الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دياثة منظمة
المجيب الجوهرة العنقري
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ المشكلات الزوجية/
المشكلات الجنسية
التاريخ 23/04/1427هـ
السؤال
أعاني من مشكلة مع زوجي فقد أجبرني على الكلام هاتفيا مع رجال أجانب! مكالمات جنسية، حتى يستمتع وهو معي بالمكالمات!؟ يطلب مني إحضارهم إلى المنزل، ولكني رفضت. وللأسف قد تعرفت على رجل آخر من خلال النت وأحببته، وعلم زوجي بذلك، وعلم أهلي كل شيء عني وعن ما يفعله زوجي معي، وأنا الآن أريد الطلاق، ولكن زوجي يرفض ويقول: إنه تاب، ولكني لا أصدقه، فماذا أفعل؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فإن لكل مسلك ونهج يسلكه الإنسان أثره على قلبه، وكما أن للجسد أسباب صحة وأسباب مرض وعلة، فالقلب كذلك، وما تشتغل به الجوارح مؤثر في القلب لأنها نوافذ إليه، فإذا غض الإنسان بصره حفظ قلبه، وإذا تهاون بالنظرة، والكلمة، قاد قلبه إلى العلة والمرض، بل الموت، فمن أرسل جوارحه في المحرمات فهي سموم يمرض بها القلب وتتراكم عليه الذنوب فتهلكه، روى أحمد (7611) ، والترمذي (3334) ، وابن ماجه (4244) عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"إن المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه، فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه، فإن زاد زادت، فذلك الران الذي ذكر الله في كتابه: "كلَاّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ" [المطففين:14] . قال الحسن في تفسير الآية: هو الذنب على الذنب حتى يعمى القلب فيموت.
وعلى هذا فإن التساهل في الذنوب، والسير في طريق الفتنة خطير الأثر، والله سبحانه وتعالى قد بين لنا طريق العفة، وحذرنا من مزالق الشهوات والأسباب المؤدية إليها، فالله سبحانه وتعالى صان المرأة بنهيها عن أمور عديدة، عن الخضوع بالقول، وعن التبرج والسفور سداً لذرائع الزنا وإغلاقاً لأبواب الفتنة على المرأة والرجل سواء.
وأنت يا أخيه تساهلت بأمر عظيم، وهو الاستجابة لزوجك في هذا المنكر العظيم، وهو مهاتفة الرجال والحديث معهم حديثاً جنسياً -كما ذكرت- فإذا كان الخضوع بالقول وتليين الكلام محرماً، يقول الله تعالى "يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا" [الأحزاب:32] .
فما بالك بما هو أعظم من ذلك مما ارتكبتيه من الحديث الفاحش الصريح؟
واعلمي أنك لا تعذرين بكون زوجك هو الذي طلب منك ذلك، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
أما ما ذكرت أنك ابتليت به من التعلق برجل آخر عن طريق المحادثة بالنت؛ فأتت التي فتحتِ على نفسك باب الفتنة، ولو راقبتِ الله تعالى في جوارحك وحفظتيها من المحرمات لم تصلي إلى هذا السبيل.
وطريق الخروج مما أنت فيه أن تتوبي إلى الله توبة نصوحاً فتقلعين عما أنت فيه وتعزمين على عدم العود، وتندمين على ما فرط منك، ومتى صدق العبد في التوبة تاب الله عليه أياً كان ذنبه، يقول الله تعالى:"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا"[الزمر:53] .
أما ما ذكرت من طلب الطلاق من زوجك فهذا زنيه بميزان الشرع، فإن كان زوجك مقيماً على هذه المنكرات مصراً عليها، تاركاً للواجبات، فهذا يبرر الانفصال عنه.
أما إن كان صادقاً في دعوى التوبة فأعينيه على ذلك وابقي معه، واعلمي أنه ليس من السهل أن تطلب المرأة الطلاق من غير بأس.
وقد يكون رفضك الحالي لزوجك لتعلقك بهذا الذي تعرفتِ عليه عن طريق النت، وهذا طريق مشبوه، وهذا الرجل قد يكون أسوأ من زوجك فأبعديه عن حياتك، والجئي إلى الله تعالى بالتوبة، والاستغفار، والمحافظة على الواجبات، وتضرعي إليه في أوقات الإجابة كأدبار الصلوات، وبين الآذان والإقامة، وفي الثلث الأخير من الليل وجاهدي هواك، وسيهديك الله تعالى كما وعد.
"وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا". أسأل الله لنا ولك الهداية والثبات.