الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الترغيب في كلمات يكفرنا لغط المجلس
2334 -
عَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ من جلس مَجْلِسا كثر فِيهِ لغطه فَقَالَ قبل أَن يقوم من مَجْلِسه ذَلِك سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك أشهد أَن لا إِلَه إِلَّا أَنْت أستغفرك وَأَتُوب إِلَيْك إِلَّا غفر لَهُ مَا كَانَ فِي مَجْلِسه ذَلِك رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَاللَّفْظ لَهُ وَالنَّسَائيُّ وَابْن حبَان فِي صَحِيحه وَالْحَاكم وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح غَرِيب
(1)
.
قوله: عن أبي هريرة رضي الله عنه، تقدم الكلام عليه.
قوله صلى الله عليه وسلم: "من جلس مجلسا كثر فيه لغطه، فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك سبحانك اللهم وبحمدك" الحديث، اللغظ بالغين المعجمة والطاء المهملة اختلاط أصوات الكلام حتى لا تفهم وقال بعضهم هو صوت وضجة لا يفهم معناها وهما بمعنى والله أعلم.
2335 -
وَعَن أبي بَرزَة الأسْلَمِيّ رضي الله عنه قَالَ كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا جلس مَجْلِسا يَقُول بِآخِرهِ إِذا أَرَادَ أَن يقوم من الْمجْلس سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك أشهد أَن لا إِلَه إِلَّا أَنْت أستغفرك وَأَتُوب إِلَيْك فَقَالَ رجل يَا رَسُول الله إِنَّك
(1)
أبو داود (4858)، والترمذي (3433)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (15230)، وابن حبان (594)، والحاكم (1/ 536)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (447)، وأحمد (10415)، والطبراني في الأوسط (77)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 289)، والبيهقي في شعب الإيمان (628)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6192).
لتقول قولا مَا كنت تَقوله فِيمَا مضى فَقَالَ كَفَّارَة لما يكون فِي الْمجْلس رَوَاهُ أَبُو دَاوُد
(1)
.
قوله: وعن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه، أبو برزة الأسلمي [اسم أبى برزة الصحابى: نضلة، بنون ثم ضاد معجمة، ابن عبيد، هذا هو الصحيح المشهور في اسمه، ويقال: نضلة بن عمرو، ويقال: نضلة بن عبد الله. قال الحاكم أبو عبد الله في تاريخ نيسابور، وقيل: اسمه عبد الله بن نضلة، وقيل: نضلة بن نيار، قال: وقيل: كان اسمه نضلة بن نيار، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله، وقال: نيار شيطان، وأبو برزة هذا أسلمى من ولد أسلم بن أفصى بن حارثة، أسلم أبو برزة قديما، وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة. روى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة وأربعون حديثا، اتفق البخاري ومسلم على حديثين، وانفرد البخاري بحديثين، ومسلم بأربعة. روى عنه سيار بن سلامة، وأبو عثمان النهدى، والأزرق بن قيس، وغيرهم، نزل البصرة، وولد بها، ثم غزا خراسان، وقيل: إنه رجع إلى البصرة فتوفى بها، وقيل: توفى بخراسان في خلافة معاوية أو يزيد، وقيل: توفى سنة ثنتين، وقيل: سنة أربع وستين. قال الحاكم أبو عبد الله في تاريخ نيسابور: قيل: بخراسان، وقيل: بنيسابور، وقيل: بمفازة بين سجستان وهراة، وقيل: بالبصرة، رضى الله عنه
(2)
].
(1)
أبو داود (4859)، والحاكم (1/ 537)، والدرامي (2700)، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود.
(2)
تهذيب الأسماء واللغات (2/ 179 - 180 ترجمة 725).
قوله: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس مجلسا يقول بآخره إذا أراد أن يقوم من المجلس سبحانك اللهم وبحمدك، تقدم.
قوله: "كفارة لما يكون في المجلس" أي: من الصغائر إذا لم يكن يتعلق بحق آدمي من غيبة ونميمة وغير ذلك فإن كان كذلك فلابد من التحلل من ذلك ولا يكفره هذا الذكر المذكور في الحديث، وأما [الكبائر] فلابد من التوبة منها والله أعلم.
2336 -
وَعَن عَائِشَة رضي الله عنها قَالَت إِن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذا جلس مَجْلِسا أَو صلى تكلم بِكَلِمَات فَسَأَلته عَائِشَة عَن الْكَلِمَات فَقَالَ إِن تكلم بِخَير كَانَ طابعا عَلَيْهِنَّ إِلَى يَوْم الْقِيَامَة وَإِن تكلم بشر كَانَ كفَّارَة لَهُ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك لا إِلَه إِلَّا انت أستغفرك وَأَتُوب إِلَيْك رَوَاهُ ابْن أبي الدُّنْيَا وَالنَّسَائيِّ وَاللَّفْظ لَهما وَالْحَاكم وَالْبَيْهَقِيّ
(1)
.
قوله: وعن عائشة رضي الله عنها، تقدم الكلام عليها.
قوله: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس مجلسا أو صلى تكلم بكلمات فسألته عائشة عن الكلمات فقال: "إن تكلم بخير كان طابعا عليهن إلى يوم القيامة" الطابع: بفتح الباء وكسرها والفتح أشهر هو الخاتم وتقدم ذكره في الوضوء وغيره.
2337 -
وَعَن جُبَير بن مطعم رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من قَالَ سُبْحَانَ الله وَبِحَمْد سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك أشهد أَن لا إِلَه إِلَّا أَنْت أستغفرك
(1)
النسائي في عمل اليوم والليلة (10233)، وأحمد (24486)، والبيهقي في شعب الإيمان (629).
وَأَتوب إِلَيْك فَقَالَهَا فِي مجْلِس ذكر كَانَ كالطابع يطبع عَلَيْهِ وَمن قَالَهَا فِي مجْلِس لَغْو كَانَ كفَّارَة لَهُ رَوَاهُ النَّسَائيُّ وَالطَّبَرَانيُّ ورجالهما رجال الصَّحِيح وَالْحَاكِم وَقَالَ صَحِيح على شَرط مُسلم
(1)
.
2338 -
وَرَوَاهُ ابْن أبي الدُّنْيَا وَلَفظه قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا جلس أحدكُم فِي مجْلِس فَلَا يبرحن مِنْهُ حَتَّى يَقُول ثَلَاث مَرَّات سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك لا إِلَه إِلَّا أَنْت اغْفِر لي وَتب عَليّ فَإِن كَانَ أَتَى خيرا كَانَ كالطابع عَلَيْهِ وَإِن كَانَ مجْلِس لَغْو كَانَ كفَّارَة لما كَانَ فِي ذَلِك الْمجْلس
(2)
.
2339 -
وَعَن رَافع بن خديج رضي الله عنه قَالَ كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بأخره إِذا اجْتمع إِلَيْهِ أَصْحَابه فَأَرَادَ أَن ينْهض قَالَ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك أشهد أَن لا إِلَه إِلَّا أنت أستغفرك وَأَتُوب إِلَيْك عملت سوءا وظلمت نَفسِي فَاغْفِر لي إِنَّه لا يغْفر الذُّنُوب إِلَّا أنت قَالَ قُلْنَا يَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِن هَذِه كلِمَات أحدثتهن قَالَ أجل جَاءَنِي جِبْرَائِيل فَقَالَ يَا مُحَمَّد هن كَفَّارَات الْمجْلس رَوَاهُ النَّسَائيُّ وَاللَّفْظ لَهُ وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَرَوَاهُ الطَّبَرَانيُّ فِي الثَّلَاَثة بِاخْتِصَار بِإِسْنَاد جيد
(3)
.
قوله: بأخره بِفَتْح الْهمزَة وَالْخَاء الْمُعْجَمَة جَمِيعًا غير مَمْدُود أَي بآخر أمره.
(1)
النسائي في عمل اليوم والليلة (10257)، والطبراني في المعجم الكبير (1586)، والحاكم (1/ 537)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 142)، ورجاله رجال الصحيح، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6430).
(2)
الديلمي في مسند الفردوس (1177).
(3)
النسائي في عمل اليوم الليلة (10260)، والحاكم (1/ 537)، والطبراني في الكبير (4445)، وفي الأوسط (4467)، وفي الصغير (611)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 141)، ورجاله ثقات.
2340 -
وَعَن عبد الله بن عَمْرو بن العَاصِي رضي الله عنه أَنه قَالَ كلِمَات لا يتكَلَّم بِهن أحد فِي مجْلِس حق أَو مجْلِس بَاطِل عِنْد قِيَامه ثَلاث مَرَّات إِلَّا كفر بِهن عَنهُ وَلا يقولهن فِي مجْلِس خير ومجلس ذكر إِلَّا ختم الله لَهُ بِهن كمَا يخْتم بالخاتم على الصَّحِيفَة سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك لا إِلَه إِلَّا أَنْت أستغفرك وَأَتُوب إِليْك رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَابْن حبَان فِي صَحِيحه
(1)
قولهْ وعن رافع بن خديج رضي الله عنه، كنيته أبو عبد الله ويقال أبو رافع ويقال ابن خديج، رافع بن خديج بن عدي بن زيد بن جشم بن الحارثة الأنصاري الحارثي المدني، توفي بالمدينة سنة أربع وسبعين وهوابن ست وثمانين وكان عريف قومه روى له عن رسول صلى الله عليه وسلم ثمانية وسبعون حديثا اتفق البخاري ومسلم على خمسة ولمسلم ثلاثة
(2)
وتقدم الكلام عليه.
قوله: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بآخره إذا اجتمع إليه أصحابه" بآخره بفتح الهمزة والخاء المعجمة غير ممدود أي بأخر أمره أي بآخر عمره ويجوز أن يكون في آخر جلوسه.
قوله "سبحانك اللهم وبحمدك" الحديث وهو علم للتسبيح ومعناه التنزيه عن النقائص وقوله "وبحمدك" أي وسبحت بحمدك أي بتوفيقك وهدايتك لا بحولي وقوتي ففيه شكر الله على هذه النعمة والاعتراف بها والتفويض إلى الله تعالى قاله الكرماني
(3)
.
(1)
أبو داود (4857)، وابن حبان (593).
(2)
تهذيب الأسماء واللغات (1/ 187 ترجمة 162).
(3)
الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري (5/ 151).