المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفكر في الانتحار لمشكلات أسرية - فتاوى واستشارات الإسلام اليوم - جـ ١٨

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌أنا وهجران زوجي

- ‌زوجي يكثر السهر

- ‌زوجي يضايقني بتصرفاته

- ‌المحبة بين الزوجين والحلقة المفقودة

- ‌هل أطلب الطلاق

- ‌ما هي حقوق الزوج على زوجته

- ‌زواج بلا حقوق

- ‌أليس من حقي أن أستقل ببيت

- ‌الخيار الصعب

- ‌وجدتُ منها بعض المنفّرات، فهل أطلقها

- ‌زوجي يطالبني بحقوقه ويتناسى مؤثرات عملي

- ‌متخوف من الزواج

- ‌ليلة الزفاف

- ‌ليلة زواجي الأولى.. آمال ومخاوف وتساؤلات

- ‌لا ذنب لها ولكني غرت عليها

- ‌الغيرة

- ‌شدة الغيرة على الزوج

- ‌حياتي والغيرة

- ‌ماضي زوجتي يتعبني

- ‌من أجل غيرتي قررت الابتعاد عن زوجي

- ‌زوجتي شديدة الغيرة

- ‌هل هذه نزوة أم إدمان

- ‌تغار على زوجها من زوجات إخوانه

- ‌اغتصبت وهي طفلة…فهل أطلقها

- ‌الشك

- ‌زوجي كثير الشكوك

- ‌شك في غير محله

- ‌زوجي أصبح لا يثق بي، فكيف أعيد ثقته

- ‌زوجتي ليست بكراً

- ‌أريد أن أسترجع ثقة زوجتي بي

- ‌زوجتي ليست عذراء

- ‌زوجي يشك فيّ

- ‌اكتشفتُ تاريخ زوجتي

- ‌زوجته على علاقة محرمة برجل

- ‌تزوجني الثانية…وظلمني

- ‌مشكلات التعدد

- ‌هل عَدَل زوجي بيننا

- ‌زوجة أبي تقسو علي

- ‌تزوج عليها فحاولت قتله

- ‌رضيت لي بالتعدد ثم انقلبت علي

- ‌رغبتي في زوجة أخرى.. أغضبت زوجتي

- ‌زوجي يريد ثانية.. لا مانع

- ‌يصبو إلى التزوج بثانية

- ‌تخشى أن يتزوج بأخرى

- ‌هدّدني بالزواج

- ‌زوجي غير عادل بين زوجاته

- ‌أختي تهددني إن تزوجت بثانية

- ‌ألا يسع الحب لأكثر من زوجة

- ‌أريد الزواج بثالثة ولكن

- ‌زوجي استرجع زوجته الأولى

- ‌تزوجت حديثاً وأرغب الزواج بأخرى

- ‌أريد أن أتزوج من أرملة ولكن

- ‌والدي..وزوجتي..وأنا

- ‌مشكلات الاختلاف بين الزوجين في العادات التعليم

- ‌هل لها أن تطلب الطلاق

- ‌مشكلتي أني عصبية جداً

- ‌زوجتي والخجل

- ‌زوجي يريد أن يُسِكن أخاه معنا

- ‌زوجي على علاقة بكاهنة

- ‌الخيانة

- ‌هل أطلقها أم أستر عليها

- ‌تمتنع عن معاشرة زوجها؛ لأنه يزني

- ‌زوجي والخادمة

- ‌أريد معاقبة زوجي

- ‌زوجها يهجرها في الفراش

- ‌زوجي مبتلى بعلاقات محرمة

- ‌أريد أن أسترجع ثقة زوجتي بي

- ‌هل أخبر جاري بخيانة زوجته

- ‌زوجي خائن.. فماذا أعمل

- ‌هل أسامحها أم أطلقها

- ‌لا أريد أن أهدم بيتي

- ‌خانها زوجها مرتين

- ‌وقفات مع مدمن معاكسات

- ‌اكتشف أنها تخونه

- ‌نشوز زوجتي لا يطاق

- ‌سوء العشرة

- ‌الإنترنت.. اختطفته مني

- ‌والداي يتهاجران

- ‌مشكلة الزوجة القلق والانفعال

- ‌نكث بوعده..!! فهل اطلب الطلاق

- ‌زوجي سليط اللسان

- ‌زوجي يظلمني من أجل أمه وأخته

- ‌زوجها كثير الخروج، ولا يجلس معها إلا قليلاً

- ‌زوجي يضربني، فهل أطلب الطلاق

- ‌علّقها زوجها فتعلّقت بآخر ووعدها بالزواج

- ‌زوجي بنفسية متقلبة

- ‌يسيء معاملتها ويشتمها بحضرة أهله

- ‌زوجي يضربني ثم يزعم حبي

- ‌لسان زوجي حِداد علي

- ‌زوجتي لا تقدر ظروفي

- ‌زوجي سليط اللسان

- ‌زوجي يضربني ويسئ معاملتي

- ‌زوجي يضربني وأسرته تظلمني

- ‌أنقذوني من جحيم زوجي

- ‌هل الطلاق حل مشكلتي

- ‌ما زلت بكراً وزوجي مدمن خمر، و

- ‌عصبيتها وصلت إلى حالة مرضية

- ‌تعيش في تعاسة مع زوجها

- ‌معاناتي مع أم زوجي

- ‌أهل الزوجة

- ‌أم الزوجة

- ‌حماتي تسيء إلي كثيراً

- ‌حماتي نكدت عليَّ حياتي

- ‌والداي يكرهان زوجي

- ‌والداي يسألاني النفقة ولو من مال زوجي

- ‌تريد الرجوع إلى زوجها وأبوها يرفض

- ‌هل أطلقها

- ‌نشوز الزوجة

- ‌عناد الزوجة

- ‌هل أطلقها

- ‌زوجتي هجرت بيتي

- ‌حياة كلها نكد

- ‌زوجتي تسيء معاملة أهلي

- ‌كيف أصلح حال زوجتي

- ‌زوجتي لا تطيعني

- ‌حينما تكون الزوجة سليطة اللسان

- ‌أنا حائر مع زوجتي

- ‌هكذا بدأت حياتنا الجديدة، فهل نستمر

- ‌خصومات زوجية

- ‌زوجتي لا تطيعني

- ‌غير مرتاح مع زوجته

- ‌دياثة منظمة

- ‌المشكلات الجنسية

- ‌زوجي لا ينام معي

- ‌غَيْبة زوجي طالت حتى أضرَّتني

- ‌هجر الزوج في الفراش تأديباً له

- ‌أحسَّ بفتور جنسي بعدما خطب

- ‌فتور.. الزوج

- ‌هل أنا فاشل.. كزوج

- ‌إعراض الزوجة. . ما الحل

- ‌البرود الجنسي

- ‌زوجها يهجرها في الفراش

- ‌دخل بها منذ أشهر…ولكن لا تزال بكراً

- ‌زوجته تهجره في الفراش

- ‌هل أطلقها لأتزوج بأجمل

- ‌المشكلات العاطفية

- ‌اشعر أني غريب عن زوجتي

- ‌جفاف المشاعر.. أحرقني

- ‌زوجتي حساسة..جداً

- ‌زوجتي سلبية

- ‌رغم أنه ملتزم…زوجي لا يهتم بي

- ‌هل علي إثم إن طلقتُها

- ‌زوجتي شخصيتها نرجسية

- ‌هل تأثم بكرهها لزوجها

- ‌لا تحبه، فهل يطلقها

- ‌زوجي مشغول

- ‌لا أطيق زوجتي

- ‌زوجي لا يعرف (الرومانسية)

- ‌أنا وزوجتي مشاكلنا كثيرة

- ‌أنا حائر مع زوجتي

- ‌أنا لا أحب زوجي، ومن أجل ذلك

- ‌أعاني من فقدان العاطفة

- ‌مضى عمري معه ولا أحبه

- ‌لا يشعر برغبة نحو زوجته

- ‌أشعر بنفرة شديدة وكره لزوجتي

- ‌زوجي عنيد وبخيل

- ‌أحبها…وتزوجت غيرها.. فكيف أنساها

- ‌من أجل هذا تبلدت مشاعري تجاهه

- ‌فقدت حلاوة الإيمان وكرهت الحياة

- ‌ضعف الوازع الديني

- ‌زوجي يُكرهني على سماع الغناء

- ‌زوجتي لا تلتزم بالزي الشرعي

- ‌كيف أدعو زوجي

- ‌زوجي.. مدمن

- ‌زوجي لا يصلي

- ‌وِسام شرفٍ لأمّ ناجحة

- ‌تعبت مع زوجي

- ‌زوجي.. القدوة السيئة

- ‌لم أعد أطيق زوجتي

- ‌تعاني فجور زوجها…ولكن لا تريد تشتيت الأسرة

- ‌زوجتي وأهلها غير ملتزمين

- ‌زوجتي متبرجة

- ‌زوجتي ليست ملتزمة

- ‌أنا بين خيارين مُرَّين: نزع الحجاب أو الطلاق

- ‌زوجي يأمرني بالنقاب وعملي يهددني بالإقالة

- ‌كيف أتعامل مع كذب زوجي

- ‌زوجتي تريد أن أحلق لحيتي

- ‌يقسو عليها ويصدها عن الاستقامة

- ‌ عدم الإنجاب

- ‌هل مِنْ دعاء للإنجاب

- ‌زوجي لا يريد الإنجاب

- ‌زوجي لا يريد أطفالاً مني

- ‌أنجبتُ البنات فهددني بالطلاق

- ‌زوجي غير قادر على الإنجاب

- ‌تأديب الزوجة بمنعها من الإنجاب

- ‌لم أنجب فنصحوني بالذهاب للسحرة

- ‌يعيروني بعدم الإنجاب

- ‌زوجتي تتذمر من عملي

- ‌الوظيفة

- ‌البيت أم الوظيفة

- ‌صدمة انتهاء العلاقة

- ‌مشكلات الطلاق

- ‌أخشى أن يطلقني

- ‌تزوجتُ.. واستعجلتُ

- ‌هل الخلع يحقق لي السعادة

- ‌استغلني ثم طلقني

- ‌هل تصبر أم تسأله الطلاق

- ‌العلاقات الأسرية

- ‌رسالة إلى عاق

- ‌معاملة الوالدين

- ‌لا أستطيع برّه…فهل يعد عقوقاً

- ‌استدراك ما فات من بر الوالد بعد وفاته

- ‌المرض النفسي لوالدنا…أحرجنا

- ‌لم أوفَّق بسبب دعاء والدتي

- ‌هل يستحق أبي البِر

- ‌بيني وبين بِرِّ والدي ضرَّة والدتي

- ‌رفضت العلاج لتوفر تكلفته لأولادها

- ‌دعوات أمي تلاحقني

- ‌أرشدوني فقد هجرني والدي

- ‌والداي يكرهان تديُّني فهل أُضَيِّفهما

- ‌أحب الخصوصية في مشاعري

- ‌والدي يستطيل في أعراض المحصنات

- ‌بين حفظ القرآن وشواغل البيت

- ‌كيف أرغب الأب في الصلاة

- ‌والدتي.. هي المشكلة

- ‌لقد كبرت فمتى يدركون

- ‌حياتي معهم لا تطاق

- ‌أدب الحوار مع الأم

- ‌أبي لا يعطيني مالاً

- ‌معاناتي مع أمي

- ‌أشعر بجفوة بيني وبين أبي

- ‌أبي شاكٌ في الإسلام، فكيف أعامله وأدعوه

- ‌طاعة الأم في قطع الرحم

- ‌والدته تريد نفس أعطياته لزوجته

- ‌هل هذا من العقوق

- ‌أمي سريعة الغضب

- ‌كيف أتعامل مع والدي الظلوم

- ‌أمي مدمنة أسواق

- ‌نصائحي تصدم بتعنت أخواتي

- ‌أمي.. ورسائل الجوال

- ‌معاناتي مع أبي

- ‌أداء الشهادة إذا كانت تغضب الوالدين

- ‌العلاقة بين الآباء والأبناء

- ‌هذا ما جناه علي أبي من تفضيل أخي

- ‌معاناتي مع أمي

- ‌لماذا يقاطعوني وزوجتي

- ‌أنا عصبية ولكن على أمي وحدها

- ‌لا أستطيع أن أحب أمي

- ‌أمه متبرجة

- ‌والدي والربا

- ‌والدي سيئ الخلق معنا

- ‌والدي يبدد مالي

- ‌والدي لا يغفر لي زلة

- ‌والدي شحيح

- ‌هل هذا من البر بالأم

- ‌أكره أمي وأحتقرها

- ‌والدي يرفض زواجي

- ‌هل الخروج من بيت الوالدين بعد الزواج من العقوق

- ‌أرضي مَنْ وأغضب مَنْ أمي أو زوجي

- ‌أمي لا تحبني

- ‌ضرب الأب أبناءه

- ‌كيف التعامل مع القريب الفَتَّان

- ‌العلاقات مع الأقارب

- ‌هل أجازي قطيعته بقطيعة

- ‌تغيَّرت للأحسن ولكن علاقتي بأقاربي فترتْ

- ‌هل من حقي هجران أختي

- ‌لا أريد الكسب الخبيث.. وأخشى من أخي

- ‌أختي خانتني، وفقدت ثقتي بالآخرين

- ‌أختي همازة لمازة

- ‌عمه لا يكترث للدين، فكيف يعامله؟ وهل يصله

- ‌صلة أقارب الزوجة

- ‌الصمت ليس من ذهب..دائما

- ‌التجارة مع الأقارب

- ‌لا أشعر بالأخوة معهم

- ‌هل يقبل عمل المتقاطعين

- ‌الهداية وسط بيئة فاسدة

- ‌يسخر مني لأني ملتزم

- ‌إقامة البدعة أم قطيعة الرحم

- ‌ذلك الحاجز الوهمي

- ‌الحياء يمنعنا من قسمة التركة

- ‌خالاتي يسئن إليَّ وإلى زوجي

- ‌أقاربي سحرة فهل أصِلُهم

- ‌هل تصل أقاربها وقد قذفوها

- ‌صلة الرحم مع الساحر

- ‌زوجة أبي تقسو علي

- ‌أخشى أن أَصِلَها فيقاطعني إخوتها

- ‌طاعة الأم في قطع الرحم

- ‌في بيتنا فتنة، فهل أهجره

- ‌قد نزغ الشيطان بيني وبين اخوتي

- ‌هذه الأم، هل تستحق البر

- ‌أهمله أبوه فكرهه

- ‌أخي وزوجته ونحن

- ‌أبي لا يهتم بالبيت

- ‌هل أقاطعهم

- ‌افتراق الأخوة

- ‌حينما تغيب الحكمة

- ‌تفكر في الانتحار لمشكلات أسرية

- ‌أختي تسيء معاملتي

- ‌المشكلات تسكن في بيتنا

- ‌أهلي قاطعوني

- ‌شقيقتي تقيم مع كافر

- ‌أخت زوجها متبرجة فكيف تنصحها

- ‌ابني والخادمة: علاقة آثمة

- ‌مشكلات الخدم

- ‌حتى لا يقع في شَرَك الخادمة

- ‌هكذا تعارفا، فهل نزوِّجهما

- ‌اجتماعية أخرى

- ‌حقوق المرأة في الإسلام.. وهم أم حقيقة

- ‌يعيّروني بأني لقيطة

- ‌أنا والتهميش الوظيفي

- ‌ما زال يلاحقني بعد توبتي

- ‌في أسرتنا منحرفة

- ‌حبها استولى على عقلي

- ‌جدتي لا تصلي، فكيف ننصحها

- ‌لماذا لا يشرع التعدد للمرأة

- ‌تتمنى الزواج بالنبي صلى الله عليه وسلم في الجنة

- ‌زوجتي والمواقع النسائية

- ‌متاعب الحياة تشغلها عن الطاعات

- ‌معاناتي بين الرياء وترك العمل

- ‌كيف أحافظ على هذه الحياة الأسرية السعيدة

- ‌تخلّصت من جنينها من أجل حبيبها

- ‌كيف تتخلص من مشاعر حبها له

- ‌هل أرجع لبلدي أم أواصل دراستي في بلد الكفر

- ‌كيف أزور مريضاً

- ‌طريقة مكشوفة لعلاقة مشبوهة

- ‌تحاصرني ديوني

- ‌استشارات تربوية وتعليمية

- ‌أولًا: تربية الأولاد

- ‌كيف اغرس في ولدي ثقته بنفسه

- ‌مرحلة الطفولة

- ‌طفل…وهمة عالية

- ‌توجيهات في تربية الأولاد

- ‌طفل مشاكس

- ‌ابني خجول بشكل ملفت

- ‌ما العمل..؟ طفلي يحيرني

- ‌طفلي عنيف

الفصل: ‌تفكر في الانتحار لمشكلات أسرية

‌تفكر في الانتحار لمشكلات أسرية

المجيب د. نايف بن أحمد الحمد

القاضي بمحكمة رماح

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الأسرية/مشكلات أسرية

التاريخ 23/2/1425هـ

السؤال

هذه هي المرة الأولى التي أستشير فيها العلماء في أمر يخصني، لكنني لم أستطع سؤال أي شخص من عائلتنا؛ لأنني أخاف أن تصيبني مشاكل ولا أستطيع السكوت؛ لأنني أريد معرفة وضع أخي في المجتمع، فهناك مشاكل كثيرة بين أمي وأبي، وهم دائماً يتشاجرون على أتفه الأسباب، وقبل شهر اكتشفت أن أبي يقيم علاقة مع امرأة أخرى، فأخبرت أمي، وتشاجرا بعنف، وبعدها أخبرتني أمي كيف وافقت على الزواج منه

ولقد أخبرتني بأنه كان يقص عليها كلام الحب والغزل، إلى أن وقعت في شباكه وأقاموا الفاحشة، ولم يعلم أحد بالأمر، وبعدما حملت أمي في أشهرها الأولى تزوجوا. في الحقيقة لم أصدق ما سمعته ذلك اليوم، وأنا أعيش في كوابيس وأوهام؛ لأن أمي هي مثلي الأعلى، وآخر ما توقعته منها هذا الشيء؛ لأنها تعرف الله وتصلي وتصوم، وحريصة على طاعة الله عز وجل، لكن بعد ما سمعته أحس أن محبتي لها قلَّت، وأنني أكره أبي كرهاً جماً، وأنني أشفق على أخي الأكبر الذي كان قبل أن يتزوجا، ولا أعرف إن كان ولد حلال أم حرام، فأنا أعيش في حالة يرثى لها، لا أستطيع التوقف عن البكاء، ولا عن التفكير، وامتحاناتنا قريبة، ولكنني لا أستطيع التركيز، فكل تفكيري: هل أخي ابن حلال أم حرام؟

كانت أمي مثلي وقدوتي، والآن تغيرت وجهة نظرتي لها، فلا أود أن أكون مثلها، ولا أريد عمل أي شيء مثلها. ومع الأسف فأمي حرمتني من الخروج مع أصدقائي، والآن لا يوجد عندي أصدقاء، فأمي كانت صديقتي، والآن فقدتها وفقدت كل شيء، فأنا وحيدة، وحتى إنني كنت أكلم شاباً أحببته فكان صديقي وأخي وكل شيء بالنسبة لي، فقد منعوني من الكلام معه، مع أنه والله شاب جيد، حتى إنه يخاف علي أكثر من نفسه، لا أريد أن أطيل عليكم، لكنني محتارة وأريد الحل في أسرع ما يمكن؛ لأنني تعبت وأنا أفكر.

ومع الأسف الشديد أنا فتاة لا أذكر الله، وكل وقتي أضيعه في اللهو واللعب؛ لكي أشغل نفسي عن مشاكل الوالدين، وفي بعض الأحيان أفكر في الانتحار أو الهروب من المنزل فإنني أرى بعيني أبي يضرب أمي ويهينها أمامنا، ويطردها من المنزل، ويخرب حاجاتها، ولا حتى يصرف عليها، ويلعنها،

فماذا أفعل؟.

الجواب

الحمد لله وحده، وبعد:

فسؤالك أختي الكريمة- اشتمل على عدة مسائل، وكل مسألة منها بحاجة لبسط القول فيها، ولكن سأوجز الجواب فأقول مستعيناً بالله تعالى:

ص: 454

أولاً: ذكرت - حفظك الله- أن والدك يقيم علاقة مع امرأة أخرى، ولا أدري ممن استفدت هذه المعلومة؟ هل أقر بذلك والدك؟ أو من أحد الناس؟ وأنت على كل حال وقعت في خطأين: الأول: قذفك لوالدك بأنه يقيم علاقة محرمة مع امرأة لا تحل له، فإن صح ذلك فقد تكون زوجة ثانية له، وإن لم تكن زوجة له فلا يحل لك قذفه بذلك؛ لأن القذف محرم شرعاً، ولا يتثبت صحته إلا بإقرار المقذوف، أو بأربعة شهود يشهدون على أنهم رأوه يواقع امرأة لا تحل له، قال تعالى:"وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ"

[النور:4] ، ولو رأيت ذلك بعينيك فالجواب عليك مناصحته وستره، لا التشهير به وفضحه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لهزال الأسلمي رضي الله عنه لما أقر عنده ماعز رضي الله عنه بالزنا فأمره أن يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ليقر بذلك قال له:"يا هزال لو سترته بثوبك كان خيراً لك مما صنعت" رواه ابن أبي شيبة (5/540) ، وأحمد (5/216) ، وأبو داود (4377) ، والنسائي في الكبرى (4/305) .

الثاني: إخبارك لوالدتك بذلك مما تسبب في وقوع المشاجرة بينهما بسبب معلومة لا يدرى أصحيحة هي أم لا؟.

ثانياً: قولك عن والدك إنه غير مؤدب ومفترس!، ومثل هذا الكلام لا يجوز للولد أن يقوله عن والده، ولو كان الأب كذلك؛ لأن حق الوالد عند الله تعالى عظيم، قال تعالى:"وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً"[الإسراء:23] ، فالأدب مع الوالدين واجب شرعاً لعظم حقهما علينا، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال:"لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم الملَّ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك"، رواه مسلم (2558) ، فانظري كيف أمرنا أن نتعامل مع الأقارب المسيئين فكيف بالوالدين؟.

ثالثاً: ما ذكرتيه عن والدتك من أنها تعرف الله وتصلي وتصوم، وحريصة على طاعة الله

فهذا من توفيق الله تعالى لها، وعليك أن تحمدي الله تعالى على أن جعل أمك كذلك.

رابعاً: ما ذكرتيه أن والدتك قد أقامت علاقة مع والدك قبل الزواج، وحملت منه ثم تزوجته

فهذا الكلام قد تكون أمك قالته ساعة غضب، فلا يؤبه به، وهو من الأمور التي ينبغي أن لا تشغلي بالك بها، فإن صح فقد تابت من ذلك حسب ما ذكرتيه من استقامتها، وهو أمر يخص والديك وهم أعلم بالحال، أما إن كان الأخ الأكبر ولد زنا- والأمر ليس كذلك بإذن الله- فلا عليك، فهو أخ لك ومحرمٌ لك؛ لكونه منسوباً لأمك شرعاً، وأنصحك بعدم الخوض في ذلك.

خامساً: ذكرت - وفقك الله- أنك تكرهين والدك، وهذا خطأ كبير، بل الواجب عليك الرجوع عن ذلك، فمحبة الوالد -خاصة المسلم- عبادة يتقرب بها المرء إلى الله تعالى لأدلة كثيرة ذكرنا طرفاً منها أعلاه.

ص: 455

سادساً: ذكرت أنك لا تحبين أن تعترفي به كأب

وهذا ظلم لك وله، فلو انتسبت لغير والدك لوقعت في كبيرة من كبائر الذنوب، لقوله صلى الله عليه وسلم:"ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر" رواه البخاري (3508) ومسلم (61) من حديث أبي ذر رضي الله عنه، وقوله صلى الله عليه وسلم:"من ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلا" رواه أحمد (1/81) ، ومسلم (1370) من حديث علي رضي الله عنه.

سابعاً: ذكرت - وفقك الله- أن والدتك منعتك من الخروج مع أصدقائك، ومنعتك من الحديث مع شاب أحببتيه، أقول: قد أحسنت والدتك إليك كل الإحسان بمنعك من الخروج مع الأصدقاء، ومنعك من الحديث مع ذلك الشاب؛ لأنه يحرم عليك شرعاً الخروج مع رجال أجانب عنك وليسوا من محارمك، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم" متفق عليه عند البخاري (5233) ، ومسلم (1341) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، وما ذكرتيه عن ذلك الشاب لا يشفع له في الخلوة والخروج معه، فقد كان والدك حسب ما ذكرتيه كذلك مع والدتك يكلمها بالكلام المعسول حتى وقع ما وقع بينهما

لذا المؤمن دائماً يتعظ بغيره ولا يكون عظة لغيره، وهذا الشاب إن كان صادقاً فعليه التقدم لخطبتك والزواج بك.

ثامناً: ذكرت أنك لا تذكرين الله، وكل وقتك تضيعينه في اللهو واللعب.. أقول: قال الله تعالى: "وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى"

[طه:124] ، فلعل ما ذكرتيه من مشاكل سببها بعدك عن الله تعالى فبذكر الله تعالى ولزوم طاعته كل خير وفلاح دنيوي وأخروي، قال تعالى:"إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً"[الأحزاب:35]، وقال صلى الله عليه وسلم:"من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيقٍ مخرجاً، ومن كل همٍ فرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب" رواه أحمد (1/248) ، وأبو داود (1518) ، والنسائي (10290) ، وابن ماجة (3819) ، والحاكم (4/291) ، وصححه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

ص: 456

تاسعاً: ما ذكرتيه - حرسك الله- من تفكيرك بالانتحار للتخلص مما أنت فيه

أقول لا شك أن الانتحار من كبائر الذنوب، فلو انتحرت لفررت من مشاكل يسيرة إلى نار عظيمة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبدا، ومن شرب سماً فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبدا" رواه البخاري (5778)، ومسلم (109) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح فجزع فأخذ سكيناً فحز بها يده فما رقأ الدم حتى مات قال الله تعالى: بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة" رواه البخاري (3463) ومسلم (113) .

عاشراً: ذكرت أن والدتك مشغولة بأختك المريضة ولا تهتم بكم، أقول: أنت الآن امرأة بالغة، والواجب عليك مساعدة أمك في أعمال البيت والقيام بشئونه، وكذا مساعدتها في تمريض أختكم لا أن تكثري الطلبات على أمك؛ بل الواجب عليكم خدمتها وتطييب خاطرها، وطلب رضاها، أسأل الله تعالى أن يمن علينا بطاعته، وأن يعيننا على بر والدينا إنه جواد كريم، والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

ص: 457