المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل اللام والواو - عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ - جـ ٤

[السمين الحلبي]

فهرس الكتاب

- ‌باب اللام

- ‌فصل اللام والهمزة

- ‌فصل اللام والباء

- ‌فصل اللام والجيم

- ‌فصل اللام والحاء

- ‌فصل اللام والدال

- ‌فصل اللام والذال

- ‌فصل اللام والزاي

- ‌فصل اللام والطاء

- ‌فصل اللام والظاء

- ‌فصل اللام والعين

- ‌فصل اللام والغين

- ‌فصل اللام والفاء

- ‌فصل اللام والقاف

- ‌فصل اللام والميم

- ‌فصل اللام والهاء

- ‌فصل اللام والواو

- ‌فصل اللام والياء

- ‌باب الميم

- ‌فصل الميم والهمزة

- ‌فصل الميم والتاء

- ‌فصل الميم والثاء

- ‌فصل الميم والجيم

- ‌فصل الميم والحاء

- ‌فصل الميم والخاء

- ‌فصل الميم والدال

- ‌فصل الميم والراء

- ‌فصل الميم والزاي

- ‌فصل الميم والسين

- ‌فصل الميم والشين

- ‌فصل الميم والصاد

- ‌فصل الميم والضاد

- ‌فصل الميم والطاء

- ‌فصل الميم والعين

- ‌فصل الميم والقاف

- ‌فصل الميم والكاف

- ‌فصل الميم واللام

- ‌فصل الميم والنون

- ‌فصل الميم والهاء

- ‌فصل الميم والواو

- ‌فصل الميم والياء

- ‌باب النون

- ‌فصل النون والهمزة

- ‌فصل النون والباء

- ‌فصل النون والتاء

- ‌فصل النون والثاء

- ‌فصل النون والجيم

- ‌فصل النون والحاء

- ‌فصل النون والخاء

- ‌فصل النون والدال

- ‌فصل النون والذال

- ‌فصل النون والزاي

- ‌فصل النون والسين

- ‌فصل النون والشين

- ‌فصل النون والصاد

- ‌فصل النون والضاد

- ‌فصل النون والطاء

- ‌فصل النون والظاء

- ‌فصل النون والعين

- ‌فصل النون والغين

- ‌فصل النون والفاء

- ‌فصل النون والقاف

- ‌فصل النون والكاف

- ‌فصل النون والميم

- ‌فصل النون والهاء

- ‌فصل النون والواو

- ‌فصل النون والياء

- ‌باب الهاء

- ‌فصل الهاء والباء

- ‌فصل الهاء والجيم

- ‌فصل الهاء والدال

- ‌فصل الهاء والراء

- ‌فصل الهاء والزاي

- ‌فصل الهاء والشين

- ‌فصل الهاء والضاد

- ‌فصل الهاء والطاء

- ‌فصل الهاء واللام

- ‌فصل الهاء والميم

- ‌فصل الهاء والنون

- ‌فصل الهاء والواو

- ‌فصل الهاء والياء

- ‌باب الواو

- ‌فصل الواو والألف

- ‌فصل الواو والباء

- ‌فصل الواو والتاء

- ‌فصل الواو والثاء

- ‌فصل الواو والجيم

- ‌فصل الواو والحاء

- ‌فصل الواو والدال

- ‌فصل الواو والذال

- ‌فصل الواو والراء

- ‌فصل الواو والزاي

- ‌فصل الواو والسين

- ‌فصل الواو والشين

- ‌فصل الواو والصاد

- ‌فصل الواو والضاد

- ‌فصل الواو والطاء

- ‌فصل الواو والعين

- ‌فصل الواو والفاء

- ‌فصل الواو والقاف

- ‌فصل الواو والكاف

- ‌فصل الواو واللام

- ‌فصل الواو والنون

- ‌فصل الواو والهاء

- ‌فصل الواو والياء

- ‌باب الياء

- ‌فصل الياء والهمزة

- ‌فصل الياء والباء

- ‌فصل الياء والتاء

- ‌فصل الياء والدال

- ‌فصل الياء والسين

- ‌فصل الياء والقاف

- ‌فصل الياء والميم

- ‌فصل الياء والنون

- ‌فصل الياء والواو

الفصل: ‌فصل اللام والواو

واللهوة: ما يشغل به الرحى مما يطرح فيها، والجمع لهاء، ويعبر بذلك عن العطايا فيقال: له عليه لهاء.

واللهاة: اللحمة المشرفة على الحلق، وقيل: هي أقصى الفم، وأنشد:[من الرجز]

1468 -

يا لك من تمرٍ ومن شيشاء

ينشب في المسعل واللهياء

اللهاء: جمع لهاةٍ، وإنما مدها ضرورًة، وهو رأي الكوفيين.

والملهي: اسم مصدرٍ أو زمانه أو مكانه، ويقترن اللهو باللعب متقدمًا عليه تارًة ومتأخرًا عنه أخرى تفننًا في البلاغة.

‌فصل اللام والواو

ل وت:

قوله تعالى:} أفرأيتم اللات والعزى {[النجم: 19] هما صنمان لقريشٍ؛ قيل: كانت لثقيفٍ بالطائف، وقيل: محلة لقريشٍ، والعزى لغطفان وهي سمرة، ويؤكد كونها لثقيفٍ قول الشاعر:[من المتقارب]

1469 -

وفرت ثقيف إلى لاتها

كمنقلب الخائب الخاسر

واختلف في ألفها؛ فقيل: عن واو من لوى يلوي، لأنهم كانوا يلتوون عليها، أي يعكفون، والأصل لوتة فحذفت اللام وعوض منها تاء التأنيث، وقيل: عن ياء فتاؤها أصلية. ومن ثم اختلف القراء في الوقف على يائها؛ فالكسائي بالهاء، والباقون بالتاء. و"أل" فيها مزيدة، وقيل: هي لازمة أو غير لازمةٍ. وهل هي علم بالغلبة أو بالوضع خلاف، وقد أتقناه في "الدر" وغيره فعليك باعتباره. وقال بعضهم: أصلها الله فحذفوا منها الهاء، وأدخلوا فيه التاء تنبيهًا على قصوره عن "الله" في زعمهم، وهو عندهم يتقرب به إلى الله تعالى.

ص: 47

ويقرب من هذه اللفظة "لات" من قوله:} ولات حين مناصٍ {[ص 3] وإن كان ألف لات أصليًة لكونها حرفًا. و"لات" هي لا النافية دخلت عليها تاء التأنيث كدخولها في ربت وثمت، وتعمل عمل ليس، إلا أنها اختصت بحكمين بعد دخول التاء عليها؛ أحدهما أنها لا تعمل إلا جارًة كقوله تعالى:} ولات حين مناصٍ {وقول الشاعر: [من الكامل]

1470 -

ندم البغاة ولات ساعة مندم

والبغي مرتع مبتغيه وخيم

وأما قول الآخر: [من الكامل]

1471 -

حنت نوار ولات هنا حنت

وبدا الذي كانت نوار أجنت

فلنا فيه كلام ليس موضعه. والثاني أن يحذف مرفوعها ويبقى منصوبها، وكذلك كانت القراءة المشهورة. وقد قرئ برفع "حين مناصٍ". وقال بعضهم: إن التاء زيدت فيها منبهًة على الساعة والمدة كأنه قيل: [ليست] الساعة أو المدة حين مناصٍ. وزعم آخرون، ونقله الراغب عن البصريين: أصلها ليس فقلبت الياء ألفًا والسين تاء نحو "إليات" في "إلياس"، وهذا ضعيف من وجهين: أحدهما عدم الموجب لقلب الياء ألفًا لسكونها. والثاني أن قلب السين تاًء محفوظ لا يقاس عليه، فدعوى ذلك مجرد احتمالٍ. وزعم أبو عبيدٍ أن التاء ليست من تمام "لا" إنما هي متصلة بحين، والعرب تفعل ذلك فتقول: جئتك تحين قام زيد، وأنشد:[من الكامل]

1472 -

العاطفون تحين لا من عاطفٍ

والمطعون تحين لا من مطعم

وبأنها كتبت في المصحف كذا} ولا تحين مناصٍ {. وقد رد الناس عليه مقالته بما أوضحناه في غير هذا. وقد قرئ بجر الحين في الآية. وتخريجه في غير هذا الموضوع

ص: 48

من تآليفنا، وقد اختلف القراء في الوقوف على تائها؛ هل هو بالتاء أو بالهاء حسب اختلافهم في "اللات" سواء بسواءٍ.

ل ر ح:

قوله تعالى:} في لوح محفوظ {[البروج: 22] اللوح في التعارف: ما يكتب فيه، ولا يعلم كنه هذا اللوح إلا الله تعالى، وفيه أعمال الخلائق كلها. قال الراغب: كيفيته تخفى علينا إلا بقدر ما روي لنا في الأخبار، وهو غير المعبر عنه بالكتاب في قوله تعالى:} إن ذلك في كتابٍ {[الحج: 70]. قلت: قد اختلف الناس في ذاته وكيفيته فقيل: من نورٍ، وقيل: من ذهبٍ، وأن القلم جرى عليه فكتب فيه ما كان وما يكون إلى يوم القيامة. كل ذلك لتستملي الملائكة منه، ثم تمليه على ملائكةٍ آخرين دونهم من الأوامر والنواهي والرزق. فسبحان العالم بحقيقة ذلك، وعلم الله مستغنٍ عن اللوح:} لا يضل ربي ولا ينسى {[طه: 52] وإنما فائدته ما ذكرت لك.

واللوح: واحد ألواح السفينة كقوله:} وحملناه على ذات ألواحٍ {[القمر: 13]. وكل ما انبسط مع رقة سمكه فهو لوح. واللوح أيضًا: العطش، واللوح - الضم-: بين الخضر والغبر.

قوله تعالى:} لواحة للبشر {[المدثر: 29] أي تغيره. يقال: لاحته الشمس، ولوحته: إذا غيرت وجهه، وذلك أن النار تسود ما تحرقه لاسيما نار لا يعلم كنهها إلا مضرمها. ولوحه الحر: غيره. ولاح الحر لوحًا، أي حصل في اللوح، وألاح بسيفه، أي أرى لمعه، وسمي الصبح لياحًا لأنه يلوح بضوئه، والثوب اللوحي: لأنه يلوح بلونه. ولاح سهيل: بدا، وألاح: تلألأ، وألاح من كذا ولاح منه: أشفق منه، وفي الحديث:"قال للمغيرة: أتحلف عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فألاح من اليمين". ويقال: أبيض لياح ولياح - بالكسر والفتح - نحو أبيض يقق. وكان لحمزة الشهيد سيف يسمي لياحًا لشدة لمعانه.

ص: 49

ل وذ:

قوله تعالى: {الذين يتسللون منكم لواذًا} [النور: 63] أي استتارًا، من قولهم: لاوذ بكذا يلاوذ ملاوذًة، أي استتر به؛ وذلك أن المنافقين كانوا يشتغلون بجلوسهم في مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم فيتسللون منه ويستترون بالناس خشية أن يبصروا، فنزل عدم الانصراف إلا باستئذانٍ. ولا يجوز أن يكون لواذًا من لاذ يلوذ إذ كان يجب أن يقال لياذًا لما أتقناه في علم التصريف. وقيل: معنى لواذًا أي تباعدًا منه وفرارًا. يقال: لاوذه لواذًا أي فر منه وتباعد، ففاعل - هنا - بمعنى فعل، كسافرت. وأما لاذ به يلوذ فمعناه استغاث به التجأ إليه، وأنشد:[من الطويل]

1473 -

يلوذ به الهلاك من آل هاشم

وفلان ملاذ فلانٍ، أي ملجؤه.

ل وط:

قوله تعالى:} ونجيناه ولوطًا {[الأنبياء: 71] لوط: علم للنبي المشهور ابن أخت إبراهيم خليل الرحمن المهاجر معه صلى الله عليه وسلم، وهو منصرف لخفته وإن [كان] علمًا أعجميًا. وغلط من جوز فيه وفي "نوحٍ" الوجهين. والظاهر أنه لا اشتقاق له لعجمته إلا أنهم قالوا: يجوز أن يكون مشتقًا من لاط الشيء بقلبي يلوط لوطًا، أي لصق ولزق. ومنه الحديث:"الولد ألوط - أي ألصق - بالكبير". وهذا الأمر لا يلتاط بصدري أي لا يلتصق به لتقربه منه.

ولطت الحوض بالطين: ملطته به. ويقال: لاط به يلوط لوطًا، ولاط يليط ليطًا. ومن كلامهم:"من أحب الدنيا التاط منها بثلاثٍ: شغلٍ لا ينقضي، وأملٍ لا يدرك، وحرص لا ينال".

واللوط: الإصلاح - أيضًا - ومنه: كان يلوط له مالاً، وكان يلوط حوضه، ومنه

ص: 50

قول ابن عباسٍ: "إن كنت تلوط حوضها".

والليط: القشر اللاصق بالشجر، وهذا أصل المادة. والليط - أيضًا - اللون، وقد فسر حديث وائل بن حجر:"في التيعة شاة لا مقورة الألياط" بالمعنيين؛ فإن الألياط جمع ليطٍ، فعلى معنى الأول هي المتغيرة الحائلة عن أحوالها، وأنشد محميد:[من المتقارب]

1474 -

على عينها ليط أبكارها

وعلى معنى ألصق أي ليست مسترخية الجلود لهزالها.

ل وم:

قوله تعالى:} ولا أقسم بالنفس اللوامة {[القيامة: 2] قيل: هي كل نفسٍ مؤمنًة كانت أو كافرة. أما المؤمنة فتلوم نفسها على عدم ازدياد الخير الذي عملته، وأما الكافرة فتلوم نفسها إذ لم تكن آمنت. وقيل: هي النفس التي اكتسبت بعض الفضيلة فتلوم صاحبها إذا ارتكب مكروهًا، (قال هذا القائل) فهي دون النفس المطمئنة. وقيل: هي النفس التي اطمأنت في ذاتها وترشحت لتأديب غيرها، فهي فوق النفس المطمئنة. والمتصوفة قسموا النفس إلى ثلاثة أقسام؛ فأدناها عندهم الإيمان كقوله: "إن النفس لأمارة بالسوء {، ثم اللوامة لأنها نسبت لتقصيرها، ثم المطمئنة.

وأصل اللوم عذل الإنسان بنسبته إلى ما فيه لوم؛ يقال: لمته فهو ملوم.

قوله:} فلا تلوموني ولوموا أنفسكم {[إبراهيم: 22] أي لا تتعاطوا لومي. قوله تعالى:} فإنهم غير ملومين {[المؤمنون: 6] أي، غير فاعلين ما يلامون عليه، وفيه تنبيه على أنهم إذا لم يلاموا لم يفعل بهم ما هو فوق اللوم، والأمر أتى بما يلام عليه.

قوله تعالى:} فالتقمه الحوت وهو مليم {[الصافات: 142] هذا بالنسبة على جانب الله تعالى له أن يقول ما شاء في حق عباده، وأما نحن فلا نقوله إلا على سبيل

ص: 51

التلاوة، وإنما نبهت على ذلك لأن بعض الناس يقول: أتى ما يلام عليه.

والتلاوم: أن يلوم بعضهم بعضًا. ورجل لومة: يكثر لوم الناس. ولومة: يلومه غيره، نحو: ضحكة وضحكة. واللائمة: هو اللائم، التاء فيه للمبالغة كراوية. وجمعها لوائم، قال:[من الطويل]

1475 -

فلا تجعلوني عرضًة للوائم

ولمته لومًا: عدلته إلى جهةٍ يلام عليها، وهو قريب من العتب، قال الشاعر:[من مجزوء الكامل]

1476 -

بكر العواذل في الصبو

ح يلمنني وألومهنه

ويقلن: شيب قد علا

ك وقد كبرت فقلت: إنه

واللوماء: الملامة نفسها.

ل ون:

قوله تعالى:} صفراء فاقع لونها {[البقرة: 69] اللون ما يظهر للعين من زيق الجيب كالبياض والسواد. يقال: أصفر فاقع، وأبيض يقق، وأحمر قانٍ، وأخضر ناضر، وأزرق حطباني، وأسود حالك وحانك وبهم، وقيل: البهم: الخالص من كل لونٍ. وأصل الألوان البياض لأن كل لونٍ يطرأ عليه. وظاهر كلام الراغب أنه والأسود أصلان، ما عداهما مركب منهما فإنه قال: اللون معروف وينطوي على الأبيض والأسود وما يركب منهما.

وتلون فلان: إذا تغير عن حالةٍ إلى حالةٍ أخرى، قال كعب بن زهيرٍ رضي الله عنه:[من البسيط]

1477 -

فما تكون على حالٍ تكون بهما

كما تلون في أثوابها الغول

ص: 52

قوله تعالى: {واختلاف ألسنتكم وألوانكم} [الروم: 22] إشارةٌ إلى بليغ قدرته في اختلاف الإنشاء من سواد وبياضٍ. ثم البياض متفاوتٌ في نفسه إلى أنواعٍ يقصر عنه التعبير وكذا باقيها، وفيه دلالةٌ على اختلاف الصور التي تختص كل صورةٍ منها بهيئةٍ غير هيئة الأخرى مع كثرة عددهم واتحاد أصلهم. ويعبر بالألوان عن الأجناس والأنواع، يقال: فلانٌ أتى بألوانٍ من الطعام وأنواعٍ من الطعام.

واللون -أيضًا -النخل وهو ما عدا البرني والعجوة تسميها أهل المدينة الألوان وقيل: اللون نوعٌ منه وهو الدقل، ومنه قول عمر بن عبد العزيز فيما كتب به إلى عماله:«يؤخذ في البرني من البرني وفي اللون من اللون» . قالوا: اللون: الدقل وجمعه ألوانٌ، ومن ذلك قوله تعالى:{ما قطعتهم من لينة} [الحشر: 5] أي من نخلةٍ غير ما ذكر، فسكنت الواو بعد كسرةٍ فقلبت ياءً نحو قيمةٍ. وفسرها بالنخلة الناعمة، قال: ومخرجه مخرج فعلةٍ نحو حنطةٍ، قال: ولا يختص بنوعٍ دون نوعٍ، وما قاله غيره هو المشهور إلا أن الظاهر معه لقوله:{ما قطعتم من لينةٍ} الآية؛ فإن ذلك لا يختص بنوعٍ دون نوعٍ. وقد أدخل الراغب هذه اللفظة في مادة (ل ي ن) والصواب أنها من مادة (ل ون) كما قدمته.

ل وهـ:

قد تقدم أن الجلالة المعظمة أصلها لوه أولوه من لاه يلوه: إذا ارتفع، وقد تقدم القول في ذلك مشبعًا فأغنى القول عن إعادته هنا.

ل و:

حرف امتناعٍ لامتناعٍ، هذه عبارة القدماء، وأورد عليها قوله تعالى:{ولو أنما في الأرض من شجرةٍ أقلامٌ} [لقمان: 27] الآية، وذلك لأن امتناع النفي إثباتٌ، وامتناع الإثبات نفيٌ، فيلزم محذورٌ عظيمٌ. وأورد عليها قوله عليه الصلاة والسلام:«نعم العبد صهيبٌ لو لم يخف الله لم يعصه» وذلك أبي الحذاق أن يجعلوا قول امرئ القيس: [من الطويل]

ص: 53

1478 -

ولو أن ما أسعى لأدنى معيشةٍ

كفاني، ولم أطلب، قليلٌ من المال

من التنازع، وهذا كله قد حققناه في غير هذا، وإنما نذكره منبهةً على الأصول. فالصواب عبارة سيبويه أنها حرفٌ لما كان سيقع لوقوع غيره. وبعضهم يعبر عنها بأنها حرف شرطٍ في الماضي، وتخلص المضارع للمضي كقوله تعالى:{لو يعطيكم} ، ويقع في المستقبل كقول توبة:[من الطويل]

1479 -

ولو أن ليلى الأخيلية سلمت

علي ودوني جندلٌ وصفائح

لسلمت تسليم البشاشة أو زقا

إليها صدى من جانب القبر صائح

وتقع بمعنى إن كقوله تعالى: {لو تركوا من خلفهم ذريةً ضعافًا خافوا عليهم} [النساء: 9] وهو أحد القولين في قوله صلى الله عليه وسلم: «لو لم يخف الله» وقول الآخر: [من البسيط]

1480 -

قومٌ إذا حاربوا شدوا مآزرهم

دون النساء ولو باتت بأطهار

أي، وإن باتت.

وتكون «لو» للتمني، ولذلك ينصب المضارع في جوابها كقوله:{فلو أن لنا كرة فنكون} [الشعراء: 102] في إحدى القراءتين. وتكون حرفًا مصدريًا كأن عند بعضهم، بشرط أن يتقدمها ود كقوله تعالى:{يود أحدهم لو يعمر} [البقرة: 96]{ودوا لو تدهن} [القلم: 9] أي يود التعمير والإدهان. وفيها كلامٌ ليس هذا وضعه. والفصيح في واوها عند التقاء الساكنين الكسر نحو: {لو استطعنا لخرجنا معكم} [التوبة: 42]. وقرئ بضمها حملًا على واو الضمير كما حملت واو الضمير عليها، فقرئ بكسرها نحو:{اشتروا الضلالة} [البقرة: 175].

ص: 54

وتزاد بعدها «لا» فتصير «لولا» ولها معنيان: احدهما امتناع لوجودٍ نحو قوله: {ولولا فضل الله} [النور: 20]. ويلزم حذف الخبر بعدها وإن كان كونًا مطلقًا، وإلا فإن دل عليه دليلٌ جاز حذفه وذكره كقوله:[من الوافر]

1481 -

يذيب الرعب منه كل عضبٍ

فلولا الغمد يمسك لسسالا

فالأوجب ذكره كقوله: [من الطويل]

1482 -

فلولا بنوها حولها لخبطتها

وتختص بالابتداء، فأما قوله:[من الوافر]

1483 -

فلولا تحسبون الحلم عجزًا

لما عدم المسيئون احتمالي

فعلى حذف أن، كقوله:{ومن آياته يريكم البرق خوفًا} [الروم: 24]. واختلف النحاة في المرفوع بعدها، والأصح أنه مبتدأ -كما قدمته -والثاني: أن تكون حرف تخصيص كـ «هلا» ، كقوله تعالى:{فلولا كان من القرون} [هود: 116]{ولولا إذ سمعتموه} [النور: 16] وقد يحذف الفعل بعدها كقوله: [من الطويل]

1384 -

تعدون عقر النيب أفضل مجدكم

بني صوطري لولا الكمي المقنعا

أي، لولا يعدون الكمي. وتختص بالأفعال كـ «هلا». فأما قوله:[من الطويل]

1385 -

ونبئت ليلى أرسلت بشفاعةٍ

إلي، فلولا نفس ليلى شفيعها

فعلى إضمار كان الشأنية أي، فلولا كان الأمر والشأن، هذه كلها أصولٌ مقررةٌ فيما وضعناه.

ص: 55

ل ا:

مما ينبغي التكلم عليه هنا «لا» وهي نافيةٌ، وناهيةٌ، وزائدةٌ للتوكيد، والنافية تكون تارةً لنفي الجنس وتسمى «لا التبرئة» وتعمل عمل إن نحو: لا رجل قائمٌ، واسمها معربٌ ومبنيٌ. ولعملها شروطٌ، تدخل عليه همزة الاستفهام فتصير مشتركةً بين النفي المستفهم عنه وبين التمني كقوله: ألا ماء باردًا؟ وبين التحضيض والعرض وبين الاستفتاح والتنبيه، كقوله تعالى:{ألا يوم يأتيهم} [هود: 8]

والناهية تجزم فعلًا واحدًا وترد للدعاء نحو: لا تعذبنا يا رب.

والزائدة كقوله تعالى: {ما منعك ألا تسجد} [الأعراف: 12]{لئلا يعلم أهل الكتاب} [الحديد: 29]. وفي ما ذكرناه كفايةٌ.

ل وي:

قوله تعالى: {لووا رؤوسهم} [المنافقون: 5] اي أمالوها وعطفوها تكبرًا عن الحق. يقال: لوى رأسه وعنقه ولواهما -مخففًا ومشددًا - وقد قرئ بهما. ويقال: لوى رأسه وعواه -أيضًا -ليًا وعيًا: إذا ثناه عنك خلافًا عليك.

قوله تعالى: {ليًا بألسنتهم} [النساء: 46] أي تحريفًا، والأصل لويًا فأدغم. وقوله:{يلوون ألسنتهم بالكتاب} [آل عمران: 78] أي يحرفونه ويغيرون أحكامه.

وأصل اللي الفتل، والمعنى يفتلون لسانهم من النطق بالحق إلى النطق بالكذب ويعبر به عن التحرص أيضًا.

ص: 56