الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كتاب الجمعة
الترغيب في صلاة الجمعة والسعي إليها وما جاء في فضل يومها وساعتها
الجمعة: يقال بضم الجيم والميم وإسكانها وفتحها ثلاث لغات، حكاهن الواحدي
(1)
(2)
عن الفراء
(3)
، وهي أشهرهن، وبها قرأ القراء السبعة
(4)
، والإسكان قراءة الأعمش
(5)
(6)
وهو تخفيف من الضم وفتح الميم، حكاه في المحكم
(7)
، ووجهوا الفتح بأنها تجمع الناس، ويكثرون فيها، كما يقال:
(1)
هو أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الإمام المفسر الكبير، الشافعي، كان واحد عصره في زمانه في التفسير، ومن تصانيفه: التفسير الوسيط، والبسيط، والوجيز، وأسباب النزول، وغيرها، وتوفي سنة (468 هـ). ينظر: سير أعلام النبلاء (18/ 339)، طبقات الشافعية الكبرى (5/ 240)، طبقات المفسرين العشرين (ص: 78).
(2)
ينظر: التفسير البسيط (21/ 453).
(3)
وهو: أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الأسدي مولاهم، الكوفي، النحوي، صاحب الكسائي. العلامة، صاحب التصانيف، ومنها: معاني القرآن، وكتاب اللغات، وغير ذلك الكثير، وتوفي سنة (207) بطريق مكة. ينظر: تاريخ بغداد (16/ 224)، إنباه الرواة على أنباه النحاة (4/ 7)، سير أعلام النبلاء (10/ 118).
(4)
ينظر: الإقناع في القراءات السبع (ص: 384)، إتحاف فضلاء البشر (ص: 542).
(5)
هو: أبو محمد سليمان بن مهران الأسدي، الكاهلي مولاهم، الكوفي، الحافظ، الإمام، شيخ المقرئين والمحدثين، ومع إمامته إلا أنه كان مدلسًا، وتوفي سنة (147 أو 148 هـ).
ينظر: تاريخ بغداد (10/ 5)، تهذيب الكمال في أسماء الرجال (12/ 76).
(6)
ينظر: شواذ ابن خالويه (ص: 157)، شواذ القراءات للكرماني (ص: 473).
(7)
المحكم والمحيط (مادة - جمع)(1/ 350).
همزة ولمزة لكثير الهمز واللمز ونحو ذلك، وجمعها: جمعات وجُمع؛ والفتح لغة بني عقيل
(1)
، وقال الزمخشري
(2)
: قرأ في الشواذ باللغات الثلاث
(3)
، والمشهور أن سبب تسميتها جمعة: لاجتماع الناس إليها، وقيل: لما جمع في يومها من الخير، وقيل: لأنه جمع فيه خلق آدم عليه السلام
(4)
، والجمعةُ خصيصة خص الله بها هذه الأمة، ووجه فضيلة يوم الجمعة: انبعاث الخيرات فيه من النبوة والعبادة والقيام بحق الأهلية وحصول الكمال فيه حيث نزل فيه {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}
(5)
الآية، وفيه: وجدت التوبة، وفيه: قيام الساعة، واجتماع الخلائق، وفيه: ساعة الإجابة.
(1)
بنو عقيل: اسم قبيلة من العدنانية، تنتسب إلى عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، ومن أشهر بطونهم: بنو خفاجة. ينظر: جمهرة أنساب العرب، لابن حزم (1/ 290)، قلائد الجمان (ص: 119).
(2)
هو: أبو القاسم، محمود بن عمر بن محمد بن أحمد، الخوارزمي، الزمخشري المفسر، اللغوي النحوي، كان من علماء المعتزلة، وله تصانيف عدة؛ منها: الكشاف في تفسير القرآن، والفائق في غريب الحديث، وربيع الأبرار ونصوص الأخبار، وغير ذلك، وتوفي سنة (538 هـ). ينظر: معجم الأدباء (6/ 2687)، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان (5/ 168)، سير أعلام النبلاء (20/ 151)، طبقات المفسرين، للسيوطي (ص: 120).
(3)
كذا هنا، ولفظ الزمخشري الذي جاء في تفسيره (4/ 532):"ويوم الجمعة، بفتح الميم: يوم الوقت الجامع، كقولهم: ضحكة، ولعنة، ولعبة ويوم الجمعة تثقيل للجمعة، كما قيل: عسرة في عسر. وقرئ بهنّ جميعًا".
(4)
ينظر: معاني القرآن، للنحاس (6/ 245)، التفسير البسيط (21/ 453).
(5)
سورة المائدة، الآية:3.
والجمعة واجبة على الأعيان، من تركها تهاونا بها طبع على قلبه، وقد وهم بعض العلماء فقال: هي على الكفاية
(1)
؛ وعند الحنفية
(2)
قول بالتخيير بينها وبين الظهر، ويرد ذلك قوله عليه السلام: "الجمعة واجبة على كل مسلم [في جماعة]
(3)
إلا أربعة"
(4)
الحديث، قاله شارح الإلمام
(5)
؛ وأول من سماها
(1)
هو وجه عند الشافعية بخلاف الأظهر في المذهب. وينظر تفصيل المسألة في: التهذيب في فقه الشافعي (2/ 245)، البيان في مذهب الإمام الشافعي (2/ 542).
(2)
ينظر: مختصر القدوري (ص: 40)، المبسوط، للسرخسي (2/ 32)، الهداية في شرح البداية (1/ 83).
(3)
بياض في المخطوط أكملناه من المطبوع.
(4)
أخرجه أبو داود (1067)، والطبراني في الكبير (8/ 321/ 8206)، والحاكم (1062)، والبيهقي في الكبرى (3/ 246)، بلفظ:"الجمعةُ حق واجبٌ على كل مسلم في جماعة؛ إلا أربعة: عبد مملوك، أو امرأة، أو صبي، أو مريض". وقال الألباني: إسناده صحيح.
انظر: صحيح أبي داود (4/ 232).
(5)
ألف ابن دقيق العيد عدة كتب منها: الإلمام بأحاديث الأحكام، والإمام في معرفة أحاديث الأحكام، الإمام في شرح الإلمام، قال الكتاني في الرسالة المستطرفة (80): والإمام في أحاديث الأحكام ومختصره الإلمام بأحاديث الأحكام كلاهما لتقي الدين أبي الفتح محمد بن علي بن وهب بن مطيع المعروف: بابن دقيق العيد المالكي الشافعي المتوفى: في صفر سنة اثنتين وسبعمائة، جمع فيها الأحاديث المتعلقة بالأحكام تم شرح بعضا من المختصر شرحا عظيما برع فيه سماه: الإمام في شرح الإلمام كما شرحه أيضا جماعة من الأئمة، قال الذهبي: ولو كمل تصنيف الإمام وتبييضه لجاء في خمسة عشر مجلدا. وقال الزركلي في الأعلام (6/ 283): له تصانيف، منها (إحكام الأحكام - ط) مجلدان، في الحديث، و (الإلمام بأحاديث الأحكام - ط) صغير، و (الإمام في شرح الإلمام - خ) الجزء الأول منه، في الأزهرية، من نحو 25 جزءا، ويقال أنه لم يتمه. راجع للتفاصيل: الإمام في معرفة أحاديث الأحكام بتحقيق الدكتور/ سعد الحميد (1/ 23 - 31).
جمعة: كعب بن لؤي
(1)
، وهو أول من جمع الناس بمكة وخطبهم، وبشر بمبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحض على إتباعه
(2)
، وأما أول جمعة جمعها النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه، فقال أهل السير والتواريخ
(3)
: قدم النبي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين فنزل علي بني عمرو بن عوف
(4)
، وأقام بقباء
(5)
إلى يوم الخميس وأسس مسجدهم ثم خرج يوم الجمعة إلى المدينة فأدركته الجمعة في مسجد بني سالم بن عوف
(6)
في بطن واد لهم، قد اتخذ القوم في ذلك الوادي مسجدًا،
(1)
هو: كعب بن لؤيّ بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، أبو هصيص، وهو الجدُّ الجاهلي للنبي صلى الله عليه وسلم، وكان عظيم القدر عند العرب، حتى أرخوا بموته إلى عام الفيل وهو أول من سن الاجتماع يوم الجمعة، وكان اسمه حينها يوم العروبة فكانت قريش تجتمع إليه فيه، فيخطبهم ويعظم، توفي سنة (173 ق. هـ). ينظر: الأوائل للعسكري (ص: 43)، جمهرة أنساب العرب، لابن حزم (1/ 464)، صبح الأعشى (1/ 255).
(2)
ينظر: الأوائل للعسكري (ص: 43)، صبح الأعشى (1/ 255).
(3)
ينظر: السيرة النبوية، لابن هشام (1/ 492)، الروض الأنف (4/ 151)، خلاصة سير سيد البشر (1/ 44).
(4)
بنو عمرو بن عوف: اسم لبطن من الأوس من الأزد من القحطانية، أحد بطون الأنصار، ونسبتهم إلى عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، وكانوا ينزلون قباء، والصفينة، وينحدر منهم أفخاذ عدة؛ منهم: بنو ضبيعة، وغيرهم. ينظر: نسب معد واليمن الكبير (1/ 365)، جمهرة أنساب العرب (1/ 337).
(5)
قباء - بالضم -: قرية قرب المدينة، وهي منزل بنى عمرو بن عوف من الأنصار، تقع على
نحو ميلين من المدينة على يسار القاصد إلى مكة، وفيها مسجد التقوى. ينظر: معجم البلدان (4/ 301)، وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى (3/ 16).
(6)
بنو سالم بن عوف: اسم لبطن من بطون الخزرج من القحطانية أيضًا، ونسبتهم إلى: سالم =
فجمع بهم وخطب، وهي أول خطبة خطبها بالمدينة، أ. هـ. قاله في الديباجة
(1)
. والأصل في وجوبها، قيل: الإجماع
(2)
قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ}
(3)
أي في يوم الجمعة {فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ}
(4)
أي: امضوا، وبذلك قرأ عمر رضي الله عنه
(5)
، وعمل الإنسان يسمى سعيًا، قال الله تعالى:{وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39)}
(6)
؛ واختلف العلماء في الجمعة، متى فرضت؟ فقال الشيخ أبو
= سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج، وهم أحد بطون الأنصار. ينظر: جمهرة أنساب العرب (1/ 353)، نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب (ص: 53، 66، 281).
(1)
لعله يعني: كتاب الديباجة في شرح سنن ابن ماجه، لكمال الدين الدميري، الشافعي، يقع في نحو خمس مجلدات، وتوفي قبل تحريره، وتبييضه، وهو لا يزال مخطوطًا، ولم يحقق منه إلا أجزاء يسيرة كرسائل علمية بجامعة أم القرى.
(2)
ينظر: الإجماع، لابن المنذر (ص: 40)، الإقناع في مسائل الإجماع (1/ 158).
(3)
سورة الجمعة، الآية:9.
(4)
سورة الجمعة، الآية:9.
(5)
يشير إلى ما أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (5559) من طريق: هشيم، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن خرشة، قال: قرأها عمر بن الخطاب: "فامضوا إلى ذكر الله".
قلمت: وإسناد هذه الأثر ضعيف؛ من أجل عنعنة هشيم؛ وهو: ابن بشير بن القاسم بن دينار أبو معاوية السلمي الواسطي، وكان ثقة ثبتًا؛ لكنه كان كثير التدليس والإرسال الخفي.
انظر: الكاشف (2/ 338)، تقريب التهذيب (ص: 574). وقد عزى هذه القراءة لعمر رضي الله عنه أيضًا: ابن خالويه في الشواذ (ص: 157)، وعزاها الكرماني في شواذ القراءات (ص: 473) له ولابن مسعود، وأبي بن كعب، وابن عباس، وابن الزبير -، -.
(6)
سورة النجم، الآية:39.
حامد
(1)
: فرضت بمكة
(2)
، وقال البغوي في تفسيره في سورة الأعراف: فرضت بالمدينة
(3)
وهو أقرب، أ. هـ.
وسيأتي الكلام على ذلك أيضًا.
(1)
هو: أحمد محمد الإسفراييني، انظر لترجمته: تهذيب الأسماء واللغات للنووي (2/ 208).
(2)
قال السخاوي في الأجوبة المرضية بتحقيقنا (2/ 699): قال الشيخ أبو حامد الأسفرايني: أنها فرضت بمكة وهو وإن كان غريبًا لكنه قد يستشهد له بتجميع أسعد بن زرارة وغيره من الصحابة بالمدينة قبل هجرته صلى الله عليه وسلم إليها .. وانظر كذلك: تفسير ابن رجب الحنبلي (2/ 434). ونقله عن أبي حامد الإمام النووي - رحمه الله تعالى - في شرحه على المهذب (4/ 483).
(3)
هو: الحسين بن مسعود بن الفراء، أبو محمد، البغوي، الفقيه الشافعي، الملقب بمحيي السنة، من مؤلفاته: شرح السنة والمصابيح وغيرها، وتوفي سنة (510 هـ). ينظر: طبقات الشافعية الكبرى (7/ 75)، طبقات الشافعيين (1/ 548)، انظر قول البغوي في تفسيره (3/ 320). طبعة دار طيبة.