الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لا يعطى إجازة في القرآن حتى يقسم على أن يجيز غيره
!
المجيب د. ناصر بن محمد الماجد
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
القرآن الكريم وعلومه/علوم القرآن
التاريخ 3/9/1424هـ
السؤال
المراكز الموجودة في بلدي (جمعية المحافظة على القرآن الكريم) لا تعطي إجازة في القرآن إلا إذا أقسم أمام شيوخ الإجازة على أن يجيز ثلاثة على الأقل (وهو إجباري عندهم) ، وإذا لم يقسم رفضوا أن يعطوه الإجازة بأي حال من الأحوال، وحجتهم في ذلك أن الشروط المعتبرة عند العلماء:
(1)
إخلاص النية.
(2)
أن يقرأ القرآن من أوله إلى آخره بسند صحيح.
(3)
أن يقرئ كما قرأ.
(4)
أن يورث هذا العلم.
أنا طالبة أدرس في هذا المركز وأقرأ القرآن حالياً أمام معلمة تحمل إجازة في القرآن، وهي ترفض أن تعطيني الإجازة إلا بالقسم فهل يجوز لي أن أقسم؟ وما معنى كتمان العلم؟ وهل إذا حصل الشخص على إجازة ولم يجز في المستقبل، هل يعتبر كاتماً للعلم وما هو الدليل؟ وما هو المقصود بتوريث العلم لطالب الإجازة، هل يعني ذلك أن يجيز أم يكفي له أن يدرّس علم التجويد؟ وهل كل من يحصل على الإجازة عن طريق شيخ واحد يعتبر مُؤهَّلاً لأن يجيز في المستقبل أم لا بد له أن يتردد على شيوخ آخرين؟.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فما ذكرته السائلة الكريمة عن هذا المركز وطريقته في إعطاء الإجازة، هو من جملة الوسائل والطرق في تعليم القرآن الكريم، ولا مشاحة فيها، لأنها من المصالح التي لا تخالف نصا من كتاب أو سنة، بل هي مما يعين على تحقيق ما أمر الله به في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم حيث أمر تعالى ببلاغ دينه، وحذر من كتمانه، في عدد من الآيات كقوله تعالى:"وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم"[آل عمران: 187]، وقال تعالى:"إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار"[البقرة: 174] ، وفي الحديث الذي أخرجه أحمد (10420) ، وأبو داود (3658) ، والترمذي (2649) ، وابن حبان (95-96) ، والحاكم (351-352)، وصححه الحاكم وغيره عن أبي هريرة وعبد الله بن عمرو – رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من كتم علما ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار"، فلا يظهر لي ما يمنعك من القسم على نحو ما شرطوا عليك إذا علمت من نفسك الوفاء بمقتضى هذه الشروط، وضابط الوفاء بهذه الشروط أن تبذلي وسعك وطاقتك في الوفاء بها، فإن حصل منك بعد هذا تقصير أو نقص فأرجو أن لا حرج عليك، لأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها، ولا يظهر لي أن عدم إعطاء إجازة يعد من كتم العلم، وما ذكرته في سؤالك لا يدل على أن هذا المركز اشترط أن تعطي الإجازة لمن تعلمينه القرآن، وبكل حال فالمقصود تبليغ العلم وتعليم الناس، والإجازة من الوسائل وليست غاية في ذاتها، فإذا حصل تعليم القرآن الكريم للناس ونشره فيهم حتى من غير إعطاء الإجازة فقد حصل المقصود، وبرأ العالم من إثم كتم العلم، على أن أكثر المدارس والمشايخ لا يشترطون غالب هذه الشروط، ولا يلزم أن تكون الإجازة من ثلاثة من المشائخ، بل العالم المتقن الذي يحمل إجازة يحق له أن يعطي غيره من المتعلمين إجازة إذا أتقن
التلاوة والأداء.
وأما المراد بتوريث العلم فلعك تسألين المركز ذاته عن مراده، لأنه يحتمل أكثر من معنى، وإن كان الظاهر أنهم قصدوا تعليم العلم ونشره بين الناس، والله أعلم.