الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يحط عنهم أثقال التكليف. وفي الحديث: "من رفع السلاح ثم وضعه فدمه هدر". قال أبو عبيدٍ: أي ثم قاتل به. أي في الفتنة: يقال: وضع السلاح في بين فلانٍ، أي ضربهم به. ومنه قول سديفٍ:[من الخفيف]
1817 -
فضع السيف وارفع السوط حتى
لا ترى فوق ظهرها أمويا
وض ن:
قوله تعالى: {على سررٍ موضونةٍ} [الواقعة: 15] أي منسوجة محكمة النسج. وهو مستعار من قولهم: وضن الدرع. أي أحكم نسجها. والوضين: حزام الرحل. ومنه قول الشاعر: [من الوافر]
1818 -
تقول وقد درأت لها وضيني:
…
أهذا دأبه أبدًا وديني؟
قال الأزهري: موضونة، أي مرمولة، بمعنى منسوجةٍ نسج الدرع. وقال مجاهد: منسوجة بالذهب، وكل شيءٍ وضعت بعضه فوق بعضٍ فهو موضون. ومنه قيل للدروع موضونة أي تداخل حلق بعضها في بعضٍ. وفي حديث عبد الله بن عمر ما أنشد:[من الرجز]
1819 -
إليك تعدوا قلقًا وضينها
…
مخالفًا دين النصارى دينها
الوضين: وهو الحزام كما تقدم. ويجمع الوضين على وضنٍ نحو رغيف ورغف.
فصل الواو والطاء
وط أ:
قوله تعالى: {ليوطئوا عدة ما حرم الله} [التوبة: 37] أي ليوافقوا عدة
الشهور. والمواطأة: الموافقة والمماثلة من وطئ الرجل برتجله موطئ صاحبه. فجعل لك كناية عن الموافقة والمواتاة. ومنه قوله تعالى: {هي أشد وطأ} [المزمل: 6] أي موافقةً يوافق القلب فيها اللسان، لأن الليل محل الخلوة والجلوة. وقيل: لأن اللسان يواطئ فيها العمل، والسمع يواطئ فيها القلب. وقرئ في المتواتر:"وطاء"، قيل: معناه أبلغ في القيام وأوطأ للقيام. وقيل: أبغ في الثواب. وقيل: أغلظ على الإنسان من القيام بالنهار، لأن الليل محل الاستراحة من قولهم: شد وطاءته على بني فلانٍ. ومنه: "اللهم أشدد وطأتك على مضر".
قوله: {ولا يطؤون موطئًا} [التوبة: 120] من وطأ البلاد برجله. ويقال: وطئت البلاد أطؤها وطاءً ووطاء. وعلى هذا يتجوز أن تكون القراءتان المتقدمتان بمعنى. وقيل: الوطء هنا عبارة عن الأخذ والعقوبة. ومنه قوله تعالى: {لم تعلموهم أن تطؤوهم} [الفتح: 25] أن تنالوهم بمكروهٍ. وقد وطئنا العدو وطاءً شديدًا. ومنه قول جريرٍ: [من الوافر]
1820 -
خصيت مجاشعًا وشددت وطئي
على أعناق تغلب واعتمادي
وفي حديثٍ آخر: "آخر وطأة لله بوج" وج: الطائف، وكانت آخر غزوةٍ غزاها صلى الله عليه وسلم، وهذا من الإخبار بالغيب. وفي الحديث:"أقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسكنم أخلاقًا، الموطؤون أكنافًا" قال المبرد: هذا مثل، وحقيقته أن التوطئة التمهيد والتذليل. ومنه دابة وطيء وفراش وطيء، أي لا تحرك راكبها ولا ينبو جانبًا لراقدٍ
عليه. والأكناف: جمع كنفٍ وهو الجانب؛ يقال: هو في كنفه وظله وزاده وحيزه وجانبه. والمعنى: اللينون جانبًا. وفي حديثٍ آخر: "إنه قال للخراصين: احتاطوا لأهل الأموال في النائبة والوائطة". قال أبو عبيدٍ الهروي: الواطئة: المارة والسابلة، كأنه وصى عليهم لما ينوبهم من الضيفان. وقال أبو سعيدٍ الضرير: هي الوطايا واحداتها وطيئة. وهي تجري مجرى العربية. سميت بذلك لأن صاحبها وطأها لأهله. فهي لا تدخل في الخرص. وقال غيره: الوطيئة: سقاطة التمر لأنها توضع فتوطأ؛ فهي فاعلة بمعنى مفعولةٍ. كقوله: {لا عاصم} [هود: 43]. كما جاء مفعول بمعنى فاعلٍ كقوله: {حجابًا مستورًا} [الإسراء: 45]{كان وعده مأتيًا} [مريم: 61]. ولنا فيه كلام في غير هذا.
وفي الحديث: "إن جبريل عليه السلام صلى الله عليه وسلم صلى به العشاء حين غاب الشفق واتطأ العشاء" اتطأ افتعل من الوطء. والمعنى: حين يتهيأ العشاء. يقال: وطئت الشيء فاتطأ، أي هيأته فتهيأ. وأراد كل ظلام العشاء. وفي حديث آخر:"لنا ثلاث أكلٍ من طيئةٍ" الوطيئة: الغرارة يوضع فيها الكعك ونحوه.
والوطء: كثر استعماله في الجماع حتى صار كالصريح.
وط ر:
قوله تعالى: {فلما قضى زيد منها وطرًا} [الأحزاب: 37]. الوطر: الحاجة. وقيل: كل حاجة من همتك وقصدك فهي وطر، فكأنه أخص من الحاجة. ومن أحسن ما قيل من فن التجنيس ما أنشدناه قاضي القضاة بدر الدين بن جماعة لوالده:[من البسيط]
1821 -
لقاء أكثر هذا الناس أوزار
…
فلا تبال صدوا عنك أو زاروا
لهم لديك إذا جاؤوك أو طار
…
فإن قضوها تنحوا عنك أو طاروا