الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تعبت مع زوجي
!!!
المجيب د. رياض بن محمد المسيميري
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ المشكلات الزوجية/ضعف الوازع الديني
التاريخ 14-5-1424
السؤال
أنا شابة متزوجة منذ عدة سنوات ولدي أطفال والحمد لله.
مشكلتي هي مع زوجي الذي يعول أسرته وهم والداه وأخوته.. حتى بدأت تضيق بنا الحال من الناحية المادية حيث أصبحنا لا نمتلك قوت يومنا..
المشكلة في اختصار هي معاملة زوجي لي فهو يصاحب رفقة سيئة.. وله علاقات محرمة.. وشكوت له ذلك ولكنه يصفني بأنني متوهمة.. حتى صرنا نتخاصم بالأيام والليالي.. وتعبت كثيراً مما أثر ذلك في تربيتي لأولادي.
أنا الآن لا أدري هل أسكت على أفعال زوجي المحرمة أم أطلب الطلاق؟ أنا لا أريد أن أبوح بمشاكل بيتي لأحد لأنني أتمنى أن أصونه حتى آخر لحظة.
بذلت له أشرطة وكتب عن معاشرة وحقوق الأزواج ولكن لا فائدة. التحقت أنا وأبنائي بدورة تحفيظ القرآن كي نسلي عنه وهو لا يمانع من ذلك.
فهل من حل وإرشاد وجزاكم الله خيراً،،،،
الجواب
الحمد لله، وبعد:
أختي في الله.. شكر الله لك دعواتك الصادقة لنا ومشاعرك النبيلة تجاهنا، كما نثمن لك اتصالك بنا ونتمنى دوام تواصلك معنا.
وأما بخصوص ما تفضلتِ بالاستشارة والسؤال عنه، فيسعدنا إتاحتك الفرصة لنا لنشاطرك همومك ونساعدك بما استطعنا، وأملنا بالله كبير أن تجدي من خلال هذه السطور ما يثلج صدرك ويخفف معاناتك، أختي الكريمة، أعتقد جازماً أن مشكلتك تهون كثيراً أمام نظيراتها من المشاكل الأسرية التي لا يكاد يخلو منها بيت من بيوت المسلمين، فالخلافات الزوجية، وحالات الخصام بين الزوجين لم تخل منها حتى بيوت الصحابة رضي الله عنهم، لكن الحكمة والصبر وسعة الصدر دعائم أساسية لاحتواء كل خلاف مهما كان مصدره أو سببه، إنني ألمس من خلال رسالتك تمتعك بصفات ضرورية لنجاح أي بيت مسلم ينشد السعادة، إن خوفك من الله، وسعيك لإرضائه - سبحانه- وإنصافك لزوجك ودعائك له، وصبرك على تصرفاته، وفرارك من الظلم ومسبباته، كل هذه المزايا عوامل رئيسة - كما ذكرت- تساعدك للإبقاء على كيان أسرتك وإنقاذها من غوائل الفتن، وأسباب الفشل.
ولابد أن تتذكري أن لدى زوجك جوانب خيرة تدل على وجود استعدادات فطرية لديه قد تساندنا جميعاً للتغلب على عيوبه، وأخطائه.
إن سماحه لك بممارسة عباداتك وقيامك بواجباتك الدينية دون لمز أو تهكم أمر مهم كما ترين، بل إن قبوله بانضمامك وأولادك لحلق التحفيظ عامل مثير للتفاؤل يدل على إمكانية التصحيح.
لابد لك - حفظك الله-من طرح اليأس أولاً قبل أن تقومي بأي إجراء إصلاحي عملي، فاليأس في حد ذاته محرم شرعاًُ، مستقبح ذوقاً خصوصاً، حين يسيطر على أمثالك من حاملات العقيدة وناضجات الفكر وعاقلات المجتمع.
إن بأيدينا سلاحاً لا يخيب، لكننا كثيراً ما ننساه أو نتناساه، وهو الدعاء أليس الله يقول:"ادعوني أستجب لكم" ويقول: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوت الداع إذا دعان".
ولم لا تدعينه دعوة المضطر؟! وهو القائل: "أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء" إن ساعات السحر وجوف الليل وساعة الجمعة وعند الآذان أوقات بركة وإجابة، فلم لا نرفع أكف الضراعة بخشوع وخضوع وانطراح بين يدي الرؤوف الرحيم؟!
حاولي بارك الله فيك ملاطفة زوجك بالكلمة الطيبة، والابتسامة الدائمة مهما تطلب ذلك من جهد عصبي للتغلب على حظوظ النفس.
قال تعالى: "ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم".
استغلي حب أهله لك كي يساعدوك في حل المشكلة بمناصحة ابنهم وليكن طلبك المساعدة منهم بأسلوب تدريجي حتى لا يثير استغرابهم.
لا أنصحك بطلب الطلاق حالياً إلا إذا كان الزوج يمتنع عن الصلاة خاصة، فإن كان كذلك فهو كافر لا يحل لك البقاء معه فامتنعي عن معاشرته وبيني له الحكم الشرعي في تارك الصلاة فإن أصر على تركها وجب عليك مفارقته وسيجعل الله لك مخرجاً ويبدلك خيراً منه.
وفقك الله وأعانك، والسلام عليك.