الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وبئر أشناط، أي قريبة القعر يخرج دلوها بجذبةٍ واحدةٍ. والنشيطة: ما ينشط الرئيس لأخذه، كل ذلك من السهولة. وقيل: الناشطات: حيات تنشط الكفرة. يقال: نشطته الحية، أي نهشته.
فصل النون والصاد
ن ص ب:
قوله تعالى: {والأنصاب} [المائدة: 90] هي حجارة كانت تنصب فتعبد. وقيل: يذبح عليها ويغلى عليها اللحم يأكل منه المحاويج، وهو جمع نصب. ونصب جمع نصابٍ، نحو حمارٍ وحمر. ثم حمر يشبه عنقًا فجمع على أفعالٍ. وقيل: نصب جمع نصيبٍ. قال الراغب: نصب الشيء: وضعه وضعًا ناتئاً كنصب الزرع والبناء والحجر. والنصيب: الحجارة تنصب على الشيء، وجمعه نصائب ونصب، وكان للعرب حجارة تعبدها وتذبح عليها. ثم قال: وقد يقال في جمعه أنصاب. انتهى.
قلت: الهاء في قوله:- جمعه- تعود على نصب لا على نصيب لأنه عهد جمع فعلٍ على أفعالٍ كما تقدم في نحو عنق وأعناق، ولم يعهد جمع فعيلٍ على أفعالٍ إلا صفةً نحو شريفٍ وأشراف. فإن ادعي أن النصيب صفة: فعيل بمعنى مفعولٍ صح أن يكون أنصاب جمع نصيب. وقال الهروي: الأنصاب واحدها نصب ونصب ونصب. ولم يبين هل النصب جمع أم لا؟ وقد قرئ قوله تعالى: {إلى نصب يوفضون} [المعارج: 43] بالأوجه الثلاثة. والظاهر أن النصب- بفتح النون- مصدر واقع موقع المفعول، وأن النصب- بالضم والسكون- مخفف من المضموم.
قوله تعالى: {بنصبٍ وعذابٍ} [ص: 41] النصب والنصب: التعب. قال تعالى: {لا يمسهم فيها نصب} [الحجر: 48] وكذلك هو البخل والرشد، وقد قرئ بالوجهين فيهن، ومثله العدم والعدم، والحزن والحزن، والعرب والعرب. يقال منه:
نصب ينصب نصبًا ونصبًا فهو ناصب. وأنصبني كذا: أتعبني. وأنشد: [من الطويل]
1645 -
تأوبني هم مع الليل منصب
وهم ناصب من باب {ماءٍ دافقٍ} [الطارق: 6]{وعيشةٍ راضيةٍ} [الحاقة: 21] على النسب. وأنشد للنابغة: [من الطويل]
1646 -
كليني لهم يا أميمة ناصب
…
وليلٍ أقاسيه بطيء الكواكب
ويجوز أن يكون «نصب» متعديًا وهذا منه، فيكون من باب فعل وأفعل. ويقال: نصب فهو نصيب وناصب، نحو فرح فهو فارح. قوله:{إلى نصبٍ يوفضون} أي إلى علمٍ منصوب. ومن قرأ «نصب» أو «نصب» فمعناه الأنصاب.
قوله: {فإذا فرغت فانصب} [الشرح: 7]، أي إذا فرغت من الفريضة فاجهد في النافلة، من نصب في كذا، أي تعبٍ. وقيل: إذا فرغت من صلاتك فانصب في الدعاء والتضرع.
قوله: {عاملة ناصبة} [الغاشية: 3] أي تعبانة مجتهدة في العبادة. وعنى بذلك الرهبان التي لا تجني من عبادتها شيئاً. ونصاب الشيء أصله وما يرجع إليه. ومنصب الرجل: زينته وما يعانيه ويرجع إليه. ونصاب السكين: بمنزلة الأصل لها. وناصبة في الحرب، وفي العداوة.
ويقال: تيس أنصب، وعير نصباء، منتصب القرون، وناقة نصباء: منتصبة الصدر. ونصب الستر: رفعه: وتنصب الغبار: ارتفع. والنصب: غناء العرب يشبه الحداء. وفي الحديث: «لو نصبت لنا نصب العرب» قال الهروي: لو تغنيت. والنصب: ضرب من أغاني العرب. والنصب: أيضًا: أحد ألقاب الإعراب. والنصب أيضًا: الخط المنصوب، أي المعين.
ن ص ت:
قوله تعالى: {وأنصتوا} [الأعراف: 204] قيل: معناه اسكتوا سكوت المستعمين. ونصت وأنصت بمعنىً واحدٍ. ويكون نصت متعديًا. وفي حديث طلحة: «أنصتوني» يقال: أنصته وأنصت له، نحو: نصحته ونصحت له. قاله الهروي وقال الراغب: الإنصات: الاستماع إلى الصوت مع ترك الكلام، قلت: لولا قوله: مع ترك الكلام كان تكريرًا في الآية الكريمة، ولذلك لم يفسره غيره إلا بالسكوت. قيل: هو من باب قوله: {صلوات من ربهم ورحمة} [البقرة: 157] لاختلاف اللفظ. قال: وقال بعضهم: يقال: للإجابة إنصات. قال: وليس ذلك بشيءٍ، لأن الإجابة تكون بعد الإنصات، وإن استعمل فيه فذلك حث على الاستماع لتمكن الإجابة.
ن ص ح:
قوله تعالى: {وهم له ناصحون} [القصص: 12] أي صادقون فيما يشيرون به عليه. قال أبو زيدٍ: نصحته: صدقته. قوله: {توبوا إلى الله توبةً نصوحًا} [التحريم: 8] أي صادقةً. وقال الراغب. النصح: يجري مجرى فعلٍ أو قولٍ فيه صلاح صاحبه. وهو من قولك نصحت له الود، أي أخلصته. وناصح العسل: خالصه، أو من قولهم: نصحت الجلد: خطته، والناصح: الخياط، والنصاح: الخيط. والتوبة النصوح من أحد هذين الوجهين؛ إما الإخلاص وإما الإحكام. ويقال: نصوح ونصاح مثل ذهوبٍ وذهاب وأنشد: [من الطويل]
1647 -
أحبك حبًا خالطته نصاحة
وقد قرئ: {توبة نصوحًا} [التحريم: 8] بفتح النون وضمها؛ وقال الزجاج: «توبة نصوحًا» أي بالغةً في النصح، وهو مأخوذ من النصح وهو الخياطة، كأن الغضبان
يخرق، والتوبة النصوح ترقع. والنصاح والمنصح: ما يخاط به نحو إزارٍ ومئزرٍ. والنصاح أيضًا: الخيط. وقال ابن عرفة: «نصوحًا» خالصةً. ونصح الشيء: خلص، ونصح له: أخلص له القول، وأنشد لجرير بن الخطفي:[من الطويل]
1648 -
تركت بنا لوحًا ولو شئت جادنا
…
بعيد الكرى ثلج بكرمان ناصح
وفي حديث الشورى قال عبد الرحمن بن عوفٍ: «وإن جرعة شروب أنصح لكم من عذبٍ موبٍ» وقال الأصمعي: إذا شرب دون الري يقال: نضحت الري- بالضاد. معجمةً- فإن روي قيل ذلك بالصاد- غير معجمةٍ- نصحًا.
ن ص ر:
قوله تعالى: {فمن ينصرني} [هود: 63] أي يمنعني. والنصر والنصرة: الإعانة والمنعة. يقال: نصرته، أي أعنته على عدوه ومنعته منه. ونصر الغيث البلد، أي أعانه على الخصب والنبات. ونصرت المكان: أتيته، قاله ثعلب وأنشد:[من الطويل]
1649 -
إذا دخل الشهر الحرام فودعي
…
بلاد تميمٍ وانصري أرض عامر
قوله: {والنصارى} [آل عمران: 67] قيل: هم جمع نصرانٍ نحو ندمانٍ وندامى. المنثة نصرانة وينشد لأبي الأخرز الحماني: [من الطويل]
1650 -
فكلتاهما خرت وأسجد رأسها
…
كما أسجدت نصرانة لم تحنف
قال: وهم منسوبون إلى ناصرة، قيل: هي قرية. وقال بعضهم: قيل لهم نصارى لأنهم نصروا الله من قوله تعالى حكايةً عن عيسى: {من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله} [آل عمران: 52]. قال: ويقال: نصراني وأنصار، وأنشد:[من الرجز]
1651 -
لما رأيت نبطًا أنصارا
…
شمرت عن ركبتي الإزارا
يريد: نصارى. ويقال: نصراني بين النصرانية. وقيل: هم منسوبون إلى قريةٍ يقال لها نصران، هذا أقيس في النسب من كونها ناصرة. قوله:{إن تنصروا الله ينصركم} [محمد: 7] نصرة الله لعباده، وأما نصرتهم له تعالى فمعناها إن تنصروا دين الله ينصركم وتنصروا أنبياءه وأولياءه. وقيل: نصرته القيام بحفظ حدوده ورعاية عهوده واعتبار أحكامه واجتناب نهيه. قلت: هذا هو نصرة دين الله بعينه، فهو شرح لذلك.
قوله: {أني مغلوب فانتصر} [القمر: 10] ولم يقل فانصرني، تنبيه على أن مانال النبي وكأنما نال من أرسله على سبيل المجاز كقوله حكايةً عن ربه:«من عادى بي وليًا فقد آذاني بالمحاربة» . وفي معناه: {إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله} [الفتح: 10] قال الراغب: لم يقل: اهصر تنبيهًا أن ما يلحقني يلحقك من حيث إني جئتهم بأمرك، فإذا نصرتني فقد انتصت لنفسك. وفي العبارة بعض شيءٍ. ونصرت فلانًا: أعطيته، وهو استعارة من العون أو من انصر المطر الأرض.
وفي الحديث: «لا يؤمنكم أنصر ولا أزن ولا أفرع» الأنصر: الأقلف، والأزن: الحاقن، والأفرع: الموسوس. كذا جاءت مفسرةً في الحديث.
ن ص ف:
قوله تعالى: {فنصف ما فرضتم} [البقرة: 237]. النصف من كل شيءٍ شطره مساويًا له في القدر. يقال: نصف ونصيف. وفي الحديث: «ولا نصيفه» . ويقال: نصف ونصيف نحو عشرٍ وعشير. ونصف ينصف، وأنشد:[من الكامل]
1652 -
نصف النهار، الماء غامره
…
ورفيقه بالغيب لا يدري
ونصف النهار، أي بلغ نصفه، وانتصفه كذلك. فنصف وانتصف يكونان لازمين ومتعديين. والنصيف أيضًا: مكيال كبير. والنصيف أيضًا: المقنعة، وقيل: الخمار، كأنه نصف مقنعةٍ. وفي الحديث في صفحة الحور:«ولنصيف إحداهن على رأسها خير من الدنيا وما فيها» . وقيل: هو معجر المرأة. وأنشد للنابغة الذبياني: [من الكامل]
1653 -
سقط النصيف ولم ترد إسقاطه
…
فتناولته واتقتنا باليد
والنصف: المرأة العوان، أي التي لم تبلغ سن الكبر وتجاوزت الصغر؛ فهي بين السنين، وأنشد:[من البسيط]
1654 -
وإن أتوك وقالوا إنها نصف
…
فإن أطيب نصفيها الذي ذهبا
والإنصاف في المعاملة العدل، وهو أن لا تأخذ من صاحبك من المنافع إلا مثل ما تعطيه، ولا تنيله من المضار إلا مثل ما يناله. والخادم: ناصف، والنصفة: الخدمة. وفي حديث ابن عباسٍ وذكر داود فقال: «دخل المحراب وأقعد منصفًا على الباب» يعني خادمًا. وجمع الناصف نصف. والإنصاف والانتصاف: طلب النصفة.
ن ص و:
قوله تعالى: {لنسفعًا بالناصية} [العلق: 15] الناصية: مقدم الرأس، وهي قصاص الشعر: والسفع: الأخذ بها. قال تعالى: {فيؤخذ بالنواصي والأقدام} [الرحمن: 41] أي تجمع نواصيهم إلى أقدامهم، ثم يطرح بهم في النار كقوله:{فكبكبوا فيها هم والغاوون} [الشعراء: 94].
ونصوت فلانًا، وانتصيته، وناصيته: أخذت بناصيته. وقوله: {ما من دابةٍ إلا هو آخذ بناصيتها} [هود: 56] عبارة عن اقتداره تعالى وقهره لكل ما يدب على الأرض من إنسانٍ وغيره.