الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إشكالات لغوية في بعض الآيات
المجيب د. رياض بن محمد المسيميري
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
القرآن الكريم وعلومه/مسائل متفرقة
التاريخ 16/12/1424هـ
السؤال
وصلتني هذه الرسالة وأريد الرد عليها:
بسم الأب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين
إلى الإخوة المسلمين السلام والتحية، نرجو من الإخوة المسلمين الإجابة عن هذه الأسئلة اللغوية:
(1)
رفع المعطوف على المنصوب س 106: جاء في سورة المائدة 5: 69 "إِنَّ الذِينَ آمَنُوا وَالذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ"، وكان يجب أن ينصب المعطوف على اسم إن فيقول والصابئين كما فعل هذا في سورة البقرة 2: 62 والحج 22: 17.
(2)
نصب الفاعل س 107: جاء في سورة البقرة 2: 124 "لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ". وكان يجب أن يرفع الفاعل فيقول: الظالمون.
(3)
تذكير خبر الاسم المؤنث. س 108: جاء في سورة الأعراف 7: 56 "إِنَّ رَحْمَةَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ المُحْسِنِينَ". وكان يجب أن يتبع خبر إن اسمها في التأنيث فيقول: قريبة.
(4)
تأنيث العدد وجمع المعدود. س 109: جاء في سورة الأعراف 7: 160 "وَقَطَّعْنَاهُمْ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً"، وكان يجب أن يذكر العدد ويأتي بمفرد المعدود
فيقول: اثني عشر سبطاً.
(5)
جمع الضمير العائد على المثنى. س 110: جاء في سورة الحج 22: 19 "هذانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ"، وكان يجب أن يثنّي الضمير العائد على المثنّى فيقول خصمان اختصما في ربهما.
(6)
أتى باسم الموصول العائد على الجمع مفرداً. س 111: جاء في سورة التوبة 9: 69 "وَخُضْتُمْ كَالذِي خَاضُوا". وكان يجب أن يجمع اسم الموصول العائد على ضمير الجمع فيقول: خضتم كالذين خاضوا.
(7)
جزم الفعل المعطوف على المنصوب. س 112: جاء في سورة المنافقون 63: 10 "وَأَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ المَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ" وكان يجب أن ينصب الفعل المعطوف على المنصوب فأَصدق وأَكون.
(8)
جعل الضمير العائد على المفرد جمعاً س 113: جاء في سورة البقرة 2: 17 "مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ"، وكان يجب أن يجعل الضمير العائد على المفرد مفرداً فيقول: استوقد
…
ذهب الله بنوره.
(9)
نصب المعطوف على المرفوع. س 114: جاء في سورة النساء 4: 162 "لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ مِنْهُمْ وَالمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالمُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً. وكان يجب أن يرفع المعطوف على المرفوع فيقول: والمقيمون الصلاة.
(10)
نصب المضاف إليه. س 115: جاء في سورة هود 11: 10 وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ. وكان يجب أن يجرَّ المضاف إليه فيقول: بعد ضراءِ.
(11)
أتى بجمع كثرة حيث أريد القلة. س 116: جاء في سورة البقرة 2: 80 "لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً"، وكان يجب أن يجمعها جمع قلة حيث إنه أراد القلة فيقول: أياماً معدودات.
(12)
أتى بجمع قلة حيث أريد الكثرة. س 117: جاء في سورة البقرة 2: 183 و184 "كُتِبَ عَلَى الذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيَّاماً مَعْدُودَات"، وكان يجب أن يجمعها جمع كثرة، حيث إن المراد جمع كثرة عدته 30 يوماً فيقول: أياماً معدودة.
(13)
جمع اسم علم حيث يجب إفراده. س 118: جاء في سورة الصافات 37: 123-132 "وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ المُرْسَلِينَ
…
سَلَامٌ عَلَى إِلْيَاسِينَ
…
إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا المُؤْمِنِين"، فلماذا قال: إلياسين بالجمع عن إلياس المفرد؟ فمن الخطأ لغوياً تغيير اسم العلَم حباً في السجع المتكلَّف. وجاء في سورة التين 95: 1-3 "وَالتِّينِ وَالزَيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهَذَا البَلَدِ الأَمِينِ"، فلماذا قال: "سينين" بالجمع عن سيناء؟ فمن الخطا لغوياً تغيير اسم العلَم حباً في السجع المتكلف.
(14)
أتى باسم الفاعل بدل المصدر س 119: جاء في سورة البقرة 2: 177 "لَيْسَ َالبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ وَلَكِنَّ البِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ وَالمَلائِكَةِ وَالكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ"، والصواب أن يُقال: ولكن البر أن تؤمنوا بالله؛ لأن البر هو الإيمان لا المؤمن.
(15)
نصب المعطوف على المرفوع. س 120: جاء في سورة البقرة 2: 177 "وَالمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي البَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ البَأْسِ"، وكان يجب أن يرفع المعطوف على المرفوع فيقول: والموفون
…
والصابرون.
(16)
وضع الفعل المضارع بدل الماضي. س 121: جاء في سورة آل عمران 3: 59 "إنّ مثَل عيسى عند الله كمثَل آدمَ خلقه من ترابٍ ثم قال له كن فيكون". وكان يجب أن يعتبر المقام الذي يقتضي صيغة الماضي لا المضارع فيقول: قال له كن فكان.
(17)
لم يأت بجواب لمّا. س 122: جاء في سورة يوسف 12: 15 "فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هذا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ". فأين جواب لمّا؟ ولو حذف الواو التي قبل أوحينا لاستقام المعنى.
(18)
أتى بتركيب يؤدي إلى اضطراب المعنى س 123: جاء في سورة الفتح 48: 8 و9 "إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيرا لتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً"، وهنا ترى اضطراباً في المعنى بسبب الالتفات من خطاب محمد صلى الله عليه وسلم-إلى خطاب غيره؛ ولأن الضمير المنصوب في قوله:"تعزّروه وتوقروه" عائد على الرسول المذكور آخراً، وفي قوله:"تسبحوه" عائد على اسم الجلالة المذكور أولاً. هذا ما يقتضيه المعنى. وليس في اللفظ ما يعينه تعييناً يزيل اللبس، فإن كان القول:"وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلاً" عائداً على الرسول يكون كفراً، لأن التسبيح لله فقط. وإن كان القول:"تعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلاً" عائداً على الله يكون كفراً، لأنه -تعالى- لا يحتاج لمن يعزره ويقويه!!
(19)
أتى باسم جمع بدل المثنى. س 130: جاء في سورة التحريم 66: 4 "إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا". والخطاب (كما يقول البيضاوي) .موجّه لحفصة وعائشة رضي الله عنهما. فلماذا لم يقل صغا قلباكما بدل "صغت قلوبكما" إذ إنه ليس للاثنتين أكثر من قلبين؟.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وبعد: فسيكون الجواب - بإذن الله- مجملاً ومفصلاً، فأما الإجمال فأقول:
لا ريب أن أعداء هذا الدين لا يألون جهداً في محاولة النيل من إسلامنا وعقيدتنا، وقرآننا العظيم، وقد سخروا طاقاتهم وعلمائهم لتشكيك المسلم العادي في دينه، وكتاب ربه، ومن ذلك ما ورد من هذه الأسئلة التي حاولوا من خلالها وصم القرآن بالنقص والعيب، ورميه بمصادمة القواعد النحوية المعتبرة عند العلماء.
ونسي هؤلاء عظمة اللغة العربية وسعتها واستيعابها لوجوه عديدة في الألفاظ، والمعاني، والمباني، والأوجه النحوية، والإعرابية.
ولو فقه هؤلاء المشككون لغة العرب ودرسوا فنونها، وأصولها، واشتقاقاتها، وقواعد النحو، والصرف ووجوه الإعراب، وطالعوا دواوين الشعر في عصور الاحتجاج لرأوا بطلان كل ما أوردوه من الإشكالات الموهومة، كما سيأتي بيانه بعد قليل بحول الله وقوته.
ثم هاهنا تنبيهان قبل الشروع في الجواب المفصل أولهما: أن هذه التسمية التي صدر بها رسالة القوم هي من بدعهم الشركية، حيث جعلوا عيسى عليه السلام وروح القدس وهو جبريل عليه السلام إلهيين متساويين لله -تعالى-، وهي عقيدة التثليث المشؤومة التي يؤمن بها النصارى تعالى الله عما يفعله ويقوله هؤلاء الكافرون.
ثانيهما: قولهم إلى الإخوة المسلمين، فالحقيقة أننا نحن المسلمين نبرأ من إخوة هؤلاء النصارى فهم ليسوا لنا بإخوة ونحن نبرأ إلى الله من أخوتهم، بل هم أعداؤنا وبغضاؤنا حتى يسلموا لله الواحد الأحد الفرد الصمد.
وأما الجواب المفصل فإليك بيانه والله المستعان:
السؤال الأول:
إن رفع "الصابئون"[المائدة:69] على نية التأخير وتقديره ولا هم يحزنون والصابئون كذلك، فهو مبتدأ، والخبر محذوف ومثله: فإني وقيار بها لغريب، أي: فإني لغريب وقيار بها كذلك. وهناك تأويلات أخرى أعرضت عن ذكرها اختصاراً.
السؤال الثاني:
وأما نصب "الظالمين" في قوله -تعالى- "لا ينال عهدي الظالمين" فلأن (الظالمين) مفعول به وليس فاعلاً والتقدير: لا يصل عهدي الظالمين، في عهدي فاعل وليس مفعولاً به كما توهم السائل.
السؤال الثالث:
وأما تذكير قريب، في قوله:"إن رحمة الله قريب من المحسنين"[الأعراف: 56]، فلذلك عدة تأويلات وكلها سائغة في لغة العرب فمن ذلك:
(1)
ذكرت: قريب، على النسب كما يقال: امرأة طالق، فالتقدير إن رحمة الله ذات قرب.
(2)
ويمكن أن يقال: أراد المكان، أي: إن مكان رحمة الله قريب.
(3)
أن قريب، فعيل بمعنى مفعول كما يقال: كن خطيباً.
السؤال الرابع:
وأما اعتراض السائل على جمع (أسباطاً) في قوله -تعالى-: "وقطعناهم اثنتى عشرة أسباطاً أمماً"[الأعراف: 160] ، وزعمه وجوب تذكير العدد وإفراد أسباطاً، فالجواب:
أن قطعنا بمعنى: صيرنا فيكون اثنتى عشرة، مفعولاً ثانياً، والتأنيث باعتبار التقطيع آل إلى تصييرهم قطعاً جمع قطعة.
وأما جمع أسباطاً فلأنها بدل من اثنتي عشرة لا تمييز.
السؤال الخامس:
وأما جمع الضمير في اختصموا في قوله -تعالى-: "هذان خصمان اختصموا في ربهم"[الحج: 19] فذلك حملاً على المعنى؛ لأن كل خصم عبارة عن فريق يضم عدداً من الأشخاص فروعي تعدد الأشخاص لا تثنية الخصم.
والتقدير: هذان فريقان: فريق المؤمنين وفريق الكافرين، المؤمنون جماعة والكافرون جماعة أيضاً.
السؤال السادس:
وأما إفراد الاسم الموصول في قوله -تعالى-: "وخضتم كالذي خاضوا"[التوبة: 69]، فالجواب: أن الذي جنس والتقدير: خوضاً كخوض الذين خاضوا.
السؤال السابع:
وأما جزم وأكن، في قوله -تعالى-:"لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين"[المنافقون: 63] . ففي وأكن قراءة أخرى بالنصب (وأكونَ) قرأ بها أبو عمرو البصري من السبعة. وقرأ الجمهور بالجزم وأكنْ حملاً على المعنى إي: إن أخرتني أكن.
السؤال الثامن:
وأما جمع الضمير في نورهم في قوله -تعالى-: "مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم"[البقرة: 17] فالجواب: أن الذي مفرد باللفظ والمعنى على الجمع، ووجه وقوع المفرد موقع الجمع أنه أريد به الجنس مثل: من فيعود إليه الضمير تارة بلفظ المفرد، وتارة بلفظ الجمع.
السؤال التاسع:
وأما نصب المقيمين في قوله -تعالى-: والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله
…
" [النساء: 162]، فالجواب: أن نصبها باعتبارها مفعول به لمفعول محذوف تقديره: وأخص المقيمين.
السؤال العاشر:
وأما نصب ضراء في قوله: "ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته"
[هود: 10]، فلأنها ممنوعة من الصرف للتأنيث مثل: صحراء والممنوع من الصرف يخفض بالفتحة.
السؤال الحادي عشر:
وأما قوله:"معدودة"، في قوله -تعالى-:"لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة"[البقرة: 80]، فهذا استثناء مفرغ فأياماً منصوب على الظرف بالفعل قبله والتقدير: لن تمسنا النار أبداً إلا أياماً قلائل، يحصرها العد، لأن العد يحصر القليل.
السؤال الثاني عشر:
وأما قوله: "معدودات"، في قوله -تعالى-: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام
…
أياماً "معدودات" فإن معدودات صفة، وجمع صفة ما لا يعقل بالألف والتاء مطرد نحو هذا، ونحو قوله:"وقدور راسيات"[سبأ: 13]، وقوله:"أيام معلومات"[الحج: 28] .
السؤال الثالث عشر:
وأما قوله "الياسين" في قوله -تعالى-: "سلام على إل ياسين"، [الصافات: 13] فيمكن أن يقال: إل يعني: آل وأهل ياسين.
أو يقال: سلام على الجماعة المنسوبين لإلياس، وهو نبي كريم صلى الله عليه وسلم مثل: الأشعرون نسبة إلى الأشعري، وكان حقه أن يقال: الأشعريون، فإلياسين، على هذا القول جمع إلياس فحذفت ياء النسبة تخفيفاً كما ذكرنا في (الأشعرون) ، وأما سينين فليست جمعاً لـ سيناء، كما توهم السائل بل هي لغة أخرى لـ سيناء.
السؤال الرابع عشر:
وأما اعتراض السائل على جملة "ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة"[البقرة: 177]، حيث زعم الصواب أن يقال: ولكن البر أن تؤمنوا فالجواب: أن التقدير: ولكن البر بر من آمن فحذف المضاف، وإنما احتيج إلى هذا التقدير؛ لأن البر مصدر "ومن آمن" جسم وعين والأجسام لا تكون خبراً عن المصادر، ولا المصادر خبراً عن الأجسام.
السؤال الخامس عشر:
وأما نصب الصابرين، في قوله -تعالى-:"والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء
…
" [البقرة: 177] ، فقد تقدم جواب مشابه عن السؤال التاسع ونعيده، فأقول: نصبت بتقدير فعل محذوف تقديره: وأخص الصابرين أو على المدح. والله أعلم.
السؤال السادس عشر:
وأما قوله: "ثم قال له كن فيكون" في الآية الكريمة: "إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون"[آل عمران: 59] ، فالمعنى فيكون كما يأمر الله فيكون حكاية للحال التي يكون عليها آدم، ويجوز أن يكون فيكون، بمعنى فكان وعلى هذا أكثر المفسرين والنحويين.
السؤال السابع عشر:
وأما حذف جواب لما، في قوله "فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب
…
" [يوسف: 15]، فالجواب محذوف تقديره: عرَّفناه أو نحو ذلك وبعض العلماء يقولون الجواب: أوحينا والواو زائدة إعراباً وهو مذهب الكوفيين.
السؤال الثامن عشر:
ليس فيما ذكره المعترض أدنى لبس لمن فهم اللغة العربية والخطاب العربي في قوله -تعالى-: "إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا"[الفتح: 8-9] ، فيجوز حمل الضمائر كلها على الله -تعالى-، ويجوز أن يكون الأولان عائدين على الرسول صلى الله عليه وسلم والأخير عائداً على الله -تعالى- لأن التسبيح خاص به، والعربي المسلم يعي هذا فلا إشكال فيه.
السؤال التاسع عشر:
وأما الجمع في قلوبكما، في قوله -تعالى-:"فقد صغت قلوبكما"[التحريم: 4] فسائغ لغة أن يعبر بالجمع عن المثنى؛ لأن التثنية جمع فأقل الجمع اثنان.