الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الترهيب من أن يجلس الإنسان مجلسا لا يذكر الله فيه ولا يصلى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم
-
2330 -
عَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ مَا جلس قوم مَجْلِسا لم يذكرُوا الله فِيهِ وَلم يصلوا على نَبِيّهم إِلَّا كَانَ عَلَيْهِم ترة فَإِن شَاءَ عذبهم وَإِن شَاءَ غفر لَهُم رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَاللَّفْظ لَهُ وَقَالَ حَدِيث حسن وَرَوَاهُ بِهَذَا اللَّفْظ ابْن أبي الدُّنْيَا وَالْبَيْهَقِيّ.
وَلَفظ أبي دَاوُد قَالَ من قعد مقْعدا لم يذكر الله فِيهِ كَانَ عَلَيْهِ من الله ترة وَمن اضطجع مضجعا لا يذكر الله فِيهِ كَانَت عَلَيْهِ من الله ترة وَمَا مَشى أحد ممشى لا يذكر الله فِيهِ إِلَّا كانَ عَلَيْهِ من الله ترة وَرَوَاهُ أَحْمد وَابْن أبي الدُّنْيَا وَالنَّسَائيُّ وَابْن حبَان فِي صَحِيحة كلهم بِنَحْوِ أبي دَاوُد
(1)
.
الترة بِكَسْر التَّاء الْمُثَنَّاة فَوق وَتَخْفِيف الرَّاء هِيَ النَّقْص وَقيل التبعة.
قوله: عن أبي هريرة رضي الله عنه تقدم الكلام عليه.
قوله صلى الله عليه وسلم "من قعد مقعدا لم يذكر الله فيه كان عليه من الله ترة" الترة هي النقص وقيل التبعة ا. هـ قاله المنذري.
(1)
أبو داود (4856)، والترمذي (3380)، والبيهقي في شعب الإيمان (1569)، وأحمد (9764)، والنسائي (10237، 10238)، وابن السني (449)، والحاكم (1/ 496)، وابن حبان (853)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 130)، والطبراني في الدعاء (1923)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5607).
قوله صلى الله عليه وسلم "ومن اضطجع مضجعا لا يذكر الله فيه كانت عليه من الله ترة" قال في الحدائق الترة النقص أو الحسرة أو الندامة وقيل المطالبة والهاء فيها عوض من الواو المحذوفة مثل وعدته عدة ويجوز رفعها ونصبها على اسم كان وخبرها قاله ابن الأثير في النهاية
(1)
وهو بليغ في تهديد من ترك الذكر.
2331 -
وَعنهُ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مَا قعد قوم مقْعدا لم يذكُرُوا الله عز وجل فِيهِ وَيصلونَ على النَّبِي صلى الله عليه وسلم إِلَّا كَانَ عَلَيْهِم حسرة يَوْم الْقِيَامَة وَإِن دخلُوا الْجنَّة للثَّواب رَوَاهُ أَحْمد بِإِسْنَاد صَحِيح وَابْن حبَان فِي صحِيحه وَالْحَاكِم وَقَالَ صَحِيح على شَرط البُخَارِيّ
(2)
.
2332 -
وَعنهُ رضي الله عنه: قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مَا من قوم يقومُونَ من مجْلِس لا يذكرُونَ الله فِيهِ إِلَّا قَامُوا عَن مثل جيفة حمَار وَكَانَ عَلَيْهِم حسرة يَوْم الْقِيَامَة رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالْحَاكِم وَقَالَ صَحِيح على شَرط مُسلم
(3)
.
قوله: وعنه رضي الله عنه تقدم الكلام عليه.
قوله صلى الله عليه وسلم "ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار وكان عليهم حسرة يوم القيامة" الحديث، وخرج النسائي من
(1)
النهاية في غريب الحديث والأثر (1/ 189).
(2)
أحمد (9965)، وابن حبان (591)، والحاكم (1/ 492).
(3)
أبو داود (2855)، والحاكم (1/ 491)، والنسائي (10236)، وابن السني (446)، وأحمد (10825)، وابن حبان (590)، والبيهقي في شعب الإيمان (542)، والأصبهاني في الترغيب (1384)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5750).
حديث أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من قوم يجلسون مجلسا فتفرقوا قبل أن يذكروا الله إلا تفرقوا عن أنتن من ريح الجيفة وكان مجلسهم يشهد عليهم بعفلتهم وما جلس قوم مجلسا فذكروا الله تعالى قبل أن يتفرقوا إلا تفوقوا عن أطيب من ريح المسك وكان مجلسهم يشهد لهم بذكرهم" فإذا كان المجلس الذي لا يذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم أنتن كان المجلس الذي يصلي عليه فيه تطيب رائحته، والمعنى في ذلك والله أعلم أنه صلى الله عليه وسلم كان أطيب الطيبين وأطهر الطاهرين فإذا أكثر من ذكره ومن الصلاة عليه وأطاب المجلس لطيبه
(1)
وكذلك روي عن بعض الصحابة أنه قال: ما من مجلس يصلي فيه على محمد صلى الله عليه وسلم إلا يتأرج له رائحة طيبة حتى تبلغ عنان السماء فتقول الملائكة: هذه رائحة مجلس صلى فيه على محمد صلى الله عليه وسلم
(2)
، يقال: إن للصلاة عليه رائحة تفوق روائح جميع الطيب تعلمها الملائكة وتميزها [من جميع] الطيب تكرمة [ ....... ] وتعظيما له مع سائر [ ....... ] بها قاله ابن الفرات في [تاريخه]، وقال بعض السلف: يعرض على ابن آدم ساعات عمره فكل ساعة لم يذكر الله فيها تنقطع نفسه عليها حسرات، والحسرة الندم فمن هنا يعلم أن ما ليس بخير من الكلام فالسكوت عنه أفضل من التكلم به اللهم إلا أن تدعوا إليه الحاجة مما لابد منه، وقد روي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: إياكم وفضول الكلام حسب امرئ ما يبلغ حاجته وأيضا فإن الإكثار من
(1)
بستان الواعظين (ص 293).
(2)
بستان الواعظين (ص 286).
الكلام الذي لا حاجة فيها يوجب قساوة القلب كما في الحديث فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله يقسي القلب ذكره ابن رجب في شرح الأربعين النواوية
(1)
.
2333 -
وَعَن عبد الله بن مُغفل رضي الله عنه: قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مَا من قوم اجْتَمعُوا فِي مجْلِس فَتَفَرَّقُوا وَلم يذكرُوا الله إِلَّا كَانَ ذَلِك الْمجْلس حسرة عَلَيْهِم يَوْم الْقِيَامَة رَوَاهُ الطَّبَرَانيُّ فِي الْكَبِير والأوسط وَالْبَيْهَقِيّ ورواهُ الطَّبَرَانيُّ مُحْتَج بهم فِي الصَّحِيح
(2)
.
قوله: وعن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه، هو: أبو سعيد وقيل أبو عبد الرحمن وقيل أبو زياد عبد الله بن مغفل بن غنم المزني المدني البصري، ومزينة امرأة عثمان بن عمر، ونسبوا إليها وهي مزينة بنت كلب ابن وبرة، فولد عثمان يقال لهم مزينون وكان عبد الله من أهل بيعة الرضوان، سكن المدينة ثم تحولى إلى البصرة وابتنى بها دارا قرب الجامع وكان أحد البكاءين الذين نزلى فيهم قوله تعالى:{وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ}
(3)
الآية، وكان أحد العشرة الذين بعضهم عمر بن الخطاب إلى البصرة يفقهون الناس وهو
(1)
جامع العلوم والحكم (1/ 338 - 339).
(2)
الطبراني في المعجم الأوسط (3744)، والبيهقي في شعب الإيمان (533)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 80)، رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجالهما رجال الصحيح، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1/ 118، 119).
(3)
سورة التوبة، الآية:92.
أول من دخل مدينة تستر حين فتحها المسلمون، روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة وأربعون حديثا، توفي بالبصرة سنة ستين، وقيل: سنة تسع وخمسين وصلى عليه أبو برزة الأسلمي بوصيته بذلك
(1)
، وتقدم الكلام عليه في كتاب الطهارة وتقدم أيضا الكلام على معنى الحديث في الأحاديث قبله.
(1)
تهذيب الأسماء واللغات (1/ 290 - 291 ترجمة 334).