الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأخضر ناضر كأصفر فاقعٍ. وقدح نضار: خالص. ويروى بالإضافة، أي متخذ من شجرٍ هذا اسمه تشبيهًا بالذهب. وفي الحديث:«نضر الله امرأً» يروى بالتخفيف والتشديد، أي حسن. وأنشد الأصمعي شاهدًا للتشديد قول ابن قيسٍ الرقيات:[من الخفيف]
1661 -
نضر الله أعظمًا دفنوها
…
بسجستان طلحة الطلحات
ورواه أبو عبيدٍ بالتخفيف، أي نعم. ويقال: نضره، ونضر ينضر لغتان. وقال الحسن بن موسى: ليس هذا من الحسن في الوجه، إنما معناه حسن الله وجهه في خلقه، أي في جاهه وقدره. وهو مثل قوله:«اطلبوا الحوائج إلى حسان الوجوه» يعني به ذوي الوجوه في الناس وذوي الأقدار فيهم. وقال ابن شميلٍ: نضر الله، ونضر الله، وأنضر الله.
وفي حديث إبراهيم: «لا بأس أن يشرب في قدح النضار» ، قال شمر: قال بعضهم: هي الأقداح الحمر الجيشانية. وقال ابن الأعرابي: النضار: البيع، والنضار: شجر الإبل، والنضار: الخالص من كل شيءٍ، والنضار والنضير والنضر: الذهب. وقد سمي بكل من هذه الألفاظ الثلاثة شخص من الأناسي. ومنه بنو النضير، والنضر بن الحارث. وأنشد بعضهم عن الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد لنفسه:[من الكامل]
1662 -
والدهر كالميزان يرفع ناقصًا
…
أبدًا، ويخفض عالي المقدار
وإذا انتحى الإنصاف ساوى عدله
…
في الوزن بين نحاسةٍ ونضار
فصل النون والطاء
ن ط ح:
قوله تعالى: {والنطيحة} [المائدة: 3] هي ما نطحها غيرها من النعم فماتت. وكانوا يأكلونها كسائر الميتات. وفعيل إذا كان بمعنى فعولٍ حقه ألا يؤنث إلا إذا ألبس،
نحو: مررت بقبيلة بني فلانٍ. وقد خرجت هذه اللفظة عن نظائرها فأنثت، ومثلها الذبيحة. والناطح: ما استقبلك بوجهه من ظبيٍ أو طائرٍ، كأنه ينطحك. والعرب تتشاءم به. والناطح أيضًا: الوعل، وأنشد للأعشى:[من البسيط]
1663 -
كناطحٍ صخرةً يومًا ليقلعها
…
فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
ورجل نطيح: مشؤوم. ونواضح الدهر: شدائده. وفرس نطيح: يأخذ ودي رأسه بياض. وفي الحديث: «فارس نطحةً أو نطحتين ثم لا فارس» . وقال أبو بكرٍ: معناه تنطح نطحةً ثم يزول ملكها ويذهب، فحذف الفعل كقول حميد بن ثورٍ:[من الطويل]
1664 -
رأتني بحبليها فصدت مخافةً
…
وفي الحبل روعاء الفؤاد فروقً
أي رأتني أقبلت بحبليها.
ن ط ف:
قوله تعالى: {نطفةٍ} [النحل: 4] النطفة هنا المني المخلوق منه البشر. وأصلها الماء الصافي، فعبر بها عن ماء الفحل. وقيل: النطفة أصلها للماء قليلًا كان أو كثيرًا، ومنه الحديث:«حتى يسير الراكب بين النطفتين لا يخشى جورًا» أي بين بحر المشرق وبحر المغرب، وفي بعض الأخبار:«إنا نقطع إليكم هذه النطفة» أي ماء البحر. وشرب بعض الأعراب من ركيةٍ فقال: هذه نطفة عذبة.
وليلة نطوف، أي ممطرة. والناطف: السائل من المائعات. وفلان نطف بسوءٍ، استعارة لصدور الشر منه. ويكنى عن اللؤلؤة بالنطفة. ومنه صبي منطف، أي في أذنه نطفة في اللؤلؤة.
ن ط ق:
قوله تعالى: {علمنا منطق الطير} [النمل: 16] أي أن الله تعالى علمنا من
أصوات الطير ما تقول، وإن لم تنطق بنطق البشر. فسمى أصوات الطير نطقًا، اعتبارًا بفهمه عنها؛ فمن فهم من شيءٍ فهو ناطق بالنسبة إليه، وإن كان صامتًا بالنسبة إلى غيره. والنطق في العرف العام: الأصوات المقطعة التي يظهرها اللسان وتعيها الآذان. ولا يكاد يقال إلا للإنسان، ولا يقال لغيره إلا على سبيل التبع، نحو الناطق والصامت. فيراد بالناطق ما له صوت، وبالصامت ما لا صوت له. ولا يقال للحيوان ناطق إلا مقيدًا، أو على سبيل التشبيه، كقول الشاعر:[من الطويل]
1665 -
عجبت لها أنى يكون غناؤها
…
فصيحًا ولم تفغر بمنطقها فما
قال الهروي: فأما معنى قول جرير: [من الطويل]
1666 -
لقد نطق اليوم الحمام ليطربا
…
وعنى طلاب الغانيات وشيبا
فإن الحمام لا نطق له، وإن هو صوت رجلٍ ناطقٍ بمصوتٍ، وليس كل مصوتٍ ناطقًا. ولا يقال للصوت نطق حتى يكون هناك صوت وحروف تعرف بها المعاني. وإنما استخار الشاعر أن يقول: لقد نطق الحمام، لأنه لمّا شوقه إلى إلفه عرف ما أراد على سبيل التجوز.
وقال الراغب الأصبهاني: والمنطقيون يسمون القوة التي منها النطق نطقًا، وإياها عنوا حيث حدوا الإنسان بالحيوان الناطق المائت. فانطق لفظ مشترك عندهم بين القوة الإنسانية التي يكون بها الكلام وبين الكلام المبرز بالصوت.
وقد يقال الناطق لما يدل على شيءٍ، وعلى هذا قيل لحكيمٍ: ما الصامت الناطق؟ فقال: الدلائل المخبرة والعبر الواعظة. قوله: {لقد علمت ما هؤلاء ينطقون} [الأنبياء: 65] إشارة إلى أنهم ليسوا من الناطقين ذوي العقول. قوله: {قالوا: أنطقنا الله الذي أنطق كل شيءٍ} [فصلت: 21] قيل: أراد به الاعتبار. قال الهروي: معلوم أن الأشياء كلها ليست تنطق إلا من حيث العبرة. ثم قال: وقد قيل: إن ذلك يكون بالصوت المسموع. وقيل: يكون الاعتبار، والله أعلم، بما يكون في النشأة الآخرة. قوله: {هذا
كتابنا ينطق عليكم بالحق} [الجاثية: 29] أي هو بمنزلة من يشهد نطقًا حقًا. ويجوز أن يكون ذلك حقيقةً يخلق فيه قوةً. وقال بعضهم: حقيقة النطق اللفظ الذي هو كالنطاق للمعنى في ضمه وحصره. والمنطق والمنطقة: ما يشد به الوسط. وقيل في قول الشاعر: [من الوافر]
1667 -
وأبرح ما أدام الله قومي
…
بحمد الله منتطقًا مجيدا
منتطقًا جانبًا فرسًا لم يركبه. قال الراغب: فإن لم يكن في المعنى غير هذا البيت، فإنه يحتمل أن يكون أراد بالمنتطق الذي شد نطاقه كقولهم:«من يطل ذيل أبيه ينتطق به» . وقد قيل: معنى المنتطق المجيد هو الذي يقول قولًا فيجيد فيه.
والمنطق والنطاق واحد، وهو أن تلبس المرأة ثوبًا، وتشد وسطها بحبلٍ. ثم ترسل الأعلى على الأسفل. ومنه الحديث:«فعمدن إلى حجز مناطقهن» هو جمع منطق. وكانت أسماء تسمى «ذات النطاقين» لأنها كانت تلبس واحدًا، وتحمل في الآخر الزاد للنبي صلى الله عليه وسلم وهو في الغار. وقيل: لأنها شقت مقنعةً لها، فانتطقت بواحدٍ، وجمعت سفرةً للنبيً صلى الله عليه وسلم بأخرويًا لها. وكان الخبيث الحجاج يعير عبد الله بـ: يا بن ذات النطاقين، لذعارته وحسه. وفي مدح العباس للنبي صلى الله عليه وسلم:[من المنسرح]
1668 -
حتى احتوى بيتك المهيمن من
…
خندف عليا تحتها النطق
ضرب النطاق مثلًا له في ارتفاعه وتوسطه في عشيرته، فجعله في عليا وجعلهم تحته نطاقًا.