الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
زل المبرد فجعله تصغير مؤمن؛ فإن الأصل مؤيمن فأبدل الهمزة هاء كهرقت ونحوه. وهذا خطأ محض، والقول به سفه لأن التصغير لا يرد في أسماء الله تعالى، بل ولا في كل اسمٍ معظمٍ شرعًا كأسماء الأنبياء. وقد كتب ذلك. .. فكتب إليه أن اتق الله وارجع عن هذا فإنه كفر وقد بينا هذه الحكاية مطولة في غير هذا. وقال بعضهم: هو من أسماء الله تعالى القديمة في الكتب. وفي شعر العباس بن عبد المطلب رضي الله تعالى عنه يمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم: [من المنسرح]
1752 -
حتى احتوى بيتك المهيمن من
…
خنذف، علياء تحتها النطق
قال القتيبي معناه احتويت يامهيمن من خندف علياء؛ يريد به النبي صلى الله عليه وسلم، فأقام البيت مقامه لأن البيت إذا حل بهذا المكان فقد حل به صاحبه، وأراد ببيته شرفه.
والمهيمن من نعته كأنه قال: حتى احتوى شرفك الشاهد على شرفك علياء الشرف من نسب ذوي خنذف التي تحتها النطق، وهي أوساط الجبال العالية. وفي حديث عمر:"إني داعٍ فهيمنوا" يريد أمنوا، فأبدل الهمزة هاًء وإحدى اليمين ياًء.
فصل الهاء والنون
هـ ن أ:
قوله تعالى: {فكلوه هنيئًا مريئًا} [النساء:4] الهنيء: كل ما ليس فيه مشقة ولا تعب. وقيل في التفسير: أي أكلًا هنيئًا يطيب الأنفس. وقيل: الهنيء: أكل كل ما لا تنغيص فيه ولا تعقبه وخامة.
يقال: هنؤ فهو هنيء، نحو ظرف فهو ظريف. قال كثير عزة:[من الطويل]
1753 -
هنيئًا مريئًا غير داءٍ مخامرٍ
…
لعزة من أعراضنا ما استحلت
ويقال: هنأه الطعام ومرأه. وإذا أفرد مرأ لم يقل إلا امرأة، وإنما ترك همزه للمشاكلة نحو: أخذه ما قدم وما حدث، حسبما بيناه في "إيضاح السبيل" وغيره. على أنه قد نقل أبو العباس عن ابن الأعرابي أنه يقال: هنأني وأهنأني، ومرأني وأمرأني، ولا يقال: مرني. والهناء: ضرب من القطران تطلى به الإبل من جربها. قال: [من الكامل]
- يضع الهناء مواضع النقب
وقد هنأت الإبل فهي مهنوءة. وأنشد لامرئ القيس: [من الطويل]
1754 -
أيقتلني وقد شغفت فؤادها
…
كما شغفت المهنوءة الرجل الطالي
وقد هنأت البعير أهنوه وأهنتئه؛ لغتان فصيحتان. وقيل: الهنيء في الآية ما لا إثم فيه. وقد تقدم الكلام على "مريئًا".
هـ ن أ:
قوله تعالى: {هنالك الولاية} [الكهف:44] هنا: ظرف مكان لا يتصرف غالبًا، وهو من أسماء الإشارة، ولا يشار به إلا للأمكنة. وقد يشار به للزمان عند بعضهم في قوله تعالى:{هنالك ابتلي المؤمنون} [الأحزاب:11]. وجعل من ذلك قول الآخر: [من الكامل]
1755 -
وإذا الأمور تعاظمت وتشاكلت
…
فهناك يعترفون أين المفزع؟
والصحيح أنه باقٍ على مكانيته. وحكمه في القرب والبعد والتوسط حكم ذا. فهنا للمكان القريب، وهناك للمتوسط، وهنالك للبعيد، وبمعنى البعيد هنا. وهنا - بكسر الهاء مع التشديد - وهنت وثم. وله موضع هو أليق به من هذا.
وقريب من هذه المادة الهن، وهو الفرج. وقيل: كل ما لا يراد التصريح بذكره.