الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل الميم والكاف
م ك ث:
قوله تعالى: {فمكث غير بعيد} [النمل:22]. المكث: ثبات مع انتظارٍ، يقال: مكث يمكث مكثًا فهو ماكث، وقرئ بالضم، وقياسه مكيث.
م ك ر:
قوله تعالى: {ويمكرون ويمكر الله} [الأنفال:30] هذا من باب المقابلة، أي يجازيهم على مكرهم، كقوله:[من الكامل]
1546 -
قالوا: اقترح شيئًا نجد لك طبخه
…
قلت: اطبخوا لي جبة وقميصا
والمكر في الأصل إخفاء الحيلة، ومنه: جارية ممكوره البطن، أي مطوي متداخل.
قوله تعالى: {إذا لهم مكر في آياتنا} [يونس:21] أي احتيال وخداع للناس، وذلك قولهم في القرآن إنه شعر وسحر وأساطير الأولين ليصدوا غيرهم عنه.
قوله: {قل الله أسرع مكرًا} [يونس:21] أي أقدر على تحصيل المكروه لهم، قاله ابن عرفة، وقال غيره: هو قولهم: مكرنا بنو كذا، ونظيره قوله {وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون} [الواقعة:82]
قوله: {بل مكر الليل والنهار} [سبأ:33] قيل: أضاف الحدث لظرفه الواقع فيه، أي مكر في الليل، والإضافة تكون بمعنى في. والأحسن أن تكون على المبالغة؛ جعل الظرفين ماكرين مبالغة، كقوله:[من البسيط]
1547 -
أما النهار ففي قيد وسلسلة
…
والليل في بطن منحوت من الساج
جعل النهار في قيد وسلسلة، والليل في صندوق، والمراد أن الأسر فعل ذلك فيهما. ومثله: نهاره صائم وليله قائم، ومثله:{في يوم عاصف} [إبراهيم:18] وقيل: المكر صرف الغير عما يقصده بحيلة من الحيل، وهو ضربان: محمود وهو أن يتحرى به فعل جميل، وعليه قوله تعالى:{ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله} [فاطر:43]. ومن المكر إمهال الله العبد، وتمكينه من الأعراض الدنيوية استدراجًا له. وعلى ذلك قال أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه:((من وسع عليه دنياه ولم يعلم أنه مكر به فهو مخدوع عن عقله)).
م ك ك:
قوله تعالى: {ببطن مكة} [الفتح:24] مكة هذه البلدة الشريفة المعروفة، رزقنا الله تعالى بحرمة نبيه العود إليها. قيل: اشتقاقها من مك الفصيل ضرع أمه وامتكه: إذا شرب ما فيه من اللبن؛ سميت بذلك لأنها تمك من فيها من الظلمة، أي تستأصلهم، فلا ترى فيها جبارًا إلا أخذ، ولا يقصدها سلطان بظلم إلا قصم.
وتمككت العظم: أخرجت مخه. فعبر عن الاستقصاء بالتمكك، وقال الخليل: سميت بذلك لأنها وسط الأرض كالمخ الذي هو وسط العظم وأصله. وفي الحديث: ((لا تمككوا على غرمائكم)) أي لا تلحوا عليهم إلحاحًا تضرونهم به في معايشهم فتستأصلونهم به. وقد تقدم الفرق بين مكة وبكة في باب الباء، فأغنى عن إعادته هنا.
والمكوك: كيل معروف كالأردب، وقيل: هو إناء يشرب به ويكال.
م ك ن:
قوله تعالى: {مكناهم في الأرض} [الأنعام:6] أي ملكناهم وجعلناهم متمكنين من المكان الذي وليناهم إياه أي قويناهم، من تمكن فلان من كذا: إذا قدر عليه وأطاقه. وأصله من المكان. والمكان لغة هو الحاوي للشيء، وعند بعض المتكلمين أنه عرض، وهو اجتماع جنسين حاوٍ ومحوي، وذلك أن يكون سطح الجسم الحاوي محيطًا
بالمحوي، فالمكان عندهم هو المناسبة بين الجسمين.
قوله تعالى: {اعملوا على مكانتكم} [الأنعام:135]. يقال: مكان ومكانة. والمعنى: اعملوا على تمكنكم، يقال: مكانك انتظر، فهو تهديد ووعيد. ومثله قوله تعالى:{مكانكم أنتم وشركاؤكم} [يونس:28] أي اثبتوا مكانكم وانتظروا ما يفعل بكم. وقيل: اعملوا على شاكلتكم ووجهتكم التي أنتم عليها من خير أو شر أو تهديد أيضًا، وجهتكم التي تمكنتم عند أنفسكم من العلم بها إلى عامل على جهتي. وقرئ:((مكاناتكم)) جمعًا على اختلاف الأنواع في ذلك.
قوله تعالى: {ونمكن لهم في الأرض} [القصص:6] يقال: مكنته ومكنت)) له نحو أسقيته وأسقيت له، أي جعلته متمكنًا وجعلت له مكانًا يتمكن منه وفيه، وقال ابن عرفة: التمكن: زوال المانع.
قوله: {عند ذي العرش مكين} [التكوير:20] أي قوي متمكن عند اله. يقال: فلان مكين عند أستاذه: له عنده مكانة. وفي الحديث: ((أقروا الطير في مكناتها)) قال أبو عبيد: الواحدة مكنة. قال: فاستعير ذلك للطير كما استعيرت المشافر للحبش، وإنما هي في الأصل للإبل. وقال شمر: الصحيح فيها أنها جمع المكنة بمعنى التمكن؛ يقولون: إنه لذو مكنة من السلطان أي تمكن، فالمعنى أقروها على كل مكنة ترونها عليكم، ودعوا التطير بها، قال: وهكذا، كالتبعة من التتبع والطلبة من التطلب. وقال غيرهما: معناه على أمكنتها. قال: معناه الطير الذي يزجر به، وذلك أن الرجل إذا أراد سفرًا أو غيره زجر ما يراه من الطير، فإن أخذ ذات اليمين تفاءل به ومضى لأمره، ويسمى هذا الطير السانح، وإن أخذ ذات الشمال أمسك عن أمره، ويسمى هذا الطير البارح، وهذا دخول في علم الغيب فنهي عنه، وإليه نحا من قال:[من الطويل]
1548 -
لعمرك ما تدري الطوارق بالحصى
…
ولا زاجرات الطير ما الله صانع