الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذلك الحاجز الوهمي
..!!!
المجيب د. عبد العزيز الصمعاني
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الأسرية/العلاقات مع الأقارب
التاريخ 29-3-1423
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
سؤال ارقني وأتمنى عرضه على الأخصائي.. أنا شاب في مقتبل العمر أصغر أخوتي وعندي مشكلة هي أن أخي الذي يكبرني ببضع سنوات كافح وكون نفسه مادياً والمشكلة يا أخي أنه لم يقصر على بعد أن أنعم الله عليه ولكن أجده بعيدا عني..!! أي ليس مثل أصحابي بالنسبة لتعاملي معه وأيضا ليس كباقي إخوتي الذين أكبر منه وأنا دائما أتساءل: لماذا هذا؟!
هو يحبني وأنا أيضا ولكن ليس هناك ذاك المزاح الذي يحدث بين الإخوة كما نرى وأنا دائماً أحاول التقرب بالكلام اللطيف ولكن لا أقدر وحتى هو كلمني قال إني أريد أن أكون لطيفا معك وتكون أنت أيضا وأن لا يكون بيننا ذلك الحاجز..!! ولكن أنا وهو كأننا من طينة واحدة أنا عن نفسي أهابه لأنه كان في طفولتي شديد ومتزمت وأيضا دائما يطالبني بالاعتماد على النفس وأنا صغير لأنه كان عليه عبء ويريدني أن أكبر بسرعة وأيضا كان متدينا وله مواقف معي بأن كان كالمخبر علي في المنزل أي خطأ كان يخبر به رئيس المكتبة وكنت من الناس الذين يستحون ولا أريد أحد يتدخل في أموري وحتى لو كان الدافع مصلحتي فمن الخطأ أن يخبر أحدا كرئيس المكتبة نضرته عني جيدة بل يكتفي بنصحي، وهناك تراكم من المواقف في الطفولة أتوقع أنها تحول بيني وبينه والحقيقة هو الآن ليس كالسابق بل أن شخصيته الدينية قلت بكثير.
والله العظيم الذي لا إله إلا هو أنه لم يقصر علي بالنسبة لما أطلبه منه وهو دائما يطلب مني أشياء وأنا لم أقصر ولكن المشكلة هي أن علاقتنا ليست علاقة ضحكات وسوا ليف طويلة وإنما علاقتنا جادة أنا أسعى لبر والدي وهو أيضا، وكلنا متعاونين بهذا الخصوص وأيضا، هو من النوع الحساس والذي يقول كلاما قاسيا ولا يجامل في كلامه وأنا أيضا عندي نقطة الحساسية، وما أريده أن تنصحني بفك عقده أنه إذا جلسنا يكون الكلام سؤال وجواب وإذا كان هناك مشكلة أو أي مناسبة يكون الكلام عنها فقط وأنا ولله الحمد من الذين يؤمنون أنه لا يخلو إنسان من مشكلة نفسية وأيضا لست من الذين يدعون أنهم أعقل الناس وإنما إذا حصل لي أي مشكلة أرجع للكتب وأقرأ وأتثقف لأعالج نفسي
…
أعلم أن الكلام متداخل بعضه ببعض ويحتاج إلى قاموس لفك طلاسمه..!! أتمنى أن أكون صديقاً لكم
…
وعلى فكرة ما اعنيه بقولي أن أخي كان تدينه أقل ليس هذا سبب اعتدال علاقته معي.. وإنما لوصف الواقع وشكرا.
الجواب
أهلا بك صديقا وأخا لنا وسؤالك واضح لا لبس فيه ومن سؤالك يتضح أنه ليس عندك مشكلة وإذا كان ثم مشكلة فهي عند أخيك ولكن أحتاج أن أعلق على بعض النقاط من سؤالك.
أحيانا العلاقة بين الزملاء تختلف عنها بين الإخوة فمثلا ما تشارك فيه زميلك من أسرار أو هموم قد لا تجد لها مجالا مع أخيك ولذلك هناك عاملان أساسيان خلقا مثل هذا الشعور عندك وهو وجود مشكلة بينك وبين أخيك وهذا غير صحيح. العامل الأول تركيب الشخصية والمفاهيم والاهتمامات عند أخيك تختلف عنك وبالطبع عن زملائك. الثاني فارق السن بينك وبينه وأنك الأصغر. فهذه الفوارق كفيلة بخلق حاجز أو غموض بينك وبينه وزادت هذا الفوارق بصفة الحساسية عندك كما وصفت نفسك. فمن سؤالك يبدو أن أخاك جاد في شخصيته محافظ على وقته ويحاول أن يعتمد على نفسه ونجح. أما كلمة متزمت لا أعرف ماذا تقصد بها وهل معناها مثلا انه شديد ودقيق في تعامله فهذا يؤكد سبب الفجوة بينك وبينه ولست أوافق بأن الجدية في الشخص أو فارق السن ينبغي أن تكون سببا في بعد الأخ عن أخيه فإذا كان الأب متوقع منه أن يصادق ابنه الراشد فمن باب أولى أن يفعل الأخ الأكبر الذي هو مهتم في تربية أخيه الأصغر، ولكن مفاهيم واهتمامات الشخص هي التي تحدد الطريق له لتحقيقها. وليس معنى هذا أنها تحدد حبه وكرهه للأشخاص وخاصة الأقرباء منهم ويؤكد هذا أخوك الذي تشتكي من موقفه نحوك وفي نفس الوقت تؤكد لنا أنه لم يقصر عليك وأنه في تصرفاته معك، والتي لم تعجبك، أنه يبحث عن مصلحتك.
والناس يختلفون في تعبيرهم في حبهم وكرههم للآخرين. فأنت مثلا ربطت حب أخيك لك أو عمق العلاقة معه في ابتساماته وانفتاحه بالكلام معك فقط ولكن قد يكون مفهوم أخيك يختلف في طريقة إظهار حبه وهي البحث عن مصلحتك وأن تعتمد على نفسك كما فعل هو ونجح.
وملخص ما أقول هو أن الأسلوب أو طريقة التعامل ليست دائما تعكس عمق العلاقة بين شخصين.
صحيح أن الغاية لا تبرر الوسيلة ولكن أحيانا حسن التعامل مع الآخرين مواهب وما كل يجيدها.
وفقك الله لما فيه الخير