الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أهلي قاطعوني
المجيب عبد الله العيادة
عضو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في القصيم
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الأسرية/مشكلات أسرية
التاريخ 20/08/1425هـ
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي الوحيدة هي مع أهلي الذين كنت أنفق عليهم، وأقوم بشؤونهم بمعاونة أخي حتى كبروا وتوظفوا، ثم تزوجت وسكنت مع أهلي فترة، وبعد سنة من زواجي أنجبت زوجتي طفلة، وقمت بالسكن خارج المنزل في بيت مستقل، ومن يومها وأنا في حال لا يعلمها إلا الله، حيث إن هناك من قام بالدسائس على والدتي، والتفريق بيني وبينها، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل وصل إلى مقاطعتي، ويشهد الله أنني لا زلت -حتى تاريخ كتابة هذه الرسالة- أصرف على بيت أهلي، ولكن لا زالت المشاكل تأتي من الأهل، بل إنهم قاطعوني ولم يقوموا بزيارتي، مما أجبرني على مبادلتهم الشعور، ويعلم الله أنني أتألم لذلك، ولكن كلما أردت التقرب لهم وجدت منهم البعد والتكبر - بل إن مما زاد الطين بلة أن إحدى أخواتي والتي تكبرني بسنة هي التي تطلب من الوالدة مقاطعتي، مع أنه قد قمت بتجهيزها للزواج، ويعلم الله أنني صادق في ذلك لوجود القرائن، والآن يا شيخي هل من حل لهذه المشكلة - لا تقل عليك بالصبر؛ فإن هذا الموضوع له تقريباً 8 سنوات، ولا زالت المشاكل بدون حل، علماً بأن إخوتي جميعهم قد تزوجوا وخرجوا ليسكنوا في بيوت مستقلة، فهل سبب مشاكلي هي خروجي من البيت، أم أن أمي هداها الله تسمع القيل والقال؟! علماً -ويشهد الله على ذلك- أني لم أقصر معها في شيء، ولكن إذا كان هذا الحال فإنني أفكر في تركها وترك زيارتها وقطع المصروف عنها - نسيت أن أخبرك بأن الوالد موجود، ولكن لا عمل له ومتزوج من أخرى، ونحن من يقوم بالصرف عليه، وقد ظهر عليه البعد عنا بسبب تصرفات زوجته معنا، والتي لا تشكر المعروف، ومن ذلك أن بنتها والتي هي أختي من أبي عندما أرادت الزواج يعلم الله أننا علمنا بموعد زواجها من الناس، وأقسم على ذلك. فهل في هذه العائلة عيب لا شفاء منه أم ماذا؟. وجزاكم الله خيراً.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أخي الكريم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ما أسعد الإنسان الذي يعمل الخير مع أقرب الناس إليه، وما أعظم الأجر إذا كان من يعمل المعروف يؤذى وهو يصبر!
أحسبك يا - أخي منهم- بإذن الله-، فما أجمل أن تتمسك بحبائل الصبر، إذا كنت تنوي بعملك هذا وجه الله، فلا تتضجر، أما إذا كان غير ذلك فالأمر يختلف. هذا أولاً.
أما من ناحية حيثيات المشكلة فهي متشعبة وفيها عدة أطراف: أمك وأختك وأبوك وأنت..
نصيحتي لك أن تستمر في الإحسان إلى والدتك مهما تكن الصعاب التي تواجهك، فهو خير لك، ولكن فقط غير الطريقة والوجهة والأسلوب، حاول استمالة قلبها بالهدية، أما زيارتها فاجعلها بالاتصال الهاتفي، ومن ثم حدِّد يوماً معيناً في الأسبوع تزورها فيه حتى تتجلى الأمور، وإذا أتيت لا تكن يدك خالية؛ لأن والدتك يظهر أنها متأثرة نفسياً وعاطفياً بسبب موقف والدك الذي أهملها كثيراً.
أما أختك فهي من النوع الغيور، وعلاجها بالهدية أيضاً، وإذا لم ينفع معها يمكن تجاهلها مع الإحسان إليها، ولكن قبل ذلك ليتك تجلس معها جلسة مصارحة، وتسألها عن سبب تصرفها هذا معك، وضع في ذهنك أنك تعاملها بعقلك لا بعقلها، فيظهر أن عقلك راجح، وقضية أن الاستشارة في مواضيع الأسرة، فهذا أمر سهل فلا تهتم لذلك، وأحسن لك على أقل تقدير تريح أعصابك من مشكلات الأسرة، وموضوع الوالد وزوجته فلا تعره أي اهتمام، فقط أحسن إلى والدك بالدعاء له وزيارته، وتفقد أحواله المادية ولك الأجر من الله على فعلك، ثم اهتم بنفسك وأسرتك، واجعل شعارك في التعامل معهم بالود والاحترام والزيارات المرتبة، وإذا رأيت أنه سيأتيك ضرر فاقصر الزيارة عليك أنت فقط، ثم تذكر أن البر أجره عظيم عند الله، كذلك الإحسان إلى الأقارب، وقد ثبت في السنة أن رجلاً قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل
…
" الحديث أخرجه مسلم (2558) من حديث أبي هريرة-رضي الله عنه. أعانك الله وسدد خطاك.