الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأحاديث الضعيفة في كتاب (قصص الأنبياء)
المجيب عبد الرحمن بن عبد العزيز العقل
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم
التصنيف الفهرسة/ السنة النبوية وعلومها/تصحيح الأحاديث والآثار وتضعيفها
التاريخ 29/3/1425هـ
السؤال
هل يوجد أحاديث ضعيفة في كتاب ابن كثير (قصص الأنبياء؟) .
الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
هذا الكتاب كغيره من كتب التاريخ التي لم يشترط مؤلفوها أن لا يذكروا إلا صحيحاً، وكتب التاريخ عامة يكون فيها الصحيح ويكون فيها الضعيف بل والموضوع، ومن المؤلفات التي يكثر فيها الموضوعات والأخبار الإسرائيلية - قصص الأنبياء للثعلبي، وتنبيه الغافلين للسمرقندي، وقرة العيون له أيضا، وبدائع الزهور في وقائع الدهور لابن إياس -، وكتاب إحياء علوم الدين للغزالي -، ومن التفاسير المشهورة: تفسير الزمخشري، وتفسير النسفي -، وتفسير البيضاوي، وغيرها كثير، وعلى القارئ أن يحذر أخذ الحديث من غير أهله، وأن يسأل أهل الحديث عما يشكل عليه منها، وليعلم أن جملة المؤلفين في التاريخ والتفسير والرقائق - حتى الفقه والحديث أحيانا - لم يشترطوا أن لا يذكروا إلا حديثا صحيحاً إلا ما ندر منهم كصاحبي الصحيح البخاري ومسلم وابن خزيمة وابن حبان وقلائل من المصنفين، وقد أجاز بعض أهل العلم ذكر الحديث الضعيف من غير بيان ضعفه لكن شرطوا لذلك شروطاً:
الأول: أن يكون الحديث في القصص أو المواعظ أو فضائل الأعمال أو نحو ذلك مما لا يتعلق بالعقائد ولا بالحلال والحرام.
ثانياً: أن يكون مندرجاً تحت أصل عام في الشريعة.
ثالثاً: أن لا يكون موضوعاً ولا ضعيفاً ضعفاً شديداً.
قال عبد الرحمن بن مهدي - فيما أخرجه البيهقي في المدخل: " إذا روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحلال والحرام والأحكام الشرعية شددنا في الأسانيد، وانتقدنا الرجال، وإذا روينا في الفضائل والثواب والعقاب سهلنا في الأسانيد وتسامحنا في الرجال".
وقال أحمد - في رواية الميموني عنه: (الأحاديث الرقائق يحتمل أن يتساهل فيها حتى يجيء شيء فيه حكم) .
وقال في رواية الدوري عنه: (ابن إسحاق رجل تكتب عنه هذه الأحاديث، يعني المغازي ونحوها، وإذا جاء الحلال والحرام أردنا قوماً هكذا - وقبض أصابع يديه الأربع) .
ومسألة رواية الحديث الضعيف في غير باب الأحكام، مسألة نزاع وخلاف بين أهل العلم قديماً وحديثاً. يرجع فيها إلى ما كتبه أهل العلم كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى 18/65-68.
ولشيخنا الدكتور/ عبد الكريم الخضير -حفظه الله- مؤلف نفيس في هذا الموضوع فليرجع إليه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.