الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[عدة في خدم المصطفى صلى الله عليه وسلم
-]
فائدة: عدة من خدمه من الأحرار: أنس بن مالك بن النضر الأنصاري وربيعة بن كعب [الأسلمى] وعبد الله بن مسعود وكان صاحب نعليه رضي الله عنه: إذا قام ألبسه إياهما وإذا جلس جعلهما في ذراعيه حتى يقوم وعقبة بن عامر الجهني [وكان صاحب بغلته يقود به في الأسفار] وبلال بن أبي رباح المؤذن [على نفقاته] وأبو ذر الغفاري [وأيمن بن أم أيمن صاحب مطهرته ومن النساء:] إحدى عشرة [وأم سليم أم أنس بن مالك، قال: ويقال: هي الغميصاء والرميصاء، وأم سليم] تزوجها في الجاهلية مالك بن النضر فولدت أنس بن مالك فقتل عنها مشركا فخطبها أبو طلحة وكانت قد أسلمت فقالت له أنت مشرك فإن أسلمت فنعم، وقد ذكر القصة ابن سعد بإسناده عن إسحاق بن عبد الله عن جدته أم سليم أنها آمنت برسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: فجاء أبو أنس وكان غائبا فقال: أصبوت قالت ما صبوت
(1)
.
قوله: أن تصلى أربع ركعات تقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وسورة فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة فقل وأنت قائم سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، الحديث وإن زاد بعد التسبيح ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فهو حسن، وقد ورد ذلك في بعض الروايات، وهذه هي
(1)
الطبقات (8/ 425)، ومرآة الزمان (5/ 239).
الصلاة المأثورة
(1)
قاله في الديباجة.
[أصح شيء في فضائل الصلوات: صلاة التسبيح] قال السبكي: صلاة [التسبيح من] مهمات المسائل في الدين، وحديثها أخرجه أبو داود والترمذي والحاكم وصححه ابن خزيمة قال الدارقطني: أصح شيء في فضائل الصلوات صلاة التسبيح كما تقدم، وقد نص على استحباب صلاة التسبيح هذه جماعة من أئمة أصحابنا منهم القاضي حسين والبغوي والمتولي والمحاملي والشيخ أبو محمد وولده إمام الحرمين والغزالي في الرائق والروياني في كتابه البحر في آخر كتاب الجنائز
(2)
.
واعلم أن صلاة التسبيح مرغب فيها يستحب أن يعتادها في كل حين ولا يتغافل عنها، قال: هكذا قال عبد الله بن المبارك وجماعة من العلماء وكذلك قال صاحب المهذب
(3)
، وقال الغزالي: ويستحب أن لا يخلي الأسبوع منها أو الشهر وهي أربع ركعات كما جاء في نص الحديث والأحسن إذا صلاها نهارا أن يكون بتسليمة واحدة وإن صلاها ليلا أن يكون بتسليمتين
(4)
، وأفتى ابن الصلاح بأنها سنة
(5)
وتوقف فيها النووي
(6)
قاله في الديباجة،
(1)
إحياء علوم الدين (1/ 207).
(2)
أمالي الأذكار (ص 43).
(3)
بحر المذهب (2/ 606)، والأذكار (ص 186)، والمجموع (4/ 54).
(4)
إحياء علوم الدين (1/ 207).
(5)
فتاوى ابن الصلاح (1/ 235).
(6)
الأذكار (ص 186).
ولا يغتر بما فُهم عن النووي في الأذكار من رده وأنه اقتصر على رواية الترمذي وراء قول العقيلي ليس فيها حديث صحيح ولا حسن ولا أظن أنه لو استحضر تخريح أبي داود لحديثها وتصحيح ابن خزيمة والحاكم لما قال ذلك ولم يحسن من ابن الجوزي ادعاؤه أن حديثها موضوع
(1)
، أ. هـ.
قوله: ورواه الطبراني فقال في آخره: "فلو كانت ذنوبك مثل زبد البحر أو رمل عالج غفرها الله لك"، زبد البحر: رغوته، تقدم أن مثل هذا محمول على الصغائر ولكن قوله:"وإن كانت مثل زبد البحر" يدل على عموم المغفرة للكبير والصغير فإنه في مقام تعظيم الجزاء وبلوغه أقصى مراتبه وصار هذا مثل قوله فيمن مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة فقيل: وإن زنى وإن سرق فقال: وإن زنى وإن سرق الحديث، والكرم واسع والرجاء غير منقطع، والحكمة في التمثيل بزبد البحر لأنه يتراكم ويكثر حتى يصير مثل الزبد ثم ينقطع ويضمحل فأما الزبد فيذهب جفاء [بياض بالأصل] أ. هـ، قاله في شرح الإلمام.
قوله: "أو رمل عالج" هو موضع بالبادية كثير الرمال وقال البكري أنه في ديار كلب ويصل إلى الدهناء وينقطع طرفه من دون الحجاز، وعالج هو بكسر اللام وبعدها جيم.
فائدة: سئل ابن الصلاح عن إمام يصلي بالمسلمين صلاة التسبيح المروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليالي الجمعة وغيرها، هل يثاب على ذلك ويثابون أو
(1)
أمالى الأذكار (ص 42 - 43).
لا؟ وهل هي سنة أو بدعة؟ وهل صحت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من طريق أو لا؟، وهل من أنكر على مصليها مصيب أو مخطئ؟
فأجاب رضي الله عنه: نعم يثاب ويثابون إذا خلصوا وهي سنة غير بدعة وهي مروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وحديثها حسن معتمد معمول بمثله لا سيما في العبادات والفضائل، وقد أخرجه جماعة من أئمة الحديث في كتبهم والمنكر لها غير مصيب ولا يختص بليلة الجمعة كما جاء في الحديث، وقال الغزالي في الإحياء: صلاة التسبيح مأثورة ولا تختص بوقت ولا سبب ويستحب أن لا يخلو الأسبوع عنها مرة واحدة أو الشهر
(1)
، أ. هـ قاله في الديباجة.؟
تنبيه: قوله حدثنا أحمد بن داود بمصر إلى آخره كذا قال الخطيب البغدادي درجة أنبأنا أحط من درجة أخبرنا وهو قليل في الاستعمال انتهى، قال بعضهم: قال لنا فلان هو أحط مرتبة من حدثنا ونحوه سواء كان بزيادة لنا أو لا لأنه يقال على سبيل المذاكرة بخلاف نحوحدثنا فإنه يقال على سبيل النقل والتحمل، وذهب مسلم إلى أن حدثنا لا يجوز إطلاقه إلا على ما سمعه من لفظ الشيخ خاصة وأخبرنا لما قرئ على الشيخ، وهو مذهب الشافعي قدس الله سره وجمهور أهل المشرق، وقيل: هو مذهب أكثر أصحاب الحديث وهو الشائع والغالب على أهل الحديث والأول أعلى درجة واصطلاح قوم من المتأخرين على إطلاق أنبأنا [في الإجازة] فهو أدنى من أخبرنا وأما سمعت فهو [لما] سمع من لفظ الشيخ سواء كان [الحديث]
(1)
فتاوى ابن الصلاح (1/ 235) وإحياء علوم الدين (1/ 207).
معه أو مع غيره فهو أحط مرتبة من حدثنا وقال الخطيب البغدادي: أرفع العبارات في [ذلك] سمعت ثم حدثني ثم أخبرني ثم أنبأني، قال ابن بطال قال طائفة: حدثنا لا تكون إلا مشافهة، وأخبرنا قد تكون مشافهة وكتابيا وتبليغا لأنه تقول أخبرنا الله تعالى بكذا في كتابه ورسوله بكذا ولا تقول [حدثنا إلا أن يشافهك] المخبر بذلك، وقال الطحاوى لم [نجد بين الحديث والخبر] فرق في كتاب [الله ولا] سنة [رسوله قال] تعالى {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا} الآية
(1)
، أ. هـ.
تنبيه آخر: قوله [حدثنا جرت العادة بالاقتصار على الرمز في حدثنا وأخبرنا واستمر الاصطلاح عليه من قديم الاعصار إلى زماننا واشتهر ذلك بحيث لا يخفى فيكتبون من حدثنا (ثنا) وهي] الثاء والنون والألف ويكتبون [من أخبرنا (انا)] ولا يحسن زيادة الباء قبل نا
(2)
.
قوله: حدثنا حيوة بن شريح، كان حيوة بن شريح بن صفوان من العباد الزاهدين المجابين الدعوة، قال عبد الله بن وهب: كان حيوة يأخذ عطاءه في السنة ستين دينارًا فلم يطلع منزله حتى يتصدق بها ثم يجيء منزله فيجدها تحت فراشه وبلغ ذلك ابن عم له فأخذ عطاءه فتصدق به وجاء إلى تحت فراشه فلم يجد شيئًا فشكى ذلك إلى حيوة فقال: أنا أعطيت [ربى] بيقين وأنت أعطيته تجربة، توفي حيوة سنة [ثمان وخمسين ومئة على الصحيح،
(1)
الكواكب الدراري (2/ 9).
(2)
شرح النووي على مسلم (1/ 37).
وقيل: سنة تسع وخمسين]
(1)
أ. هـ.
قوله: عن يزيد بن أبي حبيب [واسمه سويد، الأزدي، أبو رجاء المصري مولى شريك بن الطفيل الأزدي، قال أبو سعيد بن يونس: كان مفتي أهل مصر في أيامه، وكان حليما عاقلا، وكان أول من أظهر العلم بمصر، والكلام في الحلال والحرام ومسائل، وقيل: إنهم كانوا قبل ذلك يتحدثون بالفتن والملاحم والترغيب في الخير.
وقال الليث بن سعد: يزيد بن أبي حبيب سيدنا وعالمنا، مات سنة ثمان وعشرين ومئة
(2)
].
قوله: عن نافع عن ابن عمر، هو نافع مولى ابن عمر تابعي من سبي نيسابور، وقيل: من سبي خراسان بعثه عمر بن عبد العزيز إلى مصر يعلم الناس السنن، توفي رضي الله عنه سنة عشرين ومائة
(3)
، وتقدم الكلام على ابن عمر.
قوله: وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم جعفر بن أبي طالب إلى بلاد الحبشة، هو: أبو عبد الله جعفر بن أبي طالب بن عبد مناف بن عبد المطلب الهاشمي الطيار ذو الجناحين وذو الهجرتين هاجر إلى الحبشة وكان هو وأصحابه سبب إسلام النجاشي رحمه الله تعالى، وهاجرت معه زوجته أسماء بن عميس فولدت له هناك عبد الله بن جعفر وهو أول مولد في الإسلام بأرض الحبشة؛
(1)
طبقات علماء الحديث (1/ 282 - 284)، وتذكرة الحفاظ (1/ 138 - 139).
(2)
تهذيب الكمال (32/ ترجمة 6975).
(3)
تهذيب الأسماء واللغات (2/ 123 - 124).
كانت أسماء بنت عميس تحت جعفر فقتل عنها فتزوجها الصديق فمات عنها فتزوجها علي، وهي أخت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم لأمها، وكن عشر أخوات، أسلمت أسماء بنت عميس قبل دخول النبي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم وبايعته صلى الله عليه وسلم، ثم قدم جعفر بن أبي طالب من الحبشة هو ومن صحبه من المهاجرين ثم سكن المدينة ثم أمره النبي صلى الله عليه وسلم على جيش غزوة مؤتة بعد زيد بن حارثة فاستشهد هو وزيد فيها في جمادي الأولى سنة ثمان من الهجرة فأخبر بوفاته رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر بالمدينة حال وفاته وقبره رضي الله عنه وقبر صاحبيه زيد بن حارثة وعبد الله مشهورات بأرض مؤتة من الشام تحت الكرك على نحو مرحلتين من بيت المقدس وكان جعفرًا أن من علي رضي الله عنهما بعشر سنين وعقيل أسن من جعفر بعشر سنين وطالب بن أبي طالب أسن من عقيل بعشر سنين، وأمهم فاطمة بنت أسد بن هاشم وهي أول هاشمية تزوجها هاشمي وأسلمت وهاجرت إلى المدينة وتوفيت في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل في قبرها وكان يكرمها وكان لجعفر [يوم] توفي إحدى وأربعون سنة وقيل غير ذلك
(1)
.
قوله: وروى عن أبي رافع وأبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمه إبراهيم وقيل أسلم وقيل ثابت وقيل هرمز
(2)
.
فائدة: كان عدة مواليه من الرجال أحدًا وثلاثين نفرا، قلنا: هؤلاء المشهورون، وقد قيل إنهم أربعون رجلا منهم زيد بن حارثة بن شراحيل
(1)
تهذيب الأسماء واللغات (1/ 148 - 149).
(2)
تهذيب الأسماء واللغات (2/ 230).
الكلبي وكان [لخديجة] فاستوهبه صلى الله عليه وسلم منها وأعتقه. ابنه أسامة بن زيد وكان يقال له حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن حب رسول الله صلى الله عليه وسلم[ثوبان بن بجدد، وكان له نسب في اليمن، أبو كبشة] من مولدى [مكة شرفها الله] تعالى [وقيل] بل من [دوس واسمه سليم] شهد بدرا [ابتاعه]صلى الله عليه وسلم[ثم أعتقه، وتوفى في أول يوم استخلف] عمر بن الخطاب [شقران واسمه] صالح قيل [ورثه من أبيه، وقيل] اشتراه من [عبد الرحمن بن عوف] وأعتقه أبو [رافع] اسمه أسلم، وقيل: إبراهيم وكان عبدًا للعباس فوهبه للنبي صلى الله عليه وسلم فأعتقه [فأعتقه حين بشره بإسلام] عمه العباس [وزوجه سلمى مولاته، فولدت] عبيد الله [وكان عبيد الله] كاتبا لعلي خلافته [كلها] وهبه له [مدعم، أسود وهبه له رفاعة بن] زيد الجذامي قتل [بوادى] القرى أصابه سهم وهو الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم[إن الشملة التي غلها] تشتعل عليه نارًا. (كركرة) كان على ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان نوبيا أهداه له هوذة بن علي الحنفي. (سفينة) كان سفينة هذا عبدًا لأم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فأعتقته واشترطت عليه أن يخدم النبي صلى الله عليه وسلم مدة حياته فقال [لو لم تشترطى] على ما فارقته [وكان اسمه رباح، وقيل مهران،] فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سفينة وكان أسود من مولدي الأعراب. (أبو [لبابة]) كان لبعض عماته فوهبته له [رويقع] سباه من هوزان وأعتقه [قلت: هؤلاء] هم المشهورون من الأربعين قاله في [كنز الدرر
(1)
].
(1)
كنز الدرر (3/ 140 - 143).
قوله: رواه البيهقي وقال: كان عبد الله بن المبارك يفعلها وتداولها الصالحون بعضهم عن بعض. هو: عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي مولاهم المروزي، كنيته: أبو عبد الرحمن الإمام المجمع على إمامته وجلالته في كل شيء الذي تستتر الرحمة بذكره وترجى المغفرة بحبه وهو من تابعي التابعين وكان أبوه تركيا مملوكا لرجل من همدان وأمه خوارزمية، حكي عن أبيه أنه كان يعمل في بستان لمولاه مدة ثم أمره مولاه أن يأتيه برمان حلو فأتاه بحامض فحرد عليه وقال: أطلب منك الحلو فتحضر لي الحامض هات حلوا فأتاه بحامض كذلك مرارا، ثم قال له: أنت ما تعرف الحلو من الحامض، قال: لا، قال: وكيف ذلك؟ قال: لأني ما أكلت منه شيئًا حتى أعرفه، قال: ولم لم تأكل، قال: لأنك لم تأذن لي فيه فكشف مولاه عن ذلك فوجده صادقا فعظم في عينه فأعتقه وزوجه ابثته فأولدها عبد الله هذا، وسئل ابن المبارك أيما أفضل معاوية أو عمر بن عبد العزيز، فقال: والله إن الغبار الذي دخل في أنف معاوية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من ألف من عمر بألف مرة، صلى معاوية خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: سمع الله لمن حمده، فقال معاوية: ربنا ولك الحمد [فما بعد هذا؟]
(1)
ومن كلام ابن [المبارك تعلَّمنا العلم للدنيا، فدلَّنا على ترك الدنيا، وكان عبد الله قد غزا، فلما انصرف من الغزو وصل إلى هيت فتوفي بها في رمضان سنة إحدى، وقيل اثنتين وثمانين
(1)
الشريعة (1955)، تاريخ دمشق (59/ 207 - 208).
ومائة، ومولده بمرو سنة ثماني عشرة ومائة، رضي الله عنه
(1)
].
وقال الغزالي في الإحياء
(2)
في كتاب [آداب السفر من الإحياء] قال رجل لابن المبارك وهو على دابته: احمل لي هذه الرقعة إلى فلان فقال حتى أستأمر الحمَّار [فإني لم] أشارطه على [هذه الرقعة]، قال: فانظر كيف لم يلتفت إلى قول الفقهاء أن هذا مما يتسامح فيه ولكن سلك طريق الورع [بياض بالأصل]
(3)
أ. هـ.
قال النووي
(4)
: روينا عن الحسن بن عيسى قال: اجتمع جماعة من أصحاب ابن المبارك فقالوا: تعالوا نعد خصال ابن المبارك من أبواب الخير، فقالوا: جمع الفقه والأدب والنحو واللغة والزهد والشعر والفصاحة والورع والإنصاف وقيام الليل والعبادة والشدة في رأيه وقلة الكلام فيما لا يعنيه وقلة الخلاف على أصحابه، وقال العباس بن مصعب: جمع ابن المبارك الحديث والفقه والعربية وأيام الناس والشجاعة والجسارة والسخاء والمحبة؛ وقال سفيان [الثوري] ابن عيينة حين توفي ابن المبارك: لقد كان فقيها عالما عابدا زاهدا شجاعا.
قالت: ما صبوت ولكني آمنت بهذا [الرجل] فجعلت تلقن أنسا وتشير إليه قل لا إله إلا الله قل أشهد أن لا إله إلا الله ففعل، قال: فيقول
(1)
وفيات الأعيان (3/ 33 - 334).
(2)
إحياء علوم الدين (2/ 255 - 256).
(3)
بياض بمقدار كلمة.
(4)
تهذيب الأسماء واللغات (1/ 285 - 286).
لها أبوه لا تفسدي علي ابني دينه، قال: فتقول إني لأفسده، قال: فخرج مالك أبو أنس فلقيه عدوٌ فقتله فلما بلغها قتله قالت: لا جرم أفطم أنسا حتى يبلغ للثدي حبا ولا أتزوج حتى يأمرني أنس فخطبها أبو طلحة وهو مشرك فأبت وقالت: إن أسلمت فنعم فذكره إلى قوله: قال: فوقع في قلبي ما قلت وآمن، قالت: فإني أتزوجك ولا آخذ منك صداقا بخير الإسلام فكان صداقها الإسلام فتزوجها أبو طلحة فولدت له عبد الله وأبا عمير وهي التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلاعب ولدها فيقول يا أبا عمير ما فعل النغير؛ روت أم سليم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ابن سعد بإسناده عن حسين بن أبي سفيان عن أنس بن مالك قال: زار رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سليم فصلى في بيتها صلاة تطوعا وقال: "يا أم سليم إذا صليت المكتوبة فقولي: سبحان الله عشرًا والحمد لله عشرًا والله أكبر عشرًا ثم اسألي الله ما شئت فإنه يقال لك: نعم نعم"
(1)
، وفي الصحابيات جماعة يقال لكل واحدة منهن أم سليم، إحداهن هذه وهذا لا خلاف فيه بين أهل العلم وذلك من المشهور والمعروف
(2)
وقال الغزالي في الوسيط
(3)
: هي جدة أنس وكذلك قال شيخه والصيدلاني ومحمد بن يحيى صاحب البحر وهو غلط بالاتفاق وكانت أم سليم هذه هي وأختها أم حرام خالتين لرسول الله صلى الله عليه وسلم من جهة الرضاعة وكانت من
(1)
الطبقات (8/ 425 - 426)، ومرآة الزمان (5/ 239 - 240).
(2)
تهذيب الأسماء واللغات (2/ 363)
(3)
تهذيب الأسماء واللغات (2/ 363). قلنا والذى في الوسيط أم أنس.
فاضلات الصحابيات، وقال محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبي طلحة وسمعت خشفة فقلت: من هذا؟ فقالوا: هذا بلال ورأيت قصرا بفنائه جارية، فقلت لمن هذا؟ فقالوا لعمر بن الخطاب فأردت أن أدخله فذكرت غيرتك" فبكى عمر بن الخطاب فقلت: بابي أنت وأمي يا رسول الله أعليك أغار، هذا حديث صحيح رواه البخاري
(1)
.
خاتمة: تستحب صلاة التسبيح عند الزوال يوم الجمعة تقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة ألهاكم التكاثر وفي الثانية والعصر وفي الثالثة قل يا أيها الكافرون وفي الرابعة [الإخلاص فإذا كملت الثلاثمائة] تسبيحة [قال] بعد فراغه من التشهد وقبل أن يسلم [اللهم إني أسألك توفيق أهل الهدى، وأعمال أهل اليقين، ومناصحة أهل التوبة، وعزم أهل] الصبر [ثم قال] وفي آخره سبحان خالق النور ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير برحمتك يا أرحم الراحمين ثم يسلم ثم [قال] والأقرب من الاعتدال [للمؤمن] أن يصليها من الجمعة إلى الجمعة وهو الذي [كان عليه حبر] الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس، فإنه كان يصليها عند الزوال يوم الجمعة ويقرأ فيها بما تقدم
(2)
أ. هـ
(1)
أخرجه البخاري (3679).
(2)
أدعية الحج لقطب الدين الحنفى نقلا عن الدميرى في كتاب اللمعة في رغائب يوم الجمعة (ص 305 - 307).