الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
زوجتي شخصيتها نرجسية
المجيب د. عبد العزيز بن علي الغريب
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ المشكلات الزوجية/المشكلات العاطفية
التاريخ 04/09/1425هـ
السؤال
كيف أتعامل مع الشخصية النرجسية، حيث إن زوجتي مصابة بها، وبها صفات ممتازة، جميلة، وشاطرة، ومثابرة، وواثقة من نفسها، وذات مسؤولية، إلا أنها عنيدة، وسريعة الاستثارة، وحساسة، ومتشائمة، مما تسبَّب لي في مشاكل كبيرة، علماً أن شخصيتها من نوع نمطي معين (تحليلي -عملي - قيادي) وأنا على عكسي ذلك تماماً فأنا إنسان (ودود- معبر -ابتكاري) ،إنسان مرهف، عاطفي، هي عاشت طفولة انعزالية، وليس لها إخوة، بل كلهن أخوات، والشخصية النرجسية موجود فيها حب الذات، وعدم تحمل أي رأي، بل تعتبره نقداً، ويجب معاملتها معاملة خاصة.
الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أخي الكريم: من سنك أستشف أنك حديث عهد بالزواج، وقد تكون تربيتك مع أهلك وإخوتك وأخواتك أثَّرت عليك في نظرتك للنساء، وجعلت المشكلة تتركز في زوجتك في أنها متسلطة وعنيدة وحساسة، وتريد اتخاذ القرارات وقيادة البيت، وغيرها من السمات المتوقعة من النساء في بداية الزواج، أنت قد لا تكون أسهمت في دلالها في أول الزواج، فكانت ردتها عكسية عليك، كذلك وصفك لشخصيتك قد يكون دفعها لاتخاذ القرارات، فهي كما تقول واثقة من نفسها ومثابرة، وبها صفات جميلة، فأنت ركزت على قضية تمس شخصيتها، وجعلتها مشكلة في حياتك الزوجية.
في تصوري المشكلة بسيطة جداً، فحداثة عهدك بالزواج جعل تفكيرك يرمي باللوم على صفات الزوجة، بل على العكس تماماً، فصفاتك قد تكون دعت زوجتك لأخذ هذا الدور، فأنت هادئ، عاطفي، ودود، تميل للابتكار والإبداع، وهي كلها صفات لا نقلل منها، إلا أن مسؤولية الزوج، وواجباته أهم من هذه الصفات، فإذا توافق حسن القيادة وتحمل الأعباء والمسؤوليات مع صفاتك، فهذا حسن، أما الأخرى، - أخي الكريم- قد لا تكون مطلوبة من الزوج بشكل مباشر، فلا بأس أن تكون عاطفياً وهادئاً، وفي نفس الوقت تقوم بمسؤوليتك، فوصفك للنرجسية قد لا يكون دقيقاً في حق زوجتك، ولا يعني عدم توافقها مع ما تريد أنه عيب فيها، لا تكن قاسياً وانظر للكوب المملوء ولا تنظر للجزء الفارغ، كل نساء الدنيا لو خيرن بين قيادة أسرهن أو أزواجهن لاخترن الأولى، فلا تضيق، ومع ازدياد الخبرة ستدرك الكثير والكثير من أسرار الحياة الزوجية، لا تركز على هذا الموضوع وتجعله في بؤرة تفكيرك، انظر لمثابرتها وجمالها، وقُدْ أسرتك قيادة حكيمة، أما الزوجة ففي بداية الحياة، فلا تكن قاسياً عليها.
مع ذلك اسع لتعديلها، ولكن تأكد أنك لا تستطيع تفصيلها وفق ما تريد، أنشئ مكتبة صغيرة، اجمع فيها كتيبات صغيرة عن الحياة الزوجية، اقرأ في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وتعامله مع زوجاته، اجمع كتباً عن الطفولة والآمال والأحلام، لا تكن رومانسياً مغلقاً، ولا تكن جافياً مبعداً، خذ الأمور من الوسط، واسأل نفسك سؤالاً دائماً أين الكمال؟ هو لله عز وجل هذه بعض النصائح متمثلة في جملة قيم اجتماعية، أتوقع -بتوفيق الله- أن تكون عوناً في حياتك الزوجية، فمشكلتكم لا تحتاج إلا بداية حقيقية منك، انظر للأمام ولا تندم على قرارك، فأنت في أول الطريق. أسأل الله العلي القدير أن يوفقك في حياتك الزوجية، وأن يكون بيتك بيتاً صالحاً - إن شاء الله-.