الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[المزمل: 16] أي شديدًا ثقيلاً ليس له منه مناص. واستوبلت البلد: إذا ثقلت عليك الإقامة فكرهته. ومنه قول ابن دريدٍ: [من الرجز]
1780 -
في كل يومٍ منزل مستوبل
…
يشتف ماء مهجتي أو مجتوى
وأهدى رجل للحسين رضي الله عنه هديةً بحضرة أبيه علي رضي الله تعالى عنهما وأخيه محمد ابن الحنفية فانكسر قلبه، ففهم ذلك علي رضي الله عنه فأومأ إلى وابلة محمدٍ ثم قال متمثلاً بقول عمرو بن كلثومٍ:[من الوافر]
1781 -
وما شر الثلاثة أم عمروٍ
…
بصاحبك الذي لا تصبحينا
فأهدى الرجل لمحمدٍ مثل ذلك. قال ابن الأعرابي: الوابلة: طرف الكتف. وفي الحديث: "أي مال أديت زكاته فقد ذهبت أبلته" أي وبلته. يريد الوبال، فأبدل واوه همزةً. وقد وبلت السماء وأوبلت؛ لغتان، بمعنى شرقت وأشرقت.
فصل الواو والتاء
وت د:
قوله تعالى: {والجبال أوتادًا} [النبأ: 7] الأوتاد: جمع وتدٍ، بكسر التاء -وهو المشهور- وبفتحها، وتدغم التاء في الدال فيقال: ود. والوتد: معروف، ويعبر عن ثبات الشيء واستقراره. ومنه الآية الكريمة، لأن الله تعالى لما خلق الأرض على الماء جعلت تتكافأ كالسفينة، فأرساها وثبتها بالجبال لقوله في موضعٍ آخر:{أن تميد بكم} [النحل: 15] فهي بمنزلة أوتاد الخيمة المشدود عليه أطنابها. وقد يعبر بذلك عن ثبات الأمر ورسوخه. ومنه قولهم: ثبت الله أوتادك. وإليه نحا القائل: [من الكامل]
1782 -
في ظل ملكٍ ثابت الأوتاد
وقال جران العود: [من البسيط]
1783 -
والملك لا يبنى إلا على عمدٍ
…
ولا عماد إذا لم ترس أوتاد
وقيل ذلك في قوله تعالى: {وفرعون ذي الأوتاد} [الفجر: 10] قيل: بل كان له أوتاد حقيقية، اتخذها من حديدٍ وضربها في الأرض. وكان إذا أراد أن يعذب أحدًا ربطه. ثم يرسل عليه الحيات. وقيل للناتئ خلف الأذن: وتدها على التشبيه الصوري. ويضرب بالوتد المثل في الذل والصغار فيقال: "هو أذل من وتدٍ" قال الشاعر: [من الوافر]
1784 -
وكنت أذل من وتدٍ بقاعٍ
…
يشجج رأسه بالفهر واج
وقال آخر: [من البسيط]
1785 -
ولا يقيم على ضيمٍ يراد به
…
إلا الأذلان: عير الحي والوتد
هذا على الخيف مربوط برمته
…
وذا يشج فلا يرثي له أحد
والوتد في اصطلاح العروضيين ينقسم إلى وتدٍ مجموعٍ ووتدٍ مفروقٍ؛ فالمجموع متحركان بعدهما ساكن. والمفروق ساكنان بعدهما متحرك. وقد وتد الوتد أتده أتدًا، أي ثبته.
وت ر:
قوله تعالى: {والشفع والوتر} [الفجر: 3] الوتر في العدد يقابل بالشفع، كالفرد والزوج. قال ابن عباسٍ: الوتر آدم والشفع زوجه. وقيل: الوتر هو الباري تعالى لتوحده، والشفع جميع خلقه لأنه تعالى خلقهم أزواجًا. وقيل: الوتر يوم عرفة، والشفع يوم النحر. وقيل: المراد بهما الأعداد، وفيه لغتان -وقرئ بهما في المتواتر- فتح الوتر وكسرها والوِتْرُ والوَتَرُ أيضًا: الذحل، وكذا الترة نحو الوعد والعدة ومنه قول الشاعر:
[من الوافر]
1786 -
أنخنا حيهم طعنًا وضربًا
…
وخير الطالبي الترة الغشوم
بنصب الترة على حذف نون الطالبين تخفيفًا للطول، والجمع أوتار. وفي الحديث:"قلدوا الخيل ولا تقلدوها الأوتار" أي لا تطلبوا عليها الدخول التي وترتم بها في الجاهلية. وقال أنس بن مالكٍ: كانوا يقلدونها أوتار القسي دفعًا للعين، فأمرهم بقطعها، ليعلمهم أن ذلك لا يرد من الله شيئًا. وقال محمد بن الحسن: نهاهم عن تقليدها بأوتار القسي لئلا تختنق.
قوله تعالى: {ولن يتركم أعمالكم} [محمد: 35] قيل: معناه لن يصيبكم مكروهٍ. يقال: وترته، أي أصبته بمكروهٍ. وأصله مما تقدم. وقيل: لن ينقصكم شيئًا من ثواب أعمالكم. وفي الحديث: "من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله" قيل: هو من النقص، أي نقص أهله، بمعنى خسرهم. وقال أبو بكرٍ: أصله من الوتر الذي هو الجناية التي يجنيها الرجل على الرجل من قبل حميمه أو أخذ ماله. فشبه ما يلحق هذا الذي فاتته صلاة العصر بما يلحق الموتور من قبل حميمه وأخذ ماله.
والوتر: النافلة المعروفة؛ سميت بذلك لختمها بالوتر، وهو ركعة واحدة. يقال: أوتر صلاته، أي جعلها وترًا. ومنه الحديث:"ومن استجمر فليوتر" أي فليجعل ما يتجمر به وترًا. قوله تعالى: {ثم أرسلنا رسلنا تترى} [المؤمنون: 44] أي متتابعين بعضًا في إثر بعض، من المواترة. والأصل وترى فأبدلت الواو تاءً على حد إبدالها في تخمة وتراتٍ. وقال الهروي: أي متواترةً يجيء بعضها في إثر بعضٍ وبينهم فترة. قال: ومنه حديث أبي هريرة: "لا بأس بقضاء رمضان تترى" أي متقطعًا. وقال يونس: تترى، أي متفاوتة الأوقات. وجاءت الخيل تترى أي متقطعة وفي روايةٍ أخرى عن أبي