الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تفسير "وجعلناكم شعوبًا وقبائل
"
المجيب د. نايف بن أحمد الحمد
القاضي بمحكمة رماح
القرآن الكريم وعلومه/تفسير آيات أشكلت
التاريخ 08/11/1425هـ
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الحجرات: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) . صدق الله العظيم.
فماذا يقصد بكلمة (شعوبًا) في هذه الآية الكريمة، هل تعني العرب أو الأتراك أو الفرس أو الإنجليز أو الألمان؟ أم تعني معنى آخر؟ وماذا تعني كلمة قبائل في هذه الآية الكريمة؟ هل تعني القبائل العربية، وجزاكم الله تعالى ألف خير.
الجواب
الحمد لله وحده، وبعد:
قال ابن كثير- رحمه الله تعالى- مفسرًا الآية المذكورة (4/18) : (يقول تعالى مخبرًا الناس أنه خلقهم من نفس واحدة، وجعل منها زوجها، وهما آدم وحواء، وجعلهم شعوبًا، وهي أعم من القبائل، وبعد القبائل مراتب أخر كالفصائل والعشائر، والعمائر، والأفخاذ، وغير ذلك.. وقيل: المراد بالشعوب بطون العجم، والقبائل بطون العرب، كما أن الأسباط بطون إسرائيل.. فجميع الناس في الشرف بالنسبة الطينية إلى آدم وحواء- عليهما السلام سواء، وإنما يتفاضلون بالأمور الدينية وهي طاعة الله تعالى، ومتابعة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولهذا قال تعالى بعد النهي عن الغيبة واحتقار بعض الناس بعضًا منبهًا على تساويهم في البشرية: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا)[الحجرات: من الآية13] . أي ليحصل التعارف بينهم كل يرجع إلى قبيلته
…
قال البخاري (4689) : حدثنا محمد بن سلام: حدثنا عبدة، عن عبيد الله، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيُّ الناسِ أَكْرَمُ؟ قال: "أَكْرَمُكُمْ عندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ". قالوا: ليسَ عن هذا نَسْأَلُكَ. قال: "فَأَكْرَمُ الناسِ يُوسُفُ نبيُّ اللهِ ابنُ نبيِّ اللهِ ابنِ نبيِّ اللهِ ابنِ خَلِيلِ اللهِ". قالوا: ليس عن هذا نسألك. قال: "فَعَنْ مَعَادِنِ العَرَبِ تَسْأَلُونِي؟ ". قالوا: نعم. قال: "فَخِيارُكُمْ في الجَاهِلِيَّةِ خِيَارُكُمْ في الإِسْلامِ إذَا فَقُهُوا") . ا. هـ. وانظر: تفسير ابن جرير (26/139) ، وتفسير القرطبي (16/343) . والله تعالى أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.