المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌وقفات مع مدمن معاكسات - فتاوى واستشارات الإسلام اليوم - جـ ١٨

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌أنا وهجران زوجي

- ‌زوجي يكثر السهر

- ‌زوجي يضايقني بتصرفاته

- ‌المحبة بين الزوجين والحلقة المفقودة

- ‌هل أطلب الطلاق

- ‌ما هي حقوق الزوج على زوجته

- ‌زواج بلا حقوق

- ‌أليس من حقي أن أستقل ببيت

- ‌الخيار الصعب

- ‌وجدتُ منها بعض المنفّرات، فهل أطلقها

- ‌زوجي يطالبني بحقوقه ويتناسى مؤثرات عملي

- ‌متخوف من الزواج

- ‌ليلة الزفاف

- ‌ليلة زواجي الأولى.. آمال ومخاوف وتساؤلات

- ‌لا ذنب لها ولكني غرت عليها

- ‌الغيرة

- ‌شدة الغيرة على الزوج

- ‌حياتي والغيرة

- ‌ماضي زوجتي يتعبني

- ‌من أجل غيرتي قررت الابتعاد عن زوجي

- ‌زوجتي شديدة الغيرة

- ‌هل هذه نزوة أم إدمان

- ‌تغار على زوجها من زوجات إخوانه

- ‌اغتصبت وهي طفلة…فهل أطلقها

- ‌الشك

- ‌زوجي كثير الشكوك

- ‌شك في غير محله

- ‌زوجي أصبح لا يثق بي، فكيف أعيد ثقته

- ‌زوجتي ليست بكراً

- ‌أريد أن أسترجع ثقة زوجتي بي

- ‌زوجتي ليست عذراء

- ‌زوجي يشك فيّ

- ‌اكتشفتُ تاريخ زوجتي

- ‌زوجته على علاقة محرمة برجل

- ‌تزوجني الثانية…وظلمني

- ‌مشكلات التعدد

- ‌هل عَدَل زوجي بيننا

- ‌زوجة أبي تقسو علي

- ‌تزوج عليها فحاولت قتله

- ‌رضيت لي بالتعدد ثم انقلبت علي

- ‌رغبتي في زوجة أخرى.. أغضبت زوجتي

- ‌زوجي يريد ثانية.. لا مانع

- ‌يصبو إلى التزوج بثانية

- ‌تخشى أن يتزوج بأخرى

- ‌هدّدني بالزواج

- ‌زوجي غير عادل بين زوجاته

- ‌أختي تهددني إن تزوجت بثانية

- ‌ألا يسع الحب لأكثر من زوجة

- ‌أريد الزواج بثالثة ولكن

- ‌زوجي استرجع زوجته الأولى

- ‌تزوجت حديثاً وأرغب الزواج بأخرى

- ‌أريد أن أتزوج من أرملة ولكن

- ‌والدي..وزوجتي..وأنا

- ‌مشكلات الاختلاف بين الزوجين في العادات التعليم

- ‌هل لها أن تطلب الطلاق

- ‌مشكلتي أني عصبية جداً

- ‌زوجتي والخجل

- ‌زوجي يريد أن يُسِكن أخاه معنا

- ‌زوجي على علاقة بكاهنة

- ‌الخيانة

- ‌هل أطلقها أم أستر عليها

- ‌تمتنع عن معاشرة زوجها؛ لأنه يزني

- ‌زوجي والخادمة

- ‌أريد معاقبة زوجي

- ‌زوجها يهجرها في الفراش

- ‌زوجي مبتلى بعلاقات محرمة

- ‌أريد أن أسترجع ثقة زوجتي بي

- ‌هل أخبر جاري بخيانة زوجته

- ‌زوجي خائن.. فماذا أعمل

- ‌هل أسامحها أم أطلقها

- ‌لا أريد أن أهدم بيتي

- ‌خانها زوجها مرتين

- ‌وقفات مع مدمن معاكسات

- ‌اكتشف أنها تخونه

- ‌نشوز زوجتي لا يطاق

- ‌سوء العشرة

- ‌الإنترنت.. اختطفته مني

- ‌والداي يتهاجران

- ‌مشكلة الزوجة القلق والانفعال

- ‌نكث بوعده..!! فهل اطلب الطلاق

- ‌زوجي سليط اللسان

- ‌زوجي يظلمني من أجل أمه وأخته

- ‌زوجها كثير الخروج، ولا يجلس معها إلا قليلاً

- ‌زوجي يضربني، فهل أطلب الطلاق

- ‌علّقها زوجها فتعلّقت بآخر ووعدها بالزواج

- ‌زوجي بنفسية متقلبة

- ‌يسيء معاملتها ويشتمها بحضرة أهله

- ‌زوجي يضربني ثم يزعم حبي

- ‌لسان زوجي حِداد علي

- ‌زوجتي لا تقدر ظروفي

- ‌زوجي سليط اللسان

- ‌زوجي يضربني ويسئ معاملتي

- ‌زوجي يضربني وأسرته تظلمني

- ‌أنقذوني من جحيم زوجي

- ‌هل الطلاق حل مشكلتي

- ‌ما زلت بكراً وزوجي مدمن خمر، و

- ‌عصبيتها وصلت إلى حالة مرضية

- ‌تعيش في تعاسة مع زوجها

- ‌معاناتي مع أم زوجي

- ‌أهل الزوجة

- ‌أم الزوجة

- ‌حماتي تسيء إلي كثيراً

- ‌حماتي نكدت عليَّ حياتي

- ‌والداي يكرهان زوجي

- ‌والداي يسألاني النفقة ولو من مال زوجي

- ‌تريد الرجوع إلى زوجها وأبوها يرفض

- ‌هل أطلقها

- ‌نشوز الزوجة

- ‌عناد الزوجة

- ‌هل أطلقها

- ‌زوجتي هجرت بيتي

- ‌حياة كلها نكد

- ‌زوجتي تسيء معاملة أهلي

- ‌كيف أصلح حال زوجتي

- ‌زوجتي لا تطيعني

- ‌حينما تكون الزوجة سليطة اللسان

- ‌أنا حائر مع زوجتي

- ‌هكذا بدأت حياتنا الجديدة، فهل نستمر

- ‌خصومات زوجية

- ‌زوجتي لا تطيعني

- ‌غير مرتاح مع زوجته

- ‌دياثة منظمة

- ‌المشكلات الجنسية

- ‌زوجي لا ينام معي

- ‌غَيْبة زوجي طالت حتى أضرَّتني

- ‌هجر الزوج في الفراش تأديباً له

- ‌أحسَّ بفتور جنسي بعدما خطب

- ‌فتور.. الزوج

- ‌هل أنا فاشل.. كزوج

- ‌إعراض الزوجة. . ما الحل

- ‌البرود الجنسي

- ‌زوجها يهجرها في الفراش

- ‌دخل بها منذ أشهر…ولكن لا تزال بكراً

- ‌زوجته تهجره في الفراش

- ‌هل أطلقها لأتزوج بأجمل

- ‌المشكلات العاطفية

- ‌اشعر أني غريب عن زوجتي

- ‌جفاف المشاعر.. أحرقني

- ‌زوجتي حساسة..جداً

- ‌زوجتي سلبية

- ‌رغم أنه ملتزم…زوجي لا يهتم بي

- ‌هل علي إثم إن طلقتُها

- ‌زوجتي شخصيتها نرجسية

- ‌هل تأثم بكرهها لزوجها

- ‌لا تحبه، فهل يطلقها

- ‌زوجي مشغول

- ‌لا أطيق زوجتي

- ‌زوجي لا يعرف (الرومانسية)

- ‌أنا وزوجتي مشاكلنا كثيرة

- ‌أنا حائر مع زوجتي

- ‌أنا لا أحب زوجي، ومن أجل ذلك

- ‌أعاني من فقدان العاطفة

- ‌مضى عمري معه ولا أحبه

- ‌لا يشعر برغبة نحو زوجته

- ‌أشعر بنفرة شديدة وكره لزوجتي

- ‌زوجي عنيد وبخيل

- ‌أحبها…وتزوجت غيرها.. فكيف أنساها

- ‌من أجل هذا تبلدت مشاعري تجاهه

- ‌فقدت حلاوة الإيمان وكرهت الحياة

- ‌ضعف الوازع الديني

- ‌زوجي يُكرهني على سماع الغناء

- ‌زوجتي لا تلتزم بالزي الشرعي

- ‌كيف أدعو زوجي

- ‌زوجي.. مدمن

- ‌زوجي لا يصلي

- ‌وِسام شرفٍ لأمّ ناجحة

- ‌تعبت مع زوجي

- ‌زوجي.. القدوة السيئة

- ‌لم أعد أطيق زوجتي

- ‌تعاني فجور زوجها…ولكن لا تريد تشتيت الأسرة

- ‌زوجتي وأهلها غير ملتزمين

- ‌زوجتي متبرجة

- ‌زوجتي ليست ملتزمة

- ‌أنا بين خيارين مُرَّين: نزع الحجاب أو الطلاق

- ‌زوجي يأمرني بالنقاب وعملي يهددني بالإقالة

- ‌كيف أتعامل مع كذب زوجي

- ‌زوجتي تريد أن أحلق لحيتي

- ‌يقسو عليها ويصدها عن الاستقامة

- ‌ عدم الإنجاب

- ‌هل مِنْ دعاء للإنجاب

- ‌زوجي لا يريد الإنجاب

- ‌زوجي لا يريد أطفالاً مني

- ‌أنجبتُ البنات فهددني بالطلاق

- ‌زوجي غير قادر على الإنجاب

- ‌تأديب الزوجة بمنعها من الإنجاب

- ‌لم أنجب فنصحوني بالذهاب للسحرة

- ‌يعيروني بعدم الإنجاب

- ‌زوجتي تتذمر من عملي

- ‌الوظيفة

- ‌البيت أم الوظيفة

- ‌صدمة انتهاء العلاقة

- ‌مشكلات الطلاق

- ‌أخشى أن يطلقني

- ‌تزوجتُ.. واستعجلتُ

- ‌هل الخلع يحقق لي السعادة

- ‌استغلني ثم طلقني

- ‌هل تصبر أم تسأله الطلاق

- ‌العلاقات الأسرية

- ‌رسالة إلى عاق

- ‌معاملة الوالدين

- ‌لا أستطيع برّه…فهل يعد عقوقاً

- ‌استدراك ما فات من بر الوالد بعد وفاته

- ‌المرض النفسي لوالدنا…أحرجنا

- ‌لم أوفَّق بسبب دعاء والدتي

- ‌هل يستحق أبي البِر

- ‌بيني وبين بِرِّ والدي ضرَّة والدتي

- ‌رفضت العلاج لتوفر تكلفته لأولادها

- ‌دعوات أمي تلاحقني

- ‌أرشدوني فقد هجرني والدي

- ‌والداي يكرهان تديُّني فهل أُضَيِّفهما

- ‌أحب الخصوصية في مشاعري

- ‌والدي يستطيل في أعراض المحصنات

- ‌بين حفظ القرآن وشواغل البيت

- ‌كيف أرغب الأب في الصلاة

- ‌والدتي.. هي المشكلة

- ‌لقد كبرت فمتى يدركون

- ‌حياتي معهم لا تطاق

- ‌أدب الحوار مع الأم

- ‌أبي لا يعطيني مالاً

- ‌معاناتي مع أمي

- ‌أشعر بجفوة بيني وبين أبي

- ‌أبي شاكٌ في الإسلام، فكيف أعامله وأدعوه

- ‌طاعة الأم في قطع الرحم

- ‌والدته تريد نفس أعطياته لزوجته

- ‌هل هذا من العقوق

- ‌أمي سريعة الغضب

- ‌كيف أتعامل مع والدي الظلوم

- ‌أمي مدمنة أسواق

- ‌نصائحي تصدم بتعنت أخواتي

- ‌أمي.. ورسائل الجوال

- ‌معاناتي مع أبي

- ‌أداء الشهادة إذا كانت تغضب الوالدين

- ‌العلاقة بين الآباء والأبناء

- ‌هذا ما جناه علي أبي من تفضيل أخي

- ‌معاناتي مع أمي

- ‌لماذا يقاطعوني وزوجتي

- ‌أنا عصبية ولكن على أمي وحدها

- ‌لا أستطيع أن أحب أمي

- ‌أمه متبرجة

- ‌والدي والربا

- ‌والدي سيئ الخلق معنا

- ‌والدي يبدد مالي

- ‌والدي لا يغفر لي زلة

- ‌والدي شحيح

- ‌هل هذا من البر بالأم

- ‌أكره أمي وأحتقرها

- ‌والدي يرفض زواجي

- ‌هل الخروج من بيت الوالدين بعد الزواج من العقوق

- ‌أرضي مَنْ وأغضب مَنْ أمي أو زوجي

- ‌أمي لا تحبني

- ‌ضرب الأب أبناءه

- ‌كيف التعامل مع القريب الفَتَّان

- ‌العلاقات مع الأقارب

- ‌هل أجازي قطيعته بقطيعة

- ‌تغيَّرت للأحسن ولكن علاقتي بأقاربي فترتْ

- ‌هل من حقي هجران أختي

- ‌لا أريد الكسب الخبيث.. وأخشى من أخي

- ‌أختي خانتني، وفقدت ثقتي بالآخرين

- ‌أختي همازة لمازة

- ‌عمه لا يكترث للدين، فكيف يعامله؟ وهل يصله

- ‌صلة أقارب الزوجة

- ‌الصمت ليس من ذهب..دائما

- ‌التجارة مع الأقارب

- ‌لا أشعر بالأخوة معهم

- ‌هل يقبل عمل المتقاطعين

- ‌الهداية وسط بيئة فاسدة

- ‌يسخر مني لأني ملتزم

- ‌إقامة البدعة أم قطيعة الرحم

- ‌ذلك الحاجز الوهمي

- ‌الحياء يمنعنا من قسمة التركة

- ‌خالاتي يسئن إليَّ وإلى زوجي

- ‌أقاربي سحرة فهل أصِلُهم

- ‌هل تصل أقاربها وقد قذفوها

- ‌صلة الرحم مع الساحر

- ‌زوجة أبي تقسو علي

- ‌أخشى أن أَصِلَها فيقاطعني إخوتها

- ‌طاعة الأم في قطع الرحم

- ‌في بيتنا فتنة، فهل أهجره

- ‌قد نزغ الشيطان بيني وبين اخوتي

- ‌هذه الأم، هل تستحق البر

- ‌أهمله أبوه فكرهه

- ‌أخي وزوجته ونحن

- ‌أبي لا يهتم بالبيت

- ‌هل أقاطعهم

- ‌افتراق الأخوة

- ‌حينما تغيب الحكمة

- ‌تفكر في الانتحار لمشكلات أسرية

- ‌أختي تسيء معاملتي

- ‌المشكلات تسكن في بيتنا

- ‌أهلي قاطعوني

- ‌شقيقتي تقيم مع كافر

- ‌أخت زوجها متبرجة فكيف تنصحها

- ‌ابني والخادمة: علاقة آثمة

- ‌مشكلات الخدم

- ‌حتى لا يقع في شَرَك الخادمة

- ‌هكذا تعارفا، فهل نزوِّجهما

- ‌اجتماعية أخرى

- ‌حقوق المرأة في الإسلام.. وهم أم حقيقة

- ‌يعيّروني بأني لقيطة

- ‌أنا والتهميش الوظيفي

- ‌ما زال يلاحقني بعد توبتي

- ‌في أسرتنا منحرفة

- ‌حبها استولى على عقلي

- ‌جدتي لا تصلي، فكيف ننصحها

- ‌لماذا لا يشرع التعدد للمرأة

- ‌تتمنى الزواج بالنبي صلى الله عليه وسلم في الجنة

- ‌زوجتي والمواقع النسائية

- ‌متاعب الحياة تشغلها عن الطاعات

- ‌معاناتي بين الرياء وترك العمل

- ‌كيف أحافظ على هذه الحياة الأسرية السعيدة

- ‌تخلّصت من جنينها من أجل حبيبها

- ‌كيف تتخلص من مشاعر حبها له

- ‌هل أرجع لبلدي أم أواصل دراستي في بلد الكفر

- ‌كيف أزور مريضاً

- ‌طريقة مكشوفة لعلاقة مشبوهة

- ‌تحاصرني ديوني

- ‌استشارات تربوية وتعليمية

- ‌أولًا: تربية الأولاد

- ‌كيف اغرس في ولدي ثقته بنفسه

- ‌مرحلة الطفولة

- ‌طفل…وهمة عالية

- ‌توجيهات في تربية الأولاد

- ‌طفل مشاكس

- ‌ابني خجول بشكل ملفت

- ‌ما العمل..؟ طفلي يحيرني

- ‌طفلي عنيف

الفصل: ‌وقفات مع مدمن معاكسات

‌وقفات مع مدمن معاكسات

المجيب سعد بن عبد الله الماجد

عضو هيئة التدريس بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ المشكلات الزوجية/الخيانة

التاريخ 12/05/1426هـ

السؤال

السلام عليكم.

في بداية شبابي سلكت طريق المغازلات النسائية بالهاتف، وما تبعه من خلوات غير شرعية، واستمر معي ذلك حتى بعد الزواج. لا أبرِّر فعلتي، ولكن أجد أن زوجتي سهَّلت لي طريق العودة لطريق الشيطان؛ بعدم مشاركتها لي المشاركة النفسية أو الشعورية في إطار الزواج، فقد كانت أمامي جسداً فقط، حرمتني الحوارات الزوجية، وحرمتني المشاعر الغرامية، وإحساس الرجل برجولته في بيته، وحرمتني نعمة احتواء الزوج لزوجته. ونتيجة لما حصل فقد فقدت بيتي وزوجتي وطفلي، وطلبت الطلاق بسبب ما اقترفته من غزل غير شرعي. أرجو منكم نصحي وإرشادي لأتوب وساعدوني، فأنا مفتقر للحنان أبحث عنه ولو عن طريق المكالمات الهاتفية.

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أمَّا بعد:

لقد قرأت سؤالك، وتفهَّمت شعورك وبحثك عن طريق لترك المعاكسات الهاتفية وغيرها. اسمح لي -أخي الكريم- بعدة وقفات تجيب فيها بنفسك عل نفسك.

الوقفة الأولى: هل أشبعت هذه المكالمات هذا الجوع العاطفي، وإلى أي مدى؟

ألا تشعر بأنك في حالة جوع دائم، وترقُّب دائم للمكالمات.. ألم تشغلك هذه المكالمات والمغازلات عن كثير من مهامك وطموحاتك؟ ألم تُحدِّث نفسك بأن هذه المكالمات العاطفية كذب على المكشوف، تقول بأنك تحبها ولا تستطيع فراقها، فإذا اتصلت بأخرى قلت نفس الكلام. ألا تشعر بأنها تكذب في حبها وعاطفتها، وأن هناك مائة غيرك؟!

الوقفة الثانية: ماذا عنك لو سمعت زوجتك تحدث رجلاً غريبًا بأنها تحبه، وتفصِّل الكلام في الغرام والهيام، بل وفي أخص ما يكون في فراش الزوجية ما هو موقفك؟.

أمر آخر وما يدريك لعل من تكلمها أنت متزوجة؟ فكيف لا ترضى في كلتا الحالتين؟

الوقفة الثالثة: كم من عمرك قد أضعته؟ كم من المال قد أنفقت في سداد أجرة تلك المكالمات؟ أضف إلى ذلك طلب الطلاق من قبل زوجتك، ومفارقتك أبناءك، وحرمانك لهم من عاطفة الأبوة والقيام على رعايتهم؟ (وقد يفعل أبناؤك مثل فعلك، فيبحثوا عن عطف الأبوة الذي حرمتهم منه

)

الوقفة الرابعة: ماذا عن علاقتك بربك؟ لقد انشغلت بالخلق من بنات حواء، وتركت ربك فلا تعطيه إلا أقل الأوقات في صلاة غير خاشعة، والتفكير فيمن تتصل بها، وفيمن قطعت الصلاة عن وصالها!

لعلك بعد أن تجيب عن هذه الأسئلة، وتقف مع نفسك تلك الوقفات تلحق بسفينة النجاة، فتركب قبل أن تغرق في مستنقعات الرذيلة، فتخسر في الدارين، ولات حين مندم.

الوقفة الخامسة: إن الكثير يريد من زوجته أن تهبه الشيء الكثير من الحب والعاطفة والحنان، وهو لا يهبها إلا السباب والشتم والاستهزاء بخلقتها.

ص: 107

فكيف تريد أن تتغزل فيك زوجتك؟ وأنت مقصِّر في حقها (وفاقد الشيء لايعطيه) . إنه على قدر معاملتك لزوجتك تعاملك بمثله أو أحسن. إن المرأة أرق خُلقاً وأسرع تأثراً من الرجل، مع ما جبلت عليه من عاطفة وحنان فياض يعطي بلا حساب-في أكثرهن- لا يعرف ذلك إلا من عرف التعامل الطيب مع زوجته؟.

الوقفة السادسة: لتنشيط الحياة الزوجية الفاترة هناك طرق منها:

(1)

بدلاً من مغازلة بنات الناس اللاتي لا يجوز لك مغازلتهن؛ غازل زوجتك بكلمة طيبة، ابتسامة، غمزة عين، وصف لما حباها الله به من جمال من أخلاق، من دين، من عاطفة، من حنان، ترتيب منزل، طهي طعام، تعامل معك ومع أهلك.. لابد أن تجد لهذه المرأة حسنات كثيرة، نعم كثيرة عليك، فاحمد الله واشكره.

(2)

أرسل لزوجتك رسالة تصرح فيها بحبك لها، وتمنياتك لها بكل خير، أظهر أُثرها في حياتك، استمع لشكواها ليكن سماعك لها أكثر من كلامك، وسوف تجد اهتمامها بك وحبها لسماع حوارك مع عملها على تكميل النقص الموجود عندها، مشكلة البعض أنه لا يعرف كلام الغزل والحوار إلا مع الغير، وأما مع زوجته فالصراخ والعصا؟!

أخي الكريم، كما أن زوجتك وأبناءك أحق الناس بنفقتك عليهم، فكذلك بعطفك وحنانك عليهم، كيف تصرف من هذا الحب وهذه العاطفة على من لا تعرف من بنات الناس، وتجعل زوجتك وأبناءك عالة يبحثون عن الحب والعاطفة من البعيد والقريب، حيث لا يجدون إلا أقل القليل مع منة الناس عليهم في ذلك.

إن الحب الذي تبحث عنه ما هو إلا كرائحة في مطعم تمر به ولا تأكل منه، فيبقى الجوع ملازماً لك مع عذاب نفسي لعدم قدرتك على الشراء، وإن حاولت أخذه بقوة كنت مغتصباً تحال إلى السجن. أو كسراب في أرض قفراء في رابعة يوم حار يستدرجك المسافات الطويلة، فإذا ما وصلت إليه لم تجده شيئاً، وخارت قواك، وكان في ذلك هلاكك؟.

ص: 108

الوقفة السابعة: حكم المغازلات الهاتفية: أيها الأخ المبارك: ينبغي لك أن تعلم أن هذا الطريق -أعني مكالمات الغزل والعشق- محرمة، فالله -تعالى- حرم الزنا وحرم وسائله، وهذه المكالمات طريق رئيس لارتكاب الزنا، قال تعالى:"وَلَا تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً"[الإسراء: 32]، وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن) أخرجه البخاري (2295) ، وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر وزنا اللسان المنطق والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله ويكذبه) ، أخرجه البخاري في صحيحه (5774) ، كما أن فيه إفساداً لنساء المسلمين، والله -تعالى- لا يحب المفسدين، وفيه إضاعة مال وعمر، ففي الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس، عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، وماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وماذا عمل فيما علم" أخرجه الترمذي في سننه (2340) ، كما أن فيه مما جاء النهي عنه من قيل وقال: أخرج البخاري بسنده قال: كتب معاوية إلى المغيرة بن شعبة أن اكتب إلي بشيء سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم فكتب إليه: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله كره لكم ثلاثاً، قيل وقال وإضاعة المال وكثرة السؤال" (1383) ، فعليك بالتوبة النصوح، وعدم الرجوع لذلك، قال تعالى: "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله *إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم" [الزمر:53] ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه" أخرجه مسلم في صحيحه (4872) ، وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لله أشد فرحًا بتوبة أحدكم من أحدكم بضالته إذا وجدها" أخرجه مسلم في صحيحة (4928) ، فباب التوبة مفتوح، فمتى التوبة يا عبد الله؟ اعزم على التوبة ولا تسوف؛ فإنك لا تدري متى يفجأك الموت، أم تريد تأخيرها حتى تكون عبرة ومثلا يتعظ به (والسعيد من وعظ بغيره..)

الوقفة الثامنة: كيفية التوبة، والتخلص من إدمان هذه المعصية:

أولاً: للتوبة شروط منها:

(1)

الإخلاص في التوبة؛ بأن يكون الباعث على التوبة هو الخوف من الله، والرجاء فيما عنده من الأجر الذي أعده للتائبين، والمستقيمين على شرعه. فلا تكون التوبة خوفًا من الزوجة أو المجتمع، وماذا يقول الناس عنك، أو من أجل السجن وغيره.

(2)

الإقلاع عن هذا الذنب، فكيف يكون تائبًا من كان مقيمًا على هذا الذنب؟ هذا وربي خداع للنفس وكذب عليها..

(3)

الندم على ما فات في الماضي من ارتكاب للمعصية وتلذُّذ بها، وجراءة على فعلها.

(4)

العزم على عدم العودة مستقبلاً، فلا يكون في نفسه أنه يعود، وإلا فتوبته غير مقبولة لأن في هذا مخادعة وكذب.

ص: 109

ثانياً: من الطرق العملية للتخلص من المكالمات الغزلية:

(1)

مفارقة هذا الهاتف محل المعصية، إما بفصله عن الخدمة مدة من الزمن، حتى يُنسى هذا الرقم من جانب تلك الفتيات، وإما بتغيير الرقم إلى آخر، والعمل على إتلاف أو حذف قائمة أرقام المغازلات الهاتفية.

(2)

المحافظة على القيام بأعمال العبادة من صلاة وصيام وحج وغيرها، فرضها ونفلها (السنن الرواتب، وصدقة التطوع، والعمرة إلى العمرة) مع المحافظة على الأذكار، وكثرة الاستغفار، ودعاء الله، وطلب هدايته..

(3)

اربط نفسك بصحبة صالحة تعينك في دينك ودنياك، فتعلمك إذا جهلت، وتذكِّرك إذا نسيت، وتحفظك في غيبتك، (وهم -بحمد الله- كثير تجدهم في المساجد وحلق العلم) .

(4)

تجنب الخلوة في غير طاعة، ومنفعة دنيوية راجحة.

(5)

تجنب قول السوء وسماعه (محادثة النساء الأجنبيات عنك غير المحارم، سماع الأغاني) .

(6)

تجنب الاختلاط بالنساء، وغض بصرك عن مشاهدتهن (في الأسواق، وفي شاشات التلفاز والفضائيات، والمجلات، والإنترنت..) ، ويلحق بذلك الاختلاط بالفسقة، ومن همه لا يتعدى ما بين السرة إلى الركبة، ويكثرون الحديث الفاحش في النساء، ويزينون الرذيلة.

وفقك الله للتوبة النصوح، وهداك لخير الأعمال والأقوال، فإنه الهادي الرحيم.

ص: 110