الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إعراض الزوجة. . ما الحل
؟
المجيب سامي بن عبد العزيز الماجد
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ المشكلات الزوجية/المشكلات الجنسية
التاريخ 24-12-1423
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد..
فإني أشكو لكم وضعي مع زوجتي، فهي لا تقصر معي في التعامل إطلاقاً وأنا أحبها، ولكنها ليس لها رغبة في الجماع وهذا ليس أحياناً بل على الدوام، وهذا الأمر يضايقني جداً علماً أنني متزوج منذ سنتين ولم نُرزق بمولود، فهل يحق لي الطلاق والزواج من أخرى لهذا السبب؟ أشيروا عليَّ جزاكم الله خيراً.
الجواب
شكراً لثقتك واتصالك بنا في موقع " الإسلام اليوم"
أما التعدد فلا يملك أحد أن يحرِّمه عليك أو ينهاك عنه وقد أذن لك بذلك ربّك، وأما الطلاق فلا، والمشكلة لا تحتمله، فهي أهون بكثير من أن تدفعك لطلاق امرأتك، ومجرد تفكير الزوج بالطلاق من أجل هذه المشكلات الصغيرة يدل على أنه ليس به طاقة على الصبر والحلم والأناة، وإذا كان الرجل تهزمه هذه المشكلات الصغيرة كل مرّة فليعلم -إذن- أنه لن تستقر معه امرأة على حياة. فما من امرأة إلا وفيها نقص وعيوب.
ولو أن كل زوج طلق امرأته متى رأى فيها عيباً خُلقياً أو خَلْقياً لما بقيت زوجة مع زوجها. والطريقة الصحيحة التي ينبغي أن يأخذ بها الزوج حينما يرى شيئاً من هذه المشكلات والمنغصات أن يسترشد بما أرشد إليه الحبيب صلى الله عليه وسلم في قوله:"لا يفرك -أي لا يبغض- مؤمن مؤمنة، إن كره منها خُلُقاً رضي منها آخر" أخرجه مسلم (1469) .
فإذا رأى الزوج في زوجه شيئاً من العيوب والنقص، فليتأمل ما يرضاه منها من خَلق أو خلُق، فذلك أدعى ألاّ يبغضها فضلا عن أن يطلقها، اللهم إلا ما يعيبه عليها من العظائم التي تمس الدين والعرض. وإني لأعجب من هذا الذي تراوده نفسه بطلاق زوجته في الوقت الذي يزعم أنه يحبها وأنها لا تقصِّر في حقِّه، فإن هذه نعمة كان ينبغي أن يقابلها بالشكر لا بالكفر، وبالعرفان لا بالنكران، فاحمد الله -يا أخي- واشكره على هذه النعمة، وأمسك عليك زوجك واتق الله.
ولا ينبغي أن تفهم من هذا أننا ندعوك إلى أن ترضى بهذه المشكلة وتستسلم لها فلا تلتمس لها حلاً، كلاّ! ولكننا ندعوك إلى أن تكون أكثر نضجاً وعقلاً وأناة من أن يطيش عقلك لمثل هذه المشكلات الصغيرة فلا ترى لها حلاً إلا الطلاق، وبئس الحل هو، لا سيما وأنت حديث عهد بالزواج، والسنة والسنتان نحسبها أقصر من أن تبلغ بالمشكلة درجة الميؤوس منه الذي يستعصي على العلاج.
وقبل أن نلتمس وإياك حل هذه المشكلة ينبغي أن تتفهم طبيعة المرأة وتكوينها النفسي والجسدي، فإن المرأة يغلبها الحياء، لا سيما في أول سني الزواج، ورغبتها في الجماع أقل من الرجل، واستجابتها لمؤثرات الشهوة أبطأ وأضعف منه، وبخاصة إذا كانت صغيرة، ولذا فهي محتاجة إلى المقدمات الممهدات من المداعبة والملاطفة حتى تتهيأ رغبتها لذلك.
فمن الخطأ المبين، بل ومن الأثرة أن ينزو الرجل على امرأته متى اشتهى بلا مداعبات ولا ممهدات من تهيئة جو الرومانسية المرغِّب، كما ينزو الفحل على بهيمته، حتى إذا قضى منها وطره ولّى مدبراً ولم يعقب!.
ولنكن أكثر صراحة ووضوحاً: فنحن أحياناً نشكو من أزواجنا بعض الأمور، ولو أنصفنا أنفسنا من أنفسنا وأنصفنا منها أزواجنا لوجدنا أن هذا الذي نشكوه منهن إنما هو نتيجة مباشرة لتقصير وخلل يشكونه منا أزواجنا.
وما يدريك -أخي- أن هذا الذي تشكوه أنت من زوجك يقابله خلل وتقصير تشكوه منك زوجك؟ فحتى تأخذ لا بد أن تعطي، وحتى تستمتع لا بد أن تُمتِّع.
فتفقَّد طريقتك في هذا الأمر الذي لا تجد لزوجك فيه رغبة، وتزيّن لها كما تحب أن تتزين هي لك، ولا تجعل قضاء وطرك واستمتاعك بزوجك مثل قضاء حاجتك -أعزك الله-، فإذا بذلت جهدك في ذلك وعجزت فلا مانع من أن تلجأ أنت وزوجتك إلى طبيبة تناسلية أو طبيبة نفسية ربما تكشفه ما لا تكشفه أنت.
أسأل الله أن يسددك ويهديك، وهو الهادي إلى سواء السبيل.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.