الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حديث "من أخذ الأجر حاسبه الله بالعمل
"
المجيب عبد الرحمن بن عبد العزيز العقل
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم
التصنيف الفهرسة/ السنة النبوية وعلومها/تصحيح الأحاديث والآثار وتضعيفها
التاريخ 1/3/1425هـ
السؤال
كتب لي أحد الإخوة حديثاً بدأ فيه بقوله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أخذ الأجر حاسبه الله بالعمل"، فهل هذا حديث أو جزء من حديث؟ وما درجة صحته إن كان حديثاً؟ أم هو من كلام الناس الدارج على ألسنتهم؟ -وجزاكم الله خيراً-.
الجواب
لم أجد شيئاً بهذا اللفظ، ولكن الأحاديث الواردة في وجوب أداء حقوق الناس والنهي عن إضاعتها وبيان عظيم العقوبة لمن ضيعها ولم يؤدها كما أمر الله كثيرة جداً، منها ما رواه مسلم في صحيحه في كتاب البر والصلة (ح2582) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء "، ومنها ما رواه البخاري في صحيحه في كتاب المظالم ح (2449) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" من كانت عنده مظلمة لأخيه، من عرضه أو من شيء، فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه.."، وفي صحيح البخاري أيضاً في كتاب فرض الخمس ح (3118) عن أبي الأسود عن ابن أبي عياش عن خولة الأنصارية رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن رجالاً يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة ".
وفي صحيح مسلم، في كتاب البر والصلة ح (2581) عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أتدرون من المفلس؟ قالوا: " المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع " فقال: "إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته، قبل أن يقضى ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار ".
وغير ذلك من الأحاديث الكثيرة، وكل هذه الأحاديث التي ذكرت صحيحة ثابتة وفيها غنية عن ما لم يصح، وجميعها دلت على التشديد في حقوق الناس وأموالهم، ووجوب التخلص من هذه الحقوق وإعطائها أصحابها قبل أن لا يكون دينار ولا درهم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.