الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الترغيب في كلمات يقولهن من يأرق أو يفزع بالليل
2479 -
عَن عَمْرو بن شُعَيْب رضي الله عنه عَن أَبِيه عَن جده أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ إِذا فزع أحدكُم فِي النّوم فَلْيقل أعوذ بِكَلِمَات الله التامات من غَضَبه وعقابه وَشر عباده وَمن همزات الشَّيَاطِين وَأَن يحْضرُون فَإِنَّهَا لن تضره قَالَ وَكَانَ عبد الله بن عَمْرو يلقنها من عقل من وَلَده وَمن لم يعقل كتبهَا فِي صك ثمَّ علقها فِي عُنُقه رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَاللَّفْظ لَهُ وَقَالَ حَدِيث حسن غَرِيب وَالنَّسَائِيّ وَالْحَاكِم وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلَيْسَ عِنْده تخصيصها بِالنَّوْمِ
(1)
.
قوله: عن عمرو بن شعيب رضي الله عنه عن أبيه عن جده، تقدم الكلام على عمرو بن شعيب على أبيه وجده رضي الله عنهم.
قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا فزع أحدكم في النوم" الحديث، والفزع هو الروع بفتح الراء والروع الخوف.
قوله: "ومن همزات الشياطين وأن يحضرون" الحديث، وهمزات الشياطين أي نزعات الشياطين الشاغلة عن ذكر الله تعالى وهي خطراته التي تخطرها في قلب الإنسان أ. هـ.
(1)
أبو داود (3893)، والترمذي (3528)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (10601)، والحاكم (1/ 548)، وأحمد (6696)، والبخاري في خلق أفعال العباد (440)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (750)، والطبراني في الدعاء (1086)، وحسنه الألباني في ضعيف سنن الترمذي (706)، دون قوله: "فكان عبد الله
…
" إلخ".
قوله: قال: وكان عبد الله بن عمرو يلقنها من عقل من ولده ومن لم يعقل كتبها في صك ثم علقها في عنقه، الصك بفتح الصاد وهو الكتاب.
2480 -
وَفِي رِوَايَة للنسائي قَالَ كَانَ خَالِد بن الْوَليد رجلا يفزع فِي مَنَامه فَذكر ذَلِك لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم إِذا اضطجعت فَقل بِسم الله أعوذ بِكَلِمَات الله التَّامَّة فَذكر مثله
(1)
.
وَقَالَ مَالك فِي الْمُوَطَّإِ بَلغنِي أَن خَالِد بن الْوَلِيد قَالَ لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِنِّي أروع فِي مَنَامِي فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقل فَذكر مثله
(2)
.
وَرَوَاهُ أَحْمد عَن مُحَمَّد بن يحيى بن حبَان عَن الْوَلِيد بن الْوَلِيد أَنه قَالَ يَا رَسُول الله إِنِّي أجد وَحْشَة قَالَ إِذا أخذت مضجعك فَقل فَذكر مثله وَمُحَمّد لم يسمع من الْوَلِيد
(3)
.
قوله: في رواية للنسائي قال: كان خالد بن الوليد رجلا يفزع في منامه فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم. خالد بن الوليد هو أبو سليمان وقيل أبو الوليد خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي المخزومي سيف الله، أمه: لبابة الصغرى بنت
(1)
النسائي في عمل اليوم والليلة (10602).
(2)
مالك في الموطأ (2737)، قال ابن عبد البر في التمهيد (24/ 109)، هذا حديث مشهور مسندًا وغير مسند.
(3)
أحمد (16573)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (639)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 123)، ورجاله رجال الصحيح، إلا أن محمد بن يحيى بن حبان لم يسمع من الوليد بن الوليد.
الحارث أخت ميمونة بنت الحارث، ولبابة الكبرى امرأة العباس، أسلم بعد الحديبية، وكانت الحديبية في ذي القعدة سنة ست من الهجرة وشهد غزوة مؤتة، وسماه النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ سيف الله، وشهد خيبر وفتح مكة وحنينا، روى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية عشر حديثا، اتفق البخاري ومسلم على حديث وكان رضي الله عنه من المشهورين بالشجاعة والشرف والرياسة، قال الزبير بن بكار وغيره وكان خالد بن الوليد هو المقدم على خيول قريش في الجاهلية ولم يزل من حين أسلم يوليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أعنة الخيل في مقدمتها، وشهد فتح مكة قاتلا فيها، وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى العزى فهدمها وكان بيتا عظيما لمضر تبجله ولما حضرت خالدا الوفاة قال: لقد شهدت مائة زحف أو نحوها وما في بدني موشع شبر إلا وفيه ضربة أو رمية وها أنا أموت على فراشي فلا نامت أعين الجبناء، وما لي من عمل أرجى من لا إله إلا الله وأنا متترس بها، وتوفي رضي الله عنه في خلافة عمر بن الخطاب سنة إحدى وعشرين وكانت وفاته بحمص وقبره مشهور على نحو ميل من حمص، وقيل: توفي بالمدينة قاله أبو زرعة الدمشقي عن دحيم والصحيح الأول وحزن عليه عمر رضي الله عنه والمسلمون حزنا شديدا وفضائله كثيرة مشهورة والله أعلم.
قوله: وقال مالك في الموطإ بلغني أن خالد بن الوليد قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم إني أروع في منامي، وفي بعض النسخ: أفزع في منامي، وهو تفسير لأروع قاله عياض
(1)
.
(1)
مشارق الأنوار على صحاح الآثار (1/ 302).
قوله: ورواه أحمد عن محمد بن يحيى بن حبان عن الوليد بن الوليد [ومحمد بن يحيى بن حبان]، حبان بالحاء المهملة المفتوحة وبالموحدة المشددة وبالنون الأنصاري المازني النجاري بالجيم المدني التابعي كان له حلقة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان مفتيا ثقة كثير الحديث، مات بالمدينة سنة إحدى وعشرين ومائة قاله الكرماني في شرح البخاري
(1)
، وحبان يحتمل صرفه ومنعه نظرا إلى اشتقاقه من حبن بكسر الموحدة إذا طرأ له السفر أو من أحب.
قوله: "إذا أخذت مضجعك" المضجع بفتح الجيم.
2481 -
وَرُوِيَ عَن أبي أُمَامَة رضي الله عنه قَالَ حدث خَالِد بن الْوَلِيد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَن أهاويل يَرَاهَا بِاللَّيْلِ حَالَتْ بَينه وَبَين صَلَاة اللَّيْل فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَا خَالِد بن الْوَلِيد أَلا أعلمك كَلِمَات تقولهن وَلَا تقولهن ثَلَاث مَرَّات حَتَّى يذهب الله عَنْك ذَلِك قَالَ بلَى يَا رَسُول الله بِأبي أَنْت وَأمي فَإِنَّمَا شَكَوْت هَذَا إِلَيْك رَجَاء هَذَا مِنْك قَالَ قل أعوذ بِكَلِمَات الله التَّامَّة من غَضَبه وعقابه وَشر عباده وَمن همزات الشَّيَاطِين وَأَن يحْضرُون قَالَت عَائِشَة رضي الله عنها فَلم ألبث إِلَّا ليَالِي حَتَّى جَاءَ خَالِد بن الْوَلِيد فَقَالَ يَا رَسُول الله بِأبي أَنْت وَأمي وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ مَا أتممت الْكَلِمَات الَّتِي علمتني ثَلَاث مَرَّات حَتَّى أذهب الله عني مَا كنت أجد مَا أُبَالِي لَو دخلت على أَسد فِي خيسته بلَيْل رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط
(2)
.
(1)
الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري (2/ 190).
(2)
الطبراني في المعجم الأوسط (931)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 127)، وفيه الحكم بن عبد الله الأيلي، وهو متروك.
خيسة الْأسد بِكَسْر الْخَاء الْمُعْجَمَة هُوَ مَوْضِعه الَّذِي يأوي إِلَيْهِ.
قوله: وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه، تقدم الكلام عليه.
قوله: بأبي أنت وأمي، تقدم الكلام على ذلك.
قوله: ومن همزات الشياطين، تقدم الكلام على ذلك أيضًا.
قوله: ما أبالي لو دخلت على أسد في خيسته، قد فسر الحافظ: الخيسة وضبطها.
قوله: [قوله عن أبي التياح إلى إذا الورقة بوجهيها معا مع أول الورقة التي تليها، وذلك في خمسة أسطر ونصف كله مؤخر عن قوله هناك ما نصه: قوله: ما أبالي لو دخلت على أسد في خيسته إلى آخر الباب وهذا محل هذه القولة وما بعدها إلى آخر الباب المذكورة ثم يقرأ قوله: وعن أبي التياح في حسبما نبه على ذلك المصنف رحمه الله].
2482 -
وَعَن أبي التياح قَالَ قلت لعبد الرَّحْمَن بن خنبش التَّمِيمِي رضي الله عنه وَكَانَ كَبِيرا أدْركْت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ نعم قلت كَيفَ صنع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لَيْلَة كادته الْجِنّ قَالَ إِن الشَّيَاطِين تحدرت تِلْكَ اللَّيْلَة على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من الأودية والشعاب وَفِيهِمْ شَيْطَان بِيَدِهِ شعلة من نَار يُرِيد أَن يحرق بهَا وَجه رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فهبط إِلَيْهِ جِبْرِيل عليه السلام فَقَالَ يَا مُحَمَّد قل قَالَ مَا أَقُول قَالَ قل أعوذ بِكَلِمَات الله التَّامَّة من شَرّ مَا خلق وذرأ وبرأ وَمن شَرّ مَا ينزل من السَّمَاء وَمن شَرّ مَا يعرج فِيهَا وَمن شَرّ فتن اللَّيْل وَالنَّهَار وَمن شَرّ كل طَارق إِلَّا طَارِقًا يطْرق بِخَير يَا رَحْمَن قَالَ فطفئت نارهم وَهَزَمَهُمْ الله تبارك وتعالى رَوَاهُ أَحْمد
وأَبُو يعلى وَلكُل مِنْهُمَا إِسْنَاد جيد مُحْتَج بِهِ
(1)
.
وَقد رَوَاهُ مَالك فِي الْمُوَطَّأ عَن يحيى بن سعيد مُرْسلا
(2)
.
وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ من حَدِيث ابْن مَسْعُود بِنَحْوِهِ
(3)
.
خنبش هُوَ بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة بعْدهَا نون سَاكنة وباء مُوَحدَة مَفْتُوحَة وشين مُعْجمَة.
قوله: وعن أبي التياح، أبو التياح بفتح التاء المثناة فوق وبعدها مثناة تحت مشددة وآخرها حاء مهملة واسمه يزيد بن حميد الضبعي البصري العبدي الصالح، قال شعبة كنا نكنيه بأبي حماد قال: وبلغني أنه كان يكنى بأبي التياح وهو علام.
قوله: قلت لعبد الرحمن بن خنبش التميمي رضي الله عنه وكان كبيرًا، خنبش بفتح الخاء المعجمة بعدها نون ساكنة وباء موحدة مفتوحة وشين معجمة قاله المنذري.
(1)
أحمد (15460)، وأبو يعلى (6844)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (638)، والبيهقي في الدعوات الكبير (531)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (4637)، وابن الأثير في أسد الغابة (3/ 339)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 127)، رواه أحمد والطبراني بنحوه، ورجال أحد إسنادي أحمد وأبي يعلى وبعض أسانيد الطبراني رجال الصحيح، وكذلك رجال الطبراني، وقال البخاري فيما نقله عنه الحافظ في الإصابة (6/ 275)، في إسناده نظر، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (840).
(2)
مالك في الموطأ (2738)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (10793).
(3)
النسائي في عمل اليوم والليلة (10792).
قوله: "ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن" كل آت بالليل طارق، قيل: أصل الطروق من الطرق [وهو الدق] وسمى الآتي بالليل طارقا لحاجته إلى دق الباب قاله في النهاية
(1)
.
قوله: "من شر ما خلق وذرأ وبرأ" كله بمعنى واحد وأصل الهمز من الذرء وهو الخلق لأن الله ذرأهم أي خلقهم قاله ابن دريد ذرأ الله الخلق ذرأ وهذا مما تركت العرب الهمز فيه وقال الزبيدي أصله من النشر من ذرأ وقال غيره أصله من الذب فعليه منه لأن الله تعالى خلقهم أو لا أمثال الذر وهو النمل الصغير فعلى هذين الوجهين لا أصل له في الهمز أ. هـ قاله عياض، وقال في النهاية
(2)
: ذرأ الله الخلق يذرأهم إذ خلقهم وكطان الذرء مختص بخلق الذرية أ. هـ.
قوله: وقد رواه مالك في الموطأ من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيت ليلة أسري بي عفريتا من الجن يطلبني بشعلة من نار كلما التفت رأيته فقال جبريل عليه السلام: ألا أعلمك كلمات تقولهن فتنطفئ شعلته [ويخر][لفيه] فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بلى فقال جبريل قل أعوذ بوجه الله الكريم وبكلمات الله التامات التي لا يجاورهن بر ولا فاجر من شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرف فيها ومن شر ما ذرأ في الأرض ومن شر ما يخرج منها ومن فتن الليل والنهار ومن طوارق الليل إلا طارقا يطرق بخير يا رحمان
(3)
.
(1)
النهاية في غريب الحديث والأثر (3/ 121).
(2)
النهاية في غريب الحديث والأثر (2/ 159).
(3)
الموطأ (2738)، وحياة الحيوان (2/ 172).
2483 -
وَعَن خَالِد بن الْوَليد رضي الله عنه أَنه أَصَابَهُ أرق فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَلا أعلمك كَلِمَات إِذا قلتهن نمت قل اللَّهُمَّ رب السَّمَاوَات السَّبع وَمَا أظلت وَرب الْأَرْضين وَمَا أقلت وَرب الشَّيَاطِين وَمَا أضلت كن لي جارا من شَرّ خلقك أَجْمَعِينَ أَن يفرط عَليّ أحد مِنْهُم أَو أَن يطغى عز جَارك وتبارك اسْمك رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير والأوسط وَاللَّفْظ لَهُ وَإِسْنَاده جيد إِلَّا أَن عبد الرَّحْمَن بن سابط لم يسمع من خَالِد وَقَالَ فِي الْكَبِير عز جَارك وَجل ثناؤك وَلَا إِلَه غَيْرك
(1)
.
وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ من حَدِيث بُرَيْدَة بِإِسْنَاد فِيهِ ضعف وَقَالَ فِي آخِره عز جَارك وَجل ثناؤك وَلَا إِلَه غَيْرك لَا إِلَه إِلَّا أَنْت
(2)
.
قوله: وعن خالد بن الوليد رضي الله عنه، تقدم الكلام عليه.
قوله: أنه أصابه أرق، قال أهل اللغة: الأرق السهر.
قوله صلى الله عليه وسلم: "قل اللهم رب السماوات السبع وما أظلت ورب الأرضين" الحديث، الأرضين بفتح الراء وسكون الراء لغة ضعيفة.
(1)
الطبراني في المعجم الكبير (3839)، وفي الصغير (963)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 126)، رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح، إلا أن عبد الرحمن بن سابط لم يسمع من خالد بن الوليد، ورواه في الكبير بسند ضعيف بنحوه، وضعفه الألباني في ضعيف سنن الترمذي (703).
(2)
الترمذي (3523)، والطبراني في الأوسط (146)، وقال الترمذي: هذا حديث ليس إسناده بالقوي، والحكم بن ظهير قد ترك حديثه بعض أهل الحديث، وقال الحافظ بن حجر في التقريب: متروك رمي بالرفض، واتهمه ابن معين.
قوله: "وما أقلت" أي حملت.
قوله: إلا أن عبد الرحمن بن سابط لم يسمع من خالد.
فائدة: قال النووي
(1)
: روينا في كتاب ابن السني عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: شكوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أرقا أصابني فقال: قل: "اللهم غارت النجوم وهدأت العيون وأنت حي قيوم لا تأخذك سنة ولا نوم يا حي يا قيوم اهد ليلي وأنم عيني فقلتها فأذهب الله عني ما كنت أجد".
فائدة أخرى: في أواخر دلائل النبوة للبيهقي
(2)
عن أبي دجانة واسمه سماك بن خرشة قال: شكوت إلى النبي صلى الله عليه وسلم أني نمت في فراشي فسمعت صريرا كصرير الرحى ودويا كدوي النحل ولمعا كلمع البرق فرفعت رأسي فإذا أنا بظل أسود يعلو ويطول في صحن داري عسست جلده فإذا هو كجلد القنفد فرمي في وجهي مثل شرر النار فقال صلى الله عليه وسلم: "عامر دارك يا أبا دجانة" ثم طلب صلى الله عليه وسلم دواة وقرطاسا، وأمر عليا رضي الله عنه أن يكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد رسول رب العالمين إلى من طرق الدار من العمار والزوار إلا طارقا يطرق بخير. أما بعد، فإن لنا ولكم في الجو سعة فإن تك غاسقا مولعا أو فاجرا مقتحما، فهذا كتاب الله ينطق علينا وعليم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون، ورسلنا يكتبون ما تمكرون، اتركوا صاحب كتابي هذا وانطلقوا إلى عبدة الأصنام، وإلى من
(1)
الأذكار (ص 97) وأخرجه ابن السنى عن زيد بن ثابت (754).
(2)
دلائل النبوة للبيهقي محققا (7/ 120).
يزعم أن مع الله إلها أخر لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون، حم ثم لا تنصرون، حم عسق، تفرق أعداء الله وبلغت حجة الله ولا حول ولا قوة إلا بالله فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم، قال أبو دجانة: فأخذت الكتاب وأدرجته وحملته إلى داري وجعلته تحت رأسي فبت ليلتي فما انتبهت إلا من صراخ صارخ يقول: يا أبا دجانة، أحرقتنا هذه الكلمات فبحق صاحبك، إلا ما رفعت عنا هذا الكتاب فلا عود لنا في دارك ولا في جوارك ولا في موضع يكون فيه هذا الكتاب، قال أبو دجانة: ولقد طالت علي ليلتي بما سمعت من أنين الجن وصراخهم وبكائهم حتى أصبحت فغدوت فصليت الصبح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبرته بما سمعت من الجن ليلتي وما قلت لهم فقال: يا أبا دجانة ارفع عن القوم فوالذي بعثني بالحق بينا إنهم ليجدون ألم العذاب إلى يوم القيامة، ورواه الوابلي أيضًا في الإبانة والقرطبي في التذكار
(1)
..
فائدة أخرى: في كتاب العرائس لأبي الفرج بن الجوزي
(2)
أن بعض طلبة العلم خرج من بلاده فرافق شخصًا في الطريق لما كان قريبا من المدينة التي قصدها قال له صار لي عليك حق وذمام وأنا رجل من الجان ولي إليك حاجة قال: ما هي؟ قال: إذا أتيت إلى مكان كذا وكذا فإنك تجد فيه دجاجا بينهم ديك، فاسأل عن صاحبه واشتره واذبحه فهذه حاجتي فقلت: يا أخي
(1)
التذكار (ص 224 - 225).
(2)
حياة الحيوان (2/ 557 - 558).
وأنا أيضا أسألك حاجة قال: ما هي؟ قال: إذا كان الشيطان ماردا لا تعمل فيه العزائم وألح بالآدمي منا، ما دواءه؟ فقال: يؤخذ له وترمي جلد يحمور فيشد إبهامي المصاب من يديه شدًا وثيقا ثم يؤخذ له من دهن السداب البري فيقطر في أنفه الأيمن أربعا وفي الأيسر ثلاثا فإن السالك له يموت ولا يعود إليه أحد بعده قال: فلما دخلت المدينة أتيت إلى ذلك المكان فوجدت الديك لعجوز فسألتها بيعه فابت فاشتريته بأضعاف ثمنه فلما اشتريته تمثل لي من بعيد، وقال: بالإشارة اذبحه فذبحته فخرج عند ذلك رجال ونساء فضربوني ويقولون يا ساحر فقلت لست بساحر قالوا: إنك منذ ذبحت الديك أصيبت شابة عندنا بجني وإنه منذ سلكها لم يفارقها فطلبت منهم وترامي جلد يحمور ودهن السداب البري فلما فعلت به ذلك صاح وقال: إنما علمتك على نفسي ثم قطرت في أنفه الدهن فخر ميتا من ساعته وشفا الله تلك المرأة ولم يعاودها بعده شيطان.
فائدة: اليحمور المذكور في حديث الجني دابة وحشية نافرة لها قرنان طويلان كأنهما منشاران تنشر بهما الشجر، إذا عطش يرد الفرات تجد الشجر ملتفة فتنشر بهما، قال الجوهري: اليحمور حمار الوحش وحكمه الحل كيف كان، الخواص دهنه ينفع من الاسترخاء الحاصل في أحد شفتي الإنسان إذا استعمله مع دهن البلسان
(1)
والله أعلم.
(1)
حياة الحيوان (2/ 557).
فائدة: روى البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعوذ الحسن والحسين رضي الله عنهما: "أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة" ثم يقول: "كان أبوكم إبراهيم عليه السلام يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق" أو قال "إسماعيل وإسحاق عليهما السلام"
(1)
، وكان الإمام أحمد بن حنبل يستدل بقوله "بكلمات الله التامات" على أن القرآن غير مخلوق ويقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يستعيذ بمخلوق وما من كلام مخلوق إلا فيه نقص فالموصوف منه بالتام غير مخلوق وهو كلام الله تعالى
(2)
، قال الخطابي
(3)
: والهامة بتشديد الميم أحد الهوام ذات السموم القاتلة كالحية والعقرب ونحوهما.
قوله: "من كل عين لامة" بتشديد الميم معناه: ذات لمم وهي التي تصيب ما نظرت إليه بسوء.
[فائدة تذكر للحفظ: قال أبو محمد عبد الله بن يحيى بن أبي الهيثم المصعبى من أصحاب الشافعي إماما صالحا، عالما من أهل اليمن من أقران صاحب البيان من تصنيفه احتراز المهذب والتعريف في الفقه، روى أن ناسا ضربوه بالسيوف فلم تقطع سيوفهم فيه، فسئل عن ذلك فقال: كنت أقرأ
(1)
مسند أحمد (2434) والترمذي (2060) وعبد الرزاق (7988)، وصححه الألباني كما تخريج الكلم الطيب (ص: 130).
(2)
حياة الحيوان (2/ 511 - 512).
(3)
معالم السنن (2/ 239).
{وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}
(1)
{فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}
(2)
{لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّه}
(3)
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)}
(4)
{وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (17)}
(5)
{وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7)}
(6)
{وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}
(7)
{إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4)}
(8)
(9)
إلى آخر السورة، ثم قال: كنت بسرية يوما مع جماعة فرأينا ذئبا يلاعب شاة عجفاء ولا يضرها بشيء فلما دنونا فر منا الذئب وجدنا في عنق الشاة كتابا مربوطا فيه هذه الآيات، مات الضبعي سنة ثلاث وخمسين والله أعلم
(10)
.
(1)
سورة البقرة، الآية:255.
(2)
سورة يوسف، الآية:64.
(3)
سورة الرعد، الآية:11.
(4)
سورة الحجر، الآية:9.
(5)
سورة الحجر، الآية:17.
(6)
سورة الصافات، الآية:7.
(7)
سورة فصلت، الآية:12.
(8)
سورة الطارق، الآية:4.
(9)
سورة البروج، الآيات: 12 - 14.
(10)
حياة الحيوان (2/ 61).
فائدة أخرى: قال الحافظ أبو زرعة: وقعت النار بحراء فاحترقت فيها تسعة ألاف دار فيها تسعة ألاف مصحف احترقت وهذه الآيات لم تحترق في كل مصحف {ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} {وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ}
(1)
{وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ}
(2)
{وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا}
(3)
{وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ}
(4)
(5)
{يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)}
(6)
{ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ}
(7)
{وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22)}
(8)
فما وضعت هذه في متاع أو غيره إلا حفظه الله تعالى
(9)
، انتهى].
قوله: ما أبالي لو دخلت على أسد في خيسته بليل، قال الحافظ: خيسة الأسد بكسر الخاء هو موضعه الذي يأوي إليه، والأسد من السباع
(1)
سورة يوسف، الآية:67.
(2)
سورة إبراهيم، الآية:42.
(3)
سورة إبراهيم، الآية:34.
(4)
سورة الإسراء، الآية:23.
(5)
سورة طه، الآيتان: 4 - 5.
(6)
سورة الشعراء، الآيتان: 88 - 89.
(7)
سورة فصلت، الآية:11.
(8)
سورة الذاريات، الآية:22.
(9)
حياة الحيوان (2/ 61).
معروف وجمعه أسود وأسد وأسد وأساد والأنثى أسدة، وفي حديث أم زرع: زوجي إن دخل فهد وإن خرج أسد، وله أسماء كثيرة قال ابن خالويه للأسد خمس مائة اسم وصفة، فمن أشهرها أسامة والحارث وحيدرة والسبع والصعب والضرغام ومن كناه أبو الأبطال وأبو حفص وأبو العباس وغير ذلك وهو أشرف الحيوان المتوحش، وأن منزلته منزلة الملك المهاب لقوته وشجاعته وقساوته وجهامته وشراسة خلقه، ولذلك يضرب به المثل في النجدة وفي شدة الإقدام والصولة وقيل لحمزة بن عبد المطلب أسد الله، قالوا: وللأسد من الصبر على الجوع وقلة الحاجة إلى الماء ما ليس لغيره من السباع ولا يأكل من فريسته غيره وإذا شبع من فريسته تركها ولم يعد إليها وإذ جاع ساءت أخلاقه وإذا امتلأ بالطعام ارتأض ولا يشرب من ماء ولغ فيه كلب، ويوصف بالشجاعة والجبن، فمن جبنه أنه يفرق من صوت الديك ونقر الطست ومن السنور ويتحير عند رؤية النار وهو شديد البطش ولا يألف شيئا من السباع ولا يدنو من المرأة الطامث، ولو بلغه الجهد ويعمر كثيرا وعلامة كبره سقوط أسنانه روى ابن سبع السبتي في شفاء الصدور عن عبد الله بن عمر بن الخطاب أنه خرج في بعض أسفاره فبينما هو يسير إذا هو بقوم وقوف فقال ما لهؤلاء قالوا أسد على الطريق وقد أخافهم فنزل عن دابته ثم مشى إليه حتى أخذ بأذنيه ونحاه عن الطريق ثم قال: ما كذب عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما سلطت على ابن آدم مخافته غير الله ولو أن ابن آدم لم يخف إلا الله لم تسلط عليه ولو لم يرج إلا الله لما وكله الله إلى غيره، وفي
سنن أبي داود من حديث عبد الرحمن بن آدم وليس له عنده سواه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ينزل عيسى بن مريم على الأرض كأن رأسه تقطر وغن لم يصبه بلل وأنه يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويقيض المال وتقع الأمنة في الأرض حتى ترعى الأسد مع الإبل والنمر مع البقر والذئاب مع الغنم وتلعب الصبيان بالحيات ولا يضر بعضهم بعضا ثم يبقى في الأرض أربعين سنة ثم يموت ويصلي عليه المسلمون ويدفنونه ودعا النبي صلى الله عليه وسلم على عتيبة بن أبي لهب فقال: "اللهم سلط عليه كلبا من كلابك" فافترسه الأسد بالزرقاء من أرض الشام، رواه الحاكم من حديث أبي نوفل بن أبي عقرب عن أبيه وقال صحيح الإسناد، وروى أبو نعيم بسنده إلا الأسود بن هبار قال: تجهز أبو لهب وابنه عتيبة نحو الشام فخرجت معهما فنزلنا السراة قريبا من صومعة راهب فقال الراهب ما أنزلكم ها هنا، هنا سباع فقال أبو لهب أنتم عرفتم سني وحقي قلنا أجل قال إن محمدا دعا على ابني فاجمعوا متاعكم على هذه الصومعة ثم افرشوا لابني عليه وناموا حوله ففعلنا ذلك وجمعنا المتاع حتى ارتفع ودرنا حوله وبات عتبة فوق المتاع فجاء الأسد فشم وجوهنا ثم وثب فإذا هو فوق المتاع فقطع رأسه فقال: سيفي يا كلب فلم يقدر على غير ذلك، وفي رواية: فوثب الأسد فضرب بيده ضربة واحدة فخدشه فقال: اقتلني فمات لساعته وطلبنا الأسد فلم نجده وإنما سماه النبي صلى الله عليه وسلم كلبا لأنه يشبهه في رفع رجله عند البول
(1)
.
(1)
حياة الحيوان (2/ 61 - 62).
فائدة: روى ابن السني في عمل اليوم والليلة
(1)
من حديث داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عابس عن علي بن أبي طالب أنه قال: إذا كنت بواد تخاف فيه السبع فقل أعوذ بدانيال وبالجب من شر الأسد، أشار بذلك إلى ما رواه البيهقي في الشعب أن دانيال طرح في جب وألقيت عليه السباع فجعلت السباع تلحسه وتبصبص إليه فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا دانيال فقال من أنت؟ قال: أنا رسول ربك إليه أرسلني إليك بطعامك فقال الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره
(2)
، وروى ابن أبي الدنيا من وجه آخر أن الملك الذي كان دانيال في سلطانه جاء المنجمون وأصحاب العلم فقالوا له إنه يولد ليلة كذا وكذا غلام يفسد ملكك فأمر بقتل كل من يولد في تلك الليلة فلما ولد دانيال ألقته أمه في أجمة الأسد فبات الأسد ولبوته يلحسانه فنجاه الله بذلك حتى بلغ ما بلغ وكان ما قدره الله العزيز العليم، ثم روي [ثمن] بإسناده عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه قال: رأيت في يد أبي بردة خاتما نقش فضة أسد أن بينهما رحل وهما يلحسان ذلك الرجل قال ابن بردة هذا خاتم دانيال أخذه أبو موسى يوم دينه فسأل أبو موسى علماء بلده فقالوا: إن دانيال نقش صورته وصورة الأسدين يلحسانه في فص خاتمه لئلا ينسى
(1)
عمل اليوم والليلة لابن السني (347)، مكارم الأخلاق للخرائطي (1043) وفي عجالة الراغب المتمني في تخريج كتاب عمل اليوم والليلة لابن السني (1/ 399) إسناده ضعيف جدًا.
(2)
شعب الإيمان (2/ 481 رقم 1277).
نعمة الله عليك في ذلك فلما ابتلى دانيال أولا وآخرا بالسباع جعل الله تعالى الاستعاذة به في ذلك تمنع شرها الذي لا يستطاع، وفي المجالسة للدينوري عن معاذ بن رفاعة قال: مر يحيي بن زكريا عليه السلام بغير دانيال النبي صلى الله عليه وسلم فسمع صوتا من القبر يقول سبحان من تعزز بالقدرة وقهر العباد بالموت فمضى فإذا هو بصوت من السماء أنا الذي تعززت بالقدرة وقهرت العباد بالموت من قالهن استغفر له السماوات السبع والأرضون السبع ومن فيهن
(1)
وكان دانيال عليه السلام أتاه الله عز وجل النبوءة والحكمة وكان في أيام بخت نصر، قال أهل التاريخ: أسر بخت نصر مع من أسره من بني إسرائيل وحبسهم ثم رأى بخت نصر رؤيا أفزعته وعجز الناس عن تفسيرها ففسرها دانيال عليه السلام فأعجبه وأكرمه قالوا: وقبره بنهر السويس ووجده أبو موسى الأشعري فأخرجه وكفنه وصلى عليه ثم قبره في نهر السوس وأجرى عليه الماء وفي المجالسة أيضًا للدينوري قال عبد الجابر بن كليب كنا مع إبراهيم بن أدهم في سفر فعرض لنا الأسد فقال إبراهيم قولوا اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام، واحفظنا بركنك الذي لا يرام وارحمنا بقدرتك علينا، لا نهلك وأنت رجاؤنا يا الله يا الله يا الله قال: فولى الأسد عنا قال: وأنا أدعوا به عند كل مخوف فما رأيت إلا خيرًا
(2)
.
(1)
المجالسة (1647).
(2)
حياة الحيوان (1/ 14 - 15).