الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
توثيق ابن حجر
المجيب د. الشريف حاتم بن عارف العوني
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
التصنيف الفهرسة/ السنة النبوية وعلومها/مسائل في مصطلح الحديث والجرح والتعديل
التاريخ 17/8/1423هـ
السؤال
السلام عليكم.
لله الحمد والمنة فقد أشرفت على موسوعة الحافظ ابن حجر العسقلاني في الأحاديث التي حكم عليها الحافظ في جميع مؤلفاته، وخرجت الموسوعة عن مؤسسة الحكمة في ستة مجلدات كبار، ورغم ما بها من أخطاء في الطباعة أو غير ذلك فيبقى جهداً به من الخير ما به، واليوم وقد شرعت -ولله الحمد- بموسوعة الرجال الذين تكلم عليهم الحافظ ابن حجر، وقد شارفت على الانتهاء من الجمع، وفكرة الموسوعة هي:
(1)
جرد الكلام الموجود في جميع مؤلفات الحافظ المطبوعة حول الرجال.
(2)
لا يدخل في هذه الموسوعة كلام الحافظ في (التهذيب، التقريب، تعجيل المنفعة، اللسان، الإيثار بمعرفة رواة الآثار) .
واكتفيت بذكر إحالة على هذه المؤلفات، أما الكلام في غير هذه المؤلفات فقد ذكرته بنصه، وقد تحصل لنا فوائد كثيرة أذكر منها مثالاً لا حصراً:
1.
الكلام على رواة لم يتكلم الحافظ حولهم في المؤلفات السالفة.
2.
إضافة معلومات جديدة حول الرواة.
3.
معلومات دقيقة تنفع في علم العلل ومقارنات دقيقة.
السؤال: في مواضع كثيرة يذكر الحافظ أن هذا الحديث رجاله ثقات، أو عبارة وثقوا، أو سنده صحيح.
هل أبحث في هذه الأسانيد، وأذكر الرجال الذين أشار لهم الحافظ؟ وسبب سؤالي: أني وجدت الحافظ يذكر هذه العبارة ويعني بها طرف السند لثلاثة أو أربعة رجال، أما شيوخ الراوي كالطبراني أو الطبري فلا يدخلون في شرطه، وأنا محتار هل أعد هؤلاء من شرط الكتاب أم لا؟
الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وأصحابه ومن اقتفى أثره واتقى حدّه، أما بعد:
فأقول وبالله التوفيق:
إذا قال الحافظ أو غيره من العلماء عن إسناد:"رجاله ثقات"، أو "سنده صحيح" فالأصل أنها تدل على أن رجال الإسناد كلهم ثقات عند القائل، إلا إذا استثنى أحداً صراحة، أو دل سياق كلامه على استثناء أحد منهم، وأما إذا قال:"وثقوا" فلا يلزم من ظاهر هذه العبارة أن يكونوا ثقاتاً عند قائلها، ولكن يلزم أن يكون القائل قد علم أنه لم يخل أحد منهم من توثيق، ولو من واحد، ولو كان مخالفاً لغيره بتضعيف.
لذلك أنصح السائل بما يلي:
(1)
أن ينقل في ترجمة جميع رجال الإسناد عبارة الحافظ التي ذكرها، إلا من استثناه صراحة، أما من لم يستثنِهِ صراحة فإنه ينقل العبارة فيه، لكن إن رأى أن ينبِّه على دلالة الاستثناء التي لاحت له في حاشية الكتاب، أو أن ينبه في مقدمة كتابه على أهمية الرجوع إلى سياق كلام الحافظ لاحتمال خروج الراوي عن أن يكون مقصوداً في كلام الحافظ حتى لا يُفهم كلام الحافظ بغير مراده، فهذا حسن، وبذلك تبرأ عُهدة السائل، ولم يُفوت فائدة (ولو محتملة) !
(2)
وتخفيفاً على السائل ما لا طائل تحته، فإني أنصحه بألا يذكر تلك العبارات من عبارات التوثيق الضمني في الأئمة المشهورين الذين أغنت شهرتهم بالإمامة عن نقل أمثال تلك العبارات فيهم.
وفق الله السائل لكل خير، والله أعلم، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.