدٍ ونحوه. وفي حديث حذيفة:"كان من أقر الناس منافق لا يدع منه واوًا ولا ألفًا يلفته بلسانه كما تلفت البقرة الخلا بلسانها" يريد: يلوي به لسانه ويلفته.
واللفت والفتل واحد، ولذلك زعم أن أحدهما مقلوب من الآخر كأنه رضي الله عنه نهى عن الاغترار بمن يقرأ القرآن؛ فرب قارئ هذه صفته، وهذا في ذاك الزمان فكيف في زماننا؟ فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. والخلا - بالقصر - المرعى.
ل ف ح:
قوله تعالى:} تلفح وجوههم النار {[المؤمنون: 104] أي تضرب وتصيب. يقال: لفحته النار والسموم ونفحته، أي أصابته، إلا أن اللفح أشد من النفح، ولذلك أتي به هنا دون النفح لأن المقام مقام تهويلٍ، وأتى بالنفح هنا تنبيهًا على أنهم إذا أصابهم أدنى شيءٍ من ذلك استغاثوا وجأروا، ومن ثم نكرت النفحة للقليل، ومنه استعير: نفحته بالسيف، أي ضربته.
ل ف ظ:
قوله تعالى:} ما يلفظ من قولٍ {[ق: 18] اللفظة لغًة الطرح والإلقاء؛ يقال: لفظ البحر زبده، ولفظت الرحى الدقيق، أي طرحاهما. وفي اصطلاح أهل اللسان: ما خرج من بين الشفتين حروفًا مقطعًة، وهو أعم من القول لأنه يطلق على المهمل والموضوع، والقول لا يطلق إلا على الموضوع، وهو مصدر لفظ يلفظ، والقول أعم من الكلام لانطلاقه على المفرد والمركب، وبين الكلام والكلم عموم وخصوص من وجهٍ. وقد بينا ذلك في غير هذا.
قال بعضهم: اللفظ بالكلام مستعار من لفظ الشيء من الفم ولفظ الرحى الدقيق. ويقال للديك: لافظة، لطرحه ما يلتقطه لدجاجه؛ فهو لافظ. وفائدة قوله تعالى:} من قولٍ {تنبيهك على أن المؤاخد به إنما هو الموضوعات دون المهملات، بل اخص من ذلك هو الكلام المفيد، لأن القول يطلق على المفرد والمركب.
ل ف ف:
قوله تعالى:} فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفًا {[الإسراء: 104] أي منضمًا بعضكم إلى بعض، من لففت الشيء إذا ضممته وجمعته متراكبًا بعضه على بعضٍ لفًا.