الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كتاب الصدقات
الكتاب في اللغة: مأخوذ من الكتب وهو الضم يقال: تكتبت بنو فلان إذا تجمعوا، ومنه قيل لجماعة الخيل: كتيبة، والكتابة بالقلم كتابة لاجتماع الحروف
(1)
، والصدقات: جمع صدقة والصدقات تطلق على الواجب والتطوع
(2)
، والمراد هنا زكاة الأموال وجمع الصدقة لاختلاف أنواعها من ماشية ونبات ونقد وغيرها، ويسمى الكل صدقة وزكاة، قال: في القديم وغلب على أفواه العوام تسمية الواجب من الماشية صدقة، ومن النبات عشرا ومن النقود زكاة
(3)
.
الترغيب في أداء الزكاة وأداء وُجُوبِها
1102 -
عَن ابْن عمر رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بني الإِسْلَام على خمس شَهَادَة أَن لا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله وإقام الصَّلَاة وإيتاء الزَّكاة وَحج الْبَيْت وَصَوْم رَمَضَان، رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَغَيرهمَا
(4)
.
(1)
انظر: صبح الأعشى (1/ 81)، والنجم الوهاج (1/ 221).
(2)
تحرير ألفاظ التنبيه (ص 117)، وكفاية النبيه (6/ 53).
(3)
المجموع (6/ 323)، والروضة (2/ 340)، وكفاية النبيه (6/ 53).
(4)
البخاري (8)، ومسلم (16).
قوله عن ابن عمر تقدم الكلام على ابن عمر وعلى الحديث قوله وعن أبي هريرة. الزكاة في اللغة: النماء والتطهير، والمال ينمى بها من حيث لا ترى وهي مطهرة لمؤديها من الذنوب وقيل ينمي أجرها عند الله
(1)
وهي من الأسماء المشتركة بين العين والمعنى لأنها قد تطلق أيضا على القدر المخرج من النصاب للمستحق
(2)
وسميت صدقة لأنها دليل التصديق صاحبها وصحة إيمانه ظاهرا وباطنا والغرض من إيجاب الزكاة: مواساة الفقراء والمواساة لا تكون إلا في مال له بال وهو النصاب
(3)
والله أعلم، وقال العلماء: نزلت فريضة الزكاة في السنة الثانية من الهجرة وهي السنة التي نزلت فيها فريضة الصوم
(4)
قاله ابن عقيل.
قوله: عن ابن عمر تقدم الكلام على ابن عمر وعلى الحديث.
1103 -
وَعَن أبي هُرَيْرَة وَأبي سعيد رضي الله عنهما قَالا خَطَبنَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ ثَلَاث مَرَّات ثمَّ أكب فأكب كل رجل منا يبكي لا يدْرِي على مَاذَا حلف ثمَّ رفع رَأسه وَفِي وَجهه الْبُشْرَى فَكَانَت أحب إِلَيْنَا من حمر النعم قَالَ مَا من عبد يُصَلِّي الصَّلَوَات الْخصس ويصوم رَمَضَان وَيخرج الزَّكَاة ويجتنب الْكَبَائِر السَّبع إِلَّا فتحت لَهُ أَبْوَاب الْجنَّة وَقيل لَهُ ادخل بِسَلام، رَوَاهُ
(1)
شرح النووي على مسلم (7/ 48).
(2)
الكواكب الدراري (7/ 166).
(3)
شرح النووي على مسلم (7/ 48)، والعدة شرح العمدة (2/ 796)، والكواكب الدراري (7/ 166).
(4)
انظر النجم الوهاج (3/ 128)، وفتح الباري (3/ 266 - 267).
النَّسَائيُّ وَاللَّفْظ لَهُ وَابْن مَاجَه وَابْن خُزَيْمَة وَابْن حبَان فِي صَحِيحَيْهِمَا وَالْحَاكِم وَقَالَ صَحِيح الإِسْنَاد
(1)
.
قوله وعن أبي هريرة وأبي سعيد تقدم الكلام عليهما رضي الله عنهما.
قوله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده" الحديث.
فيه دليل على جواز اليمين من غير استحلاف وهي مستحبة إذا كان فيها مصلحة من توكيد الأمر أو زيادة طمأنينة أو نفي توهم نسيان أو غير ذلك من المقاصد وقد كثرت الأحاديث بذلك، وهكذا القسم من الله تعالى كقوله تعالى:{وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا}
(2)
، {وَالطُّورِ}
(3)
، {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا}
(4)
، و {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ}
(5)
ونظائرهما كل هذا لتفخيم المقسم عليه وتوكيده
(6)
والله أعلم.
(قوله:) ثم رفع رأسه وفي وجهه البشري فكانت أحب إلينا من حمر النعم، وحمر النعم بسكون الميم جمع أحمر والنعم بفتح النون والعين هي
(1)
النسائي (5/ 8)، وفي الكبرى (2218)، وابن خزيمة (315)، وابن حبان (1748)، والحاكم (1/ 200)، وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، والبخاري في التاريخ الكبير (4/ 316)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6110).
(2)
سورة الذاريات، الآية:1.
(3)
سورة الطور، الآية:1.
(4)
سورة المرسلات، الآية:1.
(5)
سورة الطارق، الآية:1.
(6)
شرح النووي على مسلم (5/ 131 - 132)، والعدة (1/ 338).
الإبل خاصة
(1)
لا واحد لها من لفظها وإنما واحدها أبل
(2)
وقيل: النعم كالأنعام تطلق على الإبل والبقر والغنم وقيل: هما لفظان بمعنى واحد على الجميع قاله عياض
(3)
. وسيأتي الكلام على ذلك أبسط من هذا. والحمر من أنفس أموال العرب يضربون بها المثل في نفاسة الشيء وأنه ليس كأعظم منه
(4)
والله أعلم.
قوله صلى الله عليه وسلم: "ما من عبد يصلي الصلوات الخمس ويصوم رمضان، ويخرج الزكاة، ويتجنب الكبائر السبع إلا فتحت له أبواب الجنة" الحديث.
قال العلماء: ولا انحصار للكبائر في عدد مذكور وقد جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما "أنه سئل عن الكبائر أسبعٌ هي؟ فقال: هي إلى السبعين ويروى إلى سبعمائة أو أقرب"
(5)
، وأما قوله في الحديث:"الكبائر السبع" هذه فالمراد به به من الكبائر سبع فإن هذه الصيغة وإن كانت للعموم فهي مخصوصة بلا شك وإنما وقع الاقتصار على هذه السبع وفي الرواية الأخرى "ثلات"، وفي الرواية الأخرى "أربع"
(6)
لكونها من أفحش الكبائر مع كثرة وقوعها لاسيما فيما كانت عليه الجاهلية، ولم يذكر في بعضها ما ذكر في الأخرى، وهذا
(1)
مشارق الأنوار (2/ 17).
(2)
الصحاح (4/ 1618)، وتحرير ألفاظ التنبيه (ص 101).
(3)
مشارق الأنوار (2/ 17).
(4)
شرح النووي على مسلم (15/ 178).
(5)
شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (6/ 1103).
(6)
انظر: شرح النووي على مسلم (15/ 178).
مصرح بما ذكرته من أن المراد البعض. وقد اختلف العلماء في عدّ الكبيرة وتمييزها من الصغيرة فعن ابن عباس: كل شيء نهى الله عنه فهو كبيرة، وحكى القاضي عياض
(1)
هذا المذهب عن المحققين واحتج القائلون بهذا بأن كل مخالفة فهي بالنسبة إلى جلال الله تعالى كبيرة وذهب الجماهير من السلف من جميع الطوائف إلى انقسام المعاصي إلى صغائر وكبائر وهو مروي أيضا عن ابن عباس، وسيأتي الكلام على ذلك أبسط من هذا.
1104 -
وَعَن أنس بن مَالك رضي الله عنه: قَالَ أَتَى رجل من تَمِيم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا رَسُول الله إِنِّي ذُو مَال كثير وَذُو أهل وَمَال وحاضرة فَأَخْبرنِي كيفَ أصنع وَكيف أنْفق فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم تخرج الزَّكَاة من مَالك فَإِنَّهَا طهرة تطهرك وَتصل أقرباءك وتعرف حق الْمِسْكِين وَالْجَار والسائل، الحَدِيث رَوَاهُ أَحْمد وَرِجَاله رجال الصَّحِيح
(2)
.
قوله: وعن أنس بن مالك تقدم الكلام على أنس بن مالك.
قوله: "أتى رجل من تميم" بنو تميم اسم قبيلة من قبائل العرب، ابْنِ تَمِيمِ بْنِ مُرِّ بْنِ أُدِّ بْنِ طَابِخَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ
(3)
ا. هـ.
(1)
ينظر: إكمال المعلم بفوائد مسلم (3/ 506).
(2)
أخرجه أحمد (12394)، والطبراني في الأوسط (8802)، والحاكم (2/ 360)، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 63): رواه أحمد والطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح.
(3)
الأنساب للسمعاني (3/ 79) واللباب (1/ 223) ووقع عند غيرهما: تميم بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر انظر أنساب البلاذري (12/ 11)، وجمهرة أنساب العرب =
قوله: فقال: يا رسول الله إني ذو مال كثير، وذو أهل ومال وحاضرة فأخبرني كيف أصنع .. الحديث، ذو بمعنى صاحب أي صاحب مال كثير، وذو أهل.
قوله: فأخبرني كيف أصنع، وكيف أنفق؟
قوله صلى الله عليه وسلم: تخرج الزكاة من مالك فإنها طهرة تطهرك .. الحديث.
الزكاة في اللغة: النماء، وقيل: الطهارة، قال الواحدي
(1)
: الأظهر أنها مشتقة من زكى الزرع يزكوا زكاة بالمد إذا زاد، والزكاة أيضا الصلاح، وأصلها من زيادة الخير يقال رجل زكي أي زائد في الخير من قوم أزكياء
(2)
وسمى المخرج زكاة لأنه يزيد في المخرج منه ويقيه الآفات
(3)
، وقيل إنما سمى زكاة لأن المخرج منه ينمو ببركة المخرج ودعاء المصروف إليه قال: الله تعالى: {وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ}
(4)
، وقيل أن مؤديها يتزكى إلى الله تعالى أي يتقرب إليه بصالح العمل، وقيل لأنها تزكى صاحبها أي تشهد له بصحة إيمانه وتطهره
(5)
، وتسمى صدقة لأنها دليل على تصديق صاحبها وصحة إيمانه بظاهره وباطنه
(6)
.
= (1/ 207)، والإفصاح (7/ 5)، وجامع الأصول (12/ 242) وتهذيب الأسماء واللغات (1/ 174).
(1)
ينظر: التفسير البسيط (2/ 446).
(2)
المجموع (5/ 324 - 325) وتحرير ألفاظ التنبيه (ص 101).
(3)
تحرير ألفاظ التنبيه (ص 101).
(4)
سورة الروم، الآية:39.
(5)
كفاية النبيه (5/ 184).
(6)
شرح النووي على مسلم (7/ 48).
وأما في الشرع: فهي اسم لما يخرج من المال طهرة له، وقال الماوردي وغيره: هي اسم لأخذ شيء مخصوص من مال مخصوص على أوصاف مخصوصة لطائفة مخصوصة
(1)
.
وحكمتها: شكر نعمة الإيمان كما أن حكم الصوم والصلاة شكر نعمة البدن
(2)
، قال الشافعي
(3)
رحمه الله تعالى: الواجب من الذهب والورق زكاة، ومن الماشية صدقة، ومن الحب والتمر عشر، وهي نوعان: زكاة البدن وهي زكاة الفطر، وزكاة الأموال وتنقسم إلى ما يتعلق بالمالية، والقيمة وهي زكاة التجارة وإلى ما يتعلق بالعين والأعيان التي تتعلق بها الزكاة ثلاثةٌ: حيوان، ومعدن، ونبات، وتختص من الحيوان بالنعم وهي الإبل، والبقر، والغنم، وتختص بالنقد من النبات بالأقوات، والأصل في وجوبها الكتاب والسنة، فمن الكتاب قوله تعالى {فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} .
ومن السنة: قوله في حديث الأعرابي "وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ" قال القاضي عياض
(4)
والمازرى: قد أفهم الشارع أنها وجبت للمواساة، والمواساة لا تكون إلا في مال له بال وهو النصاب، وجعلها في الأموال الثابتة وهي العين، والزرع، والماشية، واختلفوا في العروض فالجمهور على
(1)
الحاوى (3/ 71)، والمجموع (5/ 325) وتحرير ألفاظ التنبيه (ص 101).
(2)
المسالك (4/ 11) وعارضة الأحوذى (3/ 132 و 221)، وفتاوى السبكى (1/ 199).
(3)
ينظر: الأم للشافعي (2/ 16).
(4)
ينظر: إكمال المعلم بفوائد مسلم (3/ 506)
إيجابها، ومنعها داود
(1)
لقوله عليه السلام: "ليس على المسلم في عبده وفرسه صدقة"
(2)
، وحمله الجمهور على ما كان (لِلْقِنْيَةِ) وحدد الشرع نصاب كل جنس بما يحتمل المواساة
(3)
ورتب الشرع مقدار الواجب بحسب المؤونة والتعب في المال، فأعلاها وأقلها تعبا الركاز: وفيه الخمس؛ لعدم التعب فيه، ويليه الزرع والثمر؛ فإن سقي بماء السماء ونحوه، ففيه العشر، وإلا فنصفه، فإنه يدخلها الأوقاص، بخلاف الأنواع السابقة
(4)
، واتفقوا على أن زكاة الفطر نزلت في السنة الثانية بعد الصوم، وأما زكاة المال فلم أقف على أول وجوبها ولكنها بعد زكاة الفطر لحديث البناني عن قيس بن سعد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم "بصدقة الفطر قبل أن تنزل الزكاة فلما نزلت آية الزكاة لم يأمرنا ولم ينهانا ونحن نفعله"
(5)
وعنه قال: "كنا نصوم عاشوراء، ونعطي زكاة الفطر ما لم ينزل علينا صوم رمضان والزكاة فلما نزلا لم نؤمر ولم ننه"
(6)
، وهذا يدل
(1)
ينظر: المغني لابن قدامة (2/ 427) وحاشية الروض المربع (3/ 162).
(2)
سبق تخريجه.
(3)
شرح النووي على مسلم (7/ 48).
(4)
العدة (2/ 796 - 797).
(5)
مسند أحمد (23840) والطحاوي في شرح مشكل الآثار (2263)، والطبراني في الكبير 18/ (887) والطحاوي في شرح المشكل (2262) والطيالسي (1211)، والنسائي في الكبرى (2842)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (2258) و (2259) و (2260) و (2261)، وفي شرح معاني الآثار 2/ 75.
(6)
سبق تخريجه.
على أن زكاة الفطر قبل رمضان، وجوابه: أنه لف ونشر فصوم رمضان يرجع لصوم عاشوراء والزكاة ترجع لزكاة الفطر لتتفق الروايات والتواريخ والله أعلم، قاله في شرح الإلمام. (وقوله صلى الله عليه وسلم: وتصل أقرباءك) والمراد بالصلة الإحسان إليهم، وسيأتي الكلام على ذلك.
1105 -
وَعَن أبي الدَّرْدَاء رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم خمس من جَاءَ بِهن مَعَ إِيمَان دخل الْجنَّة من حَافظ على الصَّلَوَات الْخمس على وضوئهن وركوعهن وسجودهن ومواقيتهن وَصَامَ رَمَضَان وَحج الْبَيْت إِن اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا وَأعْطى الزَّكَاة طيبَة بهَا نَفسه، الحَدِيث رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير بِإِسْنَاد جيد وَتقدم
(1)
.
قوله: وعن أبي الدرداء تقدم الكلام على أبي الدرداء.
قوله صلى الله عليه وسلم: "خمس من جاء بهن مع الإيمان دخل الجنة، من حافظ على الصلوات الخمس على وضوئهن، وركوعهن، وسجودهن، ومواقيتهن" الحديث تقدم الكلام على ذلك في كتاب الصلاة.
1106 -
وَعَن معَاذ بن جبل رضي الله عنه قَالَ كنت مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي سفر فَأَصْبَحت يَوْمًا قَرِيبا مِنْهُ وَنحن نسير فَقلت يَا رَسُول الله أَخْبرنِي بِعَمَل يدخلني الْجنَّة وَيُبَاعِدنِي من النَّار قَالَ لقد سَأَلت عَن عَظِيم وَإنَّهُ ليسير على من يسره الله عَلَيْهِ تعبد الله وَلَا تشرك بِهِ شَيْئا وتقيم الصَّلَاة وتؤتي الزَّكَاة
(1)
الطبراني في الكبير كما في مجمع الزوائد (1/ 47)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد، رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (740).
وتصوم رَمَضَان وتحج الْبَيْت، الحَدِيث رَوَاهُ أَحْمد وَالتِّرْمِذِيّ وَصَححهُ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَيَأْتِي بِتَمَامِهِ فِي الصمت إِن شَاءَ الله تَعَالَى
(1)
.
قوله: وعن معاذ بن جبل تقدم الكلام على معاذ.
قوله صلى الله عليه وسلم: "قد سألت عن عظيم" سيأتي الكلام على صوم رمضان والحج، وتقدم الكلام على الصلاة، والكلام الآن على الزكاة والله أعلم.
1107 -
وَعَن أبي الدَّرْدَاء رضي الله عنه عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ الزَّكَاة قنطرة الْإِسْلَام، رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَالْكَبِير وَفِيه ابْن لَهِيعَة وَالْبَيْهَقِيّ وَفِيه بَقِيَّة بن الْوَلِيد
(2)
.
1108 -
وَعَن عَائِشَة رضي الله عنها أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ ثَلَاث أَحْلف عَلَيْهِنَّ لَا يَجْعَل الله من لَهُ سهم فِي الْإِسْلَام كمن لَا سهم لَهُ وأسهم الْإِسْلَام ثَلَاثَة الصَّلَاة وَالصَّوْم وَالزَّكَاة وَلَا يتَوَلَّى الله عبدا فِي الدُّنْيَا فيوليه غَيره يَوْم الْقِيَامَة، الحَدِيث رَوَاهُ أَحْمد بِإِسْنَاد جيد
(3)
.
(1)
أحمد (22016)، والترمذي (2616)، والنسائي في الكبرى (11394)، وابن ماجه (3973)، وعبد الرزاق (20303)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (741).
(2)
الطبراني في المعجم الأوسط (8937)، والبيهقي في شعب الإيمان (3310)، والقضاعي في مسند الشهاب (270)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 62)، رواه الطبراني في الكبير والأوسط، ورجاله موثقون، إلا أن بقية مدلس وهو ثقة، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3191).
(3)
أحمد (25121)، والحاكم (1/ 19)، والبيهقي في شعب الإيمان (9014)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (5338)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 37)، رواه أحمد ورجاله ثقات، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (742).
قوله: وعن أبي الدرادء تقدم الكلام على أبي الدرداء.
قوله صلى الله عليه وسلم: "الزكاة قنطرة الإسلام" معناه إذا أداها على وجهها كانت له قنطرة إلى الجنة، قوله فيه ابن لهيعة وبقية بن الوليد تقدم الكلام على ابن لهيعة، وأما بقية فهو ابن الوليد بن صائد بن كعب بن حريز الكلاعي الحميري الميتمي، أبو يحمد الحمصي أحد الأعلام ثقة عند الجمهور لكنه كثير التدليس عن الضعفاء
(1)
.
1109 -
وَعَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَنه قَالَ لمن حوله من أمته اكفلوا لي بست أكفل لكم بِالْجنَّةِ، قلت مَا هِيَ يَا رَسُول الله قَالَ الصَّلَاة وَالزَّكَاة وَالْأَمَانَة والفرج والبطن وَاللِّسَان، رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط بِإِسْنَاد لَا بَأْس بِهِ وَله شَوَاهِد كَثِيرَة
(2)
.
قوله: وعن أبي هريرة تقدم الكلام على أبي هريرة.
قوله صلى الله عليه وسلم: "أنه قال لمن حوله من أمته اكفلوا لي بست أكفل لكم الجنة" الكفالة: الضمان، قوله: قلت: ما هي يا رسول الله قال: "الصلاة والزكاة والأمانة والفرج والبطن واللسان" تقدم الكلام على الصلاة والزكاة، وسيأتي الكلام على الْأَمَانَة والفرج والبطن وَاللِّسَان كل واحدة في بابها والله أعلم.
(1)
تهذيب الكمال (4/ الترجمة 738)، وتهذيب التهذيب (1/ ترجمة 878).
(2)
الطبراني في الأوسط (4925)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 293)، فيه يحيى بن حماد الطائي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1138).
1110 -
وَعَن حُذَيْفَة رضي الله عنه عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: الْإِسْلَام ثَمَانِيَة أسْهم الإِسْلَام سهم وَالصَّلَاة سهم وَالزَّكاة سهم وَالصَّوْم سهم وَحج الْبَيْت سهم وَالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ سهم وَالنَّهْي عَن الْمُنكر سهم وَالْجهَاد فِي سَبِيل الله سهم وَقد خَابَ من لَا سهم لَهُ، رَوَاهُ الْبَزَّار مَرْفُوعا وَفِيه يزِيد بن عَطاء الْيَشْكُرِي
(1)
.
وَرَوَاهُ أَبُو يعلى من حَدِيث عَليّ مَرْفُوعا أَيْضًا
(2)
.
وَرُوِيَ مَوْقُوفا على حُذَيْفَة وَهُوَ أصح
(3)
، قَالَه الدَّارَقُطْنِيّ وَغَيره
(4)
.
قوله: وعن حذيفة هو عبد الله بن حذيفة بن اليمان، واسم اليمان حسل بكسر الحاء، وإسكان السين المهملتين ويقال حسيل بالتصغير ابن جابر بن عمر بن ربيعة بن جروة بجيم مكسورة العبسي حليف بني الأشهل من الأنصار قالوا واليمان لقب حسل، وقال الكلبي وابن سعد: هو لقب جروة قالوا ولقب باليمان لأنه (أصاب) دما في قومه فهرب إلى المدينة وحالف بني عبد الأشهل من الأنصار فسماه قومه اليمان لأنه حالف الأنصار وهم من اليمن أسلم حذيفة وأبوه وهاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهدا جميعا أحد، وقتل أبوه يومئذ قتله المسلمون خطئا فوهب لهم دمه، وأسلمت أم حذيفة
(1)
البزار في المسند (336)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 38)، رواه البزار، وفيه يزيد بن عطاء، وثقه أحمد وغيره وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات.
(2)
أبو يعلى (523)، والبيهقي في شعب الإيمان (7586).
(3)
أبو داود الطيالسي (413)، وعبد الرزاق في المصنف (9280)، وابن أبي شيبة في المصنف (19554)، والبيهقي في الشعب (7585).
(4)
ينظر: العلل للدارقطني (2/ 206).
وهاجرت، روى عن حذيفة جماعة من الصحابة منهم عمر وعلي وعمار وجندب وعبد الله بن يزيد الخطمي وأبو الطفيل أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب سرية وحده ليأتيه بخبر القوم فوصلهم وجاء بخبرهم، وحديثه هذا في الصحيح مشهور طويل مشتمل على معجزات
(1)
وكان فتح همدان والري والدينور على يد حذيفة توفي رضي الله عنه بالمدائن سنة ست وثلاثين بعد قتل عثمان بن عفان بأربعين ليلة، وقتل عثمان يوم الجمعة لثمان عشرة خلون من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين كان رضي الله عنه كثير السؤال لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن أحاديث الفتن والشر ليجتنبها، "وسأله رجل أي الفتن أشد قال: أن يعرض عليك الخير والشر فلا تدري أيها تترك"، وفي الصحيحين
(2)
عنه قال: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، وفي صحيح مسلم
(3)
عنه قال: أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم "بما كان إلى أن تقوم الساعة"، وفي صحيح مسلم
(4)
أيضًا عنه قال: والله إني لأعلم الناس بكل فتنة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة، ومناقبه وأحواله كثيرة مشهورة رضي الله عنه
(5)
.
(1)
أخرجه مسلم (99 - 1788) عن حذيفة.
(2)
صحيح البخاري (3606) صحيح مسلم (1847).
(3)
صحيح مسلم (2891).
(4)
صحيح مسلم (2891).
(5)
تهذيب الأسماء واللغات (1/ 153 - 155 ترجمة 114).
قوله صلى الله عليه وسلم: "الإسلام ثمانية أسهم للإسلام سهم، والصلاة سهم، والزكاة سهم، والصوم سهم، حج البيت سهم" الحديث. تقدم الكلام على سهم الصلاة والزكاة وسيأتي الكلام على الصوم والإسلام والحج وغير ذلك، وفيه يزيد بن عطاء اليشكري (قال أبو حاتم: لا يحتج به وقال النسائي ليس بالقوي ووثقه أحمد وقال ابن عدي: حسن الحديث).
1111 -
وَعَن جَابر رضي الله عنه قَالَ قَالَ رجل يَا رَسُول الله أَرَأَيْت إِن أدّى الرجل زَكَاة مَاله فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من أدّى زَكَاة مَاله فقد ذهب عَنهُ شَره، رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَاللَّفْظ لَهُ وَابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه. وَالْحَاكِم مُخْتَصرًا إِذا أدّيت زَكَاة مَالك فقد أذهبت عَنْك شَره، وَقَالَ: صَحِيح على شَرط مُسلم
(1)
.
قوله: عن جابر تقدم الكلام على جابر.
قوله صلى الله عليه وسلم: "من أدى زكاة ماله فقد ذهب عنه شره" الحديث أي شر ماله وشره منع الزكاة، بما يحصل له في الآخرة من النكال من العذاب والتطويق المذكور في القرآن.
1112 -
وَعَن الْحسن رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم حصنوا أَمْوَالكُم بِالزَّكَاةِ وداووا مرضاكم بِالصَّدَقَةِ واستقبلوا أمواج الْبلَاء بِالدُّعَاءِ والتضرع،
(1)
الطبراني في الأوسط (1579)، وابن خزيمة (2258)، والحاكم (1/ 390)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 63)، رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن، وإن كان في بعض رجاله كلام، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (743).
رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي الْمَرَاسِيل
(1)
. وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ وَالْبَيْهَقِيّ وَغَيرهمَا عَن جمَاعَة من الصَّحَابَة مَرْفُوعا مُتَّصِلا والمرسل أشبه
(2)
.
قوله: وعن الحسن، هو الإمام المشهور المجمع على جلالته في كل شيء، أبو سعيد الحسن بن أبي الحسن يسار التابعي البصري
(3)
بفتح الباء وكسرها الأنصاري مولاهم مولى زيد بن ثابت، وقيل مولى جميل بن قطنة وأمه اسمها خيرة مولاة لأم سلمة أم المؤمنين ولد الحسن لسنتين بقيتا من خلافة عمر بن الخطاب قالوا: فربما خرجت أمه في شغل فيبكي فتعطيه أم سلمة رضي الله عنها ثديها فتدر عليه فيرون أن تلك الفصاحة والحلم من ذلك، ونشأ الحسن بوادي القرى، وكان فصيحا رأى طلحة بن عبيد الله، وعائشة، ولم يصح له سماع منها، وسمع ابن عمر، وأنسا، وسمرة، وأباه وغيرهم، وروينا عن الفضيل بن عياض قال: سألت هشام بن حسان كم أدرك الحسن من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مائة وثلاثون قلت: فابن سرين قال: ثلاثين وروينا عن الحسن قال: غزونا غزوة إلى خراسان معنا فيها ثلاثمائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان الرجل منهم يصلي بنا ويقرأ الآيات من السورة
(1)
أبو داود (105)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2723)، دون قوله:"داووا مرضاكم بالصدقة" فقد حسنها الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (744).
(2)
الطبراني في الكبير (10196)، وأبو نعيم في الحلية (2/ 104)، والخطيب في تاريخ بغداد (6/ 334)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 64)، فيه موسى بن عمير، متروك.
(3)
سير أعلام النبلاء (4/ 563) تاريخ البخاري 2/ 289، المعارف 440، المعرفة والتاريخ 2/ 32 و 3/ 338.
ثم يركع، وروينا عن محمد بن سعد
(1)
، قال: كان الحسن جامعا عالمًا، رفيعًا، فقيهًا، ثقة، مأمونًا، عابدًا، ناسكًا، كثير العلم، جميلًا، وسيمًا. وقدم مكة فأجلسوه على سرير، واجتمع الناس إليه فيهم طاووس، وعطاء، ومجاهد، وعمر بن شعيب فحدثهم فقالوا أو قال بعضهم: لم ير مثل هذا قط، ومناقبه كثيرة مشهورة، توفي رحمه الله سنة عشر ومائة، ومن حلم الحسن ما ذكره الشافعي في المختصر
(2)
في قول الله عز وجل {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} قال الحسن: كان غنيا عن مشاورتهم ولكن أراد أن يستن به الحكام من بعده، وقال: في قوله تعالى: {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ} الآية فقال: لولا هذه الآية لرأيت الحكام هلكوا ولكن أثنى على هذا بصوابه، وأثنى على هذا باجتهاده. والله أعلم، وتقدم الكلام على بعض مناقبه. ذكره النووي في تهذيب الأسماء
(3)
.
قوله صلى الله عليه وسلم "حصنوا أموالكم بالزكاة وداووا مرضاكم بالصدقة واستقبلوا أمواج البلاء بالدعاء والتضرع" الحديث.
التحصين: عبارة (عن المنع والحفظ يقال: أحصنت الشئ، أي: ادخرته وحفظته)، والمداواة معروفة والمرضى جمع مريض، والمريض الضعيف البدن من ألم وحمى وغير ذلك، فالدعاء والتضرع ينفع مما نزل، ومما لم
(1)
طبقات ابن سعد 7/ 156.
(2)
مختصر المزنى (8/ 407).
(3)
ينظر: تهذيب الأسماء واللغات (1/ 161 - 162 ترجمة 122).
ينزل، فعيكم عباد الله بالدعاء فإنه لن يهلك مع الدعاء أحد كذا ورد الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله رواه أبو داوود في المراسيل
(1)
تقدم الكلام على الحديث المرسل.
1113 -
وَرُوِيَ عَن عَلْقَمَة رضي الله عنه أَنهم أَتَوا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ فَقَالَ لنا النَّبِي صلى الله عليه وسلم إِن تَمام إسلامكم أَن تُؤَدُّوا زَكَاة أَمْوَالكُم، رَوَاهُ الْبَزَّار
(2)
.
قوله وروي عن علقمة أنهم أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم "إن تمام إسلامكم أن تودوا زكاة أموالكم" الحديث تقدم الكلام على الزكاة.
1114 -
وَعَن ابْن عمر رضي الله عنهما أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ كل مَال وَإِن كَانَ تَحت سبع أَرضين تُؤَدّى زَكَاته فَلَيْسَ بكنز وكل مَال لا تُؤَدّى زَكَاته وَإِن كَانَ ظَاهرا فَهُوَ كنز، رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط مَرْفُوعا
(3)
، وَرَوَاهُ غَيره مَوْقُوفا على ابْن عَمْرو وَهُوَ الصَّحِيح
(4)
.
قوله وعن ابن عمر تقدم الكلام عنه.
(1)
تقدم تخريجه.
(2)
البزار (876)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2334)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (5454)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 62)، رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه من لا يعرف، قلت: الذي لا يعرف إنما هو شيخ البزار، وقد رواه غيره من غير طريقه، والله أعلم.
(3)
الطبراني في الأوسط (8279)، والبيهقي (4/ 83)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 64)، فيه سويد بن عبد العزيز وهو ضعيف، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4239).
(4)
البيهقي (4/ 82)، وقال:
…
الصحيح موقوف.
قوله صلى الله عليه وسلم: "كل مال وإن كان تحت سبع أرضين تؤدى زكاته فليس يكنز" قال ابن عبد البر
(1)
: الكنز في لسان العرب هو المال المجتمع المخزون فوق الأرض أو تحتها ذكره صاحبي العين وغيره، وقال: في النهاية
(2)
: الكنز في الأصل المال المدفون تحت الأرض فإذا خرج منه الواجب عليه لم يبق كنز وإن كان مكنوزا وهو حكم شرعي تجوز فيه عن الأصل انتهى.
وأما قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ}
(3)
فالجمهور على أنه ما لم تؤد زكاته وعليه جماعة فقهاء
(4)
والله أعلم وقوله "سبع أرضين" بسكون الراء وفتحها لغتان، قوله: ورواه الطبراني مرفوعا، ورواه غيره موقوفا على ابن عمر الحديث.
1115 -
وَعَن سَمُرَة رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: "أقِيمُوا الصَّلَاة وَآتوا الزَّكَاة وحجوا واعتمروا واستقيموا يستقم بكم" رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الثَّلَاثَة وَإِسْنَاده جيد إِن شَاءَ الله تَعَالَى، عمرَان الْقطَّان صَدُوق
(5)
.
(1)
ينظر: الاستذكار (3/ 188).
(2)
النهاية (4/ 203).
(3)
سورة التوبة، الآية:34.
(4)
انظر: شرح الصحيح لابن بطال (3/ 400 و 403)، والحاوى (2/ 72 و 3/ 256) والتهذيب (3/ 95) وشرح السنة (5/ 477)، والمسالك (4/ 52)، والبيان (3/ 131)، وكفاية النبيه (5/ 184).
(5)
الطبراني في الكبير (6897)، وفي الأوسط (2034)، وفي الصغير (130)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 205)، وفيه عمران القطان وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه ابن معين وغيره، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (745).
قوله وعن سمرة هو ابن جندب تقدم.
قوله صلى الله عليه وسلم: "أقيموا الزكاة وآتوا الزكاة وحجوا واعتمروا واستقيموا يستقم لكم" .. الحديث تقدم الكلام على إقام الصلاة والكلام الآن على الزكاة سيأتي الكلام على الحج والعمرة في بابهما مبسوطا إن شاء الله.
قوله: عمران القطان (هو عمران بن داود: قال عباس عن يحيى: ليس بشيء، وضعفه أبو داود والنسائي، ووثقه ومشاه أحمد واحتج به ابن خزيمة وابن حبان والحاكم وغيرهما).
1116 -
وَرُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس رضي الله عنهما قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من أَقَامَ الصَّلَاة وَآتى الزَّكَاة وَحج الْبَيْت وَصَامَ رَمَضَان وقرى الضَّيْف دخل الْجنَّة، رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير وَله شَوَاهِد
(1)
.
قوله وروي عن ابن عباس تقدم الكلام على ابن عباس قوله صلى الله عليه وسلم "من أقام الصلاة وآتى الزكاة وحج البيت وصام رمضان وقري الضيف" دخل الجنة سيأتي الكلام على كل واحدة من المذكورات في الحديث في بابه إن شاء الله تعالى.
(1)
أخرجه الطبراني في الكبير (12692)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 45): رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده حبيب بن حبيب أخو حمزة بين حبيب الزيات، وهو ضعيف.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، مَوْقُوفٌ. علل ابن أبي حاتم (5/ 359)، وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب (459).
1117 -
وَرُوِيَ عَن ابْن عمر رضي الله عنهما قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول من كَانَ يُؤمن بِالله وَرَسُوله فليؤد زَكَاة مَاله وَمن كَانَ يُؤمن بِالله وَرَسُوله فَلْيقل حَقًا أَو لِيَسْكُت وَمن كَانَ يُؤمن بِالله وَرَسُوله فَليُكرم ضَيفه، رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير
(1)
.
قوله وروي عن ابن عمر تقدم الكلام على ابن عمر.
قوله صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل حقا أو ليسكت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه".
الإيمان في اللغة
(2)
: هو التصديق بالقلب وسيأتي الكلام على الصمت وإكرام الضيف في بابهما.
1118 -
وَعَن أبي أَيُّوب رضي الله عنه أَن رجلا قَالَ للنَّبِي صلى الله عليه وسلم أَخْبرنِي بِعَمَل يدخلني الْجنَّة قَالَ تعبد الله لَا تشرك بِهِ شَيْئا وتقيم الصَّلَاة وتؤتي الزَّكَاة وَتصل الرَّحِم، رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم
(3)
.
قوله: وعن أبي أيوب تقدم الكلام على أبي أيوب.
قوله صلى الله عليه وسلم: "وتصل الرحم"، والرحم: القرابة ومعناه تحسن إلى أقربائك في رحمك سواء كان وارثا أو غير وارث قريبا أو بعيدا بما يتيسر على حسب
(1)
الطبراني في المعجم الكبير (13561)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 65)، وفيه يحيى بن عبد الله البابلتي، وهو ضعيف.
(2)
سيأتي الكلام عن تعريف الإيمان إن شاء الله.
(3)
البخاري (1396)، ومسلم (13).
حالك وحالهم، فتارة يكون بالمال، وتارة يكون بالخدمة، وتارة يكون بالزيارة والسلام، وتارة بالإعانة أو الجاه أو طاعتهم أو قول حسن وغير ذلك والله أعلم.
قوله: رواه البخاري ومسلم
(1)
.
فائدة: البخاري هو الإمام الحافظ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبة مولاهم البخاري صاحب الصحيح
(2)
إمام هذا الشأن والمعمول على كتابه في سائر الأزمان نستنزل الرحمة عند ذكره، ويستسقى الغيث بقراءة كتابه طاف وجال ووسع في الطلب المجال قال: النووي
(3)
عن الخطيب الحافظ أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت البغدادي كان بردزبة مجوسي مات عليها وابنه أسلم على يد اليمان البخاري الجعفى، وقال البخاري: أحفظ مائة ألف حديث صحيح، ومائتي ألف حديث غير صحيح، وكان يسميه الإمام أحمد بن حنبل سيد الفقهاء
(1)
سبق تخريجه.
(2)
ترجمته في: سير أعلام النبلاء، (12/ 391)، الجرح والتعديل، (7/ 191)، ثقات ابن حبان (9/ 113)، طبقات الحنابلة (1/ 271)، تاريخ بغداد، (2/ 4 - 33)، وفيات الأعيان، (4/ 188)، تهذيب الكمال، (24/ 430)، تذهيب التهذيب، (8/ 32)، العبر، (2/ 12)، تذكرة الحفاظ، (2/ 555)، تاريخ الإسلام، (6/ 140)، الوافي بالوفيات، (2/ 206)، طبقات الشافعية الكبرى، (2/ 212)، البداية والنهاية، (11/ 24)، تهذيب التهذيب، (9/ 47)، تقريب التهذيب، (5727)، طبقات المفسرين للداودي، (2/ 100).
(3)
ينظر: شرح النووي على مسلم (7/ 71).
وإذا رآه عانقه، وقال: مرحبا بمن أفتخر به منذ سنين، وقال عبد الله بن حماد: وهو شيخ البخاري قال: وددت أني شعرة في صدر محمد بن إسماعيل، وقال مسلم: لا يبغضك إلا حاسد وأشهد أنه ليس في الدنيا مثلك، وقال إمام الأئمة محمد بن خزيمة: ما رأيت تحت أديم السماء أعلم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من البخاري، وقال البخاري: كتبت عن ألف شيخ من العلماء وزيادة وليس عندي حديث غلا وأذكر إسناده، وقال: صنفت كتاب الصحيح لست عشرة سنة وخرجته من ستمائة ألف حديث وجعلته حجة فيما بيني وبين الله تعالى، وقال رضي الله عنه: ما وضعت في كتاب الصحيح حديثا إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين وأرجو أن يبارك الله للمسلمين في هذه المصنفات، وقال أبو الفرج: قال محمد بن حاتم الوراق: قلت لأبي عبد الله البخاري كيف بدأ أمركم في طلب الحديث؟ فقال: ألهمت حفظ الحديث وأنا في الكتاب، قلت وكم كان سنك؟ قال: عشر سنين أو أقل، ثم خرجت من الكتاب فكنت اختلف إلى الداخلي وغيره ثم خرجت مع أخي وأمي إلى مكة فلما حججت رجع أخي فأقمت بمكة أطلب الحديث فلما بلغت ثمان عشرة سنة جعلت أصنف قضايا الصحابة والتابعين وأقاويلهم، وصنفت كتاب التاريخ عند قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليالي المقمرة وكتبت عن أكثر من ألف رجل من أهل العلم وقال:(كان) إذا جاء شهر رمضان يجتمع إليه أصحابه فيصلى بهم.
ومناقبه كثيرة، قاله في مجمع الأحباب. والله أعلم وسيأتي الكلام على ترجمة مسلم وجملة ما في صحيح البخاري من الأحاديث المسندة سبعة الألف
ومائتان وخمسة وسبعون حديثا بالأحاديث المكررة، وبحذف المكرر نحو أربعة الألف والله أعلم
(1)
.
1119 -
وَعَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه أَن أَعْرَابِيًا أَتَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا رَسُول الله دلَّنِي على عمل إِذا عملته دخلت الْجنَّة قَالَ تعبد الله لَا تشرك بِهِ شَيْئا وتقيم الصَّلَاة الْمَكْتُوبَة وتؤتي الزَّكَاة الْمَفْرُوضَة وتصوم رَمَضَان قَالَ وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَا أَزِيد على هَذَا وَلَا أنقص مِنْهُ فَلَمَّا ولى قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم من سره أَن ينظر إِلَى رجل من أهل الْجنَّة فَلْينْظر إِلَى هَذَا، رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم
(2)
.
قوله وعن أبي هريرة تقدم الكلام على أبي هريرة.
قوله: أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم، الأعرابي: هو الذي سكن البادية. قوله: فقال يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة قال: "تعبد الله لا تشرك به شيئا" تعبد برفع الدال لأنه مجرد عن الناصب والجازم، والمراد بالعبادة الطاعة مع خضوع فيحتمل أن يكون المراد بالعبادة الطاعة مطلقا والتقدير أنت تعبد الله، وقوله: لا تشرك به شيئا برفع الكاف، وإنما ذكره بعد العبادة لأن الكفار كانوا يعبدونه سبحانه وتعالى في الصورة ويعبدون معه أوثانا يزعمون أنها شركاء فنفى هذا
(3)
.
(1)
انظر: المنتظم (12/ 113 - 119)، وتهذيب الأسماء واللغات (1/ 67 - 76 ترجمة 3)، وتهذيب الكمال (14/ الترجمة 5059). وكتب كثيرة ألفت في ترجمته رحمه الله.
(2)
البخاري (1397)، ومسلم (14).
(3)
شرح النووي على مسلم (1/ 162).
قوله صلى الله عليه وسلم: "وتقيم الصلاة المكتوبة" أما تقيد الصلاة بالمكتوبة فهو احتراز من النافلة فإنها وإن كانت من وظائف الإسلام ليست من أركانه فتحمل المطلقة هاهنا على المقيدة في الرواية الأخرى جمعا بينهما، ولقوله تعالى:{إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا}
(1)
وقد جاء في أحاديث وصفها بالمكتوبة، كقوله صلى الله عليه وسلم:"إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة"
(2)
، وأفضل صلاة بعد المكتوبة صلاة الليل
(3)
.
قوله صلى الله عليه وسلم: "وتؤتي الزكاة المفروضة" فالزكاة عبارة عن إخراج جزء مقدر شرعا من نصاب المال، وأما تقييد الزكاة بالمفروضة فقيل احتراز من الزكاة المعجلة قبل الحول فإنها زكاة وليست مفروضة حال الأداء وقيل إنما فرق بين الصلاة والزكاة في التقييد لكراهة تكرير اللفظ الواحد ويحتمل أن يكون تقيد الزكاة بالمفروضة للاحتراز عن صدقة التطوع فإنها زكاة لغوية
(4)
.
وأما معنى إقامة الصلاة فقيل: قولان أحدهما: إدامتها والمحافظة عليها، والثاني: إتمامها على وجهها قال أبو علي الفارسي: والأول أشبه. قال النووي
(5)
: وقد ثبت في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فإن تسوية الصفوف
(1)
سورة النساء، الآية:103.
(2)
صحيح مسلم (710).
(3)
إكمال المعلم (1/ 213)، وشرح النووي على مسلم (1/ 163). والحديث أخرجه مسلم (202 و 203 - 1163) عن أبي هريرة.
(4)
شرح النووي على مسلم (1/ 163).
(5)
ينظر: شرح النووي على مسلم (1/ 163).
من إقامة الصلاة
(1)
معناه والله أعلم من إقامتها المأمور بها في قوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ}
(2)
وهذا ترجيح للقول الثاني
(3)
والله أعلم.
قوله صلى الله عليه وسلم: "وصوم رمضان"، والصوم في اللغة هو الإمساك والصمت قال الله تعالى:{فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا}
(4)
أي صمتا وإمساكا وفي الشرع عبارة عن إمساك خاص مع النية
(5)
وسمي رمضان لأنه يرمض الذنوب بالجوع أي يحرقها
(6)
وسيأتي الكلام عليه مبسوطا ففيه حجة لمذهب الجماهير وهو المختار الصواب أنه لا كراهة في قول رمضان من غير تقييد بالشهر خلافا لمن كرهه
(7)
.
قوله في الحديث: "فقال الرجل والذي نفسي بيده لا أزيد على ذلك ولا أنقص منه
…
" الحديث، قال العلماء: كثير من الناس يجري هذا الحديث على ظاهر المعنى أي اقتصر على الفرض الذي ذكرته وذلك بعيد جدا لأنه عليه الصلاة والسلام يرغّب الناس في نوافل العبادات فكيف يدع النكير على من يحلف بحضرته أنه لا يفعل شيئًا من ذلك فضلا أن يرتضي قوله، وإنما التأويل هو أنه يحتمل أن هذا الكلام صدر منه على معنى المبالغة في
(1)
أخرجه البخاري (723) عن أنس.
(2)
سورة النور، الآية:56.
(3)
شرح النووي على مسلم (1/ 163).
(4)
سورة مريم، الآية:26.
(5)
التحصيل (1/ 227)، والنجم الوهاج (3/ 271).
(6)
الحاوى (3/ 396) وبحر المذهب (3/ 230) والبيان (3/ 458)، وكفاية النبيه (6/ 231).
(7)
شرح النووي على مسلم (1/ 163).
التصديق والقبول أي قبلت قولك فيما سألتك عنه قبولا لا مزيد عليه من جهة السؤال ولا نقصان فيه من طريق القبول كمن يسمع قولا يعجبه في قضية فيقول لا أزيد على هذا ولا أنقص منه كذا في الميسر للشيخ وجيه الدين وشرح مشارق الأنوار
(1)
.
وله محمل آخر وهو أن يكون السائل رسولا فحلف أن لا أزيد في الإبلاغ على ما سمعته ولا أنقصر في تبليغ ما سمعته منك إلى قومي
(2)
وقيل غير ذلك والله أعلم.
1120 -
وَعَن عَمْرو بن مرّة الْجُهَنِيّ رضي الله عنه قَالَ جَاءَ رجل من قضاعة إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ إِنِّي شهِدت أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَنَّك رَسُول الله وَصليت الصَّلَوَات الْخمس وَصمت رَمَضَان وقمته وآتيت الزَّكَاة فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من مَاتَ على هَذَا كَانَ من الصديقين وَالشُّهَدَاء، رَوَاهُ الْبَزَّار بِإِسْنَاد حسن وَابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه وَابْن حبَان
(3)
وَتقدم لَفظه فِي الصَّلَاة.
(1)
انظر شرح المشكاة (2/ 456) للطيبي.
(2)
انظر: الكواكب الدراري (1/ 182). وجاء في الهامش: ويمكن أن الرجل أراد أنه استجاب لدين الإسلام وحقيقته وعدم قبول غيره دينا وذلك كان دأب من أراد الله سعادته أن يتشعشع النور الإيمانى بمشافهة منبع الأنوار سيدنا ومولانا محمد عليه الصلاة والسلام في صدره ويتمكن حب الإسلام من قلبه وعليه ترتب الفلاح.
(3)
أخرجه البزار (25)، وابن حبان (3438)، وابن خزيمة (2212)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 46)، رواه البزار ورجاله رجال الصحيح خلا شيخي البزار، وارجو إسناده أنه إسناد حسن أو صحيح، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (748).
قوله: وعن عمرو بن مرة الجهني منسوب إلى جهينة وجهينة بضم الجيم وفتح الهاء وسكون التحتانية وبالنون قبيلة معروفة
(1)
. والله أعلم.
قوله: جاء رجل من قضاعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قضاعة اسم قبيلة أيضا (وتشتمل على قبائل كثيرة منهم: كلب وبلي وجهينة وغيرها وقد اختلف في قضاعة فقيل إنه من معد وقيل: من اليمن)
(2)
.
1121 -
وَعَن عبد الله بن مُعَاوِيَة الغاضري رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ثَلَاث من فعلهن فقد طعم طعم الْإِيمَان من عبد الله وَحده وَعلم أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأعْطى زَكَاة مَاله طيبَة بهَا نَفسه رافدة عَلَيْهِ كل عَام وَلم يُعْط الهرمة وَلَا الدرنة وَلَا الْمَرِيضَة وَلَا الشَّرْط اللئيمة وَلَكِن من وسط أَمْوَالكُم فَإِن الله لم يسألكم خَيره وَلم يَأْمُركُمْ بشره، رَوَاهُ أَبُو دَاوُد
(3)
.
قَوْله: "رافدة عَلَيْهِ": من الرفد وَهُوَ الْإِعَانَة.
(1)
جُهَيْنَة: قَبِيلة جهينة بن زيد قبائل كثيرة، من قضاعة من القبائل القحطانية، منازلهم كانت ولا زالت على ساحل البحر الأحمر، وهي من الجزء الغربي من المملكة العربية السعودية، وعاصمة حاضرتهم بلدة أملج، بلدة ساحلية غرب المدينة المنورة.
(2)
انظر: ابن الأثير تهذيب الأنساب (3/ 43) ومعجم قبائل العرب (3/ 957).
(3)
أخرجه أبو داود (1582)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (4528)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1062)، وقال الحافظ المنذري في مختصر السنن (2/ 198)، أخرجه أبو داود منقطعا وذكره أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة مسندا، وقال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (3/ 1304): رواه الطبراني وجَوَّدَ إسنادَهُ، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (749)، وفي الصحيحة (1064).
وَمَعْنَاهُ أَنه يُعْطي الزَّكَاة وَنَفسه تعينه على أَدَائِهَا بطيبها وَعدم حَدِيثهَا لَهُ بِالْمَنْعِ. "وَالشّرط": بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة وَالرَّاء وَهِي الرذيلة من المَال كالمسنة والعجفاء وَنَحْوهمَا. "والدَّرِنَةَ" الجرباء.
قوله: وعن عبد الله بن معاوية الغَاضِرِيِّ غاضري اسم قبيلة [والغاضري من غاضِرَةِ قيْسِ وهو شامي، روى عنه جبير بن نفير، له صحبة، وعداده في أهل حمص روى حديثًا واحدًا
(1)
].
قوله صلى الله عليه وسلم: "ثلاث من فعلهن فقد طعم طعم الإيمان: من عبد الله وحده، وعلم أن لا إله إلا الله، وأعطى زكاة ماله طيبة بها نفسه" وفي حديث أبي الدارداء "فيمن أدى زكاة ماله طيبة به نفسه"
(2)
.
قال: وكان يقول لا يفعل ذلك إلا مؤمن، وسبب هذا أن المال تحبه النفوس وتبخل به فإذا استحبت إخراجه لله عز وجل دل على صحة إيمانها بالله ووعده ووعيده ولهذا منعت العرب الزكاة بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وقاتلهم الصديق رضي الله عنه على منعها قوله صلى الله عليه وسلم "رافدة عليه" قد فسره الحافظ رحمه الله
(3)
فقال: رافدة عليه من الرفد وهو الإعانة ومعناه أن يعطي الرجل الزكاة ونفسه تعينه على أدائها بطيبها وعدم حديثها له بالمنع ا. هـ، وقال في النهاية
(4)
: رافدة
(1)
انظر ترجمته في: أسد الغابة (3/ 395)؛ والإصابة (2/ 371)؛ والاستيعاب (2/ 331)، والتاريخ الكبير (5/ 31).
(2)
سبق تخريجه.
(3)
يعني الحافظ المنذري وانظر أيضًا فتح الباري لابن حجر (3/ 262).
(4)
النهاية في غريب الحديث والأثر (2/ 241)
عليه الرافدة فاعلة من الرفد وهو الإعانة يقال: رفدتة أرفدة إذا أعنته أي تعينه نفسه على أدائها.
قوله صلى الله عليه وسلم "ولم يعط الهرمة" الهرمة كبيرة السن، وقوله ولا الدرنة قد فسرها الحافظ فقال
(1)
: هي العجفاء أو الجرباء. ا. هـ.
وقال غيره: وأصل الدرن الوسخ قوله صلى الله عليه وسلم "و العجفاء" هي المهزولة من الغنم وغيرها ومنه الحديث حتى إذا أعجفها ردها فيه أي أهزلها انتهى. ولا الشرط قد فسره الحافظ رحمه الله تعالى فقال: والشرط بفتح الشين المعجمة والراء وهي الرذيلة من المال كالمسنة والعجفاء ونحوها ا. هـ.
وقال في النهاية
(2)
أي الهزيلة يقال: ناقة رذية ونوق رذايا، والرذى الضعيف من كل شيء ومنه حديث يونس عليه السلام فقاءه الحوت رذيا ضعيفا، وروي بالدال المهملة أصله من الردى الهلاك، والمشهور بالذال المعجمة ا. هـ.
وقال بعضهم أيضًا: أي رذال المال، وقيل صغاره، وشراره
(3)
والله أعلم.
1122 -
وَعَن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قَالَ بَايَعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم على إقَام الصَّلَاة وإيتاء الزَّكَاة والنصح لكل مُسلم، رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَغَيرهمَا
(4)
.
(1)
هو المنذرى.
(2)
النهاية في غريب الحديث والأثر (2/ 218).
(3)
الغريبين (3/ 987)، والنهاية (2/ 460).
(4)
البخاري (57)، ومسلم (56).
قوله وعن جابر بن عبد الله كنيته أبو عمرو جرير بن عبد الله بن جابر بن مالك بن نضر بن ثعلبة البجلي الأحمسي الكوفي
(1)
، وبجيلة هي بنت صعب بن سعد العشيرة أم ولد إنمار بن أراش نسبوه إليها نزل جرير الكوفة ثم تحول إلى فرقيسيا وتوفي بها سنة إحدى وخمسين روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة حديث، اتفقا منها على ثمانية، وانفرد البخاري بحديث ومسلم بستة قال ابن قتيبة: قدم جرير على النبي صلى الله عليه وسلم سنة عشرة من الهجرة في شهر رمضان فبايعه وأسلم وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: "جرير يوسف هذه الأمة"، لحسنه وكان رضي الله عنه طويلا يصل إلى سنام البعير وكانت نعله ذراعا وكان يخضب لحيته بالزعفران بالليل ويغسلها بالنهار إذا أصبح وأعتزل عليا ومعاوية وأقام بالجريرة ونواحيها سنة أربع وخمسين، روينا في صحيحي البخاري ومسلم
(2)
عن أنس قال خرجت مع جرير في سفر فكان يخدمني فقلت له لا تفعل فقال: إني رأيت الأنصار تصنع برسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا آليت أن لا أصحب أحدًا منهم إلا خدمته، وكان جرير أكبر من أنس ومناقبه رضي الله عنه كثيرة مشهورة.
قوله رضي الله عنه بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح
(1)
تهذيب الكمال في أسماء الرجال (4/ 551) تاريخ يحيى برواية الدوري: 2/ 83، وتاريخ خليفة: 370، 416، وتاريخ البخاري الكبير: 2/ 1/ 212 - 213، والجرح والتعديل لابن أَبي حاتم: 1/ 1/ 502 - 503، وثقات ابن حبان: 1/ 67، والكاشف: 1/ 182، والميزان: 1/ 397، وتاريخ الإسلام: 5/ 232 - 233، وإكمال مغلطاي: 2/ الورقة: 73، وتهذيب ابن حجر: 2/ 77.
(2)
صحيح البخاري (2888)، صحيح مسلم (2513).
لكل مسلم، المبايعة: المحالفة والمعاهدة مأخوذة من البيع. قوله: على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والأصل فيه إقامة الصلاة وإنما جاز حذف التاء لأن المضاف إليه عوض منها واكتفى من أركان الإسلام بذكر الصلاة والزكاة ولم يذكر الصوم والحج لأنهما أهم أركانه وأظهرها.
(وقوله): وأن أنصح لكل مسلم فالنصيحة للمسلمين في كل شيء من جليل الأمور وحقيرها لا بد للمسلم من نصح المسلم فإن المسلم أخو المسلم فمنها لو أنك رأيت مثلا رجلا يسيء وضوءه لزمك نصحه وتعليمه، ومن كمال نصحك له أن تحسن تعليمه كما روي عن الحسن بن علي رضي الله عنهما
(1)
: أنه رأى شيخا وهو يتوضأ ويسيء الوضوء فقال له: يا شيخ أحب أن تعلمني فقال: نعم فقال: يا شيخ إني لا أتعلمه إلا أن تنظر إلى وضوئي فإن أتممته وأحسنته علمت وإن أسأته أمرتني فيه بما جهلت فقرب إليه فتوضأ وأحسن الوضوء فلما فرغ علم الشيخ بقصوره وأنه أراد تهذيبه وتعليمه فقام إليه وقبل رأسه، وكذلك لو رأيته يسيء صلاته أو رأيته يسابق الإمام أو رأيته يتكلم في المسجد بما لا يجوز أو يرفع صوته فتنصحه وتأمره بالحق ويكون ذلك بالرفق والتؤدة لقوله صلى الله عليه وسلم:"ما كان الرفق في شيء إلا زانه" الحديث قال ابن بطال: جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم النصيحة للمسلمين شرطا في الدين يبايع عليه كالصلاة والزكاة فلذلك تراه قرنها بهما، قال ابن بطال
(2)
في الحديث "الدين النصيحة" النصيحة: تسمى دينا وإسلاما وإن الدين يقع على العمل كما يقع
(1)
لم نقف عليه مسندا.
(2)
ينظر: شرح صحيح البخاري لابن بطال (1/ 129).
على القول قال وهي فرض كفاية يجزى فيه من [قام به ويسقط] عن الباقين وهي لازمة على قدر الطاقة إذا علم الناصح أنه يقبل النصيحة ويطاع أمره وأمن على نفسه المكروه فإن خشى أذى فهو في سعة، قيل: ولا يكون ناصحا لله ولرسوله وللمسلمين إلا من بدأ بالنصيحة لنفسه واجتهد في طلب العلم ليعرف ما يجب عليه ا. هـ قاله الكرماني
(1)
.
1123 -
وَعَن عبيد بن عُمَيْر اللَّيْثِيّ رضي الله عنه عَن أَبِيه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي حجَّة الْوَدَاع: إِن أَوْلِيَاء الله المصلون وَمن يُقيم الصَّلَوَات الْخمس الَّتِي كتبهن الله عَلَيْهِ ويصوم رَمَضَان ويحتسب صَوْمه ويؤتي الزَّكَاة محتسبا طيبَة بهَا نَفسه ويجتنب الْكَبَائِر الَّتِي نهى الله عَنْهَا فَقَالَ رجل من أَصْحَابه يَا رَسُول الله وَكم الْكَبَائِر قَالَ تسع أعظمهن الْإِشْرَاك بِالله وَقتل الْمُؤمن بِغَيْر حق والفرار من الزَّحْف وَقذف المحصنة وَالسحر وَأكل مَال الْيَتِيم وَأكل الرِّبَا وعقوق الْوَالِدين الْمُسلمين وَاسْتِحْلَال الْبَيْت الْعَتِيق الْحَرَام قبلتكم أَحيَاء وأمواتا لَا يَمُوت رجل لم يعْمل هَؤُلَاءِ الْكَبَائِر وَيُقِيم الصَّلَاة ويؤتي الزَّكَاة إِلَّا رافق مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم فِي بحبوحة جنَّة أَبْوَابهَا مصاريع الذَّهَب، رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير وَرُوَاته ثِقَات وَفِي بَعضهم كَلَام
(2)
، وَعند أبي دَاوُد بعضه
(3)
.
"بحبوحة الْجنَّة" بِضَم الباءين الموحدتين وبحاءين مهملتين هُوَ وَسطهَا.
(1)
ينظر: شرح النووي على مسلم (2/ 39) والكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري (1/ 219).
(2)
الطبراني في المعجم الكبير (101)، والحاكم (1/ 59)، والبيهقي (10/ 186)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 48)، رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون.
(3)
أبو داود (2875).
1124 -
وَعَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ إِذا أدّيت الزَّكَاة فقد قضيت مَا عَلَيْك وَمن جمع مَالا حَرَامًا ثمَّ تصدق بِهِ لم يكن لَهُ فِيهِ أجر وَكَانَ إصره عَلَيْهِ رَوَاهُ ابْن خُزَيْمَة وَابْن حبَان فِي صَحِيحَيْهِمَا وَالْحَاكِم وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد
(1)
.
قوله: وعن عبيد بن عمير الليثي عن أبيه (هو أبو عاصم، عبيد بن عمير بن قتادة بن سعد بن عامر الليثي الحجازي، قاضي أهل مكة. ولد في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقال: رآه، وهو معدود في كبار التابعين، متفق على توثيقه، وأبوه صحابي ذكره البرقي وقال: له حديثان).
قوله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع الحديث "إن أولياء الله المصلون ومن يقيم الصلوات الخمس التي كتبهن الله عليه ويصوم رمضان ويحتسب صومه، ويؤتي الزكاة محتسبا طيبة بها نفسه" تقدم معنى إقامة الصلوات الخمس، سيأتي الكلام في صوم رمضان محتسبًا.
قوله: حجة الوداع هي التي ودع الناس فيها.
قوله: "وأعطى الزكاة محتسبا طيبة بها نفسه" سيأتي الكلام على بقية ألفاظ هذا الحديث كل لفظة في بابها.
قوله بحبوحة الجنة فسرها الحافظ
(2)
وضبطها فقال: بحبوحة الجنة هي وسطها، وقال: ابن الأثير
(3)
بحبوحة الدار وسطها فقال: بحبح إذا تمكن
(1)
ابن خزيمة (2471)، وابن حبان (3216)، والحاكم (1/ 390).
(2)
يعني الحافظ المنذري وينظر أيضًا: فتح الباري لابن حجر (3/ 327).
(3)
النهاية في غريب الحديث والأثر (1/ 98).
وتوسط المنزل والمقام، ومنه حديث غناء الأنصارية "أهدي لنا كبشا تبحج في المربد" أي تمكنه في المربد وهو الموضع. وَفِي حَدِيثِ خُزَيْمَةَ "تَفَطَّرَ اللِّحاء وتَبَحْبَحَ الْحَيَاءُ" أَيِ اتَّسَع الْغَيْثُ وتَمكَّن من الأرض. انتهى.
قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا أديت الزكاة فقد قضيت ما عليك، ومن جمع مالا حراما ثم تصدق به لم يكن له فيه أجر وكان إصره عليه" الإصر [: الإثم والعقوبة للغوه وتضييعه عمله،].
تنبيه قال العلماء: لما كان المال معشوق الطباع محبوب الأنفس أمرهم الله تعالى بإخراجه ليعلم صدق توحيدهم ودعواهم لمحبته فالزكاة تطهّر المال والقلوب بقلع الشح والبخل منها والله أعلم.
1125 -
وَعَن زر بن حُبَيْش أَن ابْن مَسْعُود رضي الله عنه كَانَ عِنْده غُلَام يقْرَأ فِي الْمُصحف وَعِنْده أَصْحَابه فجَاء رجل يُقَال لَهُ حضرمة فَقَالَ يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن أَي دَرَجَات الْإِسْلَام أفضل قَالَ الصَّلَاة قَالَ ثمَّ أَي قَالَ الزَّكَاة، رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير بِإِسْنَاد لَا بَأْس بِهِ
(1)
.
قَالَ المملي وَتقدم فِي كتاب الصَّلَاة أَحَادِيث تدل لهَذَا الْبَاب وَتَأْتِي أَحَادِيث أخر فِي كتاب الصَّوْم وَالْحج إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
قوله: وعن زر بن حبيش بكسر الزاي وهو أبو مريم، وقيل: أبو مطرف وحبيش بضم الحاء المهملة بن حباشة بضمها أيضا ابن أوس بن هلال بن
(1)
الطبراني في المعجم الكبير، كما في مجمع الزوائد (3/ 68)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: رجاله موثقون.
سعد الأسدي الكوفي التابعي الكبير المخضرم أدرك الجاهلية سمع عمر وعثمان وعليا وابن مسعود وآخرين من كبار الصحابة، وروى عنه جماعة من التابعين منهم الشعبي والنخعي، وعدي بن ثابت اتفقوا على توثيقه وكثرة حديثة وجلالته توفي سنة اثنتين وثمانين وهو ابن مائة وعشرين سنة وقيل مائة وثنتان وعشرون، وقيل مائة وسبع وعشرون روى له الجماعة قال عاصم كان أبو وائل عثمانيا وكان زر علويا وكان مصلاهما في مسجد واحد فما رأيت واحدًا منهما قط يكلم صاحبه في شيء مما هو عليه حتى ماتا مناقبه كثيرة مشهورة
(1)
.
* * *
(1)
تهذيب الأسماء واللغات (1/ 196 - 197 الترجمة 177).