المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل النون والواو - عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ - جـ ٤

[السمين الحلبي]

فهرس الكتاب

- ‌باب اللام

- ‌فصل اللام والهمزة

- ‌فصل اللام والباء

- ‌فصل اللام والجيم

- ‌فصل اللام والحاء

- ‌فصل اللام والدال

- ‌فصل اللام والذال

- ‌فصل اللام والزاي

- ‌فصل اللام والطاء

- ‌فصل اللام والظاء

- ‌فصل اللام والعين

- ‌فصل اللام والغين

- ‌فصل اللام والفاء

- ‌فصل اللام والقاف

- ‌فصل اللام والميم

- ‌فصل اللام والهاء

- ‌فصل اللام والواو

- ‌فصل اللام والياء

- ‌باب الميم

- ‌فصل الميم والهمزة

- ‌فصل الميم والتاء

- ‌فصل الميم والثاء

- ‌فصل الميم والجيم

- ‌فصل الميم والحاء

- ‌فصل الميم والخاء

- ‌فصل الميم والدال

- ‌فصل الميم والراء

- ‌فصل الميم والزاي

- ‌فصل الميم والسين

- ‌فصل الميم والشين

- ‌فصل الميم والصاد

- ‌فصل الميم والضاد

- ‌فصل الميم والطاء

- ‌فصل الميم والعين

- ‌فصل الميم والقاف

- ‌فصل الميم والكاف

- ‌فصل الميم واللام

- ‌فصل الميم والنون

- ‌فصل الميم والهاء

- ‌فصل الميم والواو

- ‌فصل الميم والياء

- ‌باب النون

- ‌فصل النون والهمزة

- ‌فصل النون والباء

- ‌فصل النون والتاء

- ‌فصل النون والثاء

- ‌فصل النون والجيم

- ‌فصل النون والحاء

- ‌فصل النون والخاء

- ‌فصل النون والدال

- ‌فصل النون والذال

- ‌فصل النون والزاي

- ‌فصل النون والسين

- ‌فصل النون والشين

- ‌فصل النون والصاد

- ‌فصل النون والضاد

- ‌فصل النون والطاء

- ‌فصل النون والظاء

- ‌فصل النون والعين

- ‌فصل النون والغين

- ‌فصل النون والفاء

- ‌فصل النون والقاف

- ‌فصل النون والكاف

- ‌فصل النون والميم

- ‌فصل النون والهاء

- ‌فصل النون والواو

- ‌فصل النون والياء

- ‌باب الهاء

- ‌فصل الهاء والباء

- ‌فصل الهاء والجيم

- ‌فصل الهاء والدال

- ‌فصل الهاء والراء

- ‌فصل الهاء والزاي

- ‌فصل الهاء والشين

- ‌فصل الهاء والضاد

- ‌فصل الهاء والطاء

- ‌فصل الهاء واللام

- ‌فصل الهاء والميم

- ‌فصل الهاء والنون

- ‌فصل الهاء والواو

- ‌فصل الهاء والياء

- ‌باب الواو

- ‌فصل الواو والألف

- ‌فصل الواو والباء

- ‌فصل الواو والتاء

- ‌فصل الواو والثاء

- ‌فصل الواو والجيم

- ‌فصل الواو والحاء

- ‌فصل الواو والدال

- ‌فصل الواو والذال

- ‌فصل الواو والراء

- ‌فصل الواو والزاي

- ‌فصل الواو والسين

- ‌فصل الواو والشين

- ‌فصل الواو والصاد

- ‌فصل الواو والضاد

- ‌فصل الواو والطاء

- ‌فصل الواو والعين

- ‌فصل الواو والفاء

- ‌فصل الواو والقاف

- ‌فصل الواو والكاف

- ‌فصل الواو واللام

- ‌فصل الواو والنون

- ‌فصل الواو والهاء

- ‌فصل الواو والياء

- ‌باب الياء

- ‌فصل الياء والهمزة

- ‌فصل الياء والباء

- ‌فصل الياء والتاء

- ‌فصل الياء والدال

- ‌فصل الياء والسين

- ‌فصل الياء والقاف

- ‌فصل الياء والميم

- ‌فصل الياء والنون

- ‌فصل الياء والواو

الفصل: ‌فصل النون والواو

قوله تعالى: {ونهى النفس عن الهوى} [النازعات: 40] ليس معناه أن تقول لها: لا تفعلي، بل معناه: تركه لارتكاب المنهيات وقمعها عن شهواتها ودفعها عن رغباتها. قوله: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان} إلى قوله: {وينهى عن الفحشاء} [النحل: 90] أي يحث على فعل الخير ويزجر عن فعل الشر. قوله: {وأن إلى ربك المنتهى} [النجم: 42] أي نهاية الأمور، كقوله:{وإليه المصير} [التغابن: 3]. قال بعض الأئمة: إذا انتهى الكلام إلى الله عز وجل فانتهوا.

قوله: {سدرة المنتهى} [النجم: 14] أي التي تنتهي إليها أعمال العباد. وقيل: هي التي ينتهى إليها، فلا تجاوز. وفي الحديث:«أنه أتى على نهيٍ من ماءٍ» النهي بفتح النون وكسرها وسكون الهاء، موضعٌ يجتمع فيه الماء كالغدير؛ سمي بذلك لأنه يحجز الماء أن يفيض منه. قوله:{فانتهى فله ما سلف} [البقرة: 275]. الانتهاء: الانزجار عما نهي عنه لأنه مطاوع نهيته. ومنه قوله تعالى: {إن ينتهوا} [الأنفال: 38]{فهل أنتم منتهون} [المائدة: 91] ولما سمعها عمر قال: «يا رب انتهينا» . ومن ثم قالوا: إن الاستفهام هنا بمعنى الأمر، كأنه قال: انتهوا.

والإنهاء في الأصل إبلاغ النهي، ثم تعورف في كل إبلاغ حديثٍ، نهيًا كان أو أمرًا أو خبرًا. ومنه: أنهيت إليه خبر كذا. ونهاية الشيء: آخره. وقولهم لرجل: ناهيك من رجلٍ، أي لكفايته. كأنه ينهاك عن طلب غيره. وناقةٌ نهيةٌ: تناهت سمنًا، تنهى الإنسان، أي يطلب غيرها لسمنها.

ونهاء النهار: ارتفاعه. وتنهية الوادي: حيث ينتهي إليه (السيل).

‌فصل النون والواو

ن وأ:

قوله تعالى: {ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة} [القصص: 76] أي لتنهض.

ص: 227

يُقال: ناء ينوء: إذا نهض. وناء البعير نوءًا كذلك، فهو ناءٍ. وقد استعار امرؤ القيس ذلك لليل في قوله:[من الطويل]

1705 -

فقلت له، لما تمطى بجوره

وأردف أعجازًا وناء بكلكل

وقوله تعالى: {أعرض ونأى بجانبه} [الإسراء: 83] قيل: هو من ذلك، أي نهض به، عبارة هن التكبر كقولهم: شمخ بأنفه. وقيل: مقلوب من نأى ينأى. وقد تقدم في قوله تعالى: {لتنوء بالعصبة} أحدهما أنه مقلوب، والأصل: لتنوء العصبة بالمفاتيح، فهو كقوله:{ويوم يعرض الذين كفروا على النار} [الأحقاف: 20] أي تُعرض النار على الذين كفروا. والثاني أنه ليس بمقلوب لأن الباء للحالية، وتحقيقه في غير هذا.

وفي الحديث: "ثلاث من أمر الجاهلية كذا وكذا والأنواء" قال أبو عبيدة: هي ثمانية وعشرون نجمًا. وتقول العرب: "مُطرنا بنوءٍ كذا". وإنما سُمي النجم نوءًا لأنه إذا سقط الساقط منها بالمغرب ناء الطالع بالمشرق. وذلك النهوض هو النوء، فسمي النجم به. قال: وقد يكون النجم السقوط. وقال ابن الأعرابي: لا يكون نوءًا حتى يكون معه مطر. قال: وجمع النوء يُصبح من عبادي مؤمن بي، إلى أن قال، فمن قال: مُطرنا بنوء كذا فهو كافر" قال أبو العبيد: إنما غلظ القول فيه لأن العرب كانت تقول: إنما هو فعل النجم، ولا يجعلونه سقيًا من الله تعالى. وأما من قال ذلك ولم يرد هذا المعنى، بل مُطرنا في هذا الوقت، فذلك جائز، كما جاء عن عمر رضي الله عنه: "إنه استسقى بالمصلي ثم نادى العباس: كم بقي من نوء الثريا؟ فقال: إن العلماء يزعمون أنها تعترض في الأفق سبعًا بعد فوقها، فو الله ما مضت تلك السبع غيث الناس" أراد عمر:

ص: 228

كم بقي من الوقت الذي جرت العادة إذا تم أمر الله بالمطر. نقل ذلك الهروي عن أبي منصور.

وفي الحديث أيضًا: "أن رجلًا ربط خيلًا فخرًا ورياءً ونواءً للإسلام". النواء مصدر ناوأت مناوأة ونواء، أي عاديت. وأصله ناء إليك، ونؤت إليه. والنواء أيضًا جمع نائية بمعنى ناهضة. وعليه قولها:[من الوافر]

1706 -

ألا يا خمر للشرف النواء

وهن معقلات بالفناء

فيكون ذلك نحو صائمة وصيامٍ كقول الآخر: [من البسيط]

1707 -

خيل صيام وخيل غير صائمة

وقال الهروي: النواء: السمان. وقد نوت الناقة تنوي. إذا سمنت. وعلى هذا فليس البيت من مادتنا. ونواء جمع ناوئة.

ن وب:

قوله تعالى: {وخر راكعًا واناب} [ص: 24] أناب، أي رجع مرة بعد أخرى، وكذلك النوب أيضًا. يقال: ناب ينوب نوبًا، وأنا بيُنيب إنابة. والإنابة إلى الله: الرجوع إليه بالتوبة. قال تعالى: {وأنيبوا إلى ربكم} [الزمر: 54]. ومنه: النائبة، لأنها تقصد تنوبه، وجمعها نوائب، وهي حوادث الدهر. يقال: نائبة النوائب، والانتياب الافتعال منه؛ يقال: فلان ينتاب فلانًا، أي يقصده.

ن وح:

قوله تعالى: {سلام على نوح} [الصافات: 79]. نوح: اسم للنبي المعروف صلى الله عليه وسلم يقال: هو أبو البشر، وهو آدم الثاني، لأنه غرق أهل الأرض بالطوفان حدث من نسله الناس، لأنه ولد ثلاثة أولادٍ: سام وحام ويافث؛ فسام أبو العرب، وحام أبو السودان، ويافث أبو الترك كما نقله التاريخيون.

ص: 229

قيل: واشتقاقه من النوح، لأنه ناح عل نفسه تقربًا إلى الله تعالى. والمصطلح أنه غير مشتق لعجمته، وغنما صُرف لخفته، وليس يجوز منعه خلافًا لبعضهم، بل يتحتم صرفه. ومثله في ذلك لوط.

والنوح مصدر ناح ينوح: إذا صاح بعويلٍ. والنياحة: البكاء بتعديد الشمائل، وهي النهي عنها. وأصل ذلك اجتماع الناس في المناحة، وهي المكان وذلك من التناوح وهو التقابل؛ يقال: جبلان يتناوحان، أي متقابلان.

ن ور:

قوله تعالى: {الله نور السموات والأرض} [النور: 35] قال ابن عرفة: أي منور، يعني أنه مصدر مراد به الفاعل. قال: كما يقولون: فلان غياثنا، أي مُغيثنا. وأنشد لجرير:[من الطويل]

1708 -

وأنت لنا نور وغيث وعصمة

ونبت لمن يرجو نداك وريق

وقيل: هو على حذف مضاف، أي ذو نورٍ وقال الأزهري: أي مدبر أمرهما بحكم بالغةٍ. وقيل في {مثل نوره} [النور: 35] أي مثل هداه في قلب المؤمن. و {نور على نور} [النور: 35] أي نور الزجاجة ونور المصباح. وقال ثعلب: مثل نوره الذي هدى به سبل الحق. قوله تعالى: {قد جاءكم من الله نور} [المائدة: 15] يعني محمدًا صلى الله عليه وسلم، وذلك لأن النور يبين الأشياء في الظلمة، والنبي صلى الله عليه وسلم قد بين بشرعة جميع ما تحتاج إليه الأمة. وقيل: هو القرآن. والظاهر أنه أعم من ذلك، فالكل صالح إذ النور في الأصل هو الضوء المنتشر الذي يعين على الإبصار. وهو ضبان: دنيوي وأخروي. ثم الدنيوي ضربان: معقول بيمين البصيرة، وهو ما انتشر من الأنوار الإلهية كنور العقل ونو القرآن. ومحسوس بعين البصر، وهو ما انتشر من الأجسام النيرة كالقمرين والنجوم النيرات. فمن النور الإلهي قوله تعالى:{نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء} .

ومن المدرك للبصر قوله تعالى: {وهو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورًا}

ص: 230

[يونس: 5]{وجعل فيها سراجًا وقمرًا منيرًا} [الفرقان:61]. وإنما جُعلت الشمس ضياء لأن الضياء أخص من النور؛ إذ الضوء نور قوي. وقال الراغب: وتخصيص الشمس بالضوء والقمر بالنور من حيث أن الضوء أخص من النور. قلت: ولهذا قيل: لم قال تعالى: {ذهب الله بنورهم} [البقرة: 17] ولم يقل بضيائهم؟ فلم ينف عنهم ما هو أقوى. وجوابه أنه لا يلزم من نفي الأخص نفي الأعم؛ إذ لو نفي عنهم الضوء لجاز أن يتوهم بقاء نور. فإذا نفي عنهم النور الذي هو أعم لزم منه نفي الضوء الذي هو أخص.

قوله: {وجعل الظلمات والنور} [الأنعام: 1] يشمل ما يدرك بالبصر والبصيرة. قوله: {وأشرقت الأرض بنور ربها} [الزمر: 69] أي بعدله عليه الصلاة والسلام في مقابلة: "الظلم ظلمات يوم القيامة"، والنار من ذلك، فألفها عن واوٍ. ويدل على ذلك تصفيرها على نويرة. قوله:{أفرأيتم النار الذي تورون} [الواقعة: 71] أي المسافرين الذين فنى زادهم. وتُستعار للحرب. قال تعالى: {كلما أوقدوا نارًا للحرب أطفأها الله} [المائدة: 64] ورشحها بالإطفاء.

"قال بعضهم: النار والنور من أصل واحد، وكثيرًا ما يتلازمان، لكن النار متاع للمقوين في الدنيا، والنور متاع لهم في الدنيا والآخرة، ولذلك اُستعمل في النور الاقتباس، قال تعالى: {نقتبس من نوركم} [الحديد: 13] وتنورت نارًا: أبصرتها". قال امرؤ القيس: [من الطويل]

1709 -

تنورتها من أذرعات فدارها

بيثرب أدنى دارها نظر عال

والمنار: علم الطريق الذي يُهتدى له. قال امرؤ القيس أيضًا: [من الطويل]

1710 -

على لا حب لا يهتدي بمناره

إذ سافه العود النباطي جرجرا

ص: 231

والمنارة: مفعلة من النور ومن النار. قال الراغب: كمنارة ما يؤذن عليها. والنوار من النساء: النفور، تشبيهها في النار في السرعة. وهو اسم امرأة بعينها. قال الشاعر:[من الكامل]

1711 -

حنت نوار ولات هنا حنت

وبدا الذي كانت نوار أجنت

وكان اسم امرأة الفرزدق، ولما طلقها ضرب به المثل في الندم، فقيل ندم الفرزدق حين طلق نوارا. ويقال منه: نارت المرأة تنور نورًا ونوارًا، أي نفرت. ونزر الشجر تشبيهًا بالنور، وكذلك نواره. والنؤور: ما يتخذ للوشم. يقال منه: نورت المرأة يدها. وتسميته بذلك لكونه مظهرًا لنور اليد والعضو. وفي حديث صعصعة: "وما نارهما أي سمتهما" وفي المثل: "نجارها نارها" أي سمتها تدل على جوهرها، وأنشد [من الرجز]

1712 -

حتى سقوا آبالهم بالنار

والنار قد تشفي من الأوار

وفي صفته عليه الصلاة والسلام: "كان أنور المتجرد" أي حسن الجسد، مشرقة إذا تجرد عن ثيابه، ومعناه نير المتجرد.

ن وس:

قوله تعالى: {يا أيها الناس} [البقرة: 21]. اختلف في الناس، وكنت قد وعدت بذكر لك هنا فأقول: فيه أقوال: أحدهما: أن أصله نوس مأخوذ من ناس ينوس: إذا تحرك. ومنه حديث أم زرع: "أناس من حلي أني" أي حركهما بالحلي كالقرطة

ص: 232

والشنوف. وفي حديث آخر: "رأيت العباس وضفيرتاه تنوسان على ترائبه". وكان ملك من حمير يُقال له ذو نواس، لضفيرتين على عاتقه.

يقال: ناس ينوس نوسًا ونوسانًا. ونست للإبل: سقتها. فلما تحركت الواو وانفتح ما قبلها قُلبت الفاء وتصغيره على نويس.: الثاني أن أصله أناس، واشتقاقه من الإنس للإيناس بهم، فحذفت لما دخلت عليه"ال" كما حذفت الهمزة من إله لما دخلته"الـ" على أحد الأقوال، ويدل على ذلك التصريح بهذا الأصل. قال الشاعر:[من مجزوء الكامل]

1713 -

إن المنايا يطلعن

على الأناس الآمنينا

الثالث أن أصله نسي من النسيان، فقلبت الكلمة بأن قدمت لامها وأخرت عينها فصار نيسًا، قلبت الياء ألفًا كما تقدم. وقد يراد بالناس الفضلاء المعتبرون دون من عداهم، وذلك إذا اعتبر معنى الإنسانية، وهو وجود العقل والذكر وسائر القوى المختصة به، فإن كل شيء عُدم فعله المختص به لا يكاد يُستحق اسمه كاليد؛ فإنها إذا عدمت فعلها الخاص بها فإطلاق اليد كاطلاقة على يد السرير ورجله. ومن ذلك قوله تعالى:{أم يحسدون الناس} [النساء: 54]، وكذا قوله:{قيل لهم آمنوا كما آمن الناس} [البقرة: 13] أي الكاملون في الإنسانية.

قوله: {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض} [البقرة: 251] عام في الجميع.

ن وش:

قوله تعالى: {وأنى لهم التناوش} [سبأ: 52] أي التناول. يقال: تناوش القوم كذا: إذ تناولوه. والنوش: التناول أيضًا. وناشه ينوشه: تناوله. قال عنترة: [من الكامل]

1714 -

فتركته جزر السباع ينشنه

ص: 233

والمعنى: كيف يتناولون الإيمان من مكان بعيد ولم يكونوا يتناولونه من مكان قريب في حين الاختيار. وقرئ بالهمز. وقد تقدم الكلام على ذلك.

ن وص:

قوله تعالى: {ولات حين مناص} [ص: 3] المناص: المهرب والملجأ. يقال: ناص ينوص نوصًا ومناصًا، أي فاستغاثوا وليس الحين حين ملجأ ولا مهرب. قال امرؤ القيس:[من الطويل]

1715 -

أمن ذكر سلمى أن نأتك تنوص

فتقصر عنها أو تبوص؟

وقيل: تنوص، معناه تتحول. وقيل: تتأخر. وتنوص معناه: تتقدم. وقيل: ناصة ينوصة بمعنى فاته، وهو قريب مما تقدم. واستناص: طلب المناص. وأنشد لحارثه بن بدر يصف فرسًا: [من الكامل]

1716 -

غمر الجراء إذا قصرت عنانه

بيدي استناص ورام جري المسحل

وقد قرئ هذا الحرف بقراءات كثيرة حررناها في غير هذا ولله الحمد.

ن وق:

قوله تعالى: {ناقة الله} [الأعراف: 73] الناقة: الأنثى من الإبل، وتُجمع على نوق. وفي المثل:"كيف العيوق بعد النوق" على أينق، وأصله أنوق، ثم قلبت الكلمة بأن قُدمت الواو على النون وقلبت تاء، والتاء في ناقة لتأكيد التأنيث كما قدمناه في نعجة. وهذه الناقة كان خلقها الله على خلاف غيرها من بنات جنسها، ولها قصة مشهورة. وفي الحديث:"أن رجلًا قد سار على جملٍ قد نوقه" أي راضه وذلله. و"استنوق الجمل" أي ذل ذُل الناقة. قال الشاعر: [من الرجز]

ص: 234

1717 -

يا ناق سيري عنقًا فسيحا

إلى سليمان فتستريحا

أراد ناقة فرحمها.

ن ول:

قوله تعالى: {لن ينال الله لحمها} [الحج: 37] أي لن يصل إليه ما يعد لكم ثوابه من التقوى، أي نال يناله، وينوله نولًا ونيلًا. ففي العين والواو والياء، إلا أن لغة القرآن الياء. قال تعالى:{ولا ينالون من عدو نيلًا} [التوبة: 120] أي يُصيبون منهم مالًا أو عرضًا. يقال: هو ينال من عدوه، أو وتره ي مالٍ أو عرضٍ أو غير ذلك. ومنه الحديث:"أن رجلًا كان ينال من الصحابة" أي الوقيعة فيهم.

والنول والنوال: العطاء. ومنه حديث موسى والخضر: "فحملوهما بغير نولٍ" أي بغير جعلٍ. ويقال: نلت معروفًا، ونولته إياه، أنلته إياه رسولًا ونيلًا وتنويلًا وإنالة.

قال كعب بن زهير رضي الله تعالى عنه: [من البسيط]

1718 -

أرجو وآمل أن تدنو مودتها

وما إخال لدينا منك تنويل

وقال الراغب: النيل: ما يناله الإنسان بيده. نلته أناله نيلًا. قال تعالى: {ولا ينالون من عدو نيلًا} . والنول: التناول. يقال: نلت كذا أنوله، وأنلته: أوليته. قال: ومثل ذلك: عطوت جذا: تناولت كذا. وأنلته: أعطيته. يقال: ما كان نولك أن تفعل كذا، أي ما فيه نوا لصلاحك. قال الشاعر:[من الوافر]

1719 -

جزعت وليس ذلك بالنوال

قيل معناه: بالصواب. وحقيقة النوال ما تناله من الصلة، وتحقيقه: ليس ذلك مما تنال منه مرادًا. ويقال: نال الشيء، أي جاوز وقرب. ومنه قول أبي بكر رضي الله تعالى

ص: 235

عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد نال الرحيل" أي حان. ويقال: نولك أن تفعل كذا، أي حقك. وقد نال لك ذلك ينول نولًا.

ن وم:

قوله تعالى: {والنوم سباتا} [الفرقان: 47] قال الراغب: قد فُسر النوم على أوجه كلها صحيحة، بنظرات مختلفة؛ قيل: هو أن يتوفى الله النفس من غير موت، وإليه الإشارة بقوله تعالى:{الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها} [الزمر: 42] الآية. وقيل: النوم موت خفيف والموت نوم ثقيل. والمنام والنوم واحد. والإنامة: القتل. ومنه قول علي رضي الله تعالى عنه وقد حث على قتال الخوارج: "إذا رأيتموهم فأنيموهم" أي اقتلوهم. قال الهروي: نامت الشاة: إذا ماتت. قال الفراء: النائمة: الميتة.

وفي الحديث: "خير أهل ذلك الزمان كل مؤمن نومة" أي خامل الذكر، غامض بين الناس، لا يعرف الشر وأهله. وقال أبو بكر في "جمهرته": النوم، يعني بضم النون: الخامل الذكر. والنومة، يعني بفتحها: الكثير النوم، وفيه نظر لأن بناء فعله يدله على كثرة الفعل نحو هُمزة ولُمزة وضُحكة. وقد نص الراغب على أن النومة أعني بضم النون يطلق على الكثير النوم وعلى الخامل. والنؤوم أيضًا: الكثير النوم، نحو ضروبٍ وكسوبٍ. واستنام إلى كذا: اطمأن إليه.

والمنامة: ثوب ينام فيه. وانمته: تسببت في نومه. ونام السوق: كسد. ونام التوب: أحلق؛ كل شيء على التشبيه. وفي حديث علي رضي الله تعالى عنه: "دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا على المنامة" قيل: هي هنا الدكان، وفي غير القطيفة.

ن ون:

قوله تعالى: {وذا النون} [الأنبياء: 87] أي اذكر صاحب النون. النون: الحوت

ص: 236