المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أنقذوني من جحيم زوجي - فتاوى واستشارات الإسلام اليوم - جـ ١٨

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌أنا وهجران زوجي

- ‌زوجي يكثر السهر

- ‌زوجي يضايقني بتصرفاته

- ‌المحبة بين الزوجين والحلقة المفقودة

- ‌هل أطلب الطلاق

- ‌ما هي حقوق الزوج على زوجته

- ‌زواج بلا حقوق

- ‌أليس من حقي أن أستقل ببيت

- ‌الخيار الصعب

- ‌وجدتُ منها بعض المنفّرات، فهل أطلقها

- ‌زوجي يطالبني بحقوقه ويتناسى مؤثرات عملي

- ‌متخوف من الزواج

- ‌ليلة الزفاف

- ‌ليلة زواجي الأولى.. آمال ومخاوف وتساؤلات

- ‌لا ذنب لها ولكني غرت عليها

- ‌الغيرة

- ‌شدة الغيرة على الزوج

- ‌حياتي والغيرة

- ‌ماضي زوجتي يتعبني

- ‌من أجل غيرتي قررت الابتعاد عن زوجي

- ‌زوجتي شديدة الغيرة

- ‌هل هذه نزوة أم إدمان

- ‌تغار على زوجها من زوجات إخوانه

- ‌اغتصبت وهي طفلة…فهل أطلقها

- ‌الشك

- ‌زوجي كثير الشكوك

- ‌شك في غير محله

- ‌زوجي أصبح لا يثق بي، فكيف أعيد ثقته

- ‌زوجتي ليست بكراً

- ‌أريد أن أسترجع ثقة زوجتي بي

- ‌زوجتي ليست عذراء

- ‌زوجي يشك فيّ

- ‌اكتشفتُ تاريخ زوجتي

- ‌زوجته على علاقة محرمة برجل

- ‌تزوجني الثانية…وظلمني

- ‌مشكلات التعدد

- ‌هل عَدَل زوجي بيننا

- ‌زوجة أبي تقسو علي

- ‌تزوج عليها فحاولت قتله

- ‌رضيت لي بالتعدد ثم انقلبت علي

- ‌رغبتي في زوجة أخرى.. أغضبت زوجتي

- ‌زوجي يريد ثانية.. لا مانع

- ‌يصبو إلى التزوج بثانية

- ‌تخشى أن يتزوج بأخرى

- ‌هدّدني بالزواج

- ‌زوجي غير عادل بين زوجاته

- ‌أختي تهددني إن تزوجت بثانية

- ‌ألا يسع الحب لأكثر من زوجة

- ‌أريد الزواج بثالثة ولكن

- ‌زوجي استرجع زوجته الأولى

- ‌تزوجت حديثاً وأرغب الزواج بأخرى

- ‌أريد أن أتزوج من أرملة ولكن

- ‌والدي..وزوجتي..وأنا

- ‌مشكلات الاختلاف بين الزوجين في العادات التعليم

- ‌هل لها أن تطلب الطلاق

- ‌مشكلتي أني عصبية جداً

- ‌زوجتي والخجل

- ‌زوجي يريد أن يُسِكن أخاه معنا

- ‌زوجي على علاقة بكاهنة

- ‌الخيانة

- ‌هل أطلقها أم أستر عليها

- ‌تمتنع عن معاشرة زوجها؛ لأنه يزني

- ‌زوجي والخادمة

- ‌أريد معاقبة زوجي

- ‌زوجها يهجرها في الفراش

- ‌زوجي مبتلى بعلاقات محرمة

- ‌أريد أن أسترجع ثقة زوجتي بي

- ‌هل أخبر جاري بخيانة زوجته

- ‌زوجي خائن.. فماذا أعمل

- ‌هل أسامحها أم أطلقها

- ‌لا أريد أن أهدم بيتي

- ‌خانها زوجها مرتين

- ‌وقفات مع مدمن معاكسات

- ‌اكتشف أنها تخونه

- ‌نشوز زوجتي لا يطاق

- ‌سوء العشرة

- ‌الإنترنت.. اختطفته مني

- ‌والداي يتهاجران

- ‌مشكلة الزوجة القلق والانفعال

- ‌نكث بوعده..!! فهل اطلب الطلاق

- ‌زوجي سليط اللسان

- ‌زوجي يظلمني من أجل أمه وأخته

- ‌زوجها كثير الخروج، ولا يجلس معها إلا قليلاً

- ‌زوجي يضربني، فهل أطلب الطلاق

- ‌علّقها زوجها فتعلّقت بآخر ووعدها بالزواج

- ‌زوجي بنفسية متقلبة

- ‌يسيء معاملتها ويشتمها بحضرة أهله

- ‌زوجي يضربني ثم يزعم حبي

- ‌لسان زوجي حِداد علي

- ‌زوجتي لا تقدر ظروفي

- ‌زوجي سليط اللسان

- ‌زوجي يضربني ويسئ معاملتي

- ‌زوجي يضربني وأسرته تظلمني

- ‌أنقذوني من جحيم زوجي

- ‌هل الطلاق حل مشكلتي

- ‌ما زلت بكراً وزوجي مدمن خمر، و

- ‌عصبيتها وصلت إلى حالة مرضية

- ‌تعيش في تعاسة مع زوجها

- ‌معاناتي مع أم زوجي

- ‌أهل الزوجة

- ‌أم الزوجة

- ‌حماتي تسيء إلي كثيراً

- ‌حماتي نكدت عليَّ حياتي

- ‌والداي يكرهان زوجي

- ‌والداي يسألاني النفقة ولو من مال زوجي

- ‌تريد الرجوع إلى زوجها وأبوها يرفض

- ‌هل أطلقها

- ‌نشوز الزوجة

- ‌عناد الزوجة

- ‌هل أطلقها

- ‌زوجتي هجرت بيتي

- ‌حياة كلها نكد

- ‌زوجتي تسيء معاملة أهلي

- ‌كيف أصلح حال زوجتي

- ‌زوجتي لا تطيعني

- ‌حينما تكون الزوجة سليطة اللسان

- ‌أنا حائر مع زوجتي

- ‌هكذا بدأت حياتنا الجديدة، فهل نستمر

- ‌خصومات زوجية

- ‌زوجتي لا تطيعني

- ‌غير مرتاح مع زوجته

- ‌دياثة منظمة

- ‌المشكلات الجنسية

- ‌زوجي لا ينام معي

- ‌غَيْبة زوجي طالت حتى أضرَّتني

- ‌هجر الزوج في الفراش تأديباً له

- ‌أحسَّ بفتور جنسي بعدما خطب

- ‌فتور.. الزوج

- ‌هل أنا فاشل.. كزوج

- ‌إعراض الزوجة. . ما الحل

- ‌البرود الجنسي

- ‌زوجها يهجرها في الفراش

- ‌دخل بها منذ أشهر…ولكن لا تزال بكراً

- ‌زوجته تهجره في الفراش

- ‌هل أطلقها لأتزوج بأجمل

- ‌المشكلات العاطفية

- ‌اشعر أني غريب عن زوجتي

- ‌جفاف المشاعر.. أحرقني

- ‌زوجتي حساسة..جداً

- ‌زوجتي سلبية

- ‌رغم أنه ملتزم…زوجي لا يهتم بي

- ‌هل علي إثم إن طلقتُها

- ‌زوجتي شخصيتها نرجسية

- ‌هل تأثم بكرهها لزوجها

- ‌لا تحبه، فهل يطلقها

- ‌زوجي مشغول

- ‌لا أطيق زوجتي

- ‌زوجي لا يعرف (الرومانسية)

- ‌أنا وزوجتي مشاكلنا كثيرة

- ‌أنا حائر مع زوجتي

- ‌أنا لا أحب زوجي، ومن أجل ذلك

- ‌أعاني من فقدان العاطفة

- ‌مضى عمري معه ولا أحبه

- ‌لا يشعر برغبة نحو زوجته

- ‌أشعر بنفرة شديدة وكره لزوجتي

- ‌زوجي عنيد وبخيل

- ‌أحبها…وتزوجت غيرها.. فكيف أنساها

- ‌من أجل هذا تبلدت مشاعري تجاهه

- ‌فقدت حلاوة الإيمان وكرهت الحياة

- ‌ضعف الوازع الديني

- ‌زوجي يُكرهني على سماع الغناء

- ‌زوجتي لا تلتزم بالزي الشرعي

- ‌كيف أدعو زوجي

- ‌زوجي.. مدمن

- ‌زوجي لا يصلي

- ‌وِسام شرفٍ لأمّ ناجحة

- ‌تعبت مع زوجي

- ‌زوجي.. القدوة السيئة

- ‌لم أعد أطيق زوجتي

- ‌تعاني فجور زوجها…ولكن لا تريد تشتيت الأسرة

- ‌زوجتي وأهلها غير ملتزمين

- ‌زوجتي متبرجة

- ‌زوجتي ليست ملتزمة

- ‌أنا بين خيارين مُرَّين: نزع الحجاب أو الطلاق

- ‌زوجي يأمرني بالنقاب وعملي يهددني بالإقالة

- ‌كيف أتعامل مع كذب زوجي

- ‌زوجتي تريد أن أحلق لحيتي

- ‌يقسو عليها ويصدها عن الاستقامة

- ‌ عدم الإنجاب

- ‌هل مِنْ دعاء للإنجاب

- ‌زوجي لا يريد الإنجاب

- ‌زوجي لا يريد أطفالاً مني

- ‌أنجبتُ البنات فهددني بالطلاق

- ‌زوجي غير قادر على الإنجاب

- ‌تأديب الزوجة بمنعها من الإنجاب

- ‌لم أنجب فنصحوني بالذهاب للسحرة

- ‌يعيروني بعدم الإنجاب

- ‌زوجتي تتذمر من عملي

- ‌الوظيفة

- ‌البيت أم الوظيفة

- ‌صدمة انتهاء العلاقة

- ‌مشكلات الطلاق

- ‌أخشى أن يطلقني

- ‌تزوجتُ.. واستعجلتُ

- ‌هل الخلع يحقق لي السعادة

- ‌استغلني ثم طلقني

- ‌هل تصبر أم تسأله الطلاق

- ‌العلاقات الأسرية

- ‌رسالة إلى عاق

- ‌معاملة الوالدين

- ‌لا أستطيع برّه…فهل يعد عقوقاً

- ‌استدراك ما فات من بر الوالد بعد وفاته

- ‌المرض النفسي لوالدنا…أحرجنا

- ‌لم أوفَّق بسبب دعاء والدتي

- ‌هل يستحق أبي البِر

- ‌بيني وبين بِرِّ والدي ضرَّة والدتي

- ‌رفضت العلاج لتوفر تكلفته لأولادها

- ‌دعوات أمي تلاحقني

- ‌أرشدوني فقد هجرني والدي

- ‌والداي يكرهان تديُّني فهل أُضَيِّفهما

- ‌أحب الخصوصية في مشاعري

- ‌والدي يستطيل في أعراض المحصنات

- ‌بين حفظ القرآن وشواغل البيت

- ‌كيف أرغب الأب في الصلاة

- ‌والدتي.. هي المشكلة

- ‌لقد كبرت فمتى يدركون

- ‌حياتي معهم لا تطاق

- ‌أدب الحوار مع الأم

- ‌أبي لا يعطيني مالاً

- ‌معاناتي مع أمي

- ‌أشعر بجفوة بيني وبين أبي

- ‌أبي شاكٌ في الإسلام، فكيف أعامله وأدعوه

- ‌طاعة الأم في قطع الرحم

- ‌والدته تريد نفس أعطياته لزوجته

- ‌هل هذا من العقوق

- ‌أمي سريعة الغضب

- ‌كيف أتعامل مع والدي الظلوم

- ‌أمي مدمنة أسواق

- ‌نصائحي تصدم بتعنت أخواتي

- ‌أمي.. ورسائل الجوال

- ‌معاناتي مع أبي

- ‌أداء الشهادة إذا كانت تغضب الوالدين

- ‌العلاقة بين الآباء والأبناء

- ‌هذا ما جناه علي أبي من تفضيل أخي

- ‌معاناتي مع أمي

- ‌لماذا يقاطعوني وزوجتي

- ‌أنا عصبية ولكن على أمي وحدها

- ‌لا أستطيع أن أحب أمي

- ‌أمه متبرجة

- ‌والدي والربا

- ‌والدي سيئ الخلق معنا

- ‌والدي يبدد مالي

- ‌والدي لا يغفر لي زلة

- ‌والدي شحيح

- ‌هل هذا من البر بالأم

- ‌أكره أمي وأحتقرها

- ‌والدي يرفض زواجي

- ‌هل الخروج من بيت الوالدين بعد الزواج من العقوق

- ‌أرضي مَنْ وأغضب مَنْ أمي أو زوجي

- ‌أمي لا تحبني

- ‌ضرب الأب أبناءه

- ‌كيف التعامل مع القريب الفَتَّان

- ‌العلاقات مع الأقارب

- ‌هل أجازي قطيعته بقطيعة

- ‌تغيَّرت للأحسن ولكن علاقتي بأقاربي فترتْ

- ‌هل من حقي هجران أختي

- ‌لا أريد الكسب الخبيث.. وأخشى من أخي

- ‌أختي خانتني، وفقدت ثقتي بالآخرين

- ‌أختي همازة لمازة

- ‌عمه لا يكترث للدين، فكيف يعامله؟ وهل يصله

- ‌صلة أقارب الزوجة

- ‌الصمت ليس من ذهب..دائما

- ‌التجارة مع الأقارب

- ‌لا أشعر بالأخوة معهم

- ‌هل يقبل عمل المتقاطعين

- ‌الهداية وسط بيئة فاسدة

- ‌يسخر مني لأني ملتزم

- ‌إقامة البدعة أم قطيعة الرحم

- ‌ذلك الحاجز الوهمي

- ‌الحياء يمنعنا من قسمة التركة

- ‌خالاتي يسئن إليَّ وإلى زوجي

- ‌أقاربي سحرة فهل أصِلُهم

- ‌هل تصل أقاربها وقد قذفوها

- ‌صلة الرحم مع الساحر

- ‌زوجة أبي تقسو علي

- ‌أخشى أن أَصِلَها فيقاطعني إخوتها

- ‌طاعة الأم في قطع الرحم

- ‌في بيتنا فتنة، فهل أهجره

- ‌قد نزغ الشيطان بيني وبين اخوتي

- ‌هذه الأم، هل تستحق البر

- ‌أهمله أبوه فكرهه

- ‌أخي وزوجته ونحن

- ‌أبي لا يهتم بالبيت

- ‌هل أقاطعهم

- ‌افتراق الأخوة

- ‌حينما تغيب الحكمة

- ‌تفكر في الانتحار لمشكلات أسرية

- ‌أختي تسيء معاملتي

- ‌المشكلات تسكن في بيتنا

- ‌أهلي قاطعوني

- ‌شقيقتي تقيم مع كافر

- ‌أخت زوجها متبرجة فكيف تنصحها

- ‌ابني والخادمة: علاقة آثمة

- ‌مشكلات الخدم

- ‌حتى لا يقع في شَرَك الخادمة

- ‌هكذا تعارفا، فهل نزوِّجهما

- ‌اجتماعية أخرى

- ‌حقوق المرأة في الإسلام.. وهم أم حقيقة

- ‌يعيّروني بأني لقيطة

- ‌أنا والتهميش الوظيفي

- ‌ما زال يلاحقني بعد توبتي

- ‌في أسرتنا منحرفة

- ‌حبها استولى على عقلي

- ‌جدتي لا تصلي، فكيف ننصحها

- ‌لماذا لا يشرع التعدد للمرأة

- ‌تتمنى الزواج بالنبي صلى الله عليه وسلم في الجنة

- ‌زوجتي والمواقع النسائية

- ‌متاعب الحياة تشغلها عن الطاعات

- ‌معاناتي بين الرياء وترك العمل

- ‌كيف أحافظ على هذه الحياة الأسرية السعيدة

- ‌تخلّصت من جنينها من أجل حبيبها

- ‌كيف تتخلص من مشاعر حبها له

- ‌هل أرجع لبلدي أم أواصل دراستي في بلد الكفر

- ‌كيف أزور مريضاً

- ‌طريقة مكشوفة لعلاقة مشبوهة

- ‌تحاصرني ديوني

- ‌استشارات تربوية وتعليمية

- ‌أولًا: تربية الأولاد

- ‌كيف اغرس في ولدي ثقته بنفسه

- ‌مرحلة الطفولة

- ‌طفل…وهمة عالية

- ‌توجيهات في تربية الأولاد

- ‌طفل مشاكس

- ‌ابني خجول بشكل ملفت

- ‌ما العمل..؟ طفلي يحيرني

- ‌طفلي عنيف

الفصل: ‌أنقذوني من جحيم زوجي

‌أنقذوني من جحيم زوجي

المجيب د. عبد الوهاب بن ناصر الطريري

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية -سابقا-ً

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ المشكلات الزوجية/سوء العشرة

التاريخ 03/04/1426هـ

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا امرأة متزوجة منذ 9سنوات، ولديّ أولاد، كانت حياتي في بدايتها سعيدة، يتخللها المرح والاحترام المتبادل بين الزوجين، فزوجي شخص حنون وملتزم التزاماً حسناً، ويكثر من قراءة القرآن وحضور المحاضرات، -هذا ما علقني به أول الأمر-، وبعد سنتين من الزواج بدأ زوجي -مع التزامه- عند حدوث أي مشكلة يستخدم الكلمات البذيئة، ثم بعدها بفترة استخدم الضرب، سواء بيده أو بأي شيء معه ما عدا الحديد، ومع سكوتي وسرعة رضائي عنه أصبح يتمادى في ضربي في أي مكان من جسمي، وأنا مهما تكن حالتي أثناء المشكلة لا أحب أن أخبر أحداً من أهلي بذلك، ولا أحب تصعيدها؛ لأني أحس أنها مشكلة عائلية خاصة جداً جداً.

وقد مرت فترة 4 أشهر تقريباً عاهد فيها نفسه ألا يضربني؛ بحجة أنه لا يريد الاحتكاك معي، وأنه سوف يتجاهلني، وأنا أحس أنه في تلك الفترة قد حس بالذنب، ولكن لا يفصح، فرجع بعدها أشد من ذي قبل، فأصبح -تقريباً- في الأسبوع مرة أو مرتين يضربني، حتى بدأت معالم في جسمي جراء الضرب المبرح أخفيها عن الناس، وكلٌّ يسألني عن هذه الآثار التي في يدي ورجلي؟ وقد تحدث لي -كامرأة- بعض المضاعفات الداخلية من أثر الضرب على الظهر وعلى البطن، لأنه يتهور إذا بدأ يضرب، وقد أدافع أنا بدفع يده أو إبعاده بقدمي، لكن لا تقارن قوتي بقوته كرجل، ويقول لي: في القرآن كلمة (واضربوهن) .

أنصحوني ماذا أفعل في حياتي الزوجية الخالية من أي معالم الكرامة؟ فأنا أحس باليأس منها، ولا أريد إفسادها، وماذا أفعل لإصلاحها، وهل يمكن ذلك؟.

الجواب

الابنة الصابرة وفقها الله.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلقد سببت لي رسالتك -أيتها الصابرة- ألماً نفسياً شديداً بسبب هذه المعاناة التي صورتها كلماتك، وزاد ألمي وصفك لهذا الزوج بالالتزام، وقراءة القرآن، وحضور المحاضرات.

وأصارحك بأني لا أبرئك من خطأ يستثير زوجك، ويكون سبباً في قسوته وعدوانه، وأن عليك تفقد نفسك أن تكوني سبباً للإثارة، ولكني أعلم يقيناً أن الأخطاء لا تعالج بهذا العدوان، وأن خطأ الزوج الذي يتعامل بهذه القسوة أكبر من خطأ الزوجة، وأن هذا التعامل القاسي لا يصح صدوره من مسلم يخشى الله ويتقيه.

فأين هو -هداه الله- إذًا من قول الله عز وجل: "وعاشروهن بالمعروف"[النساء: 19] .

وقوله صلى الله عليه وسلم: "إني أحرج حق الضعيفين اليتيم والمرأة" أخرجه أحمد (9666)، وابن ماجه (3678) . وقوله صلى الله عليه وسلم:"اتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله" أخرجه مسلم (1218) .

أين هو -هداه الله- من شهامة الرجل الذي ينظر للمرأة على أنها محل الرعاية والحماية والعطف، وليس على أنها ميدان لاستعراض القوة، وإظهار البطولات، وتحقيق الانتصارات، ولذا قالت العرب:"لا يكرمهن إلا كريم ولا يهينهن إلا لئيم، يغلبن الكرام ويغلبهن اللئام".

ص: 150

أي بنيتي: إني أرى أن عليك أن تجلسي إلى زوجك في ساعة صفاء؛ تبثين فيها إليه -بكثير من الهدوء والمنطق والعقل- معاناتك، وتتحدثين معه على أنه زوجك وأقرب الناس إليك، وأنك ما صبرت هذا الصبر إلا محبة للبقاء معه، وكرهاً للبعد عنه.

حدثيه وهو المسلم الملتزم كما وصفتِه:

بأن الإسلام أسس لتعامل أسري رائع، وحياة دافئة ناعمة، بعيدة عن التوتر والخشونة؛ ليتحقق الإشباع العاطفي والاستقرار الأسري والصحة النفسية العالية لجميع أفراد الأسرة.

فللزوجة الحب وحسن المعاملة، قال صلى الله عليه وسلم:"حتى اللقمة التي ترفعها إلى في امرأتك" صحيح البخاري (2742)، وصحيح مسلم (1628) . وقال عليه الصلاة والسلام:"أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وألطفهم بأهله" أخرجه الترمذي (2612) ، وغيره.

حدثيه: أن الشريعة جاءت أيضًا بإقامة العوازل ضد تصرفات القسوة والعنف.

فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو يربي المجتمع لتخليصهم من أوضار الإرث الجاهلي: "لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ثم يضاجعها في آخر اليوم" أخرجه البخاري (5204) . ولينظر إلى المقارنة الرائعة التي تبين أن دفء الاحتضان الليلي لا يمكن أن يكون ثمرة لشراسة العنف النهاري.

وعندما اشتكى نساء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ضرب أزواجهن تفاعل -بأبي هو وأمي- مع هذه الشكاية، فقال:"إنه قد طاف بأبيات آل محمد نساء كثير كلهن يشتكين أزواجهن، أولئك ليسوا بخياركم" أخرجه النسائي في الكبرى (9176) . وقد كان صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة في ذلك، فهو زوج لتسع نسوة، وأب لبنات وأحفاد، ومع ذلك ما ضرب صلى الله عليه وسلم بيده امرأة ولا خادمًا ولا أحدًا، إلا أن يجاهد في سبيل الله.

بل كان صلى الله عليه وسلم هو الحماية والملاذ للزوجة، فقد مر أبو بكر رضي الله عنه ببيت عائشة، فسمع صوتها مرتفعًا، فاستأذن ودخل غاضبًا على ابنته، وهو يقول: ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهمَّ أن يتناولها بيده، فلم يكن لها ملاذ إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي حماها منه، وخرج أبو بكر ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إليها، ويقول:"كيف رأيتيني أنقذتك من الرجل" أخرجه أبو داود (4999) ، وغيره.

حدثيه يا بنتي: أن العنف والقسوة في الأسرة سبب نضوب العاطفة، وبناء عوازل نفسية بين أفراد الأسرة ورب الأسرة، وأن هذا العنف يحول علاقة الحب إلى رعب، والتآلف إلى نفرة.

إن المرأة مهما كانت نبلاً ومثالية لن تعطي لزوجها وآثار عنفه على جسدها، ولن تبادله حبًا وعاطفة وآثار جراحاته النفسية غائرة في وجدانها، ولذا تقع هذه المرأة عرضة لأنواع الإصابات النفسية الشديدة التي تعوقها عن القيام بدورها زوجة وأماً.

ذكِّريه أن الأب والزوج القاسي لن يكون مصدرًا للتوجيه، ولا نموذجًا للقدوة، وصلوات الله على خير معلّم للناس الخير، حيث قال:"إن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف" صحيح مسلم (2593) . "إنها رحمة وإنما يرحم الله من عباده الرحماء" صحيح البخاري (1284) ، صحيح مسلم (923) .

ذكِّريه بأن استدلاله بقوله تعالى:"واضربوهن.." استدلال غير صحيح؛ لعدة أمور:

ص: 151

أولهما: أن الله ذكر الضرب بعد أدبين قبله، فهو غير مشروع إلا إذا لم يفد ما قبله، وهو قوله تعالى:"فعظوهن واهجروهن في المضاجع"[النساء: 34] ، فالرجل يقدم الموعظة، فإذا لم تجدِ هجر هجراً جميلاً، فإذا لم يجدِ انتقل إلى الضرب، فالضرب هو الوصفة الأخيرة والنادرة، ولكن صاحبك -هداه الله- جعلها الوصفة الأولى والدائمة.

ثانيهما: أن الضرب المأذون به هو ما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "ضرباً غير مبرح" صحيح مسلم (1218) . إنه ضرب توجيه وتأديب، لا ضرب قسوة، وتشفٍّ وانتقام، ضرب يشعر بالعتب ولا يتلذّذ بالألم، يستعمل فيه الرجل قوة شخصيته، وليس قوة جسمه.

فأين هذا وما تصفينه من ضرب هذا الزوج -هداه الله-.

ذكريه -بنيتي- وسائليه هل يرضى بمثل هذه المعاملة لأخته أو ابنته؟ وهل ستغمض له عين لو علم أنها تلاقي مثل ما تلاقينه؟

ذكِّريه أن قوته عليك فوقها قوة الله الذي وهبه قوته، وقد يسلبها منه في أي لحظة، أو يسلِّط عليه من هو أقوى منه، وأن الله عز وجل يملي للظالم ثم يأخذه بعزته وقهره "ولا تحسبن الله غافلاً عمّا يعمل الظالمون" [إبراهيم: 42] ، "دعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام، ويفتح لها أبواب السماء، ويقول الرب عز وجل: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين" أخرجه أحمد (9743) .

حدثيه بهذا ومثله، فإن كان ممن يخشى الله، فقد قال الله:"سيذكر من يخشى"[الأعلى: 10] . وتكونين قد أديت واجبك نصحاً وتفاهماًَ.

ثالثهما: أحذرك من الخضوع والخنوع لهذا الوضع المهين، وعليك بالمحافظة على حقوقك، وليس السكوت والاحتمال هو الحل دائماً.

ولذا فإذا حصل أن كرر مثل هذا التصرف فإن عليك الاستعانة بأهلك، ووضعهم في الصورة، واستخراج تقرير عاجل عن الحالة من المستشفى، ثم التقدم بشكاية فورية للمحكمة.

واعلمي -يا ابنتي- أن المحاكم لم توضع إلا لحماية الحقوق، وردع من لا يرتدع إلا بقوة الحق.

أي بنيتي، إني أخشى أن يكون زوجك -هداه الله- مأزوماً بأزمة نفسية، ويجعلك محطة تفريغ انفعالاته المريضة، ولذا فإن المواجهة توقف هذا النوع عند حده، وتشعره أن التمادي بلا حدود لا يمكن استمراره.

فإن توقف وارتدع فالحمد لله، ولعلها تكون نهاية المعاناة، وأن يؤلف الله بينكما بحياة مستقرة هانئة.

وإن أدى ذلك إلى أن يطلقك ويذهب عنك، فلا أظنك ستخسرين ما يؤسف عليه، وسيغني الله كلاً من سعته، وكان الله واسعاً حكيماً.

أعانك الله، ويسر أمرك، وفرج همك، ونفس كربك، والسلام عليك.

ص: 152