الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حفظ القرآن ثم نسيانه
المجيب د. ناصر بن محمد الماجد
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
القرآن الكريم وعلومه/مسائل متفرقة
التاريخ 13/3/1423
السؤال
كنت أحاول حفظ سور من القرآن الكريم مع مجموعة من الأخوات، ومع مرور الزمن نسيت أغلب ما حفظته ولكني لازلت مستمرة بمحاولة حفظ الجديد من السور، وقد قرأت قبل فترة حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: عن أن أعظم عذاب رآه هو عذاب من يحفظ القرآن وينساه، فخفت كثيراً وقررت التوقف عن حفظ المزيد من السور، والتركيز فقط على مراجعة ما قد حفظته والحرص على عدم نسيانه، فهل هناك إثم على قراري هذا؟ وإذا لم يكن فيه إثم فهل أخبر من معي في المجموعة بالحديث الذي قرأته، وربما أدى ذلك إلى خوفهن هن أيضاً من عقوبة النسيان، وتوقفهن عن الحفظ؟ أنا لازلت مستمرة بحضور الدروس ولكني حولتها من حفظ إلى تلاوة، ومحاولة لتطبيق التجويد أثناء القراءة، أفيدونا جزيتم خيراً.
الجواب
تشير السائلة إلى حديث: "عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد وعرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنباً أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها"، وهذا الحديث قد أخرجه أبو داود (461) ، والترمذي (2916) ، وابن خزيمة (576) ، والبيهقي في السنن (2/440) ، وأبو يعلى (4265) ، وعبد الرزاق (3/361) ، كلهم من طريق المطلب بن حنطب بن عبد الله، عن أنس بن مالك مرفوعاً، غير أن هذا الحديث لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فقد ضعفه جمع من أهل العلم منهم علي بن المديني، والبخاري، والترمذي، وابن حجر، فلا يصح الاحتجاج به.
وإني أنصح السائلة بالجمع بين المراجعة والحفظ مع العناية بالمراجعة وكثرة التكرار، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر عن شدة تفلت القرآن من صاحبه إذا لم يتعاهده بالمذاكرة والمراجعة، ففي الحديث الذي أخرجه البخاري (5033) ، ومسلم (791)، عن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"تعاهدوا القرآن فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها"، وقد رويت آثار عن السلف تدل على كراهتهم لنسيان شيء من القرآن الكريم لأن هذا دليل على التساهل والتهاون.
كما أنصح السائلة أيضاً بالعناية بجانب التفسير، والفهم، لمعاني ما تقرأ وتحفظ مما يعينها على العمل بما تتلو من القرآن، وهذا هو المقصود الأول من نزول القرآن الكريم، يقول الله تعالى:"كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب"[ص:29] ، فإذا اتضح للسائلة هذا الأمر فلا مانع من إطلاع أخواتها عليه، والله أرجو أن يوفقنا جميعاً للبر والتقوى، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.