الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التَّرْغِيب فِي قِرَاءة سُورَة الْكَهْف وَمَا يذكر مَعهَا لَيْلَة الْجُمُعَة وَيَوْم الْجُمُعَة
1097 -
عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رضي الله عنه أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ من قَرَأَ سُورَة الْكَهْف فِي يَوْم الْجُمُعَة أَضَاء لَهُ من النُّور مَا بَين الجمعتين، رَوَاهُ النَّسَائيُّ وَالْبَيْهَقِيّ مَرْفُوعًا
(1)
. وَالْحَاكِم مَرْفُوعًا وموقوفًا أَيْضًا وَقَالَ صَحِيح الإِسْنَاد
(2)
.
وَرَوَاهُ الدَّارمِيّ فِي مُسْنده مَوْقُوفًا على أبي سعيد وَلَفظه قَالَ من قَرَأَ سُورَة الْكَهْف لَيْلَة الْجُمُعَة أَضَاء لَهُ من النُّور مَا بَينه وَبَين الْبَيْت الْعَتِيق
(3)
.
وَفِي أسانيدهم كلهَا إِلَّا الْحَاكِم أَبُو هَاشم يحيى بن دِينَار الروماني وَالأكْثرونَ على توثيقه وَبَقِيَّة الإِسْنَاد ثِقَات وَفِي إِسْنَاد الْحَاكِم الَّذِي صَححهُ نعيم بن حَمَّاد وَيَأْتِي الْكَلَام عَلَيْهِ وعَلى أبي هَاشم.
قوله: عن أبي سعيد الخدري تقدم الكلام على أبي سعيد.
قوله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين" ورواه الدارمي في مسنده
(4)
والبيهقي
(5)
ولفظه: "من قرأ سورة
(1)
النسائي (10790)، والبيهقي (3/ 249).
(2)
الحاكم (2/ 368)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (738).
(3)
الدارمي (3450)، والبيهقي في شعب الإيمان (2444)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (738).
(4)
أخرجه الدارمي (3450)، وابن الضريس في فضائل القرآن (211)، والبيهقي في السنن الكبير (3/ 249) وفي فضائل القرآن (279). وصححه الألباني في صحيح الجامع (6471).
(5)
سبق تخريجه.
الكهف ليلة الجمعة أضاء من النور ما بينه وبين البيت العتيق" الحديث وفي بعض طرقه: "غُفِرَ لَهُ إِلَى الْجُمُعَةِ الأُخرَى وَفَضَلَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ وَصَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ، وَعُوفِيَ مِنَ الدَّاءِ وَالدُّبَيْلَةِ وَذَاتِ الْجَنْبِ وَالْبَرَصِ وَالْجُذَامِ وَالْجُنُونِ وَفِتْنَةِ الدَّجَّالِ"
(1)
وفي الدارمي
(2)
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اقرءوا سورة هود يوم الجمعة" وفي شعب البيهقي
(3)
عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سورة الكهف تدعى في التوراة الحافلة تحول بين قارئها وبين النار".
وفي الذخائر: أن وقت قراءة الكهف قبل طلوع الشمس، وقيل بعد العصر وقال بعض المتأخرين: عند الخروج من المسجد، وعبارة النووي في المنهاج
(4)
تقتضي أن يقرؤها مرة في الليل ومرة في النهار، وفيه نظر وقد نص الشافعي على استحباب الإكثار من قراءتها ليلا ونهارا من (غير ضبط بعدد)(أما إذا اقتصر) على قراءتها مرة (فالنهار) أولى من الليل
(5)
والله أعلم.
والدارمي منسوب إلى دارم من تميم الذي قال فيهم الفرزدق:
(1)
أخرجه الديلمي في مسند الفردوس (4/ 35) ح (5599)، والمستغفري في فضائل القرآن (818) وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 301 - 302) رقم 69. والفتني في تذكرة الموضوعات (1/ 565). قال ابن حجر: إسماعيل، متروك، كذبه جمع منهم الدارقطني. نتائج الأفكار (5/ 44).
(2)
سنن الدارمي (3446) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع الصغير وزيادته (1070).
(3)
شعب الإيمان (2223).
(4)
ينظر: منهاج الطالبين وعمدة المفتين في الفقه (ص: 46).
(5)
النجم الوهاج (2/ 497).
........................
…
وَأَعْبَدُ أَنْ تُهْجَى كُلَيبٌ بِدَارِمِ
(1)
ومسند الدارمي لطيف غالبه الصحة، واعلم أن مسند الإمام أحمد ومسند إسحاق بن راهويه ومصنف ابن أبي شيبة متقاربة في الكثرة والشهرة ومسند البزار ومسند أبي يعلى الموصلي متقاربان في التوسط ومسند الحميدي والدارمي متقاربان في الاختصار، ومصنفو الحديث منهم من رتبة على المسانيد كمسند أحمد وإسحاق وأبي يعلى والبزار ومنهم من رتبه على الأحكام وأبواب العلم كالبخاري ومسلم وابن أبي شيبة وفي كل فائدة وحكمة
(2)
والله أعلم.
قال العلماء: يستحب الإكثار في يوم الجمعة وليلتها من قراءة القرآن والأذكار والدعوات والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
(3)
لقوله صلى الله عليه وسلم: "أقربكم مني في الجنة أكثركم صلاة علي (ألا فأكثروا من الصلاة علي) في الليلة الغراء واليوم الأزهر"
(4)
قال: الشافعي رحمه الله تعالى يعنى والله أعلم ليلة الجمعة ويومها
(5)
.
(1)
بيت للفرزدق صدره: أولئك قوم إن هجوني هجوتهم
…
ومعنى أعبد أى آنف من ذلك وأغضب منه جمهرة اللغة (1/ 299)، ومقاييس اللغة (4/ 207).
(2)
التعيين في شرح الأربعين لنجم الدين الطوفي (ص 210 - 211).
(3)
الأذكار (ص 299).
(4)
أخرجه البيهقي في الشعب (4/ 434 - 435 رقم 2772) عن ابن عباس. قال البيهقي: هذا إسناد ضعيف بمرة. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1106).
(5)
انظر: الأم (1/ 239)، والحاوى (2/ 457)، وبحر المذهب (2/ 417)، والبيان (2/ 594)، وكفاية النبيه (4/ 383)، والنجم الوهاج (2/ 498).
قال أبو طالب المكي
(1)
: وأقل ذلك ثلاثمائة مرة ا. هـ.
وفي ليلة الجمعة وعد يعقوب عليه الصلاة والسلام الاستغفار لبنيه بقوله: {سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}
(2)
، ويستحب قراءة الكهف في يومها لقوله صلى الله عليه وسلم:"من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة فهو معصوم إلى ثمانية أيام من كل فتنة إن خرج الدجال عصم منه"
(3)
والمعنى فيه أن فيها ذكر هول القيامة ويوم الجمعة مشبه بالقيامة وهي تقوم فيه
(4)
واستحب قراءتها أيضا في ليلة الجمعة لقوله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ سورة الكهف" قال الدميري
(5)
: والحكمة من قراءة الكهف يوم الجمعة أن الله تعالى ذكر فيها القيامة والجمعة تشبهها لما فيه من اجتماع الخلق (وقيام الخطيب) ولأن القيامة تقوم يوم الجمعة فإذا قريت ذكر بها ليلة ليس بعدها إلا يوم القيامة ا. هـ
واستحب قراءتها أيضا في ليلة الجمعة لقوله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة ويومها وقى الفتنة"
(6)
واستحب الشافعي رحمه الله فيها ما استحبه في ليلة العيد لأنه يقال أن الدعاء فيها يستجاب
(7)
.
(1)
قوت القلوب (1/ 121) والنجم الوهاج (2/ 498).
(2)
رواه ابن عباس مرفوعا انظر: تفسير الطبرى (13/ 348). قال ابن كثير: وهذا غريب من هذا الوجه، وفي رفعه نظر، والله أعلم التفسير (4/ 352).
(3)
سبق تخريجه.
(4)
كفاية النبيه (4/ 383).
(5)
النجم الوهاج (2/ 497).
(6)
سبق تخريجه.
(7)
الأم (1/ 264)، والروضة (2/ 75)، وكفاية النبيه (4/ 383).
قوله: "وفي أسانيدهم أبو هاشم يحيى بن دينار الرماني، ونعيم بن حماد، أبو هاشم الرماني الواسطي يحيى بن دينار" قيل: يحيى بن الأسود وقيل ابن نافع قال ابن السمعاني: الرماني منسوب إلى الرمان وبيعه، وبواسط قصر معروف بقصر الرمان كان ينزله أبو هاشم يحيى بن دينار الرماني فنسب إليه رأى أنس بن مالك وروى عن زاذان أبي عمر وأبي مجلز وسعيد بن جبير والحسن والنخعي وأبي العالية وحبيب بن أبي ثابت وجماعة، وثقه أحمد وابن معين وقال أبو حاتم: كان فقيها صدوقا توفي سنة اثنتين وعشرين ومائة وروى له الجماعة
(1)
ا. هـ، قاله في الديباجة.
1098 -
وَعَن ابْن عمر رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: "من قَرَأَ سُورَة الْكَهْف فِي يَوْم الْجُمُعَة سَطَعَ لَهُ نور من تَحت قدمه إِلَى عنان السَّمَاء يضيء لَهُ يَوْم الْقِيَامَة وَغفر لَهُ مَا بَين الجمعتين"، رَوَاهُ أَبُو بكر بن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِإِسْنَاد لا بَأْس بِهِ
(2)
.
قوله: "وعن ابن عمر" تقدم الكلام على ابن عمر.
قوله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة سطع له نور من تحت قدمه إلى عنان السماء يضيء له يوم القيامة وغفر له ما بين الجمعتين" الحديث. عنان السماء: بفتح العين قيل هو السحاب وقيل ما عن لك منها
(1)
انظر: الأنساب (6/ 165)، وتهذيب الكمال (34/ 362 - 363 ترجمة 7680).
(2)
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره (3/ 71)، روى الحافظ أبو بكر بن مردويه في تفسيره بإسناد غريب، وساق الحديث، ثم قال: وهذا الحديث في رفعه نظر.
أي ظهر إذا رفعت
(1)
وروى الطبراني والنسائي
(2)
وقال الصواب موقوف "من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة كانت له نورًا يوم القيامة" قال الحافظ الدمياطي قلت: وإن كان موقوفا فمثله مثل المرفوع لأن مثل هذا لا يقال من قبل الرأي والاجتهاد والله أعلم.
1099 -
وَروِيَ عَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: من قَرَأَ حم الدُّخان لَيْلَة الْجُمُعَة غفر لَهُ
(3)
.
وَفِي رِوَايَة من قَرَأَ حم الدُّخان فِي لَيْلَة أصبح يسْتَغْفر لَهُ سَبْعُونَ ألف ملك، رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ. والأصبهاني: وَلَفظه من صلى بِسُورَة الدُّخان فِي لَيْلَة بَات يسْتَغْفر لَهُ سَبْعُونَ ألف ملك حتى يصبح
(4)
. وَرَوَاهُ الطَّبَرَانيِّ والأصبهاني أَيْضا من حَدِيث أبي أُمَامَة وَلَفْظهمَا قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: من قَرَأَ حم الدُّخان فِي لَيْلَة الْجُمُعَة أَو يَوْم الْجُمُعَة بنى الله لَهُ بهَا بَيْتا فِي الْجنَّة
(5)
.
(1)
النهاية (3/ 313).
(2)
سبق تخريجه.
(3)
الترمذي (2889)، وقال: هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وهشام أبو المقدام ضعيف، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5767).
(4)
الترمذي (2888)، قال الترمذي: وعمر بن أبي خثعم يضعف، قال محمد: هو منكر الحديث.
(5)
الطبراني في الكبير (8026)، والأصبهاني في الترغيب (945)، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 168)، فيه فضالة بن جبير وهو ضعيف جدًّا، قال الألباني: موضوع في ضعيف الجامع (5766).
1100 -
وَرُوِيَ عَنهُ رضي الله عنه: قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: من قَرَأَ سُورَة يس فِي لَيْلَة الْجُمُعَة غفر لَهُ، رَوَاهُ الأصْبَهَانِيّ
(1)
.
قوله: وعن أبي هريرة تقدم الكلام على أبي هريرة.
قوله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ حم الدخان في ليلة الجمعة غفر له" وفي رواية: "من قرأ {حم} الدخان أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك" الحديث.
الاستغفار من الملائكة بمعنى الدعاء.
قوله وروي عنه تقدم الكلام عليه.
قوله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ سورة يس في ليلة الجمعة غفر له" المراد: غفران الصغائر دون الكبائر كما تقدم في الوضوء والصلاة.
1101 -
وَرُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من قَرَأَ السُّورَة
الَّتِي يذكر فِيهَا آل عمرَان يَوْم الْجُمُعَة صلى عَلَيْهِ الله وَمَلائِكَته حَتَّى تغيب الشَّمْس، رَوَاهُ الطَّبَرَانيُّ فِي الأوْسَط وَالْكَبِير
(2)
.
قوله وروي عن ابن عباس تقدم الكلام على ابن عباس.
قوله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ السورة التي يذكر فيه آل عمران يوم الجمعة صلى الله عليه وملائكته حتى تغيب الشمس" وفي الطبراني: "من قرأها يوم الجمعة
(1)
الأصبهاني في الترغيب والترهيب (948).
(2)
الطبراني في المعجم الكبير (11002)، وفي الأوسط (6157)، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 168)، وفيه طلحة بن زيد الرقي، وهو ضعيف، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5759): موضوع.
غربت الشمس بذنوبه" والظاهر أن الحكمة في ذلك أن الله تعالى ذكر فيها خلق آدم عليه السلام في قوله تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ}
(1)
وآدم خلق يوم الجمعة، وتقدم أن الصلاة في اللغة الدعاء وهي من الله تعالى بمعنى الرحمة ومن الملائكة بمعنى الاستغفار، ومن الآدميين تضرع ودعاء والله أعلم.
* * *
(1)
سورة آل عمران، الآية:59.